تقرير اليوم الثاني من منتدى السلام في الشرق الأوسط في مدريد
كما اشرنا في بياننا السابق و المنشور في السادس عشر من هذا الشهر ( انظر الصفحة الاولى من هذا العدد)، في اليوم الثاني من عقد المنتدى قامت المنظمات المشاركة في المنتدى باعلان الأحتجاج و الأعتراض على التدخل السافر من قبل السفارة ألاسرائيلية ووزارة الخارجية الاسبانية ومن اجل فرض التواجد الرسمي لأسرائيل في المنتدى وعلى اثرها صمم المشاركون القيام بتجمع وتظاهرة امام مبنى المنتدى ودعت احد المتكلمين و هو "امير مخول" من المنظمات الفلسطينية الى الخروج من القاعة وبعدها دعى سمير نوري المنظمات العراقية بألانظمام الى هذا الموقف الجريء وخرج المشاركون بالهتافات ضد دولة اسرائيل و ضد احتلال فلسطين والعراق وكان صوت الهتافات "الحرية لفلسطين والحرية للعراق" كانت تسمع من الشوارع المجاورة للبناية. وبعد التجمع خارج المبنى تحدث ممثلي المنظمات والقى سمير نوري كلمته وهذا نصها:
اخواني و اخواتي الأعزاء نحن بأسم منظمة الدفاع عن العلمانية و الحقوق المدنية في العراق وكل المنظمات العراقية المشاركة نعلن انضمامنا الى هذه التظاهرة و نحن نندد بالتدخلات الأسرائيلية في هذا المنتدى الذي كان من المنتظر ان يعقد لأجل السلام في الشرق الأوسط وضد الأحتلال والحرب.
ان اسرائيل دولة استبدادية وقمعية ضد الشعب الفلسطيني و تمارس ابشع الوسائل على طول عدة عقود و ليس لها الحق التواجد في هكذا مناسبة وبسط نفوذها بين الناس . ولهذا نحن تركنا القاعة لكي تبقى الجهات الرسمية الاسرائيلية داخل قاعة فارغة يتحدثون للجدران.
نحن ندعو الى حل القضية الفلسطينية ببناء الدولة الفلسطينية على اراضيها وتشكيل دولتين متساويتين لأجل السلام في الشرق الأوسط وانهاء الصراع الدموي في المنطقة .
و ترجمت كلام سمير نوري الى الأسبانية من قبل احد المترجمات المتبرعات لأجل الترجمة و بحضور الفضائيات و القنوات التلفزيونية.
وبعدها توجه المشاركون في التظاهرة الى قاعة منظمة "سانتا ماريا " و بوصول المنظمات الى القاعة بدأت الأجتماعات و عقد اول اجتماع حول الموقف من التدخل الأسرائيلي والخارجية الأسبانية . وبعدها عقدت المنظمات العراقية ندوة شاركت فيها عدة اطراف حول قضية العراق وهي منظمة اللأعنف من قبل عبدالله ورابطة تحرير المرأة في العراق مريم جميل ومنظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية سمير نوري و منظمة ارادة المراة دكتور حسن و داليا وصفي ومجموعة من محكمة بروكسل وتبين اثناء البحث ان بعض هؤلاء المتحدثين هم من انصار المقاومة و الدفاع عن بقايا البعث لهذا لم يتحملوا ان يستمعوا الى كلام سمير ومريم و عبد الله و تركوا القاعة بشكل غير متمدن و اصبحوا محط سخرية المشاركين في الندوة.
والقت مريم جميل كلمة منظمة تحرير المراة في العراق وهنا نصها
اسمي مريم جميل وانا ناشطة نسوية اشتراكية وفعاليتي و نضالي مرتبط بنضال الحركة النسوية والأشتراكية في العراق وكردستان العراق تحديداً. في الوقت الحاضر نحن نناضل بكل قوانا من اجل تغيير الأوضاع الكارثية في العراق جراء الحرب و الأحتلال الامريكي واغراق المجتمع في سيناريو اسود والخروج من هذا السيناريو هو اليوم اشبه بالحلم بالنسبة للمواطن العراقي.
اعزائي الحضور
كما انتم ايضا تشهدون الوضع في العراق يوميا عبر القنوات الفضائية والتلفزيون فالوضع في العراق مؤلم جدا واني ايضا اود الاشارة الى الأرقام و تقارير معينة لتبيان وتوضيح الوضع العام و وضع المرأة بشكل خاص والذي اعتقد انه يبين اللوحة بشكل ادق لكم:
· قتل في العراق حسب التقارير المعلنة في الأعلام لحد الشهر السادس 2007 اكثر من 600الف مواطن عراقي واذا بامكاننا حساب الأشهر الستة اللاحقة فان العدد يقترب من مليون انسان
· هجر اكثر من 4 ملايين انسان من اماكنهم وفر العديد منهم الى البلدان المجاورة كسوريا والاردن و مصر و قرابة مليونين نزحوا داخل العراق.
· قتل خلال الستة اشهر الماضية 350 امرأة في كردستان اكثريتهن عن طريق قتل الشرف او مايسمى غسل العار، واغتصبت 450 امرأة من قبل مسؤولين وحكام كردستان خلال سنة 2005 و 2006 و حسب التقارير المنشورة .
· هناك قرابة 100 الف معتقل في سجون الدول المحتلة للعراق وداخل سجون الحكومة العراقية وميليشا الأحزاب الدينية، اكثرهم محتجزين دون اتهام واضح.
· قتل فقط في الثلاثة اشهر الماضية في مدينة البصرة في جنوب العراق 45 امرأة وقتل اطفال بعضهن معهن ورمي جثثهن في الشوارع.
· البطالة مستشرية في العراق حيث ان نسبة العاطلين عن العمل تصل الى 65% في العراق و الحد الأدنى لاجرة العامل لا تكفي لتأجير غرفة واحدة حيث يعيش اكثر من نصف جماهير العراق تحت خط الفقر. لا يوجد ماء صالح للشرب والطاقة الكهربائية مقننة بشكل لا تتجاوز فيه المدة المعطاة اكثر من 4 ساعات. ان هذه الحقائق هي مجرد رؤوس اقلام حول حجم المأساة التي يعاني منها المواطنون في العراق.
اعزائي الحضور اغلب تلك الاحداث حدثت بعد حرب امريكا وحلفائها على العراق قبل 4 سنوات و تحت شعارات التحرير و "الديموقراطية" وحقوق الانسان وباسم الشرعية الدولية والقانون الدولي.
لقد كنا معارضين للحرب في الايام الاولى وبغض النظر عن معارضتنا للحكومة البعثية ونضالنا لأسقاطها، وقد تنبأنا بأن هذه الحرب سوف تسبب تدمير العراق اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و مع الأسف حدث هذا و اكثر من التي كنا نتصوره. لقد افسحت الحرب المجال للاسلاميين والقوميين وميليشياتهم للوصول الى سدة الحكم واغراق الشعب العراقي في بحيرة من الدم.
ان اكثر الخاسرين في هذه الحرب هي المرأة العراقية والتي فقدت كل ما حصلت عليها من مكاسب خلال عدة عقود واجبرت على التراجع الى البيت والمطبخ و فرضت عليها قوانين اسلامية ويمارس التمييز ضدها وتثبت دونيتها في الدستور. والان يتم قتل المرأة في وضح النهار والهجوم عليها امام الناس في الشوارع وقد اجبرت المرأة على المكوث في البيت وعدم الخروج الى السوق الأ هي تلبس الاسود من قمة رأسها الى اخمص قدميها. وكما اشرت في كلامي حدث ذلك بعد الحرب والأحتلال وفسح المجال لوصول الأسلام السياسي الي مكانة لم يكن يحلموا بها وبمساعدة جمهورية ايران الأسلامية، وفي ظل الحرب الأمريكية الوحشية.
الآن تواجه جماهير العراق والمنطقة قوتين او قطبين ارهابيين، ارهاب الدولة تمارسها امريكا و حلفائها في طرف، وأرهاب الاسلام السياسي بقيادة الجمهورية الأسلامية في ايران في المنطقة في الطرف المقابل. و ان الجماهير المتحررة و الحركة النسوية و الأشتراكية ليس لها أي مصلحة مع احد هذه الطرفين و بالعكس ان بناء حركة جماهيرية ضد القطبين الرجعيين و الارهابين هي امر ملح و ضروري لخلاص الجماهير من الويلات و الكوارث و الحروب المتتالية و من اجل السلام و الحرية .
اننا ندعو الجماهير و الحركات و المنظمات العالمية لدعم مقترحي باخراج قوات الأحتلال في العراق واحلال قوات دولية محلها من اجل الحفاظ على السلام بشرط عدم اشراك الدول التي شاركت في الحرب او أي من دول المنطقة، ونزع سلاح الميليشيات وافساح المجال للجماهير لأختيار النظام السياسي لها وخلال فترة معينة. ان ذلك ممكن ان يتم بافساح المجال لجميع القوى السياسية في العراق بالقيام بالترويج والدعاية لبرامجها السياسية وطرحها و في اجواء سلمية وطبيعية. اننا نرى ان الحل هذا يساعد الجماهير في المنطقة من الخلاص من الحروب و الويلات و هذا غير ممكن الا بمساعدة الحركة التحررية العالمية والحركة العالمية ضد الحرب والقوى اليسارية.
ومن جهة اخرى فاننا نعتقد ان تشكيل دولة فلسطينية متساوية الحقوق مع دولة اسرائيل هو الحل الذي بامكانه انهاء الصراع العربي الاسرائيلي واحلال السلام. ذلك غير ممكن دون فرض التراجع على اليمين المتطرف على كلا طرفي الصراع: أي اليمين المتطرف في اسرائيل من جهة وقوى الدين والأسلام السياسي في فلسطين من جهة اخرى، و ابراز حركة جماهيرية انسانية تتكون من العمال والنساء والشباب والاشتراكيين واليساريين وكل التقدميين والعلمانيين وعلى طرفي الصراع.
انني اعتقد انه بعدم مواجهة وحل هاتين القضيتين المحوريتين في المنطقة فان اي كلام عن السلام العادل او الحرية يبقى عديم المحتوى لانه لا يقوم على انهاء الصراع بشكل جدي.
ارى أن الحركة النسوية والنسوية - الأشتراكية عليها القيام بدور محورى. لا استبعد حدوث ثورة نسوية عارمة في بلدان المنطقة بعد كل المظالم والويلات والاهانات التي لحقت بالمرأة على ايدي قوى رجعية كالأسلام السياسي والقوميين في المنطقة.
نحن نواجه في العراق تحديات كثيرة و لكن ارجلنا على الأرض ونقاوم شتى الهجومات على حقوقنا ولا زلنا نناضل و لم نستلسم بعد. ولدينا قناعة كاملة بنجاح حركتنا.
استغل هذه الفرصة واوجه طلبي الى الحركة النسوية والأنسانية و الجماهيرية الى العالم وفي هذا المنتدى المحترم وعبر منبركم و المنتدى للدعم المادي والمعنوى لحركتنا من اجل ادامة نضالنا وتقوية حركتنا من اجل ايجاد دعائم السلام وهي الحرية والمساواة والرفاه لكل الناس.
اشكركم على اتاحة الفرصة لي
و بعدها قدم سمير نوري كلمته و هنا بعض من نقاطها المحورية
انتقد سمير نوري التصورات التي ذكرت بأن هدف هجوم امريكا على العراق كان النفط او قضية الكويت و قال بأن " حتلال كويت كان مبرر و فرصة لأمريكا لشن الحرب على العراق و الهدف لم يكن الوقوف ضد احتلال الكويت او مسالة النفط ان الهدف كان فرض سيطرة امريكا على العالم بعد سقوط الكتلة الشرقية التي بدورها فقدت مكانتها في العالم، و فعلا ان هذه الحرب بسطت الطريق امام امريكا لكي تلعب دوره كزعيم العالم وفرض نظامها العالمي الدموي الجديد" و قال" ان الهجوم الثاني على العراق و احتلاله كان ضمن نفس السياق و الهدف كان الأبقاء على مكانة امريكا و ادامة السياسة العسكرتارية ، و نجمت من هذه الحروب الويلات و الكوارث التي نشهدها اليوم التي ادت الى تدمير العراق من كل النواحي و ليس هذا فقط و انما افسحت المجال الى مجيء القوى السوداء من الأسلاميين الي سدة الحكم".
و قال سمير " بان المنطقة الآن تحول الى الصراع بين قطبين ارهابيين ارهاب امريكا و حلفائها من طرف و الاسلام السياسي بقيادة جمهورية الايران الاسلامية من طرف اخر و ليس لجماهير في المنطقة أي مصلحة مع أي طرف من احد هذه الطرفين"
و ذكر بأن " التي تسمى ب"المقاومة" هم من بقايا البعث بقيادة عزة الدوري و القاعدة وبعض العشائر الذين انضموا الى معسكر امريكا اخيرا مثل جماعات "الصحوة" وهذه الجماعات هم يقفون ضد مصالح الجماهير لا يمثلون الشعب العراقي و تطلعاته"
و في نهاية كلامه دعى سمير نوري الى" تشكيل قطب مستقل و ضد هذين القطبين من المناضلين من اجل حقوق المرأة و العلمانية و الحقوق المدنية و حقوق العمال ومن الاشترايين قطب هدفه جلب السلام و الرفاهية و الحرية للجماهيرفي المنطقة" و ختم كلامه بين التصفيق الحار من قبل الحضور. 20 كانون الاول 2007