مقابلة نحو الاشتراكية مع الرفيق سردار عبد الله عضو المكتب السياسي للحزب حول
الانتخابات في كردستان العراق
سردار عبد الله
sardar_30@yahoo.com
نحو الاشتراكية:
اصدر الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي بيانا حول الانتخابات المزمع عقدها في
كردستان العراق. لماذا يقول البيان ان انتخابات القوميين الكرد هذه المرة تجرى في
اوضاع مختلفة بشكل جدي على الصعيدين العالمي والمحلي.؟ هل لك ان تشرح لنا تلك
الاوضاع واختلافها عن الاوضاع السابقة ؟
سردار عبد الله:
الانتخابات التي يريدون اجراءها الان مختلفة تماما عن تلك التي جرت في العام 1992.
تلك الانتخابات كانت فيها امريكا في مرحلة ووضع تريد السيطرة فيه على العالم سياسيا
واقتصاديا و تصدر نظامها العالمي الجديد لكل البلدان اثر انهيار
الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية. في ذلك الوقت كانت امريكا بحاجة الى قوة
تساعدها في انجاز تلك المهمة في المنطقة. ولكن كانت تبرز امام امريكا معضلات، وكان
يجب ازالة تلك المعضلات من امامها لتستطيع ان تتقدم ومنها النظام البعثي القومي
الحاكم في العراق. كانت امريكا تحتاج الى قوى القوميين الكرد والاخيرة ايضا ربطت
نفسها بامريكا ونظامها العالمي الجديد والديمقراطية والسوق الحرة. في تلك الاوضاع
تم اجراء الانتخابات في كردستان من اجل انجاز تلك المهمة؛ اي تسهيل مهمة امريكا في
المنطقة. لقد كان القوميون الكرد يمثلون افضل وسيلة لامريكا. بعد ان اتى القوميون
الكرد الى السلطة، دمروا كردستان باشكال مختلفة. بعد الانتخابات شكلوا البرلمان
وقسموه الى قسمين واصبحت كردستان ميدانا للحرب الطاحنة بين تلك القوى الرجعية وتم
سلب ثروات وطاقات المجتمع لانفسهم وباتت قيادات القوميين الكرد من الاثرياء
والمجتمع رمي في اتون الفقر والحرمان. لقد تم انهيار كل امكانيات المجتمع. في الوقت
الراهن فان الاوضاع العالمية والمحلية قد تغيرت حيث لم يعد هناك الحكومة البعثية
وانهار النظام العالمي الجديد لامريكا ايضا ولم تنجح في انجاز مهماتها. ان امريكا
الان لا تحتاج الى القوميين الكرد لانجاز المهمام القديمة بل الى قوى اخرى لانجاز
مهمات هذه المرحلة. هناك قوى اخرى اقوى من القوميين الكرد الان وبامكان امريكا
الاستفادة منهم بشكل اكبر واقصد بها قوى الاسلاميين والقوميين كالمالكي والاخرى
التي في السلطة في العراق. الانتخابات هذه المرة ليس لها الاهداف القديمة بل اهداف
اخرى. لقد عرف القوميين الكرد انفسهم خلال 17 سنة الماضية واثبتوا انهم يقفون ضد
مطاليب واحتياجات الناس. ان الجماهير قد عبروا عن رفضهم لتلك السلطة وبينوا من خلال
الاعتراضات والاحتجاجات بسبب عدم وجود اي خدمات بل بالعكس قاموا بنهب المجتمع. ورغم
ان الناس لا تريد هؤلاء القوميين الكرد ولكن الاخيرين يودون جلب الناس الى صناديق
الاقتراع لانها الوسيلة المتاحة لاخذ الشرعية لدورة جديدة من سلطتهم. باسم
الديمقراطية وباسم الحرية يريدون ان يديموا التسلط على المجتمع ويديموا النهب
والاستغلال من اجل الحفاظ على موقعيتهم وادامة ثرائهم على حساب فقر وحرمان
الملايين.
نحو الاشتراكية:
ما هو سجل القوميين الكرد في الحكم لمدة ال 17 سنة الماضية؟ هل هناك اي انجازات
قدموها لحل معضلات جماهير كردستان المعيشية والمدنية ؟
سردار عبد الله:
قوى القوميين الكرد ليس لديها اي شئ يذكر لجماهير كردستان وما تم انجازه وهو قليل
فقد كان تحت الضغط والاعتراضات الجماهيرية الواسعة. لقد عملوا اشياء طفيفة لا تقترب
من 5% مما نهبوا بالمقابل من ثروات كردستان. يمكن القول انهم لم يعملوا شيئا.
الخدمات كالكهرباء والماء والخدمات الصحية لم يتم انجازها الا اذا تعلقت بانفسهم
كتشجيع التجارة والترويج للاعمال التجارية المتعلقة بهم فقط. لو ذهبنا الى جماهير
كردستان وسألناها ماهي منجزات القوميين الكرد لكم فسيجيب الناس بصوت واحد ان هذه
السلطة لم تعمل اي شئ للمجتمع. ولو ركزنا على الظروف المعيشية للجماهير فسنعرف انها
هابطة جدا. اجور العمال والمعلمين والموظفين شحيحة. فرص العمل ضئيلة جدا. الناس
تذهب الى الشوارع بلا هدف بحثا عن لقمة العيش. الناس تفترش الارصفة من اجل بيع بضع
المواد البسيطة وامرار معيشتهم اليومية. من الناحية السياسية فان الحريات معدومة.
نرى الجرائد والمجلات والكتب ولكن الحرية لا تصل الى المجتمع وهناك تجاوزات من قبل
القوميين الكرد على الصحفيين. المئات من الحالات قد سجلت حول البطش بالصحفيين
والكتاب والمحررين والسياسيين. لقد قتلوا بعض الصحفيين في كردستان ولا يمتلك
الصحفيون او غيرهم اي حرية تعبير. لقد سلطوا قانون رجعي على الصحافة وهو يشبه تماما
قانون الاستبداد البعثي ولا علاقة له مطلقا باي معيار ديمقراطي. هناك العشرات من
العراقيل امام حرية التعبير. في كل الميادين هناك قانون الاحوال الشخصية الذي استند
الى الشريعة الاسلامية ويقر بقبول زواج الرجل باكثر من امرأة. انه قانون رجعي جدا
وهذا البرلمان الذي يدعي الحرية والديمقراطية لم يفعل غير انه رسخ اكثر اشكال
الرجعية داخل المجتمع ولا يمكن مقارنته باي شكل بقوانين الغرب مثلا.
نحو الاشتراكية:
تقولون في البيان ان لائحة القوميين الكرد لا ئحة واحدة ومتشابهة وتقصدون لائحة من
يصفون نفسهم بالمعارضين والاصلاحيين. لم تقولون ذلك؟ من اي منطلق يعارض نو شيروان
مصطفى وغيره من القوميين الكرد حكم البارتي واليكيتي الحالي؟
سردار عبد الله:
انا متفق على ان كل القوائم لديها نفس المنطق والاتجاهات السياسية ويقبلون بالوسيلة
الانتخابية للبارتي واليكيتي. ويقبلون ان النظام يقوم على التفريق القومي والديني
والطائفي الرجعي بين المواطنين. من هذا المنطلق اقول انهم جميعا متشابهين فقط
يختلفون بالاسماء. يريد الاصلاحيين ان يقولوا اننا نريد الاصلاح ولكن البارتي
واليكيتي يقولون اننا نريد الاصلاح ايضا. وسؤالي هو: من اوجد هذه الظروف الصعبة
والقاسية في مجتمع كردستان اذن؟ انهم كلهم مسؤولون على تلك الظروف المعيشية
والاقتصادية والاجتماعية الصعبة للجماهير. كلهم مسؤولون. نو شيروان مصطفى يقول انه
يريد ان يجري تغيير في الحكم في كردستان ولكن اذا كان التغيير سيجري بعقليته هو فان
على السلطة المستقبلية في حالة نجاحه ستقوم بابادة الناس تماما كما فعل حزبي
البارتي واليكيتي. ان سجل هذا الشخص ملئ بالجرائم والقتل لقد ارتكب اعمال قتل ضد
الشيوعيين والتحرريين وقد ارتكب جريمة قتل 5 من اعضاء الحزب الشيوعي العمالي
العراقي في تموز من عام 2000. ذلك هو نو شيروان مصطفى "الاصلاحي" . بدلا من ترشيح
نو شيروان ليكون في السلطة فان الجماهير يجب ان تطالب بتقديمه الى المحاكمة
لمحاسبته كمتهم بالاجرام واعمال القتل. يجب الا يتنخب الناس مجرمين على هذه
الشاكلة. ان دعوة نو شيروان للاصلاح هي دعوة شكلية. ليس لديه اي بلاتفورم. عندما
كان نو شيروان في اليكيتي ( الاتحاد الوطني الكردستاني) لم ينبس باي كلمة نقد لحكم
القوميين الكرد ولم يكن له اي بلاتفورم سياسي او برنامج حول ما سيعمله للجماهير.
عقلية نو شيروان ومن يسمون انفسهم بالاصلاحيين لا تختلف فهم لم يعارضوا ولم يعبروا
عن اعتراضهم على الانتخابات القائمة على اساس التمييز الديني والطائفي والقومي
والاثني والهوية الرجعية قد قبلوا بها كليا. لذا فان هؤلاء حتى ليسوا اصلاحيين ولا
يريدون الاصلاح. ان هؤلاء ليسوا اصحاب الاصلاح في المجتمع الكردستاني. ان الاصلاح
يبدأ من الجماهير وقواها الراديكالية كالشيوعيين العماليين القادرين على انجاز
الاصلاح في المجتمع بشكل جذري. الشيوعيون العماليون هم اصحاب التغييرات
الراديكالية. ان كل تلك القوى معتقدة بالنظام الرأسمالي والعمل المأجور والسوق
الحرة. كلهم يريدون هذا النظام. وبالتالي فانهم سيزيدون من حرمان وتجويع المجتمع.
نحو الاشتراكية:
شكرا على الاجابة.