انتخاب جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية لن يعالج أية معضـــــــلة
!
سردار عبد الله
Sardar_30@yahoo.com
بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على ما يسمى بأنتخابات البرلمان
العراقي، صوت البرلمان في جلسته للاسبوع المنصرم لجلال الطالباني
ليكون رئيسا" للجمهورية. وبهذا الصدد فإن الاتحاد الوطني
الكردستاني بصفته حزب سياسي غير عصري، عبر عن فرحته بهذه المناسبة
باطلاق العيارات النارية في مختلف مدن وقصبات كردستان ومن جراء ذلك
سقط العديد من المواطنين ضحايا. إلى ماذا
يرمي
حزب الطالباني وماذا يريد أن يوصل للجماهير من خلال تعبيرهم عن
الفرحة واطلاق العيارات النارية وتنظيم الاحتفالات يا ترى !
هل يستطيعون قطع الوعود للمواطنين بغية تغيير أوضاع كردستان
ومعالجتها جذريا" ؟! هل يستطيع الطالباني بوصفه رئيساً للجمهورية
أن يحرر العراق من الإرهاب والأنفلات الأمني والفساد؟ كل تلك
معضلات كبيرة بأنتظار الرد المباشر.
وماعدا أن الطالباني لا يملك أي برنامج ومشروع محدد لعلاج تلك
المعضلات، فأنه سوف لن يملك أية صلاحيات اخرى أيضاً. ليس هذا فقط،
بل لم يكن لديه أي شروط حول مدى صلاحياته على الإطلاق. وبهذا
الخصوص فإنه لم يكن حتى مثل علاوي عندما صرح بأنه لو أصبح رئيساً
للجمهورية فإنه سيطالب ب50 % من الصلاحيات.
لا أحد في العراق يطالب بالمناصب من أجل يعالج بها معضلات
المواطنين، ويحسن بها معيشة الجماهير، بل هي من أجل أن يتباهى بها
امام هذه القبيلة أو القومية أو الطائفة
او
الدين ليعلن أمام الجماهير بأنهم من أصحاب السلطة!
أما السلطة لأي غرض؟! فهذا ما تعرفخ الجماهير جيدا" ويعلمون كيف
أنهم يستغلونها لنهب وسلب ثروات المجتمع ومقدراته. وبهذا الخصوص
ففي إحدى الأحصائيات التي أجرتها إحدى المعاهد الأكاديمية توصلت
إلى أن العراق ( في ظل فترة رئاسة الطلباني ) يعتبر من أكثر دول
العالم فساداً بعد الصومال. وما تم أخذه بنظر الاعتبار في تلك
الاحصائية هي مستوى معيشة الجماهير، ومستوى صحتهم، وكذلك المستوى
الإداري ووضع الإدارات.
الطالباني نفس الشخص ولم يتغير، فإذا كان المبرر يتمثل بكون
المالكي هو السبب ولم يكن شيئاً بيد الطالباني فها هو يكلف المالكي
من جديد ليشكل الحكومة خلال مدة خمسة عشر يوماً، وفي هذه الحالة
كلاهما سوية تماما كما في السلطة السابقة يكررون نفس الأوضاع.
أما بخصوص أوضاع كردستان فإن أفضل ما لديهم من حل هو الفيدرالية.
والفيدرالية أيضاً تقوم على اساس التقسيم العرقي. انها ليست فقط
غير جيدة، بل انها تعمق النزاعات والحقد القومي ومن المحتمل أن
تندلع الحروب القومية حتى في هذه اللحظة وهذا ما يبدو انه سيحصل من
الآن في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.
مطلب أستقلال كردستان وتشكيل دولة مستقلة في ظل الاوضاع الراهنة هو
حق اساسي وبسيط لجماهير كردستان لتجنب الخطر، ولكن الطالباني يعادي
تلك الفكرة أكثر حتى من الشوفينيين العرب والأتراك والايرانيين.
لذا فإن إعادة أنتخاب الطالباني سوف لن تعالج أية معضلة للجماهير.