برنامج حوار مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب
لا اعتراض لامريكا على البعثيين ولا اعتراض للبعثيين على امريكا !
حوار:عبر الجنرال بترايوس في لقاء مع صحيفة التايمز قائلا: ان هيئة المسائلة والعدالة لم يتم انتخابها بشكل قانوني بل سرقوا قيادة هذه الهيئة وان هذه الهيئة هي اداة بيد فيلق القدس التابع للجمهورية الاسلامية. لاول مرة يبدو لنا رد الفعل الامريكي واضحا وقويا ضد هيئة المسائلة والعدالة. هل تعتقد ان هنالك قبول امريكي لدور الاسلام السني او البعثي ؟
سمير نوري:الوضع لا يبشر. لقد تحدثنا عن الوضع الحالي في العراق. وقبل فترة ايضا تحدثنا في بياناتنا وقراراتنا عن انسحاب القوات الامريكية واحتمال انفجار الاوضاع بين الميليشيات والصراعات الدموية مرة اخرى. الان يحدث نفس الوضع او تباشيره في الافق. لقد بدأ بظهور هذا الجانب من الوضع. الان بغداد تشهد يوميا انفجارات. الوضع الامني يتدهور يوما بعد اخر. هذه جوانب من الموضوع وهو مرتبط بالانتخابات والاوضاع السياسية وانسحاب القوات الامريكية من العراق. اما مسألة وجود البعثيين ومشاركة البعثيين فاني ارى ان الامريكان ليس لديهم مشكلة كثيرا مع البعثيين او القوميين العرب. الامريكيون يتابعون تشكيل دولة وحكومة تابعة لهم ولحماية مصالحهم وان البعثيين ليس لديهم مشكلة مع ذلك الهدف. ليس للبعثيين مشكلة مع تشكيل دولة تابعة لامريكا ومتخاذلة للحكومة الامريكية ولسياساتها. لا ارى ان للامريكان اعتراض، ومن الممكن من الناحية الاعلامية ومن منطلق صراعهم واقتلاعهم لحزب البعث بعد حرب طويلة ليس بمقدور الامريكان ان يرجعوا حزب البعث كما هو، ولكن القوة الاجتماعية للبعث مازالت موجودة في الساحة بل ومشاركة في العملية السياسية. فمجالس الصحوة اكثرهم من البعثيين. هنالك تيارات معينة موجودة تاريخها تابع للبعث وايديولوجيتها قومية عروبية كالوفاق الوطني وجبهة التوافق وصالح المطلك وغيرهم من المنظمات والمجاميع الموجودة في العملية السياسية . ليس للامريكان اي مشكلة مع البعثيين.
حوار: هل برأيك هناك علاقة ما بين عجز حكومة المالكي او امريكا في تشكيل دولة مستقرة وبين ما يجري من استقدام البعثيين للمساهمة في بناء او تشكيل الدولة. ونجد انهم يحاولوا ايجاد تخريج معين لهذا النمط كتسميتها حكومة الوحدة الوطنية او المصالحة الوطنية ؟
سمير نوري:المصالحة الوطنية تعبير عن ارجاع البعثيين الى داخل العملية السياسية. عدا هذا التفسير لا تعني المصالحة شئ اخر. فالمصالحة مع من ؟ الجواب مع من كانوا البارحة في السلطة؛ من كان يدير السلطة في العراق. برأيي ان الامريكيين في ورطة. ليس اليوم بل قبل فترة. دخلوا العراق، اسقطوا النظام وقلعوا الدولة والان ليس لديهم القدرة على ارجاع الدولة الى مكانها. هنالك فراغ سياسي واضح وهو غياب الدولة في العراق. قد يفكرون ايضا بان عناصر حزب البعث لديهم الخبرة والقدرة لادارة البلد ولذا هم يرجعونهم لتشكيل الدولة وادارتها. قد يكون ذلك تفكيرهم ولكن كل المسالك التي يسلكونها تبين انهم في ورطة. لقد عبرنا عن ذلك بالقول ان الامريكان وخاصة في فترة ادارة جورج بوش. قلنا ان هزيمة المحافظين الجدد قد اتت في العراق. اي ان المحافظين الجدد وجورج بوش ورامسفيلد وغيرهم قد انهزموا وانهزمت سياساتهم في العراق. لقد دمروا البلد وقتلوا مئات الالاف ولكنهم لم يتمكنوا من ارجاع الدولة ولم يستطعيوا ارجاع الامان وهذا يشكل نقطة ضعف لهم وعلى مقياس عالمي. ان هدف الامريكان لم يكن العراق بل ان يجعلوا العالم تحت اجنحتهم وسيطرتهم وقيادتهم. من الصين الى اوربا الى روسيا ارادوا ذلك. ولكن بعد وقوعهم في الفشل فان كل كتلة في العراق تبرز الان عضلاتها للامريكيين ولكن من الواضح ان امريكا قد تراجعت حتى على صعيد عالمي. المسألة برأيي اكبر من ارجاع البعثيين. ان الامريكيين يريدون انجاح العملية التي دخلوا بها. انهم الان في فشل بعد فشل وبرأيي ان الحكومة القادمة ستمر بولادة عسيرة.
حوار: ولكن حسن السنيد الناطق باسم ائتلاف دولة القانون (حزب الدعوة الاسلامية) يقول: " ان الانتخابات المقبلة ستصدم الواقع السياسي العراقي وسيكون هنالك تغيير كبير في المشهد السياسي.... وان هذه الانتخابت سنرى فيها ان كتلا كبيرة ستفقد مكانتها وكتلا اخرى ستتحجم وبالتالي ...". هل يشير الى ادخال القوميين العرب المعارضين لامريكا في العراق؟
سمير نوري: بعد 4 سنوات حدثت تغييرات سياسية واي تغيرت التكتلات. في انتخابات 2005 فان الكتل الشيعية كانوا متحالفين سوية والان منشقين الى كتلتين كبيرتين. القوميون الكرد ايضا انشقوا الى قسمين. القوميون العرب – السنة ايضا حدث داخلهم انشقاقات. هذه التغيير في التوازنات بين تلك الكتل موجود وهي تغييرات جدية. ارى ان كتلة القوميين الكرد وجناح الاسلام السياسي الشيعي يريدون عرقلة مشاركة القوميين العرب – السنة. مثلا طرد صالح المطلك و 500 شخصية ومجموعة من الكيانات السياسية وايضا 40 شخصية في كركوك تم منعها يشير الى ذلك. اي انهم لا يريدون مشاركة هؤلاء القوميين العرب. القوميون الكرد لا يعبرون عن تلك المسألة وارى انهم متعاطفين مع الاسلاميين الشيعة. انهم يريدون ابقاء الاوضاع لصالحهم. وفي ذلك فانهم يستخدمون شتى الوسائل لادامة المهزلة التي يمر بها العراق. ولكن قبل ان يكون هنالك انتخابات فهناك استعمال الاسلحة والاغتيالات والتصفيات والاموال التي تنهال من دول الخليج وايران ومن جميع الاطراف. كل ذلك يزيد من تلك المهزلةا ومن تذمر الجماهير.
حوار:رئيس ما يسمى "علماء" المسلمين وهو مرشح الائتلاف الوطني يتهم الولايات المتحدة بانها تريد عودة حزب البعث المحظور الى العراق ويقول ان هناك اجندات امريكية وبعض من اسماهم المتورطين من البرلمانيين الذين يسعون من 4 سنوات الى اعادة حزب البعث. هل برأيك يرجع حزب البعث كحزب قومي ميليتانتي مقاتل يدعو الى تحرير "الوطن العربي" وبشعارات صدام حسين ام سيرجع بصيغة اخرى؟ ما هي تلك الصيغة برأيك؟
سمير نوري:
ولكني اسأل: هل كتلة دولة القانون والمالكي ضد امريكا ام مع امريكا ؟ انهم بالطبع مع الامريكان. فلم هذا الادعاء الان ؟ مالدافع بالنسبة لامريكا لان تتخلى عن المالكي وجلال الطالباني وتذهب لجلب البعثيين محلهم ؟ المفروض ان يظهروا للمجتمع ماهو دافع الامريكيين في استجلاب البعثيين ؟. شخصيا ارى ان امريكا تريد ان تستفيد من كل القوى البرجوازية لتخليص نفسها من الورطة التي تمر بها. انهم يريدون اعادة الدولة والسيطرة على المجتمع وادارة البلد.
حوار: ولكن امريكا جربت المالكي والحصيلة انفجارات يومية وانعدام الخدمات حتى الكهرباء لم يفلحوا بارجاعه بعد 7 سنوات كما ان هناك التشرذم الديني والطائفي والتناحرات والدولة غائبة والفقر والهجرة. الامريكيون يبحثون عن بديل ما اذن ؟
سمير نوري:صحيح ان الامريكان يبحثون عن بديل ما ولكن البعثيين ايضا اصبحوا ميليشيات وعصابات. ان حزب البعث لم يعد كما كان قبل اسقاطه. التيار القومي العروبي نفسه منشق الى عدة كتل واطراف ومجاميع وليس منسجما. التيار العروبي الذي كان في الستينات والسبعينات يدعي انه ضد امريكا وجاء على اساس انه ضد امريكا والامبريالية والصهيونية من جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم ومن ثم حزب البعث. اليوم القومية العربية لا تمتلك هذه الشعارات. ليس لديهم شعار ضد الامريكان بل التحالف مع والتخاذل لامريكا. ارجع الى جواب سؤالكم. هل يرجع البعث كقوة ميليتانتية متصارعة مع امريكا؟ برأيي كلا. لا يوجد تيار قومي عروبي، ليس فقط في العراق بل على صعيد المنطقة. مالفرق بين ابو مازن (محمود عباس) وصدام حسين؟ محمود عباس موال لامريكا. في اليمن وليبيا وغيرها فان التيار القومي العروبي لم يعد لديه ذلك النفس الميليتانتي في وقت كان هناك قطبان عالميان احدهما يدعم القومية العربية ( الاتحاد السوفييتي ) ضد امريكا. اصيح حينها جمال عبد الناصر قائد الامة العربية وايضا صدام اراد ان يلعب نفس الدور. حزب البعث الان لم يعد قادرا على لعب ذلك الدور بعد اليوم ويجمع القوى القومية. انه الان متشتت؛ عزة الدوري في واد ومحمد يونس في واد وكل واحد منهم يصرخ من جهة. حزب البعث ليس لديه امل. فقط عن طريق الصحوات والعناصر الاخرى يستطيعون ان يحصلوا على عدد من الكراسي في البرلمان المنصب من امريكا.
حوار:ماسبب خوف الاسلام السياسي الشيعي الموالي لايران من رجوع القوميين العرب اذن ان كانوا مكسوري الشوكة كما تقول ؟
سمير نوري:في المنطقة وخاصة المنطقة الناطقة بالعربية يوجد تياران رئيسيان للبرجوازية. الاسلام السياسي والتيار القومي العربي. هذا التياران بايديولوجياتهما واهدافهما وتاكتيكاتهما وشخصياتهم وتاريخهما وقفا ضد بعضهما البعض باستمرار. الاسلام السياسي في المنطقة وقف على انقاض هزيمة القوميين العرب وخاصة بعد هزيمته في حرب 1967 مع اسرائيل. الاسلام السياسي اتى بنقد الايديولوجية القومية العروبية. في فلسطين ايضا هنالك حركة فتح والجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها مع حماس والجهاد وغيرهما منقسمين حتى من الناحية الجغرافية والسلطة. الاسلام السياسي ايضا لديه اجنحة هي التيار السني والشيعي. اذن هذا تاريخ طويل، ولكل حركة منهما برناجها وسياساتها وتصوراتها. لا يزال القوميين العرب يريدون المصالحة مع اسرائيل. جلس السادات مع اسرائيل وقبل بالصلح في الشرق الاوسط وحل الدولتان. اما الاسلام السياسي فلم يعترف بهذا الموضوع وهذا جزء من الصراع الموجود بين التيارين. في العراق ايضا لا يقبل الاسلام السياسي بان يرجع التيار القومي العروبي ويصبح قوة من جديد ويداه تطول الى السلطة. ان ذلك واقع وقد مر العراق بحرب بين تيار الاسلام السياسي والتيار القومي العربي ولكن الذي فقد عسكريته والراديكالية الميليتانتية هو القومية العربية واصبحت "معتدلة" تقبل بامريكا ويعترف بها ويجلس مع اسرائيل الخ. هناك تغيرات جدية بعد مجئ اوباما و قبوله للاسلام والتفاوض معه. بعد ان ابدى الاسلام السياسي رغبته بالاقتراب من امريكا بدأ بفقدان بريقه وقدرته على المواجهة. في حين ان القوميين العرب بدأوا بتقوية عضلاتهم لرجوعهم للعب دورهم في المنطقة.
حوار:ربطا بمسألة القومية العربية. كان للقومية العربية نموذجا اقتصاديا محددا. كيف ترى ان سقوط او فشل ذلك النموذج قد اثر على انهيار القومية العربية ؟
سمير نوري: لقد اشرت الى وجود القطبين العالميين السابقين السوفييتي والامريكي. كان هناك موديل رأسمالية الدولة وقد تبنى القوميون رأسمالية الدولة سواء في العراق او سوريا او مصر. لقد بدأت الخصخصة وموديل السوق الحرة منذ زمان ايام البعثيين في الثمانينات. ولكن برأيي ان المسألة الاساسية لقضية القومية العربية وحتى للاسلام السياسي هو فلسطين. كلاهما متمسك بموضوع فلسطين. القوميون العرب لم يستطيعوا حل القضية الفلسطينية والان تحول الامر الى عار في تأريخهم منذ هزيمة حزيران 67. لحد اليوم فان الصراع الجدي في المنطقة هو صراع الشرق الاوسط وهناك استقطاب عالمي حوله. القوميون العرب لم يستطيعوا ان يحققوا اي تقدم في هذا الاتجاه لذا فان الاسلام السياسي قد اتى ووعد ب "رمي اليهود في البحر" وادعوا قدرتهم على تحرير فلسطين ومازالوا يلعبون على هذا الوتر.
حوار:نرجع الى هيئة المسائلة والعدالة. المالكي متخوف من اجراء التحقيق بصدد امرار المرشحين الان والتحقيق بشأنهم بعد الانتخابات وهو متخوف من ان ذلك سيؤدي الى خربطة العملية على حزبه وائتلافه. حزب الدعوة اخرج مظاهرات في بغداد والبصرة منددة بارجاع البعثيين وتدخل امريكا. ان المثير في الامر هو وجود السفارة الامريكية ودورها في الصورة. علي فيصل اللامي المدير التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة – اجتثاث البعث قال ان ضغوطا مورست على هيئة العدالة والمسائلة وانه شاهد ممثلين عن السفارة الامريكية داخل الهيئة التمييزية واصفا ذلك بالخرق الدستوري والقانوني وابلغ الحكومة العراقية بذلك وقال ان العجيب ان السفارة الامريكية هي اول من ابلغ المستبعدين من الانتخابات البرلمانية بقرار الهيئة التمييزية ولم تبلغ المؤسسات المعنية بهذا الامر مما يوضح مدى التدخل الامريكي. امريكا تدخل ايديها وارجلها في كل قرارات هذه الطغم الاسلامية الحاكمة وحزب الدعوة يتشكى ويحتج . ما رأيكم ؟
سمير نوري: ان العجيب هو تماما العكس، فالعجيب الا يتدخل الامريكان في كل صغيرة وكبيرة. ذلك هو الامر العجيب. ان دولة مثل امريكا تمتلك 150 الف جندي يحتلون العراق ولديها سفارة مشكلة من 3000 موظف وهي اكبر من البيت الابيض نفسه كيف يريدوها الا تتدخل؟ ولكنهم هم انفسهم جاءوا على الدبابات الامريكية!. من مؤتمر لندن لحد الان وافقوا على كل ما تقوم به امريكا في العراق. على ماذا يعترضون الان ؟ الامريكان يتدخلون في العملية ؟ اي مسألة حساسة تحدث في العراق ترى كل من هؤلاء يحمل امتعته ويهرع لامريكا مستنجدا مسعود البرزاني وطارق الهاشمي والحكيم والمالكي. ماهي الغرابة في ان تتدخل امريكا ؟ ان امريكا تمد يدها في كل شئ. الم يوقعوا هم انفسهم ( حزب الدعوة ) على الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة ؟ الاتفاقية الامنية تعطي امريكا كل الصلاحية بالتدخل. هناك جيش جرار امريكي مؤلف من 150 الف انسان بكل اسلحتهم وعتادهم وباكثرها تطورا. انهم موجودون في شوارع بغداد يتجولون بالهمرات. ما معنى ان يقال لا يجب ان تتدخل امريكا ؟ وان ذلك عجيب وانه تدخل في السيادة الوطنية ؟! وكأن ذلك يحدث لاول مرة !!. بريمر نفسه هو الذي كتب قوانين العراق والدستور نفسه كتب في واشنطن والمواضيع السياسية كلها تحسم هناك. من كل ذلك فقط هذا الامر هو المهزلة؟ ان ذلك هو ضحك على الذقون. كل القرارت تقرر في واشنطن والعالم كله يعرف بذلك. حين يحدث اي امر اما يأتي جو بايدن او روبرت كيتس او غيرهم ليعطوا الاوامر لهؤلاء. لم اعادوا بحث مسألة 500 شخص استبعدوا من الانتخابات. المسألة ليس لها علاقة بحب القوميين او البعثيين. ان الامريكان يعرفون ان الوضع خطر في العراق. في كلتا الحالتين خطر. اقصد ان استبعد التيار لقومي – السني من العملية فان الوضع سيتخربط وان تواجدوا في الحكومة والبرلمان فان هذه المؤسسات لن تستطيع التقدم وستنشل. المالكي والقوى الشيعية يريدون ان يسيطروا على السلطة ليكونوا يدا واحدة. الحكومة المركزية لا يمكن ان تكون مألفة من عدة قوى متصارعة كل منها يجر الى طرف. في كلتي الحالتين فان وضع العراق؛ سواء وافقوا على مشاركتهم ام لم يوافقوا سيكون سيئا. انهم في ورطة في كل الاحوال. الوضع السياسي خطر في كل الاحوال.
حوار:السفير الامريكي يقول اننا نعارض عودة حزب البعث ونحترم السيادة العراقية ونقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف وفي نفس الوقت فان زعيم الائتلاف العراقي يقول امريكا تمس السيادة العراقية بشكل كبير !. هل ترى ان ذلك صراع حقيقي ام ان الامر عبارة عن مسرحية. اقصد هل هناك صراع جدي بين قوى موالية لايران وقوى موالية لامريكا داخل العراق ؟
سمير نوري: بالتأكيد هناك صراع. هنالك قوى واقعية في العراق. القوميون العرب والكرد والاسلام السياسي بجناحيه الشيعي والسني والقاعدي والتكفيري الخ. ان الصراعات موجودة وواقعية. هنالك حركات اجتماعية في العراق لديها احزاب وشخصيات. تلك القوى تحالفت مع الامريكان وقبلوا بكل ما طلبت به امريكا. ان تلك القوى يريد كل منها ان يسيطر على السلطة السياسية وموارد العراق ومصير الجماهير. ولكن كل منهم يريد ان يقول للامريكان : انا القادر على انجاز هذه المهمة ولم جميع القوى الاخرى تحت اجنحتي واستطيع ان اخلق حكومة وحدة وطنية. علاوي والمالكي وغيرهما، الكل يتحدث عن حكومة الوحدة الوطنية.
حوار: بعض القوى الحالية متهمة بالارهاب ومؤخرا قرأنا عقد اتفاقات بين نوري المالكي وعصابة اسلامية اختطفت البريطانيين ولديها نشاطات ارهابية اسمهم "عصابات" اهل الحق ؟
سمير نوري:المالكي اتفق مع عصابات اهل الحق لاطلاق سراح اعوانهم المسجونين لديه (200 عنصر في سجون المالكي ) في حال اطلاق سراح الصحفي البريطاني المخطوف. ان من السخرية ان عصابات اهل الحق طليقة تسرح وتمرح ويتم التفاوض معها هكذا ولا يطبق المالكي عليهم احكام اعدامه ولكنه يمارس حملات اعدام جماعية ضد الناس في الخفية والسر. وفي نفس الوقت يعمل صفقات مع الارهابيين والقتلة والمتخطفين من عصابات اهل الحق !.
حوار: ماذا تقول اخيرا حول هذه المهازل المسماة انتخابات والوضع المزري ؟
سمير نوري:هذه الانتخابات ليست انتخابات. ادعوا الجماهير ان تلتف حول الاشتراكية وحول الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي وحول برنامجنا الانساني. البرنامج الانساني هو طريق الخلاص للجماهير لان البرجوازية السائدة حاليا لا تستطيع وليس لديها اي قدرة على حل الاوضاع.