الاوضاع السياسة و تأسيس الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي !!
بحث مقدم من الرفيق سمير نوري الى المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
31-1- نيسان 2006
لفهم الأوضاع السياسية في العراق ، ليس بأمكاننا القفز فوق احداث حرب الخليج بعد احتلال الكويت من قبل العراق . ألاحداث التي كما قال الرفيق منصور حكمت عنها " ستكون فاتحة صراع دموي لعدة عقود على مجمل الشرق الأوسط وذا عواقب عالمية حاسمة". (حول ازمة الشرق الاوسط ، منصور حكمت) .
بعد سقوط الكتلة الشرقية و جدار برلين فان بقاء امريكا كزعيم لاوروبا لم يعد لها معنى و تبرير و كانت امريكا تبحث عن فرصة لتبين ان زعامة امريكا للغرب ضرورية و مهمة و في مكانها. ان احتلال الكويت من قبل العراق كان فرصة ذهبية لجر الغرب تحت قيادة امريكا وتعبئة اكثرية بلدان العالم تحت لواءها.
و كان بداية لبزوغ النظام العالمي الجديد الدموي ، ودخول العالم في مرحلة من اكثر المراحل دموية في تاريخ العالم المعاصر. لقد تم تحويل العالم الى بؤر للحروب القومية و الدينية و الطائفية ، و حتى الغرب لم يستثنى من هذه الحروب و الصراعات الدموية . كل ما كان معرُفاً و له مكانته في العالم، بعد سقوط الكتلة الشرقية و احداث الخليج ، اصبح مصيره مجهولاً ويواجه ضرورة اعادة التعريف؛ من الأحلاف العسكرية و الكتل الأقتصادية و السياسية و المنظمات العالمية و القرارات الدولية و الجغرافية السياسية للعالم . لقد برزت بربرية النظام الرأسمالي بأقبح صوره و شراسته ، و شنت اكثر الحروب شراسة ضد اهداف البشرية و تطلعاتها تحت راية موت "الشيوعية"، و كان لألة الأعلام الغربي الكبرى والجيوش من عملائها المأجورين يقصفون البشرية باكثر الأيديولوجيات رجعية ، وتم بعث كل ما كان بائدا و ميتا وارجعوه من المتاحف و افسدوا أذهان ملايين البشر بالخرافات و ألإيديولوجيات الصدئة .
كان العراق ساحة وجبهة لتلك الحروب و فرصة لامريكا لحل اهدافها غير المعلنة ، و قدم الشعب العراقي قرابينه رخيصةً لتلك الاهداف . فقط على طريق الكويت- البصرة تم قتل اكثر من 150 الف جندي مهزوم و جائع وخائف وتم دفنهم بالتراب من جراء القصف الوحشي. قتل الالآف من الأطفال و الشيوخ على طول و عرض العراق وخلال فترة قصيرة. لم يكتفوا بهذه الجريمة النكراء ، فقد حرم اطفال العراق من طفولتهم و شباب العراق من التمتع بمراهقتهم و شبابهم بفرض اشرس الحروب قساوة وهي فرض الحصار الأقصادي الذي سبب موت مئات الالاف بشكل تدريجي و مؤلم. لحد الآن يعاني جيلين من البشر في العراق من اثار الحصار الأقصادي ، من امراض و حرمان و تخلف فكري و ثقافي و علمي، و انقطاع عن العالم الخارجي ، و فرض سجن جماعي لمدة اكثر من عشرة سنين على اكثر من 20 مليون انسان دون ذنب و بلا محاكمة . تصوروا بان يشرب الملايين من البشر الماء الملوث من نهري دجلة والفرات والمياه الاسنة و ينامون جوعى وفي ظلام دامس دون كهرباء في ثاني اكبر دولة في احتياط النفط في العالم !.
ان شراسة هذه الحروب لم تكن تنحصر فقط في تلك الحروب انما كانت مصدرا و فرصة لنهوض الحركات الرجعية من قومية وفاشية ودينية وعنصرية وطائفية، و دفع التمدن و الانسانية و الآمال الأشتراكية الى التقهقر و التراجع . تحت راية " الديمقراطية" و الحرب ضد" الدكتاتوريات" شنت اكبر الحروب . وطال ذراع الأسلام السياسي حتى وصل الى البلدان الغربية و امريكا التي درُبت جيوش " المجاهدين" ضد الاشتراكيين والعلمانيين و الطبقة العاملة في العالم الثالث . كانت لهذه الحرب وقع الى درجة لم يبقى معه شيء في العالم لم يعد النظر في تعريفه .
حرب امريكا و حلفائها ضد العراق قد افسح المجال امام القوى الرجعية من القوميين و الأسلاميين وغيرهم من الرجعيين و اعداء التمدن و العلمانية . وقع الشعب العراقي بين مطرقة امريكا و حلفائها و سندان التيار القومي الفاشي البعثى . ان حرب الخليج و الحصار الأقتصادي وتدمير الشعب العراقي من كل الاوجه، الاقتصادية و الثقافية و انتاج جيل من البشر اصبحت كل حياتهم مختومة بالحروب و القتل و الارهاب و المأساة .
ان حركة اليسار القومي و الديموقراطي الذي يدعى نفسه اشتراكيا و شيوعيا قد انزلوا راياتهم الحمراء و بليلة و ضحاها اصبحوا قوميين و ديموقراطيين و اصبحوا ملكيين اكثلر من الملك.
ان الجبهة الثالثة، جبهة العمال و الجماهير الكادحة و المحرومة في العراق، بغض النظر عن الظروف الصعبة العالمية و المحلية و بغض النظر عن عدم استعدادها ، ابدت استعدادا مهما بشعاراتها و لائحتها للمجتمع ومن خلال تنظيم حركتها المجالسية ورفع رايتها الحمراء. وسوف نعود الى هذه الموضوع في مكان اخر من البحث .
بعد 11 ايلول دخل العالم في مرحلة جديدة وهي الحرب بين امريكا وحلفائها من طرف والاسلام السياسي من طرف اخر وصبغت هذه الحرب كل شيء بصبغتها ودخل العراق دائرة هذه الصراع . مرة اخرى حول العراق الى مكان لفرض هيمنة امريكا على العالم بعسكرتاريتها و همجيتها ، و خمسة عشرون مليون انسانا اصبحوا ضحية لحل معضلات ومسائل ليس لها علاقة بالشعب العراقي الجائع لا من قريب و لا من بعيد .
وبغض النظر عن ان سقوط الحكومة القومية البعثية بالنسبة للشعب العراقي ، تمثل واحدة من اهم امالها و تطلعاتها ، و لكن الحرب ضد العراق و تدمير الدولة و كل المؤسسات الأدارية و البنى التحتية وتدمير النسيج الأجتماعي و استعمال ابشع الحروب و بقيادة اقوى جيوش العالم و تجربة ارقى انواع الأسلحة ، لم يكن يمثل مصلحة هذه الشعب المغلوب على امره مرة من قبل الحروب المتتالية الأمريكية ومرة بالوقوع اسيرا لابشع الحكومات الدكتاتورية للعالم الثالث .
ان اسقاط الحكومة و قلع الدولة افسح المجال لخلق سيناريو قاتم في العراق و بعد مرور ثلاثة سنين لا يزال الأقتتال بابشع انواعه مستمرا و تشتد وتيرته يوما بعد يوم وان خطورة ذبح ملايين الناس من قبل الطوائف المتصارعة اصبح قاب قوسين او ادنى . ان الحرب الأمريكية و حليفاتها افرزت و ترعرع في ظلها شتى القوى الرجعية القومية_ الدينية _ الطائفية . و لا تزال مسألة السلطة و الدولة لم تحل. ان المليشيات تحكم العراق بغض النظر عن اجراء الأنتخابات المتتالية . و تبين لأكثر الناس حماقة ووهما بأن الادعاء بان هذه الحرب قد جلبت الحرية او " الديموقراطية " للعراق، هو كذب فاضح .
أن الحرب بعكس ادعائات امريكا و المواليين لها ، جلبت القوى الدينية _ و الطائفية الى سدة الحكم و فرضت شتى القوانين الرجعية بحق اكثرية سكان البلد و خاصة تلك المعادية للمرأة ، و فقدت المرأة في ظل هذه الأوضاع كل ما كسبته بنضالها خلال عدة عقود . الحرب افرزت و خلقت ظروف ملائمة لنمو التيارات القومية و الاسلامية المعادية لأمريكا لينشطوا و يمارسوا ابشع انواع الارهاب و القتل و الذبح و شتى انواع الممارسات البربرية ضد الجماهير المحرومة و خاصة ضد العمال و بأسم " المقاومة " و طرد المحتل .
خلال اكثر من عقد و نصف من الحروب و الحصار و تدمير البلد ، و حرمان الناس من اقل الخدمات الأجتماعية من المستشفيات و المدارس و الكهرباء و ماء الشرب ، و عدم وجود ادنى مستوى من الأمن و الطمأنينية ، اصبحت الحياة و البقاء مسألة ملحة للناس. القوى السياسة الموجودة من القوميين وتيارات ألأسلام السياسي ليس لها أي برنامج لخلاص الجماهير من الأحتلال و الحروب و خطورة الحرب ألاهلية او الأصح تجنب حدوث حمامات الدم . بالعكس هم يشكلون اطراف في تعميق الأوضاع سوءا ، و ان بناء دولة علمانية و متمدنة بالنسبة لهم اصبح في خبر كان .
ان بناء حكومة من ممثلي الاقوام و الديانات و الطوائف بدلا من بناء حكومة تمثل المواطنين المتساوين في الحقوق على اساس انهم يمثلون كل الشعب العراقي اصبح النموذج المثالي لأمريكا و الغرب و النظام العالمي الجديد في البلدان المعروفة بالعالم الثالث، بدلا من دكتاتوريات عقد الستينات و السبعينات . بعكس ادعاءات امريكا و الغرب حول " الديموقراطية " ، هذا البديل قد ارجع المجتمع الى ما قبل القرون الوسطى من جميع الوجوه . و لحد اليوم لا يوجد افق لانهاء السيناريو الاسود التي جلبته الحرب، و في احسن الاحوال اذا استطاعت امريكا و حلفائها العالميين و المحليين ان يشكلوا الحكومة و ينهوا السيناريو الأسود في العراق فستبقى قضية بناء المجتمع المدني و العلماني غير محلولة ، و ان البديل الأمريكي و الغربي هو لحكومة قومية_ دينية مخالفة لتطلعات اجيال من ابناء الشعب العراقي .
القوة السياسية الوحيدة التي كان و مايزال بأمكانها قيادة الجماهير نحو الخلاص هي الشيوعية العمالية . الحركة الذي برزت في اواخر الثمانينات و نمت بشكل سريع في ظل اوضاع حرب الخليج و اندمجت مع الحركة المجالسية في كردستان ، وقادت الحركة النسوية المساواتية و قادت المنظمات العمالية و اتحاد العاطلين عن العمل ، و كان لها نقد عميق و شامل ضد التيار القومي ، حركة اممية هدفها بناء مجتمع خالي من الطبقات و الظلم الطبقي ، الغاء العمل الماجور و بناء مجتمع اشتراكي . و تحت تأثير ابحاث منصور حكمت، تبنت الشيوعية العمالية و قبلت ببرنامج " عالم افضل" كبرنامج لها .
ان الحركة الشيوعية هي حركة اجتماعية متجذرة في الواقع العراقي ، نشطة داخل الحركة العمالية و الطبقة العاملة و لها تاريخ عدة عقود من النضال ضد الراسمالية في العراق. الا ان هذه الحركة وبعد احداث الخليج قد طرأ عليها تغيرات نوعية تحت تأثير الشيوعية العمالية وخاصة ابحاث الرفيق منصور حكمت وفتحت افاقها ووضح سبيلها ، ووقفت ضد البرجوازية العالمية برفعها الراية الحمراء ، في حين كانت الالة الاعلامية البرجوازية تشن حربا بربرية ضد الشيوعية وتحت ادعاء موت "الشيوعية " . و لكن هذه الحركة كان تعاني من الناحية التنظيمية من التشتت و محرومة من حزبها. و تحت توجيهات الرفيق منصور حكمت و الرفاق في الحزب الشيوعي العمالي الأيراني، تم تشكيل الحزب الشيوعي العمالي العراقي في 21 تموز 1993 و انظمت الاكثرية العظمى من القوى الشيوعية في كردستان و بعض التنظيمات على مستوى العراق الى الحزب . ولكن هذه الحزب لم يستطيع ان يتحول الى حزب اجتماعي قوي على الساحة السياسية في العراق لعدة اسباب اهمها عدم امكانية قيادته القيام بدور قيادي للحركة وتحوله الى حزب سياسي اجتماعي و خاصة في الأنعطافات الكبيرة التي مرُ بها المجتمع العراقي. و في احسن الأحوال كانت قيادته قيادة تنظيمية. ومن ناحية اخرى فان عدم و جود استراتيجية واضحة للحزب ادى بالحزب الى التقوقع والانعزال امام التيار القومي الكردي ، وهناك الكثير من النقاط من الممكن ان نناقشها ونأخذ دروس مهمة منها كونها تجربة سياسية للشيوعية العمالية. ليس لدينا الوقت الآن لتدقيق هذه التجربة كما اننا لسنا بصدد تقييم هذا الموضوع في مؤتمرنا ايضا .
لكن هذه الحزب بقى حزبا شيوعيا عماليا بغض النظر عن النواقص و المشاكل الذي اشرنا اليها لحد انفجار الصراع داخل الحزب الشيوعي العمالي الأيراني ، و تخلي التيار اليميني بقيادة كورش مدرسي عن الشيوعية العمالية كحركة اجتماعية و ألتحاقه ب "الحكمتية". انتمى المكتب السياسي ل" الحزب الشيوعي العمالي العراقي" كاحد تنظيمات الحزب الشيوعي العمالي الايراني- كمحفل داخل الحزب- الى ال" الحكمتي" و ضرب الحزب و قراراته و مؤتمراته عرض الحائط ، و انتمى الى الخط اليميني وتبنى الطروحات اليمينية المخالفة لجوهر الشيوعية العمالية و روحها . ان التغيرات الجدية التى طرأت على موقعية التيارات البرجوازية على الساحة السياسية في العراق فرضت على حزب ريبوار التفكير في مشاريعه السياسية و كعكة السلطة. ومن الخلال التوافق و الأقتراب من الاحزاب البرجوازية و في ظل الطروحات اليمينية" الحكمتية" كان طرح تشكيل سلطة المنظمة وتحت مظلة مؤتمر حرية العراق كانت الخطوة الجادة للمشاركة مع الأطراف البرجوازية في الأنتخابات، و التخاذل امام الرئيس" مام جلال" كان جزءاً من العملية ايضا.
بناء على ذلك لم يبق هنالك حزبا يمثل تيار الشيوعية العمالية في العراق. انضم حزب ريبوار الى التيارات الشيوعية قولا و البرجوازية فعلا. ان تشكيل حزب شيوعي عمالي ملتزم بخط منصور حكمت و مبادئه و برنامجه " عالم افضل" و الحفاظ على ثوروية الشيوعية العمالية كان ضرورة تاريخية ملحة . لم تواجه الشيوعية العمالية في تاريخها صعوبات و تشويه كما واجهته هذه الفترة ، التى استهدفت جوهر نضالها الأشتراكي عن طريق الثورة الأجتماعية . لذا فان الأعلان عن تاسيس الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي كان ضرورة ملحة و تاريخية. ان من واجب المؤتمر الأول ان يؤسس هذا الحزب مرة اخرى ويمليء الفراغ الذي حدث نتيجة للتغيرات الذي طرأت على حزب ريبوار احمد .
صحيح اننا نشكل حزبا سياسيا في ظل اوضاع سياسية معينة كما اشرنا سابقا ، و لكن فلسفة تشكيل الحزب لا تبدأ من الأوضاع السياسية وبالتأكيد سوف تطرح استراتيجيتها لحل الأوضاع السياسية المعينة التي نعيشها . ان الحزب الشيوعي العمالي يتشكل حول نقد النظام الراسمالي المعاصر و النظام العالمي الجديد، نقد لراسمالية هذه العصر، نقد لاستغلال العمل المأجور و للنضال من اجل الأشتراكية الآن .
لقد دخلنا في صراع و جدل لم يسبق له مثيل داخل حركة الشيوعية العمالية؛ حول هويتنا، الهوية الأشتراكية. لقد قالوا ان الناس يهربون من الأشتراكية، قالوا ليس بأمكاننا بناء الاشتراكية لذا يجب ان ندخل في تحالفات مع اطراف اخرى برجوازية لتشكيل حكومة ائتلافية، و قالوا حتى اذا حصلنا على الأصوات فلن نعلن تشكيل الحكومة الأشتراكية.
هناك ميول اخرى في العراق تدعي الأشتراكية و لكني في غنى عنها. نحن نبني حزبا ماركسيا ثوريا، محوره الأنسان واعادة الأختيار الى الانسان كما قال منصور حكمت ، وهدف هذا الحزب هو تحرير الأنسان من الاستغلال ، ومن هذه المنطلق نصل الى الغاء العمل الأجور و بناء المجتمع الأشتراكي . لا يوجد حزب سياسي في المجتمع العراقي بهذه الخصائص في الوقت الحاضر . المجتمع في انتظارنا .
لقد اشرنا من قبل بأن الشيوعية في المجتمع العراقي حركة متجذرة و واسعة و لها جذورها داخل الطبقة العاملة و الحركة العمالية وبان هذه الحركة تحتاج الى حزب يمثلها و ينظمها في حزب سياسي قوي و بافق واضح و برنامج ثوري ، ان حزبنا اذا لم يستطع تنظيم هذه الفئة الواعية و الشيوعية فليس بأمكانه ان يتحول الى حزب سياسي اجتماعي ، و ان اولى خطوات الحزب و مهامه هي تنظيم هذه الفئة في صفوفها و تقويتها و تسليحها بالماركسية و الشيوعية العمالية .
ان رفع الراية الشيوعية في المجتمع قد وقع على عاتقنا ، ان كل التيارات البورجوازية ممثلة من قبل احزابها ، و انهم بمساعدة حلفائهم العالميين قد دمروا المجتمع و فرضوا القوانين البربرية القرووسطية. بدون الشيوعية ، و بدون شيوعية ترفع رايتها وسط المدينة وفي مركز العاصمة فليس لنا فرصة لنتحول الى قوى تصارع اعدائنا الطبقيين . ألاحزاب المتخاذلة المدعية زورا بالشيوعية كسروا هيبة الشيوعية وانزلوا راياته الحمر ورفعوا بدلا منها الرايات الصفراء او البيضاء امام البرجوازية. ان ارجاع الثوريوية الى الشيوعية من نصيب رفاقنا و حزبنا. يجب الأ نفقد هذه الفرصة .
ان بحوث منصور حكمت حول الحزب و المجتمع، الحزب و السلطة السياسية تبين بكل وضوح كيف بامكاننا ان نبني حزبا سياسيا اجتماعيا شيوعيا قويا يتحول الى احد اللأعبين الأساسيين في الساحة السياسية في غضون فترة معينة، و لا نحتاج ان ندونها مرة اخرى وانما نحتاج الى ان نمارسها في واقعنا و نستفيد منها بشكل جيد ، و بأمكاننا ان نبين على ضوئها أي خطوة نخطوا لكي نصل الى اهدافنا. ان بمتناول ايادينا مليئة بادبيات غنية للعمل السياسي .
بدون حزب سياسي اشتراكي ليس بأمكاننا ان نغير الأوضاع السياسية التي تكلمنا عنها . البرجوازية تخلت عن اهداف الثورة الفرنسية الكبرى ، لا يوجد حركة سياسية بورجوازية اليوم تدعوا الى فصل الدين عن الدولة و التربية و التعليم ، و لا الى العلمانية ولا الى المساواة بين المواطنين و لا الى حق المواطنة المتساوية. امام اعيننا ارجعوا المجتمع الى القرون الوسطى وفرضوا قوانين بربرية على الجماهير و داسوا على المكتسبات التي حصلت عليها اجيال من البشر بنضالها. ان جلب التمدن و المجتمع المتمدن قد وقع اليوم كليا على كاهل الشيوعيين والطبقة العاملة. الشيوعيون اليوم يمثلون روسو وفولتر القرن الثامن عشر، و ان راية الثورة الفرنسية بايدينا وحسب وليس غيرنا.
ان احد من مهام هذه الحزب هو السعي لخلاص المجتمع من الأحتلال والخلاص من بربرية الاسلام السياسي و القوميين و عصاباتهم و ميليشياتهم المجرمة و الملطخة اياديها بدماء الشعب العراقي . سوف نطرح استراتيجتنا في هذه الصدد و نحدد خطواتنا بشكل واضح و شفاف.
في النهاية اقول اننا نبني حزبا غير اعتياديا وفي مجتمع غير اعتيادي ، حزب يقف ضد التيار؛ ينتقد كل ما هو موجود في المجتمع و يعتبر هذا المجتمع مجتمعا مقلوبا ، متفككا ومتعبا يحتاج الى من يمد يد العون له . ان من واجبنا ايجاد الالية لعملنا في هذه الاوضاع وان نشق طريقنا. المجتمع يعطينا وسائلنا لممارسة عملنا و يجب ان نجد هذه الوسائل المتوفرة ونستفيد منها . و مرة اخرى اقول و اكرر بناء الحزب ثم بناء الحزب. بدون حزب شيوعي منضبط ليس لنا فرصة النجاح .