الحزب والتحزب
بحث الرفيق سمير نوري عضو المكتب السياسي المقدم في المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي
العمالي اليســـاري العراقي
تموز 2008
تحدثنا خلال اعمال المؤتمر حول عدة مسائل مهمة ومحورية؛ حول الاوضاع السياسية في
المجتمع واصدرنا قرارات سياسية مهمة حول حل الاوضاع السياسية، حول العلمانية، حول
مسألة كردستان، وابحاث كثيرة تطرق الحزب لها واخذ منها المواقف.
بحث الحزب والتحزب تكملة لهذه الابحاث وجزء اخر من الموضوع ويحتاج له الحزب. اود ان
اتكلم عن الحزب. فلقد تكلمنا عن المجتمع وعن دور النظام العالمي الجديد في العراق
وتخريب البلد ودوره في ارجاع القوى الرجعية من القوميين والمذهبيين والعشائريين وكل
ما هو مضر ومؤذي للمجتمع وكل القوى التي ما كان لهم اي قدرة قبل 30 او 40 سنة رجعوا
اليوم واصبحوا قوة بسبب النظام العالمي الجديد وبسبب سياساته. وقد تحدثنا في القرار
السياسي بان البرجوازية عاجزة عن حل الاوضاع وقلنا ان الاشتراكية هي الحل وبينا بان
المجتمع مستعد لقبول البديل الاشتراكي ومستعد ان يستقبل هذا البديل. هذا البديل جدي
وقلنا " اما الاشتراكية واما البربرية " وقلنا "الاشتراكية الان".
الان يجب ان نتحدث عن الوسيلة للوصول الى الاشتراكية الان. ماهو بناء الجمهورية
الاشتراكية وكيف ان القطب الاخر في المجتمع اي قطب الطبقة العاملة والكادحين
والجماهير الغفيرة بالمجتمع بامكانها الوصول الى السلطة وبامكانها تغيير هذا
المجتمع. ماهي الوسائل التي يحتاجها المجتمع؟ برأيي ان بحث الحزب يدخل من هذا الباب
وضرورة هذا التغيير. المجتمع يحتاج الى تغيير الى مجتمع وعالم افضل وانساني ؛ الى
مجتمع انساني. وسيلة ذلك التغيير هو الحزب، وسيلة تغيير هذا المجتمع من هذه المأساة
ومن البربرية ومن الهمجية، من الحرب والويلات والدمار والفقر والسلب والنهب وانتشار
المخدرات وتفشي البطالة والارهاب. المجتمع بحاجة الى تغيير. الحزب هو وسيلة تغيير
هذا المجتمع والخلاص من المأساة والويلات التي سببتها الرأسمالية وكل اجنحة الطبقة
البرجوازية؛ العالمية والمحلية، القوميين الكرد والعرب، الاسلام السياسي – الخط
الشيعي والخط الوهابي والقاعدي. كل هذه التيارات الموجوة حاليا. المجتمع يحتاج الى
حزب سياسي للتغيير وللخلاص.
نحتاج الى هذا الحزب، حزب اشتراكي؛ شيوعي عمالي، حزب للتغيير الاشتراكي وبناء
الاشتراكية. هناك العديد من الاحزاب داخل المجتمع ولكن لا يوجد حزب يدعو
للاشتراكية. لا يوجد حزب يناضل من اجل الغاء العمل المأجور، لا يوجد حزب في المجتمع
العراقي يريد خلاص المجتمع ويدافع عن الحرية والمساواة بمعناها الواسع والشامل
والامل للبشرية. الحزب الاشتراكي هو ضرورة لاجراء هذه التغييرات. الحزب يريد استلام
السيلطة السياسية لكي يبني الاشتراكية لكي يغير الوضع السياسي والاقتصادي اي
الانقلاب الاقتصادي والسياسي. وخلافا للاحزاب الاخرى ، تلك الاحزاب التي تريد نقل
السلطة من يد الى اخرى، اي احزاب البرجوازية من هذا الجناح الى الجناح الاخر؛ مثلا
في امريكا من الحزب الجمهوري الى الحزب الديمقراطي، في العراق من مقتدى الصدر الى
المالكي، وجلال الطالباني. افضل تلك القوى ( البرجوازية ) تريد البرلمان
والانتخابات البرلمانية، يريدون تغيير السلطة، لا تغيير المجتمع، التغيير من هذه
اليد الى تلك. العديد من الاحزاب يعتمدون على الارهاب، بالسيطرة على السلطة،
والجمهورية الاسلامية الايرانية هي نوع من انواع تلك السلطة القائمة على الارهاب.
هناك بعض القوى تقوم بتغيير السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية كما حصل مع صدام
حسين وزمرته، اما الحزب الاشتراكي، فانه حزب الجماهير، والثورة الاشتراكية .
المجتمع بحاجة الى هذا الحزب.
جانب اخر من الموضوع: هنالك تيار في المجتمع. ليست المسألة ان لدينا ايديولوجية
جيدة وثورية تتيح لنا ان نذهب للمجتمع ونربي الناس على تلك الايديولوجية ونعلمهم
كيف يبنون الحزب !. العكس هو الصحيح. في المجتمع هناك اصلا تيار. هناك اشتراكيين
ومحافل اشتراكية وهناك اناس يريدون التحرر والخلاص، هناك مساواتيين وعلمانيين
يريدون تغيير المجتمع. في البيان الشيوعي لماركس وانجلز يتسائل كاتبا البيان في
المقدمة لم سمينا بياننا بالبيان الشيوعي. وقد اجابوا بان بين العمال حركة تسمي
نفسها الشيوعية، والبيان هو بيان تلك الحركة؛ تلك الحركة المادية الموجودة في
المجتمع. المانيفستو هو بيان الحركة الشيوعية الموجودة اصلا. في المجتمع العراقي
والعالم هناك حركة اشتراكية، هناك اشتراكيين وهناك جماهير واسعة تريد التغيير. وذلك
بحاجة ال حزب والى توحيد تلك القوة كقوة بامكانها اجراء التغيير. لا يمكن للحزب
الاشتراكي وحده ان يقوم بذلك. البرجوازية ليست كالطبقة العاملة. السيستاني هو في
نفس الوقت قوة اقتصادية واجتماعية، كذلك الطالباني، وغيره، ولكن للطبقة العاملة ليس
لها ارادة او قوة الا في توحدها وبوجود آلة لتوحيدها. الاشتراكيون يحتاجون الى هذا
النوع من الحزب. ونحن بحاجة الى حزب الاشتراكية والى الحزب الشيوعي العمالي.
الحركة الاشتراكية والطبقة العاملة والحركة الاعتراضية الموجودة تحتاج الى توحيد
صفوفها في حركة معينة في المجتمع ومن اجل اظهار قوتها من اجل احداث التغيير
الاقتصاد ي والسياسي في المجتمع.
نحن بحاجة الى حزب جديد. هذا الحزب مختلف عن جميع الاحزاب الاخرى. هذا الحزب خلاف
التيارات السائدة. حزب ينتقد المجتمع من قمة رأسه الى اخمص قدميه. من الاعلى الى
الاسفل، ولديه نقد لكل المجتمع البرجوازي؛ من الايديولوجيا الى السلطة السياسية الى
التشريع الى القانون الى الدستور الى الجيش الى البيروقراطية الادارية الى السنن
والتقاليد والى كل ما موجود في المجتمع. نحن نحتاج الى هكذا حزب. حزبنا مختلف عن كل
الاحزاب. هناك احزاب كالحزب الشيوعي العراقي يقول في لافتاته " واعتصموا بحبل
الله". في حين ان الحزب الشيوعي يجب ان يقول:
ايها العمال اعتمدوا على انفسكم وعلى توحيد صفوفكم ولا تعتمدوا على اي شئ
اخر او يقول اعتصموا بحبل الله!. المجتمع ملئ بهذه التفاهات ولكن الحزب الاشتراكي
ليس كذلك وهو ضد هذه التيارات وضد كل النظام الرأسمالي وليس ضد جزء منه. ان الحزب
الاشتراكي ليس حزبا يبقى في مجال الاصلاحات فقط. حزب يناضل من اجل اجراء الاصلاحات
بل حزب يدافع عن حقوق المرأة وزيادة الاجرة ويدافع عن حقوق الطفل ويدافع عن الانسان
وكرامة الانسان، حزب يدافع عن الحرية السياسية. ان هذا الحزب يريد تغيير المجتمع
ككل. من الاساس الاقتصادي، بناءه الاقتصادي، من علاقات الانتاج له اي السيطرة على
الملكية البرجوازية الخاصة وتحويلها الى الملكية العامة والغاء العمل المأجور.
بمعنى ان العمل المأجور يحرم في ذلك المجتمع. كيف يعتبر المس بالملكية الخاصة في
المجتمع البرجوازي محرم، فان استغلال العمل المأجور في الجمهورية الاشتراكية ممنوع.
نحن بحاجة الى حزب مخالف لكل تلك التيارات.
رفاقي ، لقد كان لدينا مثل ذلك الحزب ولكنه لم يستطع الوقوف على قدميه، واقصد الحزب
الشيوعي العمالي العراقي. كنا في ذلك الحزب ولدينا البرنامج وفي فترة سابقة انشق
ذلك الحزب وانحرف الى اليمين بتبني تصورات ومشروع كورش مدرسي وتبنى السياسات التي
لا تؤدي الى الاشتراكية، سياسات الحزب الشيوعي العمالي العراقي معروفة في المجتمع.
سياسات الحزب الشيوعي العمالي العراقي تقوم على التحالفات مع البرجوازية وبناء
الدولة المتحالفة مع البرجوازية، بناء البرلمان والتصويت على الدستور، ومن خلال
التصويت يريدون الوصول الى الاشتراكية !. قلنا ان هذه يمينية. لقد اعلنا اننا اصحاب
الشيوعية العمالية ونحن نمثل الشيوعية العمالية؛ الحزب الشيوعي العمالي اليساري
العراقي قال انه لن يسمح للراية بالسقوط. كنا قلائل ولم يهمنا ذلك، رفعنا الراية،
ودخلنا المجتمع وقلنا ان الراية بيدنا. تماما كما قال منصور حكمت في العام 1991
حينما كان الجميع يقول: سقطت الشيوعية وسقط الاتحاد السوفييتي وسقط جدار برلين، من
السي ان ان و البي بي سي وكل ابواق البرجوازية صرخت ماتت الشيوعية ومنصور حكمت قال
عاشت الشيوعية. في تلك الفترة اعلنا اننا اصحاب الشيوعية وبينا ان المجتمع لديه
الامكانيات لبناء الاشتراكية.
في المؤتمر الاول اعلنا بان الراية في يدنا واعلنا تشكيل اللجنة المركزية. ومنذ
المؤتمر الاول ولحد الان ثبتنا هذا الواقع بالنسبة للحزب في المجتمع العراقي.
اخبرني رفيقي كاروان (نجم الدين) البارحة بانه عندما رغبنا باخذ اجازة للقيام
بتظاهرة في السلميانية قالوا ( الامن ) انكم جماعة حميد تقوائي، الجماعة الخطرة !.
اذن نحن المتطرفين و الراديكاليين. نحن الذين ندعو الى التغيير الكامل وليس
الجزئي، ليس البرلمان ولا الديمقراطية بل الاشتراكية. ونحن نعتقد بسلطة العمال
والجماهير الغفيرة ونناضل من اجل هذا ونعتبر ان هذا البديل واقعي. الكثير يقولون
انهم يتبنون الاشتراكية ولكنها اليوم غير واقعية.
نحن نقول ان الاشتراكية واقعية. الاشتراكية اصبحت الحل الوحيد في العالم. ها
انهم يقتلون الاطفال بلا اي رحمة وامام مرأى العالم. كل يوم نرى الاطفال الجياع في
افريقيا والهند. اطفال يعملون في اماكن عمل قرو-وسطية، الطفل في شوارع بغداد
والموصل وكركوك وغيرها اصبح اليوم يعيل عائلة كبيرة من 5 -7 نفرات اغلبهم مرضى
ومعاقين وبحاجة الى اعالة، الاطفال محرومين وجياع. المجتمع بحاجة الى تغيير؛ طبقة
عاملة واشتراكية وناس يريدون التغيير وهذا الحزب حزبهم. الشيوعية العمالية
والشيوعية رايتها بيد هذا الحزب.
هناك من يريد التغيير ونقول لهم ان هذا الحزب هو حزبكم. نحن نكرر القول ان راية
الشيوعية العمالية بيد هذا الحزب. ولكن السؤال: هل يكفي ان نقول ان الراية بيدنا؟
اقول من اليوم فصاعدا لا يكفي ان نقول ان الراية بيدنا. ان ذلك لا يجيب على
اعتراضات المجتمع. علينا ان نتحول الى حزب سياسي واجتماعي؛ لاعب اساسي وفاعل في
الساحة السياسية في العراق يتدخل في اي موضوع. يجب ان نتدخل في كل شئ من السلطة
السياسية الى الانتخابات الى حق التنظيم والتظاهر وحرية التعبير وحق المرأة
والمساواة الكاملة وحقوق الاطفال وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وغيرها من
المطالب والمسائل الاخرى الكثيرة. يدخل الحزب الجدل والسجالات على صعيد المجتمع
ككل. علينا الا نبقى على هامش المجتمع وعلينا التحول الى حزب سياسي واجتماعي يدخل
اصبعه في عيون البرجوازية وممثليهم من المالكي والطالباني والسستاني والصدر. علينا
ان نقول اننا نمثل المجتمع ونمثل الطبقة العاملة والاشتراكية، تعالوا معنا !. ان
رفع الراية لن يكفي من الان فصاعدا. علينا الدخول في الصراع من اجل العلمانية، من
اجل نضالات الطبقة العاملة، الدفاع عن حقوق الشباب، الشباب المحروم من كل رفاهية
وحرية، من الحب والعاطفة، والاطمأن والراحة والحرية، على حزبنا ان يجيب على كل هذه
المسائل.
جانب اخر من موضوع التحزب؛ لا اقصد التحزب بشكله العام بل الخاص. لا اتحدث عن
التحزب بمعنى تشكيل النقابات وتنظيم العمال بل اتحدث عن الحزب السياسي بمعنى حزب
طليعة الطبقة العاملة التي تريد تغيير المجتمع. يجب ان نبني هذا الحزب طابوقة
طابوقة. يقول لينين نحن بحاجة الى
خيط البناء وفي حال وجود اسطوات وبناءين لن نكون بحاجة الى اكثر من ذلك. نريد هكذا
حزب. حزب يذهب للبناء: يبني اللجان الحزبية، يكسب الاعضاء، ندخل الصراعات السياسية.
لا نجلس ننظر على المجتمع، لا نجلس ننتظر و نسأل ماذا نعمل. هناك أمرأة تقتل في
البصرة، نتداخل في الامر (ونقلب الدنيا ). هناك حصار في مدينة الثورة، نتدخل
نفضحهم، يكون لدينا جريدة وتلفزيون وبيانات وكوادر ولدينا ناس اجتماعيين، نقول نحن
اصحاب القضية. نقول للجماهير لندير شئؤوننا، وندير المحلة والمنطقة. على الجماهير
ان تتدخل في تنظيم شئونها. نحن بحاجة الى هكذا حزب. نحن بحاجة الى صف موحد من القوة
الاشتراكية؛ اي الكوادر. علينا ان ننظم قوتنا. نحن لسنا 30 شخص بل 20 و 50 الف شخص.
بتصوري هناك عشرات الالاف من الشيوعيين والماركسيين في المجتمع. يجب ان نتحول الى
حزب هؤلاء بمعنى تجسيد هذه القوة. يجب ان يتجسد هؤلاء في الحزب. يجب ان نذهب لتنظيم
هذه القوة ولا نجلس صامتين وهادئين. لا نستطيع ان نستمر 4-5 سنوات اخرى ونقول نحن
مازلنا صغار. علينا انشاء حزب يتحدى البرجوازية؛ حزب مقتدر وقوي.
هناك مسائل اخرى داخل الحزب يجب التدخل لها. اريد التحدث عن مسائل معينة. دور
الكادر، ماهو الكادر؟ نحتاج الى صف من الكوادر. الكوادر بحاجة الى تسلح بالماركسية
ومطلعين على البيان الشيوعي وبحوث ماركس ومنصور حكمت، على كيفية تغير المجتمع،
والاجابة على معضلات المجتمع والجدال مع البرجوازية. كيف نقول لهم انكم لا تستطيعون
( عمل شئ ) ونحن نستطيع. الملالي لا يستطيعون الاجابة على قتل المرأة في كردستان:
نحن نستطيع حل مسألة المرأة. نحتاج الى كوادر تقول: نحن نستطيع ان ندافع عن حرية
التعبير. نحن بحاجة الى صف قوي من الكوادر في هذا الحزب. سندخل في عملية كادر داخل
الحزب. ذلك سيحول الكوادر الى عمود فقري لبناء الحزب. جانب اخر. كادر الحزب
وتنظيمات الحزب يجب ان تكون صاحبة الحزب ؛ صاحبة القضية. هناك تقاليد ( سلبية )
داخل الحزب؛ مسألة بسيطة تواجهك تقول سابطل ( ساترك ). لماذا يارفيق ؟ هل لان هناك
مسألة لك لم يوافق عليها المكتب السياسي.؟! اذا لم يوافق المكتب السياسي على اي
مسألة او طلب، معنى ذلك انك تترك خندقك لتحل فيه البرجوازية ؟!. ستكون بحاجة الى
فترة طويلة لتعود الى موقعك. ما معنى ان تترك الحزب ؟ لم اتيت الى الحزب؟ ولم تقول
بعدها اترك؟!. لا يجوز ان ترمي سلاحك بوجه البرجوازية. انت امام جيش البرجوازية، هل
تترك خندقك وموقعك، ام تستمر بحمل سلاحك وتدافع وتقاتل لاخر لحظة دفاعا عن الحزب
وعن الطبقة العاملة. هكذا هي مسألة التحزب. لا تأتي فقط من مسألة التنظيم. برأيي
الكادر الشيوعي لا يقول ذلك. لا اقصد بقولي هذا اي شخص محدد. بل انتقد تقاليد
بعينها. نحن نحتاج الى كوادر تقول نحن اصحاب الحزب وسنجد الحلول للمسائل. لا توجد
مالية علينا ان نحل المسألة، علي الجلوس مع المكتب السياسي، علي الذهاب الى المجتمع
لجلب المال: هناك الملايين من الدولارات وعلينا الذهاب وجمع المال واعانة الحزب.
ادرك ان المكتب السياسي عليه الاجابة على المسائل. هناك ايضا صراعات شخصية تحدث بين
كوادر ليقول بعدها كل منهما ساترك. هل تعرفوا رفاق ما تتركوه؟ تتركوا برنامج عالم
افضل!. من سيذهب لترويج البرنامج في المجتمع ويعطيه لايادي الناس ؟ نحن بحاجة الى
كوادر تقول نحن واقفين والراية بيدنا والدواء بيدنا. نحن والمجتمع بحاجة الى هكذا
حزب.
رفاق قرأتم رسالة الرفيق حميد وهي واضحة جدا. يقول حميد تقوائي : ”انكم مشعل للامل
والتقدم“ ايها الرفاق. هذا ليس كلاما بسيطا. لا يرمى الكلام علينا اعتباطا او
جزافا. نحن نقف في مكان ينظر اليه المجتمع. بقية الاطراف السياسية تدفع المجتمع الى
المأسي والازمات والكوارث بينما حزبنا يقدم الحل علينا ان نقول ايهاد الجماهير
تعالوا معنا لان الخلاص بيدنا. في حين يقول الكادر ساترك. ان من يترك الحزب معنى
ذلك انه سيطفئ نور الشيوعية في العراق. نريد صف من الكوادر التي تقول سابقى في هذا
الحزب وان هذا النور لن يطفئ وانني اريد تخليص المجتمع من كل مآسيه. لذا رفاق نحن
بحاجة الى كوادر وبحاجة الى حزب والى اعضاء والى خلايا حزبية والى الكثير من
القضايا. هناك بحوث عديدة لمنصور حكمت تشكل اساس هذا البحث: كالحزب والمجتمع والحزب
والسلطة السياسية بامكانكم مراجعتها ودراستها. وجانب اخر من البحث هو الخلية
الحزبية والحزب. الحزب دون الخلية الحزبية لا يمكن ان يبنى. اريد ان اضع الاصبع على
هذه المعضلة. ليس لدينا من يقول كيف نبني الخلية الحزبية. اين نبنيها وكيف. نحن
بحاجة الى خلايا حزبية. الخلية الحزبية مثل القائد داخل المجتمع؛ في الاضرابات تقود
الاضرابات، وفي النشاطات الاخرى تقوم بدور القائد. الخلية الحزبية هي الوحدة
البنائية للحزب. لدينا 50 عضو في كركوك اذن علينا بناء خلية حزبية منهم او عدة
خلايا. لا يمكن ان يكون الافراد مشتتين ومبعثرين. الخلية وحدة بنائية للحزب وعلينا
انشاها. الخلية الحزبية ولجنة المحلة ولجنة المنطقة ولجنة المدينة والمنطقة واللجنة
المركزية والمكتب السياسي وهكذا. دون خلية حزبية يتعثر الحزب. هذا هو جانب اخر من
المشاكل نعاني منه. ليس لدى الحزب الشيوعي العمالي الايراني مشكلة الخلايا الحزبية.
كتب منصور حكمت بحثين عام 1986 وهما ”الخلايا الحزبية والحركات الجماهيرية“. ليس
لدينا بحث لحد الان. سننا ضعيفة.
لدينا في الناصرية خلايا عمالية ولكنها ليست فعالة ومازالت ضعيفة. نحتاج الى خلايا
حزبية نشطة. نحن بحاجة الى مسؤول الخلية وتقارير تنظيمية وما هو دورها وعملها في
المجتمع.
الفكرة الاساسية للبحث هو اننا حزب طرح مواضيع سياسية مهمة في المجتمع . نحتاج الى
حزب سياسي منظبط يجيب على هذه المسائل ويكون صاحبها؛ صاحب القرارات التي قررنا
عليها. النقطة الاخرى هي اننا لا نستطيع ان نبقى حزبا يرفع راية الاشتراكية بل يجب
دخول المجتمع من اجل تغييره كلاعب سياسي وعلى صعيد السلطة السياسية وان يقتحم هذا
المجال.
لن يستطيع الحزب ان يبني دون كوادر ودون خلية حزبية ولجنة حزبية ومؤسسات حزبية.
علينا ان نبني الحزب من خلال الخلايا الحزبية.
بعد 6 اشهر علينا ان نقول تحركنا من نقطة أ الى نقطة ب.
نظمنا عدد معين من الاعضاء والكوادر والخلايا الحزبية وقمنا بالنشاطات
..الخ. اي ان نتطور من الناحيتين الكمية والكيفية.
كما علينا ان نقول من الناحية السياسية دخلنا الصراع حول المسائل الفلانية.
شخصياتنا دخلت الصراع الاجتماعي وهذه هي اسماءهم. هذه هي المسائل الاساسية في بحثنا
وهي تشكل فحوى المسألة بالنسبة لي.وشكرا.