ندوة
”الاسلام السياسي، قانون الشريعة، وحقوق المرأة ”
تحقق نجاحا وتحوز على اهتمام وتقدير الجمــهور
حققت الندوة التي عقدت يوم السبت 14 آذار 2009 وكجزء من نشاطات يوم المرأة العالمي
نجاحا جيدا وحازت على اهتمام وتقدير عال من قبل الجمهور.
ضمت الندوة الحوارية الناشطة النسوية والعلمانية المعروفة مريم نمازي الناطقة باسم
”حقوق متساوية الان“ وهي منظمة مناهضة التمييز ضد النساء في ايران والمتحدثة باسم
حملة ”قانون واحد للجميع“ في بريطانيا ورئيسة ”مجلس المسلمين السابقين في
بريطانيا“، كما ضمت طارق فتاح مؤسس ”مؤتمر الكنديين المسلمين“ ومؤلف كتاب "اللهاث
وراء سراب: الوهم المأساوي للدولة الاسلامية"، و جستن تروتييه المدير التنفيذي
لمركز الاستعلام في تورونتو كندا،
وعصام شكــري رئيس منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق وسكرتير
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي. ادار الندوة جمشيد
هيدايان وهو ناشط علماني وماركسي.
بدأت الندوة بتوجيه اسئلة محددة الى كل من المتحدثين من قبل جمشيد هدايان ومتابعة
الحوار بين المتحدثين الاربعة. وبعد استراحة قصيرة اشترك الجمهور في الحوار من خلال
الاسئلة والتعليقات التي تناولت مختلف الجوانب والمواضيع التي تعرض لها المتحدثون
في الجزء الاول.
في الجزء الاول من الندوة تعرضت مريم نمازي الى قوانين الشريعة الاسلامية ومحاولة
فرض تطبيقها في بعض الدول من قبل الشيوخ وملالي الدين وممثلي حركة الاسلام السياسي.
وتطرقت الى الذرائع المقدمة من قبل المدافعين عن تطبيق الشريعة الاسلامية ( في
الغرب ) وهي انهم لا يريدون تأسيس دول اسلامية في الغرب ولا ينوون اقامة الحدود
(كقطع الرؤوس او الجلد او الشنق في شوارع لندن او باريس او ستوكهولم) بل انهم
يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية على مسائل (بسيطة ويومية!) كقانون الاحوال الشخصية
ومسائل الزواج والطلاق والميراث وغيره من القوانين التي تمس حياة الملايين من
النساء المسلمات في الغرب. وسخرت مريم نمازي من "بساطة" هذه القوانين وكيف ان
الاسلاميين ولتبرير دفعهم لمحاكم الشريعة في الغرب يريدون التقليل من شأن قوانين
الاحوال الشخصية او العائلة والتي
لها تحكم مطلق بوضعية ومكانة وحياة المرأة والظلم التي يسلط عليها من قبل قوانين
الشريعة الاسلامية القائمة على التمييز ضد المرأة باعتبارها كائن اوطأ من الرجل
بنظر الاسلام.
ومن جانب اخر تحدث طارق فتاح عن معاداة بعض المسلمين العلمانيين الى قوانين الشريعة
وتطبيقها وقال انه يعارض كليا تطبيق الشريعة الاسلامية وينظر الى حقه الكامل في ان
يكون مؤمنا دون ان يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية والتي هي بنظره معادية لحقوق
الانسان وانها حصيلة سنين طويلة من محاولات فرض تفسيرات وحشية من قبل رجال الدين
والاسلاميين.
وبين جستن تروتييه جانبا من رؤيته
كرئيس لمنظمة للاستعلام في تورونتو كندا للاديان وسلط الضوء على مسائل حرية البحث
والتحري والاستقصاء العلمي والذي تقف منه الاديان موقفا معاديا وانها تفرض فكرا
خرافيا وترهات تحشي بها عقول الاطفال والشباب وبين ان الشريعة الاسلامية معادية
لحرية البحث والفكر وانها قاسية وضد حقوق الانسان. كما تحدث عن منظمة المؤتمر
الاسلامي التي استطاعت ان تصل الى منظمات الامم المتحدة وتحاول ان تؤثر على نصوص
القرارات الدولية حول نقد الدين ومنعها لذلك النقد باعتباره ( ممارسة عنصرية او
اسلاموفوبيا). وبين ان من المحزن ان تصل منظمات كهذه الى ان تكون قيمة على حقوق
الانسان الدولية وان تساوي بين نقد الدين وبين العنصرية او تأجيج الكراهية ضد
الانسان وان يتهم من ينقد الدين والافكار الدينية بالعنصرية وبين ان ذلك تواطئ بين
القوى التي تريد دفع الدين الى الامام من اجل اخراس العلمانيين واصوات التحرريين
والمساواتيين ولمنع كشف دوره المخرب والتدميري للعقل والفكر العقلاني
وللانسانية.
وفي نفس الاطار تحدثت مريم نمازي عن ان نقد الدين ليس عنصرية وان الاتهام الموجه
الى ناقدي الدين وخصوصا الدين الاسلامي بانهم
عنصريين يبغي اخراسهم عن النقد.
وتحدث عصام شكــري عن قوانين التعددية الثقافية في الغرب وبين ان التعددية الثقافية
او الثقافة النسبية هي منتجات ثقافية وليدة لحقبة تاريخية محددة سادها صعود اليمين
العالمي وفي الغرب ممثلا بالريغانية والثاتشرية. كما ربط بين مفهوم التعددية
الثقافية او الثقافة النسبية وبين حركة مابعد الحداثة واللذان نهلا من نفس المنبع
المعادي للحداثة
Modernism
ولحقوق البشر العالمية مبينا ان حركة مابعد الحداثة وتحت حجة محاربة دوغمائية
وشمولية حركة الحداثة او الادعاء بفشلها في الاجابة على مشاكل المجتمع وخاصة في
الغرب فانها قامت بزرع القيم التشكيكية واكدت على تباينات البشر حسب عرقهم او
لغاتهم او الوانهم او اديانهم وسمت تلك ”ثقافات مقدسة“ وفرضت حالات التجاور بين تلك
الثقافات (بدلا من حالة التماسك
الاجتماعي) وبالتالي خندقت البشر في المجتمع الواحد ضد بعضهم وميزتهم بقوانين ما
يسمى التعددية الثقافية التي جعلت من تلك التباينات المزيفة حالة احتفالية ( يقولون
ان ماهو جيد لي ليس بالضرورة جيد لك !!) ليصل الامر ببعض اقطاب تلك الثقافة الرجعية
( وبعضهم يدعي اليسارية ) ان من الطبيعي ان تقتل المرأة في ”الثقافة الاسلامية“ لان
ثقافتها هي هكذا! وان عليها هي ان تحترم ثقافتها !! . كما بين عصام شكــري ان
الاكثر صفاقة من ذلك ان يوصم اصحاب تلك النظرية من ينتقدهم بالعنصرية مدعين ان نقد
التعددية الثقافية عنصرية لانه اعلان
عن احتقار ثقافة الاخر!.
اتسم مجمل الحوار بالجدية والثراء واجاب على التصورات
السياسية والاجتماعية والثقافية والمعرفية التي دارت في اذهان الجمهور وكان
نقدا حادا لحركة الاسلام السياسي وحكومات الغرب المنافقة له وكان لرد فعل الحضور
اثر في انجاح الندوة التي دامت قرابة 3 ساعات.
———————
تقرير نحو الاشتراكية.