مقابلة مع سمير نوري عضو المكتب السياسي

بصدد مستجدات الصراع

الفلسطيني - الاسرائيلي

 

سمير نوري

Samir_noory@yahoo.com

 

نحو الاشتراكية: كما هو واضح يزداد حدة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يوما " بعد يوم. فمن جهة عمليات الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية ومنطقة القدس مستمرة، والقصف الاسرائيلي ضد السكان الامنين في مختلف المناطق الفلسطينية ايضا" مستمر، ومن جهة اخرى تشترط السلطة الفلسطينية ايقاف الاستيطان بغية الدخول في المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين. باعتقادكم هل ان مشكلة الاستيطان هو السبب الرئيسي لتعثر المفاوضات بين الطرفين؟

 

سمير نوري:  صرح نتياهو هذا الأسبوع بعد لقائه بمتشل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط "توجد شكوك وعقبات كثيرة بما يتعلق بالطريق الى السلام. الكل يفهم ذلك ولكن توجد وسيلة واحدة فقط للتأكد من أننا لن نصل الى السلام وهي أننا لا نحاول التوصل اليه".

 

المشكلة  لا تتعلق فقط بمشكلة الاستيطان بالرغم انه في الوقت الحاضر يظهر مدى استعداد الجانب الاسرائيلي لحل القضية وان كلام نتياهو صحيح في هذا الجانب، لكن القضية مرتبطة بالقوى السياسية والأجتماعية المسيطرة على السلطة في كلا الجانبين. انهما غير مستعدين لحل القضية حلا ممكنا لخلاص الجماهير الفلسطينية من الدمار و الحرب والتدمير و التشرد التي يعانون منها طوال اكثر من ستة عقود.

 

الأستيطان عمل فاشستي و تعنتي من قبل الدولة الفاشية اليهودية في اسرائيل ضد الفلسطينيين و عثرة امام المضي في عملية السلام في الوقت الحاضر و يبين النوايا الأسرائيلية التي تريد دفع محمود عباس الى نفس الموقعية التي وقع فيه ياسر عرفات و يخلقون اجواء لتحركات الأسلام السياسي و ابراز التعصب الأسلامي واليهودي في كلا طرفي الصراع اليميني هذا.

 

نحو الاشتراكية: حسبما ورد في بيان حركة فتح الأخير يبدو الصراع واضحا" بين مختلف أجنحة التيار القومي الفلسطيني من جهة، وحركة فتح جناح السلطة والتيار الاسلامي من جهة اخرى. برأيكم ماهي التداعيات السياسية لتلك الصراعات ؟ و أين نقف الجماهير الفلسطينية من ذلك الصراع ؟

 

سمير نوري: ان بيان منظمة فتح يدل على عدة جوانب اولها انه لاول مرة يصدر بيان بهذا الوضوح ضد الجمهورية الأسلامية في ايران و اتهامها بالتدخل في الشئوون الداخلية لفلسطين ومساندة حماس و التنديد بهذا التدخل، وثانيا ان التيار القومي العروبي بقيادة فتح يدخل صراعا واضحة ضد الأسلام السياسي في المنطقة بهذا الصراحة والجرأة وبرأيي يبين ارجاع التيار القومي العروبي الى لعب دور اكثر منذ صقوط النظام البعثي وأقلمة اظافر الحركة القومية العربية.

ان تصريحات اياد علاوي ضد ايران تصب في نفس الأتجاه و السياسة الخارجية الأمريكية تقف خلف هذه التطورات. ولو تطورت الحركة الثورية في ايران وضعفت الجمهورية الأسلامية واحتمال سقوطها فان ذلك سيشكل ايضا عاملا اخر.

 

اما بالنسبة للجماهير في فلسطين فلاتزال تعاني من عدم تملكها قيادة يسارية علمانية واشتراكية. وان الجبهة التحررية وجبهة المساواتيين لا تزال ضعيفة وغير ممثلة.ولا يزال التيار القومي في منظمة التحرير الفلسطينية والتيارات الأسلامية من حماس والجهاد وغيرهم مسيطرين على الصراع السياسي. لذا فان افاق حل القضية الفلسطينة بعيدة المنال. 

 

نحو الاشتراكية: كما هو معلوم ان الدور الامريكي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والصراع العربي الاسرائيلي هو دور حاسم، وان وجدت الارادة الجدية لدى الجانب الامريكي فمن الممكن ان نقترب القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي من الحل النهائي! باعتقادكم يتلكأ الجانب الأمريكي في ممارسة دوره الفعلي في هذا الصراع؟

 

سمير نوري: ان الجانب الأمريكي هو نفس الجانب الأسرائيلي وانهم اعلنوها بكل صراحة و دون حياء انهم مع الأسرائيليين ويدافعون عنهم وعن الجرائم التي يرتكبونها في الماضي والحاضر ايضا ويعتبرون اسرائيل الحليف الجدي لهم. برأي الأمريكيين فانهم لا يضغطون على اسرائيل للقبول بالحل ولا يضغطون عليها لايقاف جرائمها ضد الملايين من مواطني فلسطين وفي اي وقت يندد فيه المجتمع الدولي باسرائيل ازاء الجرائم التي ترتكبه ترى امريكا تقف ضد الجميع دفاعا عنهم.

 

الموضوع بالنسبة لامريكا ليس حل القضية و لا الدفاع عن حقوق شعب سلب منه حق الحياة و انما هو اللعب على الأوتار التي بامكانها ارجاع الشعبية الضائعة لامريكا في المنطقة وليقويها ضد الأسلام السياسي. لا يهم امريكا ما يحدث للشعوب و كيف تقمع وتسلب  ابسط حقوقها.

 

ان الممارسات التي بقوم به اوباما هي نفس المحاولات التي قام بها جورج بوش الأبن قبله وفي مؤتمر دارفورس وفي وقتها اعلنا بان هذه المحاولات مكتوب لها الفشل قبيل انعقاده. اليوم فان محاولات اوباما لا يمر عليه شهرا واحدا الا وتتعثر وترجع اسرائيل الى السياسة الأستيطانية التي تعتبر ممارسة اجرامية ضد المواطنين الفلسطينين.

 

برأيي فان الدور الفعلي لامريكا ان هي فعلا ارادت لعب دور لحل القضية الفلسطينية هو الكف عن مساندة اسرائيل و هذا لم يحدث لحد الان.

 

نحو الاشتراكية: برأيكم هل من الممكن أن اتوصل مختلف الأجنحة والأطراف البرجوازية الى حل نهائي للقضية الفلسطينية وبالتالي يتحقق السلام والأمن للجماهير الفلسطينية؟ وما هو الحل الانساني للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي والذي سيصب حتما" في مصلحة الجماهير الفلسطينية ؟ وأية قوة سياسية بإمكانه أن ينضل من أجل تحقيق مثل ذلك الحل؟

 

سمير نوري: الحل النهائي لقضية فلسطين هو بناء الدولة الفلسطينية المساوية لدولة اسرائيل وعلى اراضيها  وهذا الحل لا يقبل به القوى السياسية اليمينية المتطرفة في كلا الطرفين لا الجانب الأسرائيلي والتي تدعوا الى الأعتراف باسرائيل كدولة يهودية وهو  اطلب رجعي وضد انساني ومعادي للقاطنين في اسرائيل من العلمانيين والعرب و المعتنقين الأسلام والمسيحية، ان مطالب اسرائيل فاشية وغير انسانية. و في الجانب الفلسطيني فان الأسلاميين لا يعترفون باسرائيل ولا يقبلون بوجودها ويريدون رميها في البحر، لذلك فان القوى البرجوازية غير راضية عن حل القضية حلا ممكنا اي تشكيل دولتين متساويتين تعيشن بامان جنبا الى جنب.

 

براي ان الحل الأنساني و هو الحل المطلوب لنا و للجماهير الواسعة في فلسطين و المنطقة هو بناء الجمهورية ألاشتراكية و بناء دولة حرة متساوية في اسرائيل و فلسطين، التي لا يعرف فيها  الأنسان على اساس قومي او ديني و لا مكانة لاستغلال الأنسان للانسان، و هذا هو هدف الشيوعيين و الأشتراكيين و الطبقة العاملة، و الوصول الى الهدف المطلوب يحتاج الى تقوية الجبهة ألأنسانية والطبقية.