مقابلة نحو الاشتراكية وبرنامج "عالم افضل"
مع الرفيق سمير نوري عضو الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
حول الاضرابات العمالية التي جرت مؤخراً في العراق
نحو الاشتراكية: أهلا وسهلا بك. قامت قبل فترة سلسلة من الاضرابات العمالية شملت عددا من المعامل في مدن العراق المختلفة في بغداد والناصرية وغيرها. مارأيكم بهذه الاضرابات وباعتباركم حزبا شيوعيا عماليا ماهي رسالتكم الى عمال العراق؟ هل تكتفون بابداء المساندة والدعم؟ ماذا تقولون للعمال المضربين او الذين ينوون القيام باحتجاجات من هذا القبيل؟
الرفيق سمير: خلال الفترة الاخيرة شهدت المصانع والمعامل سلسلة من الأضرابات والأحتجاجات الواسعة و حول مطالب اقتصادية واجراءات أدارية ، وشملت هذه الأضرابات اكبر المدن العراقية، كبغداد والناصرية والكوت والبصرة. نحن نساند هذه الأضرابات بكل طاقتنا وأمكانتنا المادية والمعنوية ، ونسعى لتقويتها و توسيعها ونشر اخبارها محليا وعالميا ، لتأمين اكبر قدر ممكن من المساندة والتضامن على المستوى المحلي والعالمي . أن النضال من أجل تحسين حياة العمال يشكل جزءا مهما وحياتيا من برنامجنا "عالم أفضل" و يشكل النضال الأقتصادي ضد الرأسمال و أرباب العمل القسم ألأكبر من الأصلاحات المطروحة في برنامجنا. وأن النضال المعملي حسب تعبير فردريك أنجلس أو النضال ألأقتصادي يشكل جزءا مهما من اجزاء نضال الشيوعيين ضد نظام عبودية العمل المأجور. واننا ندعم كل الجهود الرامية الى توحيد صفوف العمال صغيرة كانت ام كبيرة وفي نفس الوقت ندعوهم الى توحيد صفوفهم و تشكيل منظمات عمالية واسعة يعبا كل العمال حولها. بدون تنظيم العمال علي الصعيد المعملي والبلد ، فأن الدفاع عن المطالب وفرض ظروف انسانية للعمال سيصبح عملا عسيرا وغير سهل.
صحيح ان ظروف الحرب بين القوتين الارهابيتين امريكا وألأسلام السياسي اثرت سلبيا وخيمت بظلالها على نضال العمال ولكن أيضا هناك ظروف للعمال التي يجب أستغلالها وهي عدم قدرة البرجوازية على قمع العمال وتشديد قبضتها عليهم. وهناك فرصة للأجتماعات وعقد التجمعات العامة وتشكيل المجالس والمنظمات الجماهيرية العمالية وغيرها من المؤسسات العمالية وفرضها على البرجوازية في الوقت الحاضر، يجب استغلال هذه الفرصة. اما الجواب على القسم الأخير من السؤال فأني اقول: العامل اينما كان في هذه الدنيا فلا يمكن ان يديم حياته بدون اعتراض وبدون مواجهة البرجوازية وبدون رفض ظروف العمل القاسي وزيادة شدة العمل و تقليل الاجر واطالة ساعات العمل وتدني ظروف معيشة عائلته....الخ. الان الأعتراض جزء من حياة وتعريف العامل ومن صيرورة حياته ويشكل جزءا من رفضه لاستغلاله كعامل ونحن الشيوعيون من واجبنا ومن أولياتنا أن نقود هذه النضالات و نقويها ونوسع افاقها و نكسب لها تضامنا من كل أطراف المعمورة، و نقول للعمال المضربين والمحتجين استمروا في احتجاجاتكم ووسعوها وحولوها الى حركة سياسية طبقية عارمة وغيروها الى حركة لأتهاء الأستغلال و بناء مجتمع خال من الطبقات خال من الظلم الطبقي. العمال في هذا النضال ليس لديهم شيء يفقدوه، غير سلاسلهم ولكن امامهم عالم ليكسبوه؛ عالم افضل.
نحو الاشتراكية: كيف تترجمون شعاركم حول الاشتراكية او دولة الاشتراكية في العراق الى خطوات عملية فيما يخص تنظيم العمال في الوقت الراهن؟ هل تطرحون المجالس العمالية والتي هي ميكانزم شيوعي لتنظيم العمال ام ان تطرحون الاتحادات المستقلة البعيدة عن سطوة البرجوازية؟ ماهو خياراتكم لتنظيم العمال؟ ولماذا؟
الرفيق سمير: صحيح ان الأوضاع غير ثورية في العراق و لكن سلسلة ألاعترضات العمالية الأخيرة تبين بأن الطبقة العاملة في العراق لها الأمكانية والقدرة والثوروية في أي لحظة من اللحظات أن تغير توازن القوى والأوضاع لصالحها وان تصبغ الأوضاع بطابع الصراع الطبقي. وبوجود الشيوعيون العماليون وتطوير التقاليد والسنن الثورية والاساليب النضالية بما ينسجم وتطور الحركة والنظال الطبقي فأن أفاق الثورة الأشتراكية والامكانية بقيام ثورة كهذه تكون مفهومة بشكل عملي وواقعي .
أن تنظيم العمال في المجالس هو تقليد شيوعي وغير مرهون بوجود ثورة أو عدمها. كما أن النقابة هي تقليد نقابي مرتبط بالتيار الأصلاحي داخل الطبقة العاملة. نحن ندعو العمال الى تشكيل منظماتهم الجماهيرية المستقلة عن البرجوازية وقواها وأحزابها وايضا ندعوهم الى تشكيل المجالس كظرف موات لتنظيم ألاف العمال في صف مستقل ضد البرجوازية .
نحو الاشتراكية: تسيطر على الحركة النقابية والعمالية في العراق مجموعة من الاتحادات الهزيلة والتي تحاول اما ان تعتمد مبدأ الحزب الشيوعي العراقي التساومي مع البرجوازية او مبدأ الاعتراض والذي لا أفق له وبالتالي ترك العمال يناضلون اقتصاديا فقط دون اي بعد سياسي اشتراكي؟ ماهو نقدكم لهذه النقابات والاتحادات؟ و كيف تنظرون الى تغيير ذلك؟
الرفيق سمير: قبل ان نتكلم عن دور ألاحزاب و تأثيراتهم على الحركة العمالية ومنظماتها الجماهيرية، يجب الأشارة الى وجود تيارات أجتماعية داخل الطبقة العاملة بسننها وتقاليدها وأفاقها، وأن هذه التيارات تيارات واقعية مادية. أن النقابية تيار موجود له وزنه وتقاليده. كما أن الشيوعية لها تقاليدها التي تتجسد في اشكال تنظيمية مثل التجمع العام والمجالس ولجان الأضراب. ان النقابية مرتبطة بالتيار الاصلاحي في المجتمع والمجالس تعكس السنن الشيوعية والثورية داخل الطبقة العاملة. اما ما يخص الاتحادات الموجودة، فهناك اتحادات عمالية صفراء او نقابات صفراء كانت موجودة في زمن حكومة البعث ولا يزالوا يتبعون نفس النهج في التعامل مع العمال ويختصر دورهم ليس في قيادة النضال اليومي للعمال ضد الرأسمال و أرباب العمل بل بالعكس فان وظائفهم تتركز على قمع العمال او التجسس بينهم لصالح البرجوازية. أن اتحاد النقابات العمالية كان ولا يزال له نفس الدور داخل العمال. ولكن هناك اتحادات عمالية أخرى لها ضلع داخل العمال من الناحية العملية وهم يقتربون من النقابية ويمارسون سننا بيروقراطية. ومن الناحية السياسية هم يمثلون أحزابهم او بمعني أخر انهم لجان حزبية داخل العمال ولا يمثلون الجماهير العمالية وليس بأستطاعتهم تنظيم الجماهير الحاشدة من العمال. أننا نناضل من أجل تنظيم العمال في تنظيمات جماهيرية واسعة وحول مطالبات واضحة وعن طريق تطوير السنن الثورية والمجالسية والشيوعية داخل العمال وتطوير نضال العمال اليومي الى حركة طبقية عامة ضد الراسمال، ليس فقط من اجل الاصلاحات الأقتصادية وانما لالغاء العمل المأجور .
نحو الاشتراكية: هل من خطة للحزب الشيوعي العمالي اليساري في تنظيم عمالي؟ ما هي صبغة هذا التنظيم؟ ما فرقه عن بقية المنظمات العمالية؟
الرفيق سمير: من المؤكد انكم لا تقصدوا التنظيمات الحزبية داخل العمال ، وانما تقصدوا التنظيمات الجماهيرية للعمال. اجبت الى حد ما عن بعض جوانب هذا السؤال ولكن اريد ان اوضح اكثر. اننا لا نخلق شيئا من عدم، هناك أشكال معينة من تنظيمات العمال؛ أي ان العمال كطبقة لهم تنظيماتهم وقادتهم ونوع من العلاقات والمحافل ومستوى من الوعي الطبقي والسياسي وهناك تقاليد واشكال ثورية للتنظيم واشكال اصلاحية ومساوماتية داخل العمال. ليس لدينا خطة جاهزة لنذهب ونطبقها داخل العمال، بل بالعكس ان واجبنا ان نطور التنظيمات الموجودة ونعطيها افق ثوري وشيوعي ، نبرز قادتها و ننشر خطاباتهم ونوصل اصواتهم الى العمال جميعا ونساعدهم لنحول الحركة المعينة داخل المعمل الفلاني الى قضية كل المجتمع. اننا نساعد العمال لتشكيل مجالسهم وعقد الأجتماعات العامة وندعم كل الجهود لتنظيم العمال جماهيريا. اننا ننتقد الأصلاحية والنقابية كتيار اجتماعي اقتصادوي والذي لا يتعدى دورهاجراء تحسينات طفيفة في حياة العمال في احسن الأحوال. اننا نسعى الى توحيد صفوف العمال في منظمات واسعة النطاق وننتقد أي عائق حزبي او ان تحول هذه المنظمات الى منظمات حزبية بحتة وضيقة. ان اتحاد العمال في منظمات جماهرية واسعة ممكن وعملي وضروري للدفاع عن مطالب العمال الملحة والانية ولتحظير وتدريب العمال لتغيير كل النظام الرأسمالي وانهاء استغلالهم كعمال الى الأبد.
نحو الاشتراكية: رفيق سمير نشكركم على الاجابة ونتمنى لكم الموفقية.