لقاء تلفزيون سيكولار
مع سمير نوري
هستيريا الاسلاميين ضد المدارس المختلطة في كردستان العراق
خيال ابراهيم: تناقلت الاخبار ان مجموعة من الملالي ورجال الدين والاسلاميين في
كردستان قد تحركوا من اجل منع الاختلاط في المدارس او غلق المداراس المختلطة. ماهي
معلوماتك عن الموضوع وماذا يعكس الخبر او دلالته برأيك؟
سمير نوري: حسب قرار اقليم كردستان فان الدراسة في كل مراحلها يجب ان تكون مختلطة
بين الجنسين. في زمن حكومة البعث كان هناك مدارس مختلطة ولكن ليس على كل المستويات.
وحسب القرار فان المدارس من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية تكون مختلطة.
والمعروف ان الجامعات والمعاهد مختلطة اصلا. في العام الماضي لم ينفذ القرار ولكن
هذا العام مع بدء السنة الدراسية الجديدة بدأ بتنفيذه باختلاط التلاميذ مع بعضهم
البعض. لقد ادى ذلك الى فقدان الاسلاميين لاعصابهم وبشكل هستيري بدأوا الاعتراض ضد
الاختلاط والمدارس المختلطة وبدأوا في المناطق التي لديهم فيها امكانيات او قدرات
مسلحة ان يسيطروا على تلك المناطق وبدعم الجمهورية الاسلامية في ايران ومنظمات
ارهابية اخرى كما في منطقة شهرزور وخورمال وحلبجة وسيد صادق ومناطق اخرى لديهم فيها
قوة عسكرية وتاريخيا حيث استطاعوا ومنذ 1991 تثبيت وجودهم فيها. لقد بدأ الاسلاميون
بالتحرك على الملالي والعناصر الاسلامية وبدعم الاحزاب الاسلامية مثل حزب الرابطة
الاسلامية وكومل ( عصبة الاسلاميين ...) وهؤلاء هم وراء هذه التحركات ويريدون منع
هذه المدارس المختلطة.
خيال ابراهيم: ماهي الطرق التي يستعملونها من اجل منع المدارس المختلطة؟. ام انهم
مجرد يطالبون ويكتبون او يعبأون المجتمع ضد الاختلاط؟.
سمير نوري: يريدون في الوقت الحاضر ان تاخذ المسألة مجرى قانونيا. بدأوا في جمع
التواقيع والاتصال بالعوائل وتحريك الافكار العشائرية المتخلفة في المنطقة وبداوا
بتخويف الناس البسطاء بان الاختلاط سيؤدي الى اوضاع اخلاقية ومسائل تتعلق بالشرف
وغيرها وبدأوا يلعبون على هذه الاوتار ويوجهون الناس على هذا الاساس. حتى بعض
العناصر من غير الاسلاميين بدأت بالتأثر بهذه الافكار ولكن تلك هي اساليبهم في
الوقت الحاضر. ان للاسلاميين تاريخ في محاربة الحرية ففي العام الماضي قام
الاسلاميون بقص شعر مجموعة من الشابات حوالي اكثر من 25 طالبة وكان الاسلاميون خلف
ذلك الاعتداء. في الوقت الحاضر بدأوا بالتحدث والقاء الخطب من منابر الجوامع
والتجمعات والاتصال بالعشائر والضغط على اطفالهم انفسهم . مثلا عنصر في حزب اسلامي
يقوم حاليا بالضغط على اطفاله ويهدد بعدم ارسالهم في حال تطبيق قرار الاختلاط. ان
الاسلاميين يهددون بحرمان الاطفال من الدراسة وخاصة اطفالهم في الوقت الحالي في حال
تطبيق القرار ووضعه موضع التنفيذ.
خيال ابراهيم: نحن نعلم ببدئ السنة الدراسية في كل المدارس وايضا في العراق
وكردستان. ان التلاميذ لا يعانون فقط من اظطهاد طفولتهم ولكن ايضا من الجوع
والحرمان. ماذا تقول عن بدء السنة الدراسية ووضع التلاميذ في العراق.؟
سمير نوري: الاطفال في الشوارع مشردين في كل انحاء العراق. هناك نازحين في كل الدول
من سوريا والاردن وحتى داخل العراق في الموصل وكركوك وكل المدن. ان تلك الامور تؤثر
في حياة الاطفال وحياتهم الدراسية. الملايين من الاطفال يعانون واليونسيف ومنظمات
المجتمع المدني والمنظمات الانسانية تتحدث وعن سوء وضع الاطفال في العراق
وبالارقام. ولكن ان تحدثنا عن المدارس فان المدارس الحالية غير ملائمة للدراسة وغير
كافية لاستيعاب كل التلاميذ هناك في بعضها اكثر من 50 طالبا ويتجمع 5 اطفال للجلوس
على رحلة واحدة او هناك صفوف بلا رحلات كافية. وهناك بعض المدارس تقوم بعمل 3 وجبات
دراسية مما يؤثر على التلاميذ. كما ان وضع المعلمين والمدرسين غير ملائم. هناك
العديد من الاعتراضات حاليا اكثر من 350 مدرسة في حالة اضراب في كردستان في
السليمانية وبازيان وجمجمال وسيد صادق ويوميا يتوسع الاضراب بسبب وضع المعلمين غير
الملائم حيث ان الرواتب لا تكفيهم للاستمرار في التدريس. كما ان وضع الدراسة عموما
سواء المكان او قلة وسائل النقل او انعدام وسائل التدفئة والتبريد وغيرها من
المستلزمات غير متوفرة. المدرسة اليوم غير ملائمة للتلاميذ بكافة الشروط التي تجعل
من الدراسة ممكنة.
خيال ابراهيم: هل ينوي الحزب القيام باي نشاط او فعالية للرد على تحركات قوى
الاسلام السياسي بشأن الاختلاط؟
سمير نوري: بدأ الحزب بالتحرك من خلال الاتصال مع عناصر في منطقة شهرزور وسيد صادق
ومع وزارة التربية ومع شخصيات اجتماعية ومع منظمات المجتمع المدني ومع عناصر اخرى
وحتى نحن بصدد التحرك بشكل اوسع وتشكيل جبهة واسعة ضد تحركات الاسلام السياسي. في
الحقيقة ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يمثل القطب الراديكالي
والاشتراكي ضد الاسلام السياسي. برأينا ان القوميين الكرد لا يمثلون هذا القطب. حتى
تحت ضغط متطلبات الحياة المدنية في كردستان وتطلعات الجماهير لفتح المدارس المختلطة
في كردستان فان القوميين الكرد لا يدافعون عن ذلك الامر. ان مدير تربية سيد صادق
قال: صحيح ( اي مطلب عدم تطبيق الاختلاط ) فالمنطقة عشائرية ولا تتحمل المدارس
المختلطة وذهب مع الاسلاميين !. ولكن عندما ضغطنا تراجع عن موقفه. ان عناصر الاتحاد
الوطني هم انفسهم متذبذبين وغير قادرين عن الدفاع عن المدارس المختلطة. ان الشيوعية
العمالية والاشتراكية في كردستان مسؤولية للقيام بالدفاع عن التمدن والعلمانية وعن
المدارس الراقية والاختلاط واحترام المرأة والطفل والدفاع عن فصل الدين عن التربية
والتعليم وكلها مسائل تقع على عاتق الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
والاشتراكيين. وقد بدأنا التحرك في هذا الاتجاه تماما كما تحركنا ضد مشروع قانون
الصحافة في العام الماضي، فان مسألة المدارس المختلطة والدراسة هي ايضا من مسؤولية
الحزب وبدأنا في التلفزيون والجرائد وشخصياتنا بدأت التحرك في هذا الاتجاه. نحن نرى
ان رد وارجاع الاسلاميين هو مسؤولية الاشتراكيين لا القوميين.
خيال ابراهيم: ماذا تعتقد عن رأي الجماهير حول تجاوزات الاسلاميين وحركة الاسلام
السياسي ؟ هل هناك اعتراض جماهيري وهل يمثل الحزب طموح الجماهير فيما يخص الاختلاط
وتشجيع الاختلاط؟.
سمير نوري: برأيي ان جماهير كردستان متمدنة وتحب التمدن. في ايام العطل في الربيع
فاننا نرى مئات الالاف من البشر يخرجون الى الحقول والسفرات الترفيهية ويلبسون
اللابس الانيقة. ان الناس ترغب وتحب الحياة المرفهة والمدنية ومع احترام المرأة
واحترام الاطفال. ان جماهير كردستان هي جماهير متمدنة. ولكن هناك اطراف رجعية
وباستعمال الاسلحة والسيوف والتخويف والقمع توجه المجتمع وتحاول الضغط على
الجماهير. في فترة ما كانت جماهير كردستان جائعة وكان الاسلاميون يستعملون المال
الاتي من السعودية وايران من اجل فرض الحجاب والقوانين الاسلامية على المجتمع .
الان يريدون استعمال اساليب اخرى من اجل تخويف المجتمع واظهار ان حركة الاسلام
السياسي في كردستان قوية. برأيي ان الاسلام السياسي في كردستان منبوذ وليس لهم
قاعدة جماهيرية وان الناس لا تحبهم. ان قضية المدارس المختلطة ستظهر رد فعل
الجماهير على الاسلاميين في حين ان الاسلاميين يتشبثون باسوا المسائل كالعشائرية
والاخلاقيات الرجعية والشرف ويريدون ان يلعبوا على هذه الاوتار . وبرأيي فان
المسألة ستنعكس ايضا ضدهم ولكن بشرط ان نشطاء حركات التمدن والعلمانية والاشتراكية
ان يتحركوا بشكل نشط وسيحصل الاسلاميون على جوابهم بالتاكيد.
خيال ابراهيم: ماذا تقول للعلمانيين والنساء التحرريات والمساواتيين والمتمدنين في
كردستان وعموم العراق حول دعم المدارس المختلطة.
سمير نوري: لقد اشرت الى ان هناك تحركات وادعاءات علمانية ومتمدنة وحركات اشتراكية
ومجالسية. ان تاريخ عقدين من الزمن وحركتنا تتحرك في كردستان كالدفاع عن الحقوق
المدنية والمرأة والطفل وحقوق الجماهير وهي موجودة ولدى تلك الحركة تأريخ وارضية
لهذه المسألة . برأيي ان هذه الحركات بامكانها ان تسد افواه هذه الابواق النشاز في
كردستان وادعو من هذا المنبر كل العلمانيين والمتمدنين في كردستان والعراق بالتحرك
بشكل سريع من اجل مواجهة الموضوع. ففي مسألة المدارس المختلطة يجب ان يكون هناك نوع
من الاعتبارات والمعايير الراقية والمتمدنة في مسألة العلم والتعليم والخدمات
المقدمة للتلاميذ والاجهزة ومناهج التدريس ونوع المدارس الملائم للتطور. ان المنهج
الدراسي والتعامل مع الاطفال كاطفال ورعاية الطفولة وكل المسائل امامنا من اجل
الدفاع عنها وابرازها والعلمانيين مدعوين الى الدفاع عن تلك المسائل. ان مسألة ضرب
الاطفال سائدة داخل المجتمع في كردستان وهي محل اعتراض الناشطين والمدافعين عن
الطفولة في كردستان. ولكن هناك متخلفين ورجعيين مازالوا يستعملون الضرب ومازال
الدين الاسلامي يدرس في المدارس ويشكل احد الدروس في المدارس والعديد من المسائل
العلمية تفسر تفسيرات دينية وغيبية وهي من المواضيع المهمة التي تلقى على عاتق
العلمانيين مهمة الدفاع عن مناهج دراسية علمانية ومتمدنة.
خيال ابراهيم: قد يأتي احدهم ويقول ان الدراسة هي دراسة. مالمانع ان تفصل المدارس
وكل منهما يدرس لوحده. اي الاولاد بمعزل عن البنات؟ مالمانع بذلك؟
سمير نوري: احد المدافعين عن الحرية والمساواة واسمه بشتوان كريم قد اجاب عن ذلك
بشكل معبر. قال ان الاطفال من البنات والاولاد يخرجون سوية في كردستان والعراق الى
الحقول ويلعبون و الرعي او التجمع في القرية بشكل مشترك ولكن عندما يأتون الى
المدرسة عليهم الانفصال عن بعضهم ! لماذا ؟ مالسبب ؟ في القرية يخرجون في مجاميع
سوية مع بعضهم لماذا يفرقون عن بعضهم البعض في المدارس ؟! ان سبب ذلك هو حركة
الاسلام السياسي التي تريد فصل الجنسين عن بعضهما. لم يجب فصل الطفل والطفلة عن
بعضهم البعض؟ . لان الاسلاميين يعتبرون ان المرأة عورة وعيب وناقصة ويهينون كرامتها
ويعتمدون على اهانة المرأة وهم بالتالي يريدون فصل الفتاة عن الولد. انهم حساسون
ازاء ذلك الموضوع ويتحركون عليه. والان في كردستان فان الجماهير ترفض هذه التصورات
والمطالب. لقد حاول الاسلاميون في التسعينات منع طلاب وطالبات من الذهاب الى
المدرسة بشكل مشترك وقالوا نحن نوفر المال للنقل ولكن بشرط ان يفصل باصات الطلاب
والطالبات ولكن المشروع رفض ولم تقبل مطالب الاسلاميين. يجب ان نرد على هذه المسألة
ومن المفروض ان نخرس الاسلاميين وافكارهم المتخلفة والرجعية وارجاعهم الى اماكنهم
وهي مهمة وواجب الاشتراكيين والشيوعيين في كردستان وهي المواجهة الصريحة مع حركة
الاسلام السياسي.
خيال ابراهيم: نشكرك على اللقاء.