التظاهرات المليونية في السودان!
مرة اخرى "الشعب يريد اسقاط النظام" يهز عروش دكتاتوريات العالم العربي!
" الشعب يريد اسقاط النظام" لا يزال احد شعارات الربيع العربي المركزية. اسقط هذا
الشعار اكبر دكتاتوريات القرن الماضي في العالم العربي من مبارك الى بن علي
والقذافي، وهو اليوم يهدد عرش اكثر الملوك والامراء الكبار والصغار في المنطقة. لقد
كان هذا الشعار ومايزال عنوانا لثورات "الربيع العربي". لا تزال هذه الثورة متدفقة
لا تهدأ بل تتعمق يوما بعد يوم.
واليوم فان مدينة الخرطوم اصبحت ميدانا لشعار" الشعب يريد اسقاط النظام". ويديم هذا
الشعار هز عرش عمر البشير بدوي حناجر ملايين المتظاهرين. لقد خرج لشوارع خرطوم اكثر
من خمسة ملايين متظاهر مرددين هذا الشعار الثوري لاسقاط الدكتاتور عمر البشير
وسلطته الأسلامية التي استمرت ثلاثين عاما. فالشباب والشابات السودانيين حزموا
امرهم على اسقاط النظام ولن يرضوا باقل من اسقاط النظام بكل سلطته وعلى رأسه عمر
البشير. وخلال شهر كامل من الصراع والتظاهرات والأعتصامات تتوسع رقعة النضال. حتى
الجيش اليوم لم يعد يدافع عن النظام بل هناك حديث عن أنشقاق داخل صفوف الجيش.
وعندما حاولت القوى الأمنية فض الاعتصام تدخلت بعض فصائل الجيش للدفاع عن الناس.
بهذا يتغير توازن القوى لصالح قوى اسقاط النظام.
ان البرجوازية المحلية وسلطتها عاجزة عن ايقاف الثورة. اما البرجوازية العالمية
فتسعى لابقاء الأهم والتضحية بالذي يمكن التضحية به. وقد حذرت الخارجية الامريكية
الحكومة السودانية "بعدم استعمال القوى المفرطة ضد المتظاهرين وهذا سيؤثر على
علاقتنا بالسطة في الخرطوم"، في حين حذرت الأمم المتحدة من استعمال القوة ومن تطور
الأوضاع. اما وزير الدفاع السوداني فيقول" لن نسمح بالانزلاق للفوضى". ولكن تطور
الأوضاع يبين ان نهاية حكم البشير اصبحت قاب قوسين او ادنى.
ان اسقاط النظام هو المطلب الرئيسي للجماهير. الجماهير تريد احداث تغييرات في
السياسة والأقتصاد ويسعون للحصول على "العيش الكريم" و "الحرية" والعدالة ولكن
البرجوازية واحزابها وشخصياتها وقواها العسكرية خاصة الجيش يخططون لابقاء النظام
الرأسمالي وربما التضحية بحكومة عمر البشير لاخماد صوت الشارع وملايين العمال
والكادحين في السودان. الجماهير تتدخل اليوم في تحديد مصيرها السياسي والأقتصادي
والاجتماعي.
اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي نساند هذه التظاهرات المليونية
وندعو الشيوعيين والأشتراكيين وقادة العمال ومنظمات العمال والجماهير الى التدخل
الفعال في تشكيل حكومة ثورية تمثل مصالح وآمال الجماهير المليونية وعدم السماح
للبرجوازية الأسلامية القومية
ومؤسساتها القمعية التفريط بمصير الثورة وتشكيل حكومة فوقية جديدة. كما ندعوهم
لتشكيل سلطة من الأسفل تمثل الجماهير ولا تقبل اقل من تطبيق برنامج ثوري يطابق الحد
الأدنى من مطالب الجماهير الثائرة وتطلعاتهم.
النصر لثورة جماهير السودان !
عاشت الأشتراكية !
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
9\4\2019