بلير احد مجرمي الحرب، يترك السلطة، اليوم!!
سمير نوري
يترك توني بلير السلطة كرئيس لوزراء بريطانيا لصالح جوردن براون اليوم بعد عشرة سنوات من الحكم. ومن الواضح ان الأعلام البرجوازي ومهندسي الأفكار في السي ان ان والبي بي سي وغيرها من وسائل الاعلام البرجوازية العملاقة قد بدأوا بقصف الرأي العام للجماهير الغفيرة على المستوى العالمي باعطاء مكانة سياسية واجتماعية لتوني بلير، وعدم فسح المجال للناس بالتفكير والوقوف على المواقف السياسية لهذا الرمز الوقح للبرجوازية وتعريفه على حقيقته. ان توني بليرهو شريك جورج بوش والمحافظين الجدد المهزومين لا في العراق وافغانستان وفلسطين فحسب، وانما في نفس امريكا ومن قبل نفس الرأي العام الأمريكي. لقد انسدت افاق التيار اليميني واليمين المتطرف على الصعيد العالمي بقيادة جورج بوش وبشراكة توني بلير بعد جر العالم الى الحروب المدمرة واحدة تلو الاخرى، تارة في شرق اوربا و تارة في افغانستان واخرى في العراق. ان توني بلير هو احد قادة جرٌ العالم الى البربرية والوحشية وتدمير مجتمعات بأكملها وهو المسؤول ازاء الوضع المأساوي والحرب الطائفية والدينية في العراق. ليس بأمكانه ان يهرب من هذه الجريمة. انه شريك جورج بوش في جريمة الحرب هذه ويجب محاكمته عاجلا ام اجلا سواء كان داخل الحكم ام خارجه.
ترك توني بلير الحكم و يريد ان يخرج من هذه الورطة التي أوقع فيها ملايين البشر في العراق ويريد ان ينسى ما خلقه ولكن الأوضاع المزرية في العراق تطارده حتى في عقر داره. ستطارده العوائل التي دمرتها وقتلتها حربه في العراق ولبنان افغانستان وغيرها من الدول وحتى نفس الجنود الذين ارسلهم للحرب واصبحوا ضحايا حربهم سيطاردونه كما يطاردونه اليوم في بريطانيا. ان ضمير البشرية لن يهدأ له بال الى الأبد وسوف يجر مجريمي الحرب امثال توني بلير الى المحكمة ويمنحهم ميدالية البربرية والقتل الجماعي التي مارسها خلال حكمه المشؤوم وسبب خلالها قتل اكثر من مليوني انسان بسبب تأييده للحصار على العراق وحربه الأخيرة وتدمير المجتمع العراقي بأكمله وجلب شلة من القتلة و المجرمين الأسلاميين والقوميين الى الحكم امثال الطالباني والمالكي والهاشمي و الحكيم و البرزاني وغيرهم.
ان الحرب " ضد الأرهاب" هي في الحقيقة عنوان حربهم. ان شنهم اكبر الحروب دموية ضد البشرية وتحت هذه العنوان قد خلق لهم "محور للشر" لكي يمارسوا من خلاله شرُهم ضد الجماهير الغفيرة في العالم و لأجل ضمان سيطرتهم على العالم . ان النظام العالمي الجديد الدموي الذي بدأ بالهبوط والهزيمة والانهيار، كان توني بلير احد رموزه ولاعبيه الرئيسيين، وان غروب هذه النظام الدموي اقترب وسوف يغرب الأسلام السياسي الذي صعد الى السطح ونهض بمباركة الغرب والنظام العالمي الجديد وبمساندته وضمن دائرته ايضا، معه. سيزاح من على رقاب الجماهير المليونية في العالم العربي و"العالم الثالث" الاسلام السياسي بغروب خالقه ومربيه.
لقد منح لتوني بلير مبعوثية الشرق الأوسط من قبل اللجنة الرباعية؛ اوروبا و امريكا و روسيا والأمم المتحدة في قضية فلسطين. وكأنما كان لبلير دور ايجابي في هذه القضية او انه قد اعطى أفقا ما لحل هذه المعضلة ولكن الحقيقة معاكسة تماماً. صحيح ان بلير هو نصير لاسرائيل وهو طرف من اطراف الصراع وهو الطرف السلبي، وهو يمثل اليمين وممارسة الجريمة بحق هذا الشعب والذي يرى بأم عينيه يومياً كيف يقتل اطفال فلسطين وهو صم أبكم لا ينبس بكلمة استنكار واحدة ، بل على العكس يمد اسرائيل بكل الوسائل ويدافع عن تدميرهذا الشعب المغلوب على امره. ان اعتبار بلير مبعوثا للشرق الاوسط في المسألة الفلسطينية يعني اولا عدم حل هذه القضية وعدم الجدية في مسعى حلها، وثانيا يعني منح بلير ميدالية تقدير وعرفان لجرائمه ضد الأنسانية.
ان حل قضية فلسطين يأتي من خلال تشكيل الدولتين متساويتي الحقوق ودفع اليمين الى التقهقر على كلا الطرفين؛ اليمين المتطرف والديني في اسرائيل، والأسلام السياسي في فلسطين، وفي آن معاً، وافساح المجال للقوى العلمانية والأنسانية للعب دورها في حل القضية. ان توني بلير ليس أهل لهذه المأمورية.
ومن وجهة نظر الأنسانية والرأي العام العالمي فان توني بلير مجرم حرب. لقد سبب تدمير مجتمعات بأكملها واكبر جريمة قام بها هي المشاركة في فرض الحصار على العراق والحروب المتتالية ضد جماهير هذا البلد وتدمير بنيته التحتية والأجتماعية وجره الى حرب وحشية لا خروج منها. كل قطرة دم تسكب في العراق فان توني بلير هو احد المسؤولين الرئيسيين والمباشرين عن سفكها.
يجب ان يدفع توني بلير ثمن جرائمه تلك.