ملخص كلمة ( ستار جيمنتو ) عضو الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي العراقي اليساري بمناسبة الذكرى السنوية 87 لثورة أكتوبر العظمى
كانت ثورة أكتوبر الاشتراكية هي ثورة الطبقة العاملة من أجل الظفر بالسلطة السياسية وإقامة الاشتراكية، إن الذي هز العالم الرأسمالي وانتزع السلطة من البرجوازية وأقام السلطة العمالية المنظمة في المجالس، كانت ثورة ونضال تلك الطبقة.إن الدور القيادي للينين الذي أوصلت الثورة للانتصار، كان يعني تمثيل وتوجيه الطبقة العاملة لإدامة نضالهم حتى تحقيق النصر ودحر الحكومة البرجوازية. وبروحية ثورية دعا إلى وقفة ثورية ضد الحكومة البرجوازية المؤقتة التي تشكلت بعد سقوط القيصرية في شهر نيسان من عام 1917. وتواصلت الثورة والنضال على هدى توجيهات لينين حتى شهر أكتوبر حتى إنتزعت البروليتاريا السلطة من البرجوازية.
وبعد أكثر من سبعون عاما" أعلن الرفيق منصور حكمت وقال: نحن كخط شيوعي عمالي والعمال الشيوعيين قد إنتزعنا راية الشيوعية من تحت غبار 70 سنة خلت وبها عدلنا قيافتنا. وكان منصور حكمت أسوة" بنفس تصور لينين استند إلى نضال وثورة الطبقة العاملة وكان يعتقد إن الطبقة العاملة وحزبها السياسي ستظفران بالسلطة السياسية فقط من خلال الاعتماد على الإرادة الواقعية للطبقة العاملة وتنظيم العمال في مجالسهم، ومن أجل ذلك بادر إلى تشكيل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني. وقبل 11سنة من الآن قمنا نحن وعلى نفس خطاه بتشكيل الحزب الشيوعي العمالي العراقي وبدأنا نضالنا من أجل تحقيق تغيرات جذرية في المجتمع العراقي.
وفي إطار ظهور الخلافات السياسية الجدية داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني وتراجع الجناح اليميني للحزب عن الاعتماد على إرادة وثورة الطبقة العاملة وإعلانهم بضرورة العمل من أجل وصول الحزب إلى السلطة من فوق وبموجب ذلك ومن خلال القفز فوق إرادة الجماهير وتنظيمهم في المجالس وسلوكهم طريق المساومة والتصالح مع الأحزاب البرجوازية وتأجيل الثورة الاشتراكية إلى أجل غير مسمى، فإن كل ذلك يناقض بصورة واضحة التقاليد النضالية والثورية لمنصور حكمت، وللأسف فإن قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد وقفت خلف تلك السياسة المبتذلة وساهم في تأسيس حزبا" جديدا" عليها.
لقد أكدنا أثناء الحرب الأمريكية على العراق بأن هذا الحرب لا يخدم إطلاقا" قضية تحرر جماهير العراق، وليس هذا فقط بل سيؤدي إلى، هضم المزيد من الحقوق والدمار الأشمل والاستبداد والقمع الأكثر وتوسع الطريق أكثر لظهور العشرات من المجموعات والأحزاب الإرهابية، ونظرا" لاحتمال خطر اندلاع حرب أهلية خطيرة بمساعدة الأحزاب الدائرة في الفلك الأمريكي، على خلفية ذلك الحرب، فقد وقفنا ضدها، في حين أن الأحزاب الرجعية القومية والإسلامية وبعض الأتباع السابقة لأجهزة المخابرات البعثية من الذين صعدوا إلى السلطة بالدعم الأمريكي كانوا يصفقون لذلك الحرب ليتمكنوا عمليا" كقوة سوداء من تحقيق برامجهم وأهدافهم اللآإنسانية، والآن فإن هذه الأحزاب ومختلف المجموعات الإسلامية الإرهابية من الذين ينتمون إلى عهد 1400 سنة خلت، أي لعهد أسلافهم محمد وفجر الإسلام الذين كانوا يقطعون رقاب الألوف من مختلف الطوائف والفئات بشكل جماعي من الذين كانوا يخالفون إسلامهم، يعلنون على مواقع الأنترنيت وشاشات الفضائيات ذبح البشر كالخرفان بشكل علني ويظهرون تخويف وترهيب معارضيهمز في حين إن انتهاك الحريات والتفجيرات والاغتيالات والاختطاف قد أصبح حرفة يومية بالنسبة لهم ويطلقون فتاوى اغتصاب الإناث من الأطفال ذوي العشر سنوات. وفي ظل أوضاع كهذه فإن أمريكا وحكومة علاوي يدعيان بإجراء الانتخابات وفي نفس الإطار فإن ريبوار أحمد قد أعطى الضوء الأخضر وقدم رسالة خضراء أو من الأفضل أن أقول كارت أخضر لحكومة علاوي وقد أثار فيها مجموعة من الأسئلة! ونحن بصفتنا كشيوعيين نعرف ما هو جواب تلك الأسئلة منذ أمد بعيد ونعلم أيضا" بأن هذه الانتخابات لا تعني غير إضفاء الشرعية القانونية على عمليات الذبح والقتل والاختطاف والقمع واغتصاب الأطفال. ولهذا فإن حديث ريبوار أحمد هذه تعتبر بداية لتلك الخطوة الخطيرة التي أقدم عليها فيما سبق في تأييده، ومشاركته، في تأسيس الحزب الحكمتي، والتي دقت ناقوس توجههم نحو اليمين وإننا في حينه قد إنتقدناهم بشكل صريح. وإنني أقول فيما إذا حصل ريبوار أحمد على الإجابة وتكرم علاوي ودعاهم لمشاركة حرة في الانتخابات أو أي شكل من المشاركة في تلك الانتخابات فأنها لا تعني سوى المشاركة في ذلك السيناريو الأسود الذي سيسعى حكومة علاوي لإضفاء الصفة الرسمية عليها.
إننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي، والذي مضى اليوم عشرون يوما" على تأسيسه، سنواصل مسيرتنا النضالية بكل قوتنا وفق توجيهات وتعليمات منصور حكمت وعلى ضوء دروس وتجارب ثورة أكتوبر العظمى واللينينية في العراق، وبالاستناد على الإرادة الثورية للعمال والنساء والشباب سنتقدم إلى الأمام وسنسعى من خلال تقوية المنظمات الجماهيرية والسياسية للطبقة العاملة والثورة الاشتراكية لتنتزع الطبقة العاملة السلطة السياسية وإقامة الاشتراكيةن.
النصر لنضال الطبقة العاملة
عاشت الاشتراكية
6 تشرين الثاني 2004