بلاغ سركول أحمد بمناسبة الأول من أيار، 2011
في البداية أحيي الجميع، وبمناسبة هذا اليوم، أهنئكم من كل قلبي، وكذلك أهنئ كل
العمال رجالا" ونساء"، في كردستان والعراق، وأينما كانوا من على وجه الأرض. وكلنا
امل بتغيير هذا العالم القائم على اللامساوة لتحل محلها عالم خالي من الفوارق
الطبقية والاضطهاد.
أيها الحضور الأعزاء
النضال المشترك ووقفتنا كنساء الى جانب الرجال لا يشكل استعراضا" ولا فرض الذات
كجنس مختلف عن الرجال، أو بغية الوصول الى مرتبة ومستوى معين من خلال هذه الأحزاب
الحاكمة. ينبغي أن يكون نضالنا كنساء مختلف تماما" عن هذه التوجهات وان الممارسة
السياسية لا تنحصر فقط في مطلب ورغبة معينة لحياتنا، بل ان ممارساتنا السياسية
ونضالنا لها أهمية وضرورة خاصتين مرتبطتان بالتحولات الاجتماعية. ولذلك فاننا كنساء
نشكل جزء لا يتجزء عن المجتمع وعن مواجعها وآلامها، وعن المظالم والاضطهاد
الواقعتين على المجتمع، وفي نفس الوقت نشعر بكل حرماننا من الحقوق وبكل ما يجري في
المجتمع، وهنا لا أود الإشارة الى دور النساء الجريئات والثوريات من ذوي الإرادة،
وإلى تاريخ نضالهن، ولكن فقط بودي الاشارة الى هذه الحقيقة، وهو انا متأكدة من الآن
فيما لو أقدمت الكثير منكن على كتابة مذكراتها فيما يخص دوركن وتاثيركن في المرحة
السابقة في ظل الأنظمة الفاشية المتعاقبة في العراق في اطار الصراعات والمنازعت من
اجل حريتكن ومطالبكن وامنياتكن. وكذلك تحت سلطة حزبي الاتحاد الوطني والحزب
الديمقراطي، ستوضحن بأنه مادام هناك ظلم واضطهاد فان النضال والمقاومة ستستمران.
اعزائي
مثلما تعلمون، في الأول من أيار، وفي أغلب بلدان العالم فإن الساء والرجال ينزلزن
الى الشوارع سوية" ويحتفلون بذكرى هذا اليوم بأشكال مختلفة ويتظاهرون ضد النظام
الراسمالي. فتمعنوا النظر في هذا الامر وتذكروا، الى متى يجب أن نكون من المتفرجين؟
وأن نصبح ضحايا لتجارب هذه الأنظمة! ولا يفرض الناس أوضاعهم ولو لمرة واحدة! فعلى
امتداد أعمارنا، لا وبل، على امتداد أعمار آبائنا وأجدادنا، قد سارت هذه العملية
بتلك الصورة، ولذلك، فإن الأنظمة البرجوازية، فيما عدا المزيد من الجرائم والتشرد
والحروب والقتل، لم يقدموا أي شيء آخر للجماهير. في حين أنهم وخدمهم يعيشون في أعلى
درجات الرفاهية والعيش الرغيد. فأي عالم مقلوب هذا؟!!!
لماذا لا نعلن نحن النساء نضالنا المشترك في هذا اليوم؟ فالنساء يخضعن للأضطهاد
أكثر من الجميع، ويعانون في كل أرجاء العالم من الحرمان من الحقوق. النساء خاضعات
للاضطهاد مرتين، فمن جهة تضطهد من خلال العمل الغير مدفوع الأجر داخل جدران البيوت
من قبل العقليات الرجولية والقبلية وتخلف المجتمع التي تسلب حقوق المرأة من خلال
القوانين الرجعية، ومن جهة اخرى من خلال أدنى الاجور التي تتقاضاه النساء من قبل
أصحاب العمل والرأسماليون الذين يستغلونهم بأبشع الصور. مضت الأول من أيار في هذا
العام في خضم أوضاع عالمية اتسمت، أنه بعد العديد من السنوات من أسر ارادة الجماهير
بالتدخل في تحديد مصيرهم والحملة الدعائية الواسعة ضد الثورة والثورية، فقد هبت
العاصفة الثورية من جديد في العالم العربي وعمت اغلب البلدان العربية ومن ضمنها
العراق وكردستان بغية تغيير السلطة. واذا أردنا الآن تغيير السلطة فإن أهم شيء
ينبغي فعله هو تنضيم صفوفنا ومن دونها لن يتم تغيير أي شيء.
وان ما يعود لهذه البلدان المتقدمة هو أنه فبما عدا أن النساء والعمال قد حققوا
جزأ" من مطالبهم بتضحياتهم ونضالهم، إلا أنه يحاولون ويناضلون دوما" من أجل تغيير
قوانين العمل وفرض كل مطالبهم ضد الحكام وأصحاب العمل. وفي كل سنة في الأول من أيار
ينزل العمال والنساء إلى الشارع للتعبير عن سخطهم واعتراضهم من أجل رفع معدلات
الأجور، والعمل الأفضل، ورفاه أكثر في ميدان، التعليم والصحة والضمان
الاجتماعي...إلخ ومن أجل تحقيق كامل حقوقهم ضد النظام الرأسمالي وقانون عمل لخدمة
أنفسهم وأطفالهم. إن العمال والنساء والأطفال وكل فئات المجتمع المضطهدة يتطلعون
الى أفق معين يتجسد في المساواة والحرية، الذي لن يتحقق من دون تضحياتنا ونضالنا
المنظم والمستمر.
لتبقى عاليا" ومجيدا" ذكرى الأول من أيار
يوم العمال العالمي