رسالة من مسؤول منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق الى الهيئة التحضيرية للجنة العراقية لكتابة دستور ديمقراطي
الصديقات والاصدقاء المحترمين
تحية طيبة
نحن في منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق قد رفعنا دوما شعار دستور علماني غير قومي. ارجو ان تكون مساهمتي هذه خدمة في اتجاه الدفاع عن العلمانية التي تتعرض لانتهاكات كبيرة على ايدي قوى الاسلام السياسي في العراق بمختلف توجههاتها والوانها.
وبهذا الصدد اسمحوا لي باقتراح ازالة عبارة ..."واحترام الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي" وان اسجل اعتراضي عليها جملة وتفصيلا. فهوية الانسان برأيي هي الهوية الانسانية وليست المعتقدية او الدينية او الاثنية او الجنسية. ان تلك العبارة تتناقض نصا وروحا مع مبدأ المساواة الكاملة وحق المواطنة و" فصل الدين عن الدولة" الواردة في الفقرة الاولى ومفهوم ان " الدين شأن شخصي خاص بالافراد" لا يجوز لاحد اكراه الافراد على القبول به. ان في تلك العبارة انتهاك واضح لحق الافراد في اختيار عقائدهم تحت طائلة التعميم (الهوية الاسلامية) على كامل المجتمع وبجرة قلم. تلك العبارة تمييزية ومناقضة للمساواة وخاصة لافراد المجتمع من النساء والاديان الاخرى والملحدين وغير المؤمنين بالخرافة الدينية. اؤكد على وجوب عدم تعريف البشر وفق الهوية الدينية بل الهوية الانسانية لانها تعني وضع افراد المجتمع على قدم المساواة الحقوقية والاجتماعية والسياسية وتوحيد مطامحهم في الحرية والمساواة والرفاه. ومن جهة اخرى فان تلك العبارة تأسس لتدخل الاسلام في شؤون المجتمع المدني. لا ادري لم نحن في بلد كالعراق بحاجة الى هكذا عبارة بينما الاسلام السياسي يهيمن اصلا على مفاصل المجتمع المدني ويصول ويجول بكل حرية ولا يكاد يمر شأن من شؤون المجتمع المدني دون فتاويه وتحديه لمدنية المجتمع. لم يطالب باحترام الهوية الاسلامية ولا يطالب باحترام العلمانية او حرية الانسان في التدين او الالحاد او الملبس والسفر وغير ذلك. اقترح ايضا اضافة عبارة "حرية الدين والالحاد" وعبارة "فصل الدين عن التربية والتعليم" الى النصوص الدستورية المقترحة.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام
عصام شكــري
مسؤول منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق
بغداد secular2004@yahoo.com
زوروا موقعنا على www.secularsociety.net