لقاء مع سمير نوري مسؤول حملة وقف اعدام 1000 انسان في العراق
نحو الاشتراكية: حسب منظمة العفو الدولية فان هناك الف سجين ينتظرون الاعدام في
سجون الحكومة العراقية. وقد اصدر الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي بيانا
ندد فيه بالاعدام وطالب بوقف الحكومة العراقية اعدام السجناء. ماهي دواعي
معارضتكم لحكم الاعدام في العراق ؟
سمير نوري:اولا حزبنا ضد الاعدام بشكل عام. في برنامجنا ”عالم افضل“ ندعو الى الغاء حكم الاعدام على صعيد العراق والعالم ونعتبره قتل عمل من قبل الدولة. ندافع عن حق الحياة ونعتبر ان الاعدام وسيلة بربرية ضد البشر ونريد انهاءه والغاءه من تاريخ البشرية. نحن ضد الاعدام في صلب منهجنا واتجاهنا الانساني وفي تعاملنا مع كل المسائل المتعلقة بالقضاء والجرائم التي تحصل في المجتمع نتعامل مع هذه القضايا بشكل انساني ولدينا طرح انساني, لا يمكن ان تقابل الجريمة بجريمة؛ اي قتل الدولة للمواطنين ازاء جريمة القتل الاصلية التي تحدث في المجتمع. ان بياننا يدعو الى تحريم حكم الاعدام في العراق والى ايقاف تنفيذ حكم الاعدام ضد السجناء المحكومين وحسب تقرير العفو الدولية. وهناك جانب سياسي يشكل محور مسألة الاعدام وهو ان الاخير وسيلة لتخويف وارعاب المجتمع وللسيطرة عليه وليس كما يقولون بانه رادع للجريمة. كل الاعدامات التي حدثت في تاريخ البشرية تبدأ من السياسة. الدولة تريد فرض سيطرتها على المجتمع.
وهي لذلك تمارس القمع والارعاب لهذا الغرض. ان تاريخ الجمهورية الاسلامية
الايرانية لمدة 30 سنة هو تاريخ اعدام مئات الالاف من البشر. هؤلاء المعدومين
في غالبيتهم الساحقة من المعارضين السياسيين للجمهورية الاسلامية.
كما ان لدينا مثل اخر من حكومة البعث التي قامت باعدام الالاف من
السياسيين في العراق . ان الهدف من الاعدام سياسي. ان الحكومة المشكلة من الغرب
والامريكان والتي لا تستطيع ان تسميها دولة بالمعنى الدقيق لعدم توفر اي شروط
بها كدولة؛ تريد السيطرة على
المجتمع عن طريق الاعتقالات والاعدامات . نحن
ضد سياسة ارهاب المجتمع عن طريق الاعدام وندعو الى ايقاف حكم الاعدام
فورا والى الغائه من الدساتير والقوانين في العراق.
نحو الاشتراكية: ماهو السبيل لايقاف
الارهاب في العراق اذن؟ السلطة تقول ان الاعدام مهم وضروري للقضاء على الارهاب.
ما ردك على ذلك؟
سمير نوري:ان الارهاب والقتل وتهجير الناس هو خصيصة الطبقة البرجوازية سواء
كانت محلية ام عالمية. منذ سيطرة حزب البعث على السلطة ارتكبت المجاميع
البرجوازية كلها ابشع الجرائم ضد البشر في العراق. هل بامكان جلال الطالباني
رئيس الجمهورية اليوم ان يدعي انه غير مسؤول عن الجرائم التي ارتكبها الاتحاد
الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني ضد بعضهما في التسعينات؟ كم قتلوا من
الاسرى بينهما ؟ كم بيت تم تهجيره بين السليمانية واربيل ؟ ماذا عن القوى
الميليشياتية الاسلامية في الجنوب ؟ جيش المهدي وقوات بدر وجيش القدس وو وعشرات
المجاميع الذين قتلوا المئات من الناس ؟ اليس هذا ارهابا ؟ هل تعذيب الناس في
وزارات الداخلية واستعمال ابشع وسائل التعذيب وانتزاع الاعترافات وقتل الناس
على الهوية ، الا يعتبر ذلك ارهابا وقتلا ؟ اليس تحويل بغداد الى ثكنة عسكرية
وشوارعها ومناطقها الى اجزاء معزولة بالجدران الكونكريتية بسبب ارهاب
الميليشيات الاسلامية والقومية المعارضة والموالية للجيش الامريكي اليس ارهابا
ضد الجماهير ؟ اليس فتح السجون ومنها ابو غريب من قبل الجيش الامريكي واغتصاب
النساء في العراق من قبل الجنود، اليس ذلك ارهابا ؟ ان من يتحدث عن انهاء
الارهاب هم انفسهم قاموا باعمال الارهاب. انهم مسؤولين عن ارتكاب اعمال
الارهاب. كم شخص يجب ان نجلب لاعتقال كل هؤلاء بتهمة ارتكاب اعمال الارهاب ؟ كم
سجن سنحتاج لوضع كل هؤلاء المجرمين ؟ كم انسان سيقتل في حال تنفيذ حكم الاعدام
ضد كل من ارتكب الجرائم والارهاب ؟ هناك اكثر من اربعين امرأة قتلن وقطعت رؤسهن
في البصرة ورميت في السواقي. كم شخص يجب ان يعدم نتيجة هذا الاجرام ؟ كم من
المثليين الجنسيين في بغداد قتلوا ونهشت جثثهم ونكلوا باجسادهم ؟ اليس هذا
ارهاب ام لا ؟ كم اسلامي هاجم الشباب والشابات في الجامعات وسلبوا منهم الحقوق
واعتدوا عليهم ؟. كل هؤلاء ارتكبوا الارهاب وكلهم جزء من مجاميع البرجوازية
الحاكمة في العراق. ليس لهؤلاء حق الحديث عن الارهاب ومكافحته. ان مسألة
الاعدام لا علاقة لها بالارهاب.هم ارهابيون ومشاركون وان العراق بسببهم يعيش في
حالة السيناريو الاسود التي يعبث به مجاميع من القتلة لا يزالون يفجرون وينهبون
البنوك ويقتلون الناس. ان تبرير الاعدام بمكافحة الارهاب تبرير باطل وليس فيه
اي وجه للحقيقة.
نحو الاشتراكية:ان بيان الحزب هو بداية لتحرك للحزب ضد الاعدام على نطاق واسع
وخاصة ضد الالف شخص المحكومين بالاعدام. ماهي خططكم وافكاركم وانت على
وشك قيادة الحملة على الاقل لجهة تغيير افكار الجماهير التي حاولت البرجوازية
تشويهها بصدد الاعدام الى الفكر الانساني المعادي للاعدام والخشونة والقسوة
التي تمتاز بها البرجوازية ؟
سمير نوري:برأيي ان رأي الجماهير مهم سواء في العراق او الخارج. ان البرجوازية
بوسائلها الكاذبة من اذاعة وجرائد وفضائيات استطاعت ان تخلق في اذهان الناس
توهم ان الاعدام وسيلة لارجاع الحق لاهله او انه رادع للجريمة وغيرها من
التبريرات الباطلة. ان تغيير اراء الجماهير ومحاولة بناء حركة اعتراضية ضد
الاعدام مسألة مهمة. شعار الغاء الاعدام يجب ان يتحول الى شعار راسخ في اذهان
الناس وعلى السنتهم. يجب ان يتم تناول الموضوع في الجرائد والاعلام
ويتم المطالبة بالغاء هذا القانون المجحف واللا انساني. وعلى الصعيد
العالمي سنتحرك ايضا لجلب الدعم المعنوي لجريمة الاعدام في العراق وهي جريمة
تمارس يوميا ويعدم الناس جماعيا في العراق ونبرز العراق كدولة يمارس فيه
الاعدام بشكل فظيع تماما كما في ايران والسعودية والصين والسودان وغيرها. هناك
حملات ومنظمات عالمية ضد الاعدام. في العام الماضي اجبرت الامم المتحدة في شهر
كانون الاول على الاقرار بتحريم الاعدام في جميع الدول وحث جميع الدول على
العمل بذلك. ان السبب الاساسي في اصدار الامم المتحدة لهذه التوصية هو وجود
حركة عالمية ضد الاعدام وخاصة
”الحملة العالمية ضد الاعدام“ التي تقودها (مينا احدي) الشخصية الراديكالية
المعروفة عالميا والتي تقود حركة عالمية ضد الاعدام. سنحاول ان نبني حركة مع
الحملة العالمية بقيادة مينا احدي للوقوف ضد الاعدامات في العراق ونبرز المسألة
ونجعلها احد القضايا الساخنة على صعيد المجتمع العراقي وايضا على الصعيد
العالمي وفي الغرب. في العراق اليوم يحكم على الناس بالاعدام ولا احد يدري ماذا
يحدث ومن هؤلاء وماهي الاحكام ضدهم ومن يدافع عنهم من المحامين واسماءهم وماهو
الوقت الذي استغرقته محاكمتهم وهل تمتعوا بحقوق كافية للدفاع عن انفسهم؟.
ان ذلك يبين ان القضاء في العراق صوري. ان السلطات تكذب حين تقول ان
المتهمين يتمتعون بالحقوق القانونية وبالدفاع الكافي وغيره وان العملية تمر
بمراحل كثيرة. ان تلك اكاذيب. لقد اعلن عبد الستار البيرقدار ان عدد المحكومين
بالاعدام في العراق هو اقل من الف. لا احد يعرف اي تفاصيل عن هؤلاء البشر واين
اسماءهم وحقوقهم واي جريدة اعلنتها. المجتمع لا يعرف. القضاء العراقي قضاء
صوري. انهم يريدون تخويف المجتمع وسيطرة الدولة على المجتمع من اجل تخويفه
وارعابه.
نحو الاشتراكية:هل تتصور ان المالكي يريد ان يرسم صورة الدولة القوية التي
تمارس البطش من اجل تعزيز نفوذها. هل يستطيع المالكي بممارسة الاعدامات والبطش
ان يعزز نفوذ دولته ؟
سمير نوري:عدا حركة الشيوعية العمالية كل القوى البرجوازية تريد الاعدام؛ ليس
فقط المالكي بل كل قوى البرجوازية سواء داخل ما تسمى العملية السياسية وخارجها؛
القاعدة والبعثيين والمعارضين الاخرين للحكومة والمشاركين في الحكومة: من
المجلس الاعلى واياد علاوي ومقتدى الصدر والاتحاد الوطني الكردستاني
والديمقراطي الكردستاني وكل القوى الموجودة في الساحة السياسية العراقية مؤيدين
لحكم الاعدام ويريدون تطبيقه على اوسع نطاق.
النقطة الاخرى برأيي ان الاعدامات التي تمارس في العراق تحوز على الضوء الاخضر
( الموافقة ) من الغرب. من اوباما وبراون وساركوزي كلهم يعرفون ان هناك اعدامات
واسعة في العراق؛ تلك الدولة التي قالوا انها ستكون نموذج للديمقراطية وحقوق
الانسان وغيرها من الادعاءات. انهم يعرفون بالاعدامات الواسعة النطاق في السجون
ويرون اعمال الارهاب والتفجيرات والقتل الجماعي في الشوارع. هناك ضوء اخضر
وموافقة تأتي من الغرب للحكومة العراقية. المالكي وغير المالكي يريدون كلهم
ممارسة ابشع الوسائل من اجل فرض سلطتهم ويقومون بالترويج للاعدامات والقتل
وبناء فرق القتلة لتخويف الجماهير. ان واقع الامر يبين ان البرجوازية غير قادرة
وعاجزة رغم ذلك. بعد 6 سنوات على الهجوم الامريكي فان الحكومة لا تمتلك ملامح
الحكومة. تم تفجير المراكز الاساسية للدولة اي انهم عاجزين عن ضمان امنهم فكيف
يستطيعون ضمان امن المجتمع ؟.
لا اعتقد ان المالكي من خلال الاعدام بامكانه ان يثبت انه قادر على بناء وانجاح
الدولة. ان بناء الدولة شئ اخر بحاجة الى الجواب على متطلبات المجتمع وضمان
معيشة المواطنين وامانهم ورفاههم؛ الطلبة لا يستطيعون الدراسة والذهاب الى
المدارس والكليات والنساء لا يستطعن الخروج من البيوت. ليس هناك دولة في العراق
وليس باستطاعة المالكي عن طريق الارهاب والاعدام ان يثبت ان بامكانه بناء دولة
في العراق.
نحو الاشتراكية: شكرا جزيلا.