حلم الانتخابات
صباح ابراهيم
صرح كوفي عنان مؤخرا بان من الممكن اجراء الانتخابات في العراق بالرغم من من تصريحات بعض الدول الاوربية ومنظمة العفو الدولية في عدم توفر المستلزمات والظروف الادارية الملائمة لاجرائها. جاء تصريح كوفي عنان هذا بعد انتقاد الادارة الامريكية لسياسات عنان كامين عام للامم المتحدة, والبحث عن بديل له. فبعد انفجار مقر الامم المتحدة في بغداد قللت الامم المتحدة من حجم قواعدها في العراق وتظائل دورها في رسم سياسات العراق كمنظمة دولية كما تريدها الادارة لامريكية. ان خطوة الامم المتحدة هذه ما هي الا دعما معنويا للاداره الامريكية للاستمرار في سياسة الاخيرة العدائية بحق الجماهير في العراق. ان المواطن العراقي بعيد عن مخططات تلك الادارة وصنيعتها الحكومة العراقية المؤقتة التي تريد ان تبني عرسها بدماء الجماهير المحرومة، وهو يرى بوضوح مدى بطلان ادعاءات الامم المتحدة ومعها الولايات المتحدة الامريكية وعدم اكتراثهما بامن وسلامة ومستقبل الجماهيرالمحرومة.
ومن جهة اخرى نرى مدى اهتمام الاحزاب البرجوازية من القوميين والاسلاميين في تحديد مصير ومستقبل الجماهير العراقية المحرومة, ومدى اهتمام الحكومة المؤقتة. فها هم يصرفون ملايين الدنانير في حملاتهم الانتخابية وتكتلاتهم الى حد شراء اصوات رؤساء العشائر التي هي ركيزتهم الوحيدة في الوصول الى مقاعد السلطة. ان هذه الاحزاب برهنت عمليا على مدى ما تحاول ان تفعله منذ احتلال امريكا للعراق من اجل دعم مخطط السيناريو الاسود وفي عدم تمثيلها للجماهير المحرومة. فهي التى دعمت القوات الامريكية في تدميرها وتحويلها المجتمع العراقي من مجتمع مدني الى مجتمع خراب, وهى التي دعمت القوات الامريكية في تحويل اماكن عيش الجماهير الى مراكز عمليات للقوات الامريكية ضد جهات وقوى الاسلام السياسي المناهض لها. وهي التي لا تكترث بمتطلبات الجماهير المحرومة, فازمة الوقود والكهرباء هي احدى الدلائل الملموسة على ذلك. فاي مستقبل سوف تجلبه لنا هذه القوى؟
ان البدبل الوحيد الآني امام الجماهير للخلاص من هذه الظروف هو النهوض والالتفاف حول بديل يمثل تطلعاتها ويحقق مطلبها المتمثل في الحرية والمساواة. لاجل ذلك يجب خروج القوات الامريكية ومعها كل قوى السيناريو الاسود من المجتمع وانهاء استمرار هذا الوضع الشاذ والمدمر في العراق.