مقابلة مع سمير نوري حول استمرار القصف الإيراني التركي على كردستان العراق
وتداعياته اللا إنسانية
نحو الاشتراكية: لقد طال القصف الايراني التركي لتشمل مناطق واسعة من
كردستان العراق وسط لا مبالاة قوة الاحتلال الامريكي وحكومتي العراق وكردستان
بالنسبة لهذه الاعتداءات الوحشية على السكان الآمنين. بأعتقادكم ما هو سبب هذه
اللامبالات والصمت من لدن تلك القوى؟ وهل فعلا" أن سبب هذه العمليات العسكرية
الوحشية هو اقدام ( حزب الحياة الحر و ب ك ك ) على القيام بالعمليات العسكري داخل
الأراضي الايرانية والتركية؟
سمير نوري: الأحزاب المذكورة
موجودين
طوال عدة سنين مضت وهم في حالة
حرب ومفاوضات مستمرة مع حكومتي تركيا وايران، وان وجودهم في المناطق الجبلية وخاصة
المناطق الحدودية لايران و تركيا ليس
مرتبط باليوم او الامس. لذا ادعاءات وجود حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة
الأيراني القريب من حزب العمال لا يفسر ولا يبرر الحملة الشرسة و القصف المدفعي
والجوي لهذه المناطق و تدمير بيوت الساكنين وتهجيرهم وقتلهم وجرحهم .
هناك عدة قضايا في المنطقة وفي العراق و سلسة من الأحداث الجوهرية
تحدث الآن و برأيي فان الموضوع مرتبط بهذه الأحدث و التطورا. ان اهم هذه المسائل و
في مقدمتها الثورة المندلعة في المنطقة و التي تهدد كل بلدان المنطقة والحكومات
المستبدة الرجعية التي بدأت بالتخبط
ويريدون خلق اوضاع حرب وكوارث وصراعات رجعية. ان السعي لخلق حرب بين اسرائيل
والفلسطينين لا تخرج عن هذا الأطار و هو محاولات لتغطية الثورة وابعاد انظار
المجتمع على الثورات وتغير مساراتها الثورية و لكن كل محاولاتهم لحد الان باتت
بالفشل، و خاصة الجمهورية الأسلامية في ايران التي تواجه وضع ثوري و تريد تحويل
انظار المجتمع الى خارج ايران.
المسالة الثانية و هو خروج القوات العسكرية الأمريكية من العراق و السعي للضغط على
القوى السياسية في العراق للقبول بهيمنة ايران و تركيا وكل طرف تريد سهمها في وضع
مابعد الوجود الأمريكي في العراق، ان محاولات ايران لا تشمل قصف المناطق الحدودية
لكردستان العراق انما هناك الضغط على جنوب العراق ايضا. فكما نعلم انهم قطعوا
المياه من نهر كارون و ديالى وسببوا تدمير مزارع المنطقة.
سبب
اللا مبالاة
من قبل كل طرف يرجع الى اسباب معينة، ما عدا ماهيتهم
الرجعية و القومية و الدينية، فان حكومة الاقليم لها تعاون مع الحكومة الأيرانية ضد
معارضيها وتتعاون مع الدولتين وهي تحت ضغط مباشر و خاصة ان اقليم كردستان لا يربطه
اي حدود مع العالم فقط هاتين الدولتين وفي نفس الوقت لهم مصلحة مشتركة لقمع
المعارضين لبلدانهم و خاصة في هذه عصر الهبة الثورية الحالي في المنطقة.
نحن شاهدنا الأخبار عن تعاون حكومة اقليم كردستان وايران للضغط على الاحزاب
الأيرانية ويضغطون الان على حزب العمال الكردستاني وفي نفس الوقت فان ايران تساعد
حكومة اقليم كردستان لقمع الانتفاضة الثورية في كردستان العراق.
اما بخصوص صمت حكومة
العراق
وامريكا
فنحن
حللنا الوضع قبل اكثر من سنة
وقلنا بانهم يريدون أقلمة اظافر القوميين الكرد ودفعهم الى التقوقع وهذا في مصلحة
الدولتين ايران وتركيا اللتان تعانيان من مشاكل حول حقوق الجماهير في المناطق
الناطقة باللغة الكردية والظلم القومي فيهما.
نحو الاشتراكية: كما هو معروف ان ( ب ك ك وفرعها في غيران المتمثل بحزب
الحياة الحر ) هو حزب شوفيني كردي وان كل من ايران وتركيا هما دولتان معاديتان
للانسان. فكيف تقيم هذا الصراع الدموي الجاري بين هذه القوى؟ وما هي الأهداف
الحقيقية التي تختفي وراء ذلك الصراع؟ وهل هناك أية علاقة بين هذا الصراع والأحداث
الثورية الجارية في سوريا؟
سمير نوري:
ان الأحزاب القومية لا تمثل جماهير كردستان مهما تكن اسمائهم واشكالهم وهم يمثلون
البرجوازية الكردية وطموحاتها وهدفهم ليس انهاء الصراع القومي والظلم القومي بل
هدفهم هو تعميق التعصبات القومية و الصراعات القومية. لهذا اني لا اويد اي طرف في
هذا الصراع ولا اعتبر حمل السلاح والصراع المسلح
يعطي اي شرعية لهم بالعكس ان التجربة وخاصة الثورات في المنطقة اثبتت ان
النضال الجماهيري وبطريقة ثورية هو انجع طريقة للدفاع عن الحقوق وتغيير الحكومات
وفرض الحريات السياسية والمدنية، وان جماهير كردستان يجب ان يربطوا نضالهم بنضال
الجماهير العمالية و الكادحة على مستوى بلدانهم. ان الثورات في المنطقة وفي سوريا
انطلقت من منطلقات انسانية بحتة و ليس لها اي علاقة بالقومية والتطلعات القومية
والأدعاء بان هذع ثورات عربية وربيع عربي غير صحيح ولا يوجد اي شيء عربي في هذه
الثورات بالعكس ان اهداف الثورات تتمحور حول الحرية و الخبز والكرامة الأنسانية وضد
الأستبداد والفقر والبطالة والجوع. بهذا المعنى هذا الصراع ليس له اي علاقة بالوضع
و لكن سعي ايران لخلق بلبلة في المنطقة و عدم التركيز على اسقاط الحكومة القومية
الشوفينية الأسلامية في سوريا التي تعتبر احد اهم حلفاء ايران.
نحو الاشتراكية: لقد دخلت تركيا مؤخرا" بقوة في هذا الخط الساخن على خلفية
قيام ( ب ك ك ) ببعض العمليات العسكرية داخل الأراضي التركية وعلى اثرها تعرضت
الأماكن السكنية في بعض مناطق كردستان للقصف الوحشي التركي. باعتقادكم ما هو السبب
الحقيقي لتزامن القصف العسكري التركي الايراني على كردستان العراق في هذه الفترة
بالذات؟ وهل أن أهداف القصف التركي يختلف عن أهداف القصف الايراني؟
سمير نوري:
نحو الاشتراكية: اذا أخذنا، مسالة صمت قوة الاحتلال ولا مبالاة الحكومة
العراقية
حول العمليات العسكرية المتبادلة داخل الاراضي العراقية بين أطراف هذا
الصراع الدموي، بنظر الاعتبار. فهل تعتقد بأن القوميين الكرد وحكومتهم القومية هو
المستهدف الرأيسي لهذا الصراع؟ واذا كان الأمر كذلك أو غير ذلك فلماذا السلطة
القومية الكردية عاجزة عن اتخاذ أي موقف عملي معين من هذا الصراع؟
سمير نوري: ان القوميين الكرد لهم مصلحة في هذه الموضوع و هناك اشارات واضحة و
اتفاقات كشفتها بعض الأطراف التي قامت باعطاء معلومات لحكومة اقليم كردستان
و اتفاقاتهم التي تبين التعرض للاحزاب المعارضة الأيرانية. مسعود البرزاني ورئاسة
كردستان و بدلا من ادانة تركيا حول قصفها للمدنين في كردستان العراق فانهم يحملون
حزب العمال المسؤولية وهذه اشارات واضحة ان هناك اتفاقات معينة. انهم متخاذلون وغير
قادرين على اخذ اي موقف جدي للدفاع عن جماهير كردستان لان سياستهم مبنية على القمع
و الوقوف بوجه الجماهير والدفاع عن مصالحهم الطبقية الضيقة و لهذا جماهير كردستان
ليس له اي توقع او تصور بانهم يأخذون
موقفا جديا في القضية.
نحو الاشتراكية: على الرغم من الخسائر المادية والبشرية الفادحة التي الحقت
بالسكان الآمنين في الكثير من المناطق التي تعرضت للقصف العسكري الايراني التركي،
لكن الاعتراضات الجماهيرية المعادية لتلك العمليات العسكرية تكاد تكون شبه معدومة.
باعتقادكم ما هو السبب الفعلي لعدم نزول الجماهير بقوة الى الشوارع للتنديد بتلك
العمليات والضغط على مختلف أطراف الصراع لوقف تلك العمليات؟ وهل أن مسألة تخاذل
السلطة القومية الكردية أمام أطراف هذا الصراع لها أي دور يذكر على المواقف
سمير نوري:
نحو الاشتراكية:
سمير نوري: هذا صحيح بان اليسار لا يزال يعاني من مشاكل جدية ولا يزال لم يتحول الى
قوة اجتماعية مؤثرة تؤثر بشكل جدي
على تغير مسار الأحداث و لكن له قدرة على التحرك والمجتمع ينتظر ان يلعب دورا في
الوضع. برأي القوى الوحيدة الأنسانية لها حل أنساني للاوضاع هي القوى اليسارية و
الشيوعية و في هذا الصدد بدأت تتحرك على ميادين معينة و الأيام الأتية ستبين لعبها
لهذا الدور بتصوري.
نحو الاشتراكية: باعتقادكم ما هو السبيل لانهاء هذا الصراع الدموي وبالتالي
إزاحة هذا الكابوس من على أنفاس جماهير كردستان؟ وهل لديكم خطط وبرامج معينة لتفعيل
دور اليسار والعلمانية في هذا الميدان؟
سمير نوري:
و نحن لنا خططنا للعمل في هذا الأتجاه و لدينا خطة للقيام بحملة من الداخل و الخارج
و نتمنى على كل القوى اليسارية والشيوعية والعلمانية والأنسانية ان ينظموا الى
الحملة التي بدأنا به ورفاقنا في خطوة
الى ص4
اولية قاموا برفع اللافتات في مدينة كركوك خلال هذه الأسبوع للتنديد بالوضع و دعوة
الجماهير للقيام بنضالات واسعة لغلق سفارات ومكاتب ايران في العراق وسوف ننسق مع
الأحزاب وألأطراف الأيرانية والتركية للقيام بحركة واسعة في هذا الأتجاه.
نحو الاشتراكية : شكرا جزيلا.