حول شعار
"فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم"
سمير نوري
ان أحداث البصرة وخاصة المتعلقة بالتجاوز على الطلاب والطابات في كلية الهندسة، وقتل احد الطلبة وتمزيق ملابس الطلبة ونهب ما يملكون من وسائل واحتياجات شخصية، عمل مدان وهمجي و بربري من قبل شلة من القتلة وألأرهابيين من جماعات الأسلام السياسي سيء الصيت. ان هذه الأعمال ليست ألأ قمة الجبل الثلجي والتي ترسخ قاعدتها في قاع البحر.
صحيح أن الذين قاموا بهذه الجريمة الجبانة هم من أنصار مقتدى الصدر ومجرمي" جماعات ألامر بالمعروف والنهي عن المنكر" ولكن هذه ليست أول عمل اجرامي لهم ولن يكون الاخير. فتفجير دور السينما وصالونات الحلاقة وخاصة صالونات النساء ومحلات بيع الخمور وتدمير المتنزهات وألأماكن المخصصة للراحة والاستجمام، والهجوم على النساء و فرض الحجاب وفصل النساء عن الرجال وأغتيال الدكاترة والعلماء وخاصة العلمانيين منهم هو جزء من وظائفهم واعمالهم اليومية. ان القتل والتهديد المستمر لاتباع الاديان الاخرى مثل المسيحيين والصابئة واجبارهم على ترك أعمالهم والهرب الى خارج العراق هو جزء من الأعمال السياسية للأسلام السياسي ولا يقتصر فقط على جماعة مقتدى الصدر.
وفي الحقيقة فأن كل القوى الأسلامية المذهبية تشارك مشاركة فعالة في تنفيذ وأداء هذه الواجب الديني. وهي طريقة للسيطرة على المجتمع و لفرض سلطتهم السوداء عليه.
ان محاكمة ومعاقبة المجرمين في حادثة جامعة البصرة ضروري ويجب أجرائها بأسرع وقت ممكن لكي تكون عبرة للمعممين وعصابات ألأسلام السياسي ويجب أن يفهموا بأن الأمور لا تمشي حسب هواهم و رغباتهم الدنيئة والواطية. بل أن المجتمع العراقي مجتمع حي وأن الناس فيه متعطشين للحرية والتمدن وليس من السهل السيطرة على رغباتهم و تطلعاتهم الحضارية والمتمدنة. الا ان هذه ألأجراءات لا تكفي لمنع حدوث هذه الجرائم والتجاوزات ما دامت هناك قوى دينية متسلطة على رقاب الناس وتلعب بمصائرهم و تسلب حقوق المواطنين وخاصة النساء منهم.
تبين هذه الأحداث مدى نقمة الناس ضد هؤلاء ومدى تطلع الشباب الى التحرر والى مستقبل مشرق، ومدى كذب المدعيين بأن العراق بلد أسلامي، وفي الحقيقة هم يريدون اسلمة العراق والسيطرة عليها بهذه الطريقة.
أن الجماهر الواسعة من العمال والشباب والشابات والطلبة والطالبات، والنساء عموما لهم مصلحة واقعية في أبعاد الدين في حياتهم واماكن عملهم ودراستهم وعن القضاء وقوانين الاحوال المدنية. ان رفع شعار " فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم" شعار لكل الذين لا يريدون أن يحكمهم الملالي والمعممين الجهلة وبالقوانين القرو- وسطية ، وهي شعارنا اليوم لحركة واقعية ضد الرجعية السياسية وألأسلام السياسي وركن أساسي لبناء دولة علمانية متحررة من قيود و سيوف وافيون الدين.
يجب ان نتعامل مع الدين كأمر شخصي. فكل من يؤمن بآله بامكانه ان يذهب الى دور العبادة وان يمارس شعائره الدينية دون التجاوز على حقوق الأخرين وهو حر مع ربه وهي علاقة الفرد مع ربه وليس له أي علاقة بالمجتمع. ليس للدين دخل في تنظيم الأخلاق في المجتمع،فألاخلاق هي جزء من الثقافة ووعي ألأنسان بمصالحه كأنسان وجزء من تحرره من ألأخلاقيات البالية والدينية المتخلفة والقيود والتقاليد العائقة لتطور البشرية.
ان مراكز الدراسة والتعليم منابر للتنوير وسوح للعلم والمعرفة وليس مكان لترويج الخرافات والأوهام وألأساطير والقصص الخيالية، لذا فان فصل الدين عن التربية والتعليم هي جزء من متطلبات العصر و ركن من اركان رفع أمكانيات وقدرات الجيل الناشيء والشبيبة من الناحية العلمية والمعرفية. يجب حماية المدارس والجامعات و المعاهد من تطاول الدين ورجال الدين، ومنع كل أشكال البروز الديني والرموز الدينية في هذه المراكز.
ان شعار فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم هو جزء من برنامج الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. ويناضل الحزب من اجلها بكل طاقته ويعتبرها جزء لا يتجزأ من النضال من أجل بناء مجتمع علماني اشتراكي انساني.
ندعو جماهير العمال و النساء و الشباب لرفع هذه الشعار و تنظيم حركة جماهيرية مقتدرة حولها وسوف يكون الحزب حاضر في مقدمة هذه النضال.