مقابلة مع الرفيق ستار جيمنتو مشاور اللجنة المركزية للحزب
لن يكون هناك اي تغيير سياسي
تحت سلطة هذه الميليشيات !
نحو الاشتراكية:
ستار جيمنتو: في البداية إني أرى ان
نفس تلك الجلسة التي انعقدت بعد ثلاثة اشهر من تصويت جماهير العراق
للانتخابات هي أيضا" اسوة" بسابقتها كذر الرماد في عيون الجماهير
يسعون من وراء عقد تلك الجلسة الى إظهار فصل آخر من مسرحيتهم،
ويريدون من هذا الطريق، وخصوصا" بعد فشل كل اجتماعاتهم واحدا" بعد
الآخرى ليعلنوا للجماهير على أن ذلك البرلمان الكارتوني هو محل
أهتمامهم. لذلك فإنني ارى أن السبب الرأيبسي لعدم إمكانيتهم من
تشكيل الحكومة هو أن كل تلك الجهات والمجاميع الذين شاركوا في
الانتخابات ومن ضمنهم الحزب الشيوعي العراقي يتألفون من الاحزاب
والمليشيات القومية والدينية والعشائرية الرجعية الذين لا يربطهم
اية صلة لا بالمدنية ولا حتى الاعتقاد باي بند من بنود الديمقراطية
والفدرالية لدستورهم الرجعي والمتخلف، ولذلك فإن نزاعاتهم تدور فقط
حول تعزيز سيطرتهم على مناطق نفوذهم وتوسيع تلك المناطق واخضاع
المصادر الاقتصادية فيها لسيطرتهم .
نحو الاشتراكية:
ستار جيمنتو: إنني أرى بأن هذه
القوى لا تستطيع باية صورة كانت تشكيل الحكومة والبرلمان على اساس
الانتخابات ونسب التصويت ونفس الشء حتى بالنسبة للأنتخابات
والنتائج التي تم أعلانها. ولذلك إنني أرى بأنهم بعد هذه
الانتخابات وحتى إذا أعلنوا بعد عدة أشهر آخرى تشكيل الحكومة
والبرلمان، فسوف لن يكون هناك أي تغيير سياسي في الحكومة والبرلمان
الجديدين، بل مثلما اشرتم ربما يكون هناك تغيير شكلي فقط
في المواقع بين تلك القوى والمليشيات بموجب مصالحهم الخاصة
المذهبية والعشائرية وستلعب توازن القوى دورا" مهما" في تغيير تلك
المواقع. والدليل على كل ذلك يرجع إلى أن العشرات من المجاميع
والمليشيات التي تأسست تسعى كل منها إلى نهب المزيد من ثروات
وموارد العراق ولقمة عيش الفقراء والمحرومين ومن أجل ذلك تمسكوا
بالعشائرية الرجعية والمذهبية والدين التابع للعصور المظلمة، وعلى
سبيل المثال فإن مصالح البعثيين تمر اليوم عبر خط علاوي وربما
يتصالحون غدا" وبموجب توازن القوى في الساحة السياسية العراقية
سيتغيرون وقد يتصالحون مع البارزاني والطالباني أيضا" مثلما يقوم
عمار الحكيم حسب رغباته وبموجب مصالحه السياسية الخاصة بتغير
الموقع الذي تخندق فيه قبل الانتخابات، وهو الآن يتموضع في خندق
جديد دون أن يحسب أي حساب حتى لأعضائه ومؤيديه، إن هذا الشكل من
التأرجح بين هذا الخندق وذاك، بالنسبة لمثل هذه الأحزاب ليس موضع
خجل، في حين إن كل خصوصياتهم السياسية من أجل السلطة والنفوذ تعتبر
استهزاء بمصير ومعيشة الجماهير العمالية والمحرومين وبكل أولئك
الذين تصوروا فيما إذا ذهبوا إلى الانتخابات والادلاء بأصواتهم
لربما يحصل تغيير في معيشتهم نحو الأفضل!!. ولذلك فإن هؤلاء يدورون
في حلقة مفرغة، وأهدافهم بخصوص ذلك واضحة ولذلك قاموا بتقسيم
المجتمع بين السنة والشيعة والمسيحي واليزيدي والعرب والكرد
والتركمان، حتى يتمكنون من هناك تطوير متاجرتهم بالدين والرجعية
وجعلها نقطة اساسية للحروب المذهبية والعشائرية فيما بين الجماهير
الآمنة، ووسيلة لاستمرارية بقاء سلطتهم السوداء، وإن الإسلام
السياسي في هذا الأثناء قد لعب أسوء الأدوار. وبالنتيجة فإن تغيير
المواقع وتكوين تحالفات جديدة بين هذه المليشيات هي لنفس الغرض
وليس لتغيير للأوضاع السياسية.
نحو الاشتراكية
ستار جيمنتو: بكل تأكيد إن للقوى
العالمية والأقليمية دور جدي في تحديد الأوضاع السياسية للعراق
وخصوصا" المصالح الأمريكية المتعلقة باستمرار الاحتلال وبقاء
قواتها في العراق وكذلك فإن دور الحكومات الأقليمية مثل إيران
والسعودية لها تأثير مباشر وملحوظ في هذه الأوضاع والاثنان معا" أي
دور الدول الأقليمية من جهة وامريكا وبقية القوى العالمية من جهة
اخرى لها فعل وتأثير مباشر في تعقيد أكثر للأوضاع وخصوصا" في تردي
الأوضاع المعاشية للجماهير.
إن إيران ومنذ ما يقارب من ثلاثة عقود
وبرفقة القواعد والمليشيات والاحزاب الإسلامية العراقية تعتبر عائق
جدي أمام السياسات الأمريكية في المنطقة وهي لحد الآن تمارس أكبر
ضغط من أجل حماية مصالحها في المنطقة، وتسعى من خلال هذا الطريق،
أما رفعهم لشعار معاداة أمريكا ما هي إلا لغرض احتواء كل نزاعاتها
الداخلية وقمع كل اعتراضات جماهير إيران ولإعاقة تطوير وتوسيع
اعتراضات جماهير العراق المعادي لسلطة الإسلام السياسي الرجعي.
ودون شك وبنفس الصورة فإن السعودية وسوريا وتركيا فيما عدا مصالحها
السياسية في المنطقة وحماية مصالحهم الاقتصادية ليس عندهم شيء آخر،
وبأعتقادي إن هذه السلطات حاليا"، وخصوصا" إيران والسعودية وتركيا
هم من المتاجرين والمنتجين للدين والاسلام وهي تعتبر بعد النفط
أكبر رأسمال ومنتوج بيدهم، وبموجب ذلك يصبحون عائقا" ليس فقط أمام
تطوير الاعتراضات الجماهيرية، بل أصبحوا أيضا" سببا" لتعقيد أكثر
للأوضاع حيث أن كلا" منهم يسعى بموجب مصالحه وموقعه في توازن القوى
إلى جر سلطة المليشيات العراقية والمستقبل السياسي للعراق إلى
جانبه ولمصلحته. وفيما يخص القسم الأخير من سؤالكم، يكفي ذلك أن
أقول إذا نظرنا إلى المسميات المذكورة والتي تشير إلى الأحزاب
والمليشيات الحالية في الساحة العراقية، لا نستطيع أن نرى فيهم حتى
أصغر خصائص الأحزاب البرجوازية العادية ممن لهم برنامج سياسي
وحزبي، ولذلك فإن هؤلاء لا يشكلون الأحزاب الاجتماعية للنزاعات
السياسية والاجتماعية للمجتمع العراقي، بل هم مليشيات ومافيات وقوى
مسلحة إرهابية والكثير منهم قد تاسسوا بدعم القوى الخارجية وبعض
الحكومات مثل إيران والسعودية وسوريا وتركيا وكذلك الكثير منهم قد
تم تنصيبهم بالقوة من قبل امريكا، على شاكلة رؤساء العشائر والشيوخ
وقوى الصحوات...إلخ، ولذلك يستحيل أن يصبح من هم على شاكلة هؤلاء
ديمقراطيين، ولذلك ففي ظل سلطة مثل هذه القوى والأحزاب يستحيل
تحقيق التنمية والرفاه الاقتصاديين، لأنهم لا يرون أنفسهم كأصحاب
لمستقبل المجتمع.
نحو الاشتراكية
ستار جيمنتو: دون شك إن اجابتي
لسؤالكم هذا هو: كلا! لأنه أمر معلوم عندما تكون ملامح وجوهر القوى
والأحزاب التي شاركت في الانتخابات تشكل هي نفس الملامح
اللاإنسانية لكل تلك المليشيات والمجايع الإسلامية والقومية
والعشائرية الرجعية الذين يخدعون الجماهير بغد أفضل، سوف لن
يتمكنوا من توفير الاستقرار والرفاه للجماهير. إن هذه الأحزاب
والمليشيات بغية تمكين انفسهم من ترسيخ سلطتهم، سوف لا يسمحون بأي
شكل كان من شيوع الحريات والحقوق المدنية وكذلك الديمقراطية
للجماهير، لأنه في مثل هذه الحالة فإن الجماهير ستهب قبل كل شيء
إلى طردهم من الساحة السياسية في العراق. ولذلك فإن الوسيلة
الوحيدة لاستمرار سلطتهم يتمثل بالقمع والإرهاب والرعب وهذا ما
نراه يوميا" ولذلك فإن جماهير العراق فيما عدا تعرضهم للجوع والفقر
والحرمان، هناك عشرة ملايين من المواطنين يعيشون دون خط الفقر
بالاضافة إلى وجود أكثر من خمسة ملايين أمي، وإن المواطن العراقي
يوميا" لا يتعرض فقط لتهديد هذه الأحزاب والمليشيات، بل يحدث
يوميا" في قلب الأسواق وأماكن العمل والمعيشة، تفجيرات كبيرة
ودامية ويكاد يصبح الحياة مستحيلا"، وفيما عدا ذلك هناك عمليات
الاعدام المستمرة واغتيال المعارضين السياسيين، والنساء،
والمعلمين، ومناصرية الحرية والحداثة حيث شملت بشكل واسع عموم
العراق ومن ضمنه كردستان. ومن أجل انهاء هذه الأوضاع والتحرر
النهائي من الرجعية وبربرية سلطة مليشيات الإسلام السياسي والقومي
والعشائري، إن الطريق الوحيد هو تقوية وتوسيع القوة الراديكالية
والتحررية واليسارية والاشتراكية داخل المحتمع والمحاولة بشكل سريع
لاستقطابهم إلى هذه الجبهة بغية تنظيم الاعتراضات الواسعة والقوية
والموحدة للجماهير ضد هذه الأوضاع وانهاء الاحتلال الامريكي وفي
نفس قطع دابر هذه السلطات المليشياتية.
نحو الاشتراكية: