سردار عبد الله عضو المكتب السياسي
حول تصريحات هوشيار زيباري في دولة قومية مستقلة للاكراد وفحوى
الصراع مع الاسلاميين في بغــــداد
نحو الاشتراكية:
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري صرح بان من "حق"
الكورد تأسيس دورلتهم المستقلة وانه سيفخر بالعمل زويرا في حكومة
كردية. ما تعليقكم كحزب شيوعي عمالي على مطالب القوميين الكرد وما
وراءها برأيكم؟
سردار عبد الله:
نحو الاشتراكية:
رئيس حكومة اقليم كردستان مسعود البرزاني قال في احتفال
ذكرى الاستقلال الامريكي في 4 تموز ان القوميين الكرد لا يشكلون
تهديدا لوحدة العراق وان الدكتاتورية هي التي تقوم بذلك في اشارة
الى الاسلاميين الشيعة وشخص نوري المالكي. هل تعتقد ان مخاطبة
الامريكيين وطلب المساعدة منهم هو دليل فعلي على خوف القوميين
الكرد من تنامي النفوذ القومي العروبي والدكتاتورية ام هي ورقة
يستخدمها البرزاني لتصعيد التوتر ويظل محتفظا بزمام المبادرة خصوصا
بعد تصاعد المشاكل
بين هذه الميليشيات اثر انسحاب امريكا ؟
سردار عبد الله:
نحو الاشتراكية:
سردار عبد الله:
نحو الاشتراكية:
سردار عبد الله:
كحزب شيوعي عمالي يساري قبل اي شئ نطالب بوحدة كل البشر. حتى اننا
نريد توحيد العالم او نشكل وحدة اممية. اي نريد عالما بلا حدود ولا
بلدان ولا جوازات سفر. ان هذا حق اساسي للبشر وهو شئ جيد ان يتوحد
البشر وتزال عنهم الحدود. ولكن في بعض الاحيان نرى ان مصالح
الجماهير لا تجيب عليها الوحدة. ولربما الانفصال في بعض الاحيان
ضروري ليحقق امان الناس او مصالحها. نحن مع مصالح الانسان ومع
الانسانية. ونطالب بالانفصال عندما نرى ان الانفصال مناسب في زمن
وشروط معينة.
كحزب طالبنا في السنين السابقة بانفصال كردستان عن العراق
بسبب وجود السيناريو الاسود وتصاعد الحرب والارهاب والقتل
والمجازر في جنوب ووسط العراق اكثر منه في كردستان بسبب الاحتلال.
والمسألة الاخرى التي استدعت مطالبتنا بالانفصال هو ان المسألة
القومية لم تحل في العراق واقصد قضية الاظطهاد القومي منذ زمن طويل
ولقرابة اكثر من ستين سنة هناك صراع قومي واظطهاد قومي واننا ايضا
نرغب في حل هذا الامر وانهاءه. كان قرارنا هذا في وقت اطلقنا عليه
السيناريو الاسود ولكن ظروف العراق الحالية ما تزال بشكل ما موجودة
. الواضح انه ليس هناك حكومة مركزية في العراق قادرة على السيطرة
على الدولة وتحقيق الامان ولو تشكلت هكذا دولة
حينها سيكون لدينا رأي اخر. ان الانفصال غير محبذ ولكن
الظروف الان مازالت غير ايجابية للبقاء ضمن العراق وان الاوضاع
مازالت متدهورة ومتراجعة ونحبذ ابعاد الجماهير عن هذه الكوارث.
نحو الاشتراكية:الا تلتقون بهذا مع القوميين الكرد في
دعوتهم الى دولة كردية ؟
سردار عبد الله:
القوميون الكرد يريدون شئ ونحن نطلب شئ اخر. انهم يريدون تشكيل
الدولة القومية نتيجة لصراعاتهم ومواقفهم القومية. اما نحن
كشيوعيين عماليين فنطالب بتشكيل دولة علمانية لا دينية ولا قومية.
القوميون الكرد يريدون تشكيل دولة على اساس قومي وديني.
الدولة القومية والدينية ليست في صالح جماهير كردستان او
العامل الكردستاني لان القومية هي مبدأ وممارسة غير انسانية. كمثال
ان اردت تشكيل دولة قومية في كردستان فان القوميات الاخرى سيتم
اعتبارها فورا قوميات ثانوية او من الدرجة الثانية كالاشوريين
والكلدان واليزيد والعرب وغيرهم. في الدولة العلمانية جميع الناس
متساويين حقوقيا وهي دولة المواطنة وليست دولة للقوميين الكرد او
الاسلاميين.
نحو الاشتراكية:
القوميون الكرد شكلوا مؤسسة امنية خاصة باقليم كردستان مما
اثار حفيظة بعض القوى الاسلامية والقومية العربية بحجة انه تهديد
لوحدة العراق. كيف تنظر الى تشكيل مؤسسة امنية مستقلة عن الحكومة
المركزية والقوميون الكرد يدعون ان ذلك منصوص عليه في الدستور؟ هل
يخدم ذلك المواطنين في كردستان ام ان الحصيلة هي المزيد من البطش
والتنكيل بالحريات وحقوق التعبير والتظاهر والاعتراض ؟
سردار عبد الله:
انا ارى ان تشكيل هذا المجلس الامني موجه بالاساس ضد جماهير
كردستان. انهم يرون بانفسهم الاعتراضات اليومية لجماهير كردستان ضد
فسادهم واستبدادهم. وبتشكيل هذا المجلس فان القوميين الكرد يريدون
السيطرة على هذا الوضع في كردستان. المسألة لا علاقة بتهديد
وحدة العراق او الدستور وغيرها هذه كلها ترهات واكاذيب.
المسألة الاساسية هو ان تشكيل هذا المجلس الامني لكردستان هو من
اجل مصالح حزبي البارتي (الديمقراطي الكردستاني) واليكيتي (الاتحاد
الوطني) وخاصة حماية النظام العشائري الحاكم في كردستان. ان مسؤول
هذه المؤسسة الامنية هو ابن مسعود البرزاني. الا يمكن منح هذه
المؤسسة لشخص اخر ياترى؟. واضح جدا ان هدف انشاء هذه المؤسسة
الامنية هو حماية مصالح العشيرة البرزانية والطالبانيين واحزابهم.
نحو الاشتراكية:
اليس
هذا هو نموذج لحكم القوميين العرب انفسهم والان نرى حكم بشار الاسد
العائلي نفسه ؟
سردار عبد الله:
ان النموذج الاقرب هو نموذج حكم صدام حسين نفسه ونظام البعث؛ عدي
وقصي على رأس كل المؤسسات الامنية وحسين كامل وكل افراد العشيرة .
ولكن لدي شئ اخر للقول عن هذه المؤسسة الامنية. ان نفس هذه المؤسسة
الامنية موجودة في الجمهورية الاسلامية الايرانية وبنفس الاسم.
انهم اخذوا نمط هذه المؤسسة وحتى اسمها من ايران. ونحن نعرف النظام
في ايران هو نظام دكتاتوري وحشي ودموي يعدم الناس بشكل يومي.
يريدون جلب شئ مماثل لنظام الجمهورية الاسلامية لجماهير كردستان
ليسيطروا على الاعتراضات واحتمالات الثورة. الجماهير ساكتة الان
لانهم استخدموا ضدهم وسائل القمع والترويع. ولكن اليوم الذي سينفجر
الشارع فيه قريب لان الجماهير لم تعد تحتمل اكثر.
انهم بهذا يتهيأون لانفجار الشارع والجماهير والخوف على
سلطتهم ومن هنا ينشأون هذا الجهاز الامني. لو تتابعون الاخبار
والبرامج حول كردستان لترون ان الجماهير تتحدث بشكل متشنج وحاد ضد
هذه السلطة. حتى من الناحية الامنية فان الاوضاع منفلتة حيث عصابات
تقوم بالاغارة على البيوت وتخطف الاطفال من امام اعين اهلهم بهدف
الحصول على فدية مالية. ان هذه الاعمال الاجرامية تجري تحت سلطة
القوميين الكرد وهم يدعون كذبا بانهم يوفرون الامان للجماهير.
الجماهير تقول لمن نشتكي ؟ هل نذهب الى المنظمات الدولية ؟
نحو الاشتراكية:
سردار عبد الله:
جلال الطالباني كان لديه دور ازدواجي في هذه المسألة. يمكن القول
انه ضد المالكي ومع المالكي في نفس الوقت. ولكن في النهاية فانه
يحبذ الوقوف مع المالكي وبغداد وبالتالي عارض قرار نزع الثقة عن
المالكي والتي يتقدم بها القوميون الكرد بالتحالف مع القائمة
العراقية والتيار الصدري. ولكن الصراع داخل القوميين الكرد ليس
مقتصر على هذين الطرفين فهناك قوى معارضة اخرى للبرزاني والطالباني
داخل كردستان. هناك كوران والاسلاميين وحزب آينده. هناك صراعات
قوية وجدية ليس فقط من اجل المالكي بل من اجل الميزانية حيث تم
الاعتصام داخل البرلمان اثر صدور قرار الميزانية. وصراعات اخرى حول
المؤسسة الامنية. ان الوضع متدهور وان هناك ازمة قوية في كردستانية
سياسية و اجتماعية؛ هناك قتل النساء (غسل العار) والاختطاف
والجرائم. من الجانب المعيشي فان الجماهير في كردستان معترضة على
الوضع الاقتصادي. لقد شاهدت امرأة مع 3 اطفال بخيمة من النايلون في
مدينة بكرجو. هذا نموذج لحياة الانسان تحت سلطة هذه الاحزاب
القومية الكردية.
نحو الاشتراكية: ما هو برأيكم طرحكم او بديلكم للاوضاع وما هي دعوتكم لجماهير كردستان.
سردار عبد الله:
ان توفير الحياة الانسانية والكريمة لجماهير كردستان يشترط التخلص
من هذه الميليشيات واسقاط سلطة هذه الاحزاب القومية. ادعوا
الجماهير الى ادامة اعتراضاتها والنزول الى الشوارع وان يديموا
الثورة التي بدأوا بها. ان الثورة الاجتماعية والسياسية هي ضرورية
لكي تحقق الجماهير اهدافها. مطلبنا هو ضمان الحقوق المتساوية لجميع
البشر في كردستان وهذا يأتي عن طريق تأسيس دولة اشتراكية علمانية
غير قومية وغير دينية.
علينا مهمة ننجزها وان نناضل سوية من اجل هذا البديل. بامكان هذا
البديل ان يخلص البشر من مشاكلهم ويأسهم ويفتح الافاق امامهم
للتغير العميق. برأيي ان هذا هو البديل الوحيد المتوفر لجماهير
كردستان من اجل حياة انسانية وكريمة. نحن نناضل من اجل هذا البديل.
نحو الاشتراكية:
شكرا جزيلا.