لقاء مع سمير نوري عضو المكتب السياسي
الصراع داخل السلطة هو عراك بين افراد نفس العائلة الرجعية
نحو الاشتراكية:
رئيس الجمهورية
جلال الطالباني ممتعض من محاولات القوى القومية والإسلامية السنية بالتعاون مع خصمه
رئيس حكومة اقليم كرستان إزاحة المالكي من السلطة فيما يسمى ب"نزع الثقة". كيف تنظر
الى تصريحاته وتصريحات مشابهة من أقطاب اخرى؟ في اي اطار يمكن ان يندرج دفاعه عن
المالكي ؟
سمير نوري:
اننا
تحدثنا من قبل عن التوتر و عدم الأستقرار اكثر و اكثر و هشاشة الأوضاع وخاصة بعد
خروج القوات الأمريكية من العراق و انهاء الأحتلال، ونحن اليوم نشاهد على صحة
تصوراتنا و جهة نظرنا يوما بعد يوم و نرى الأستقطابات الجديدة بين القوى السياسية.
قوى متصارعة من القوميين الكرد و القوميين العرب و القوى الشيعية يتحالفون من اجل
اسقاط سلطة مالكي الشيعي المدعوم من ايران. ولكن طالباني له وقف اخر اولا ضد رقيبه
في كردستان العراق و هومسعود البرزاني و البارتي و خاصة بعد فشل خططته لعقد مؤتمر
مصالحة و طنية و هناك مصالح اقليمية للاتحاد الوطني وخاصتا حدوده الجغرافية مع
ايران و لذالك يلعب دورا داعما لمالكي و عدم مساندة اسقاطه وبهذه المعنى ان
الطالباني يقف موقف واضح في جبهة الأسلام السياسي الشيعي او الأيراني. و لكن هذه
القوى ليس بينهم من الناحية الطبقية اي فرق من الناحية الطبقية و السياسية في
مواجهة مع الطبقة العاملة و اكثرية جماهير العراق.
نحو الاشتراكية:
ان القوى
الميليشياتية الحالية في وضع في منتهى التراجع يجرون معهم البلد الى أوضاع خطرة
باستمرار حفرهم للخنادق المذهبية والطائفية والعرقية.كيف تطرحون أفكار كم فيما يخص
هذه التمزقات الخطرة؟
سمير نوري:
اننا
لنا قناعة راسخة بان هذه القوى يجرون المجتمع يوما بعد الى الدمار و الحروب و الفقر
و تدمير البلد من كل النواحي و نحن قلنا ان القوى البرجوازية غير قادرة على حل
الأوضاع و ليس لهم برنامج لحلحلة الأوضاع. اننا طرحنا برنامجا واضحا حول تشكيل دولة
مبنية على تدخل الجماهير في الحياة السياسي و الأقتصادية و مبنية على اسس معينة
تضمن تدخل الجماهير في حياته السياسية و تصمن مستوى معين من الرفاه و الحياة
الكريمة.
نحو الاشتراكية:
طرح تم وثيقة
سياسية من قبلكم لطرح بديل سياسي "يساري" للسلطة. هل ممكن توضيحه؟
سمير نوري:
كما
اشرت في السؤوال القبلي اننا نطرح بديل معين للسلطة مبنية على تضمين الحرياة
السياسية و الفردية و المدنية و مستوى من الضمان الأقتصادي. و لكن جوهر الطرح يكمن
في نفي السلطة الفوقية للبرجوازية الأستبدادية كانت ام ديموقراطية اي نفي الفوقية و
ضمان التدخل المباشر للجماهير في حياة المجتمع. ان طرحنا هو تشكيل حكومة مجالسية
جماهيرية وبشكل هرمي على صعيد البلد و يضمن التدخل المباشر و الديموقراطية
المباشرة.
نحو الاشتراكية:
كيف يمكن لقوى
اليسار والاشتراكيين وقادة العمال ان يلعبوا دورا في تغيير الوضع السياسي المؤبد؟
الحزب الشيوعي العراقي مثلا مازال يتحدث عن الدستور والدستورية ودولة المؤسسات في
حين انه يدرك ان القوى الحاكمة هي قوى طائفية ورجعية وانهم إسلاميون وقوميون بعضهم
ضالع بالإرهاب والقتل ؟
سمير نوري
:
المجتمع
يعاني
من صعود القوى
الدينية- القومية و صعود الأسلام السياسي في المنطقة و خاصة بعد وصول الجمهورية
الأسلامية الى السلطة و ان اخطر قوى تواجهه المجتمع هي الأسلام السياسي ولكن الحزب
الشيوعي العراقي حزب ضمن التيار القومي الأسلامي و تيار منخرط ضمن العملية السياسية
الرجعية في العراق. انهم لا يشكلون قوى ضمن قوى اليسار التحرري والراديكالي. نحن في
وجهة نظرنا و في طرحنا ننتقد بشكل جدي و عميق الدستورية و البرلمانية و
الديموقراطية و العملية السياسية في العراق الذي يتفاخر بها امريكا و مساندة من قبل
ايران، و نظام برلماني و ديمقراطية برلمانية في عصر همجية البرجوازية و همجية طرحها
الديموقراطي و الحزب الشيوعي العراقي يدافع عن ذالك البديل و نحن ضد ذالك البديل و
بديلنا ينفي ذالك البديل كليتا جملتا وتفصيلا.
نحو الاشتراكية:
غالبا ما تتحدثون
عن الشيوعية العمالية ويطرحون حلولها للجماهير ووتصفون ها بانها التجسيد السياسي
لاعتراض العامل ضد النظام الرأسمالي، هل بإمكانكم ان توضحوا مثلا كيف يتجسد هذا
داخل الوضع السياسي الإقليمي او العراقي اليوم؟
سمير نوري:
ان
محتوى اعتراض العامل ضد الرأسمال هو نفي سلطة البرجوازية و القوى التي يمثلها
و ضمان تدخل الجماهير في مصيرها، ان حركة 99% على الصعيد العالمي و سلسلة
ثورات المنطقة تحتوى على اعتراض العميق للعمل ضد البرجوازية بغض النظر للمساعي
البرجوازية لتحريف الثورات عن مسارها نحو تحرير المجتمع من بربرية النظام
الرأسمالي.
نحو الاشتراكية:
الوضع العراقي مرتبط اليوم بما يحدث في بقية
المنطقة. هل تعتقد ان الثورات تراجعت مع تقدم الإسلاميين ونجاح امريكا في لجم جماح
الثورات وتجييشها لصالحهم بشكل او باخر ؟
سمير نوري:
ان وصول الأسلامين للسلطة و العسكر و
تدخل الناتو و تدخل للقوى الرجعية في مصر الثورات اثرت بشكل سلبي على مصير الثورات
و لكن عمق هذه الثورات و تاثيراتها على المجتمع لا يزال مستمر و لا يزال الأوضاع
تمر بسلسلة من الثورات و خاصتا سقوط سوريا سوف تؤثر على تغير الوضع لصالح الجماهير
ضد الأسلام السياسي و الغرب ليس له بديل معين. و لكن المشكلة تكمن في عدم وجود قوى
سياسية منظمة و اضح الرؤى عمالية و ثورية في المنطقة . ان المشكلة لا تكمن في تراجع
الجماهير بل تكمن في عدم وجود قوى شيوعية ثورية منظمة و يقود الوضع ويخلص الجماهير
و الثورة من ايادي القوى الرجعية. اما بالنسبة للعراق فالوضع مرتبط بالوضع السياسي
و تقسيم المجتمع بين ميليشيات قومية دينية و طائفية و عدم وجود دولة واضحة المعالم
حتى الجماهير تواجهها.
نحو الاشتراكية:
شكرا على اجاباتكم.