حول الوضع في كردستان عشية الانتخابات الامريكية
ملخص لمقابلة برنامج عالم أفضل مع الرفيق سردار عبدالله عضو الهيئة التنفبذية للحزب
يزداد الوضع سوءاً في كردستان من جميع الجوانب الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فمن الناحية الامنية مازال هنالك العديد من الاعمال الارهابية بالرغم من ان ظروف كردستان تعتبر افضل من جنوب ووسط العراق عموماً من الناحية الامنية. هنالك اعمال ارهابية تنفذ ضد المدنيين من قبل جماعات اسلامية ومن قبل قوات الدولة الامريكية ايضاً.
أمثلة كثيرة ترد حول ذلك خلال السنوات الماضية. كما ان هذه الايام ايضا تشهد اعمال ارهابية وخصوصا في مدينة اربيل وكركوك. فقد قصفت مدينة سيداوا من قبل الهليكوبترات الامريكية ووحدثت انفجارات في وزارتي الداخلية والاسكان في نفس المدينة.
اما من الجانب الاقتصادي فان الاسعار مرتفعة جداً. وبالرغم من ان اجور العمال والموظفين اعلى مقارنة بايام الحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا على العراق ولكن بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية وضروريات اخرى مثل السكن والنفط والبنزين والغاز بشكل لا سابق له فأن اجور الطبقة العاملة لا تكفي لتلبية الحاجات. هذا ادى الى انخفاض مستوى المعيشة بشكل عام. اما فرص العمل للعمال والموظفين فصعب جداً. حيث يجب الحصول أولاً على تزكية خاصة من الاحزاب الحاكمة كالحزب الديمقراطي الكردستاني – البارتي، والاتحاد الوطني الكردستاني – اليكيتي، وعن طريق الواسطة او الرشوة كما كانت ايام البعثيين.
لذا ترى الكثير من الناس يعيشون في حالة من البطالة المقنعة واغلبهم يزاولون مهنة الباعة المتجولين في الشوارع. وفي احيان كثيرة يهجم الاسايش ( قوات امن الاحزاب المذكورة) ويمنعونهم من مزاولة العمل او الارتزاق مما يجعل حياتهم في خطر الوقوع في الفاقة والحرمان.
ومن جهة اخرى هنالك الطبقة البرجوازية وخصوصا مسؤولي الاحزاب الحاكمة. هؤلاء يعيشون في حالة لاتوصف من الرفاهية ولديهم تراكمات مالية ضخمة من الرساميل في البنوك تقدر بمليارات الدولارات بينما جماهير كردستان تعاني من الضائقة.
ان شرائح اخرى مثل النساء والاطفال والشباب تعيش أسوأ مما في السابق. انهم يعيشون حالة من الفقر واليأس. ان اجور النساء العاملات أقل من الرجل ونسبة البطالة لديهم اعلى من الرجال. اما الاطفال تحت عمر 16 فهم يتركون المدارس ويعملون في الشوارع والورش لاعالة عوائلهم.
اما من الناحية السياسية فأن الوضع السياسي غير مستقر في كردستان. فليس هنالك من حريات سياسية لجميع الاحزاب والمنظمات السياسية والجماهيرية. هنالك احزاب قومية واخرى شيوعية غير مجازة للقيام بالفعالية السياسية. كما ان هنالك العديد من التهديدات والاعتقالات للسياسيين وخصوصا في اوساط الشيوعيين العماليين. ان القيادات الكردية الحاكمة ومن اجل الدعاية للانتخابات الامريكية يهتمون باحياء النزعات الطائفية والقبلية والعشائرية. ان تجمعات جلال الطالباني والبارازاني مع العشائر الكردية خير دليل على ذلك.
لقد ادى اعطاء دور للاسلاميين والقيادات الدينية والمناسبات الدينية الى احياء القيم الرجعية وابعاد المجتمع عن العلمانية. لاتجد في وسائل الاعلام سوى الدعاية للانتخابات ويكذبون على الجماهير باستمرار في ان الانتخابات تهدف الى خدمة مصالح جماهير كردستان ويوعدون بتحسين الظروف. الا ان الجماهير صاحبة تجربة وادراك وتعي ان هذه الوعود غير صحيحة.
أما الوضع الاجتماعي لجماهير كردستان فهو ليس بأحسن حالا من الوضع الاقتصادي. فالنساء يعشن تحت التقاليد والعادات الرجولية. وبسبب ذلك تقتل يوميا النساء في كردستان سواء عن طريق ازواجهن او اخوانهن او اقربائهم او عن طريق الانتحار بحرق انفسهن.
الخدمات الاجتماعية كالماء والكهرباء شحيحة جدا وكما كان ايام الحصار الاقتصادي. الشوارع غير معبدة، كما ان المنظمات والجمعيات الاجتماعية كالمنظمات النسوية او النقابات والمجالس العمالية ممنوعة وليس لها الحق في الفعالية.
ونتيجة لهذه الظروف هنالك استنكار واعتراض فردي وجماعي كبيرين وهنالك صف واسع من الناس المطالبين بنظام عادل وانهاء هذه الظروف التي ادت الى سيطرة مسؤولي الاحزاب والبرجوازيين على ثروة المجتمع واعادة هذه الثروة الى مجتمع كردستان.
وبفس الوقت هنالك اعتراضات واسعة ضد الاسلاميين والامريكيين لحد القيام بتظاهرات جماهيرية وخصوصا بعد ما قصفت منطقة سكنية في اربيل وقرية اخرى في محافظة كركوك وأدت الى مقتل شاب في القرية وجرح 10 طلاب في اربيل.
وهنالك صف واسع من المعارضين للانتخابات وخصوصا الطبقة العاملة والكادحين والشباب والنساء لانهم يعتقدون بأن صوتهم لن يكون موجوداً في الانتخابات. ان جماهير كردستان تود الخلاص من الظلم القومي ويريدون الاستفتاء وانشاء دولة علمانية غير قومية لا دولة فيدرالية قومية – دينية –طائفية كما يريد ذلك الاحزاب الفومية الحاكمة.
ان لحزبنا دور مهم بالرغم من حداثته لاننا قد شكلنا هذا الحزب فقط قبل قرابة الثلاثة اشهر ومع ذلك قمنا بعدة نشاطات مثل نشر الصحف العربية كــ( نحو الاشتراكية) والكردية ( بره و سوشيالزم) في مدينة السليمانية واربيل وصار لهما استقبال جيد من قبل الشيوعيين العماليين والجماهير ايضا. كما قمنا بالارتباط بمجموعة من النساء والطلبة وتحدثنا معهم حول مهامنا وسياساتنا كما وانظمت مجموعة من الشيوعيين العماليين في السليمانية الى صفوف حزبنا.
وفي النهاية ادعو جماهير كردستان الحذر من المشاركة في الانتخابات لان الحكومة التي ستجئ الى السلطة لن تلغي الظروف الحالية بل ستعمقها. انها ستكون معادية لطموحات والاهداف الانسانية لجماهير كردستان. هذه الحكومة ستكون مبنية على الطائفية والعشائرية والاسلام والقومية وليست حكومة علمانية.
ان الطريق الوحيد للجماهير الواسعة هو البديل الاشتراكي فهو سيوفر الدولة العلمانية ودولة المساواة. سيناضل حزبنا من اجل انهاء السيناريو الاسود وانشاء تلك الدولة والتي تبنى على المجالس العمالية والجماهيرية اي الدولة الاشتراكية المجالسية.