الاعلان عن تأسيس رابطة تحرير المرأة في العراق
"التمييز بحق المرأة هو أحد السمات المميزة للعالم المعاصر" – منصور حكمت
تعاني المرأة في كل العالم من الاظطهاد واللامساواة. فهي لا تحصل حتى في اكثر المجتمعات تقدماً الا على جزء طفيف مما يحصل عليه الرجل من حقوق تافهة اصلاً. وفي المجتمعات المتخلفة يزداد حرمان المرأة بشكل هائل لسطوة الميراث الاجتماعي الرجعي وهيمنة الدين والقومية والتقاليد البطرياركية والعشائرية والمنظومات المتخلفة الاخرى المحقرة للمرأة.
وفي العراق عانت المرأة طويلاً من طغيان الاحزاب القومية وممارساتها المعادية للمرأة ممثلة بحزب البعث والاحزاب القومية الكردية من جهة ومن الازمات الاجتماعية التي سببتها اجواء الحرب والحصار الامريكي وسياسة حكومات الغرب. ونتيجة لذلك حرمت المرأة اكثر من اية شريحة اجتماعية اخرى من الحقوق في كافة المجالات. وبعد الاحتلال الامريكي للعراق واقتلاع الدولة واحلال ميليشيات الاسلام السياسي والشراذم والاحزاب القومية وفلول البعث محلها لحكم المجتمع، تراجع وضع المرأة بشكل مروع. فقد اصبحت عرضة الى شتى صنوف الاظطهاد والتمييز والتحقير وحتى القتل. اصبح وضع المرأة يسير بمنحنى تنازلي مستمر حتى باتت مكتسباتها الاساسية التي حصلت عليها في العقود السابقة عرضة الى الانتهاك لعدم وجوود حماية الدولة او القانون لها وبات وضع الملايين من النساء مهددا بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر للعراق.
ورغم نضال المرأة بعد الاحتلال لردع القوانبن والتشريعات الرجعية التي حاولت القوى الاسلامية القومية فرضها على نساء العراق الا ان نضال المرأة ظل ضعيفا ومشتتا نتيجة لهيمنة قوى اليمين الاسلامي والقومي والعشائري على المجتمع من جهة وتخبط الحركة النسوية نتيجة سيادة الراديكالية الاصلاحية او محاباة القوى الاسلامية والقومية من جهة اخرى.
وبسبب غياب المنظمة الجماهيرية للنساء العاملات والكادحات والمحرومات والتي يعد توحيد نضالهن من اجل نيل حقوقهن جزءا لا ينفصل عن النضال الثوري الشامل للطبقة العاملة في العراق من اجل تحررها النهائي من سطوة النظام الطبقي؛
وبسبب غياب وجود المنظمة النسوية الجماهيرية الحقيقية لعدم قدرة ماهو قائم منها اليوم على ادراك حقيقة ان الاسلام السياسي بمثابة نظام رجولي همجي واستناده الى التقاليد البالية المهترئة المهينة للمرأة ومساواتها الكاملة بالرجل هو احد البنى المعاصرة للنظام الرأسمالي في العراق ولا يمكن القضاء عليه من خلال اي برنامج اصلاحي مهما كان راديكالياً وباساليب فوقية ؛
وبسبب غياب المنظمة النسوية الجماهيرية التي بامكانها ربط نضال المرأة بالنضال الاشتراكي العمالي الحي الجاري في المجتمع؛
فقد قررنا انشاء منظمتنا النسوية - رابطة تحرير المرأة في العراق لتكون المنظمة الجماهيرية التي تجمع بين اركانها كل نساء العراق المعترضات والثائرات على اوضاعهن وعلى الظلم واللامساواة الذي يلحق بهن.
تسعى منظمتنا الى الدفاع الفوري عن حريات النساء ومساواتهن الكاملة غير المنقوصة بالرجل من خلال التحول الى منظمة جماهيرية ذات افق اشتراكي عمالي. وفي هذا الصدد ستناضل منظمتنا بقوة من اجل تحقيق اقصى المكاسب راديكالية وتحررا للنساء في العراق وفي جميع المجالات.
تدعو منظمتنا كل نساء ورجال العراق وكل الاحرار في العالم الى الانظمام لها للاسهام في انقاذ جماهير العراق النسوية من براثن النظام الرجولي واللامساواتي وتحقيق مجتمع المساواة والحرية والرفاه. تدعو منظمتنا كل القوى النسوية العالمية والقوى الراديكالية والانسانية والعمالية الى مساندتها ودعمها من اجل انقاذ نساء العراق من التمييز والاظطهاد الجنسي والعبودية.
رابطة تحرير المرأة في العراق
10-2-2005