عامين على الاحتلال
صباح ابراهيم
عامين على احتلال العراق، عامين على سقوط الدكتاتورية البعثية، عامين على الديمقراطية المحمولة على الدبابات الامريكية، عامين على دمار البلد وسرقة خيراته، عامين على السيارات المفخخة، عامين على سلب الاسلام السياسي للحقوق الفردية والحريات العامة للمواطن العراقي، عامين على تدهور وضع المراة نحو الاسوء ووضعها تحت رحمة قوانين رجعية مضى عليها مئات السنين.
عامين منذ ان شحنت الولايات الامريكية آلتها العسكرية بعيدة عن الحدود الامريكية يآلاف الاميال بحجج واهية تنفذ مدة صلاحيتها كنفاذ مدة صلاحية علب الاكل المعلبة. فمرة بحجة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل ومرة بحجة صلة نظام صدام بتنظيم القاعدة ومرة للخلاص من الانظمة الدكتاتورية في المنطقة و انعام شعوب هذه المنطقة بالديمقراطية الامريكية المعلبة، ولا ندري ماذا ستجلب لنا الادارة الامريكية من حجج بعد نفاذ صلاحية هذه الاخيرة. فها قد مضى ما يقارب الشهرين على الانتخاب الديمقراطي! للمجلس الوطني المناط له مسؤلية حمل راية الدميقراطية الامريكية و لتكون اللبنة الاولى لتغير بقية دكتاتوريات المنطقة وابدالها بدمقراطيات تلائم مع متطلبات البرجوازية الامريكية. ( مع ملاحظة ان سياسة الادارة الامريكية في المنطقة اخذت تجني ببطئ ثمار سياساتها هذه ولكن ليست بالتجربة الدمقراطية العراقية الخلابة! ولكن بعصاها الغليظة والتدخل المباشر في لبنان من خلال المعارضة اللبنانية في الدفع بالجماهير الساخطة على الوجود السوري في لبنان وبالتالي تراجع الحكومة السورية خوفا ان تؤل مصيرها كمصير حكومة صدام). شهرين على مباحثات تقاسم المناصب و معها تزداد معانات وبؤس المواطن العراقي عاما والطبقة الكادحة بشكل خاص بؤسا. مما يدل على ان مصالح اعضاء المجلس الوطني معه مصالح التيارات السياسية الواقفة خلفها اهم بكثير من متطلبات المواطن العراقي من حياة مليقة به، نفس هذه المتطلبات التي تاجرت بها هذه الجهات ( اعضاء المجلس الوطني) للوصول الى مناصبهم الحالية.
ومن جهة اخرى فبعد عامين من اضطهاد البرجوازية القومية والاسلام السياسي اخذت الجماهير المظطهدة توعي ضرورة نهوضها بوجه هذه القوى للدفاع عن مكتسبات سنين من نضال الطبقة العاملة والحركة التحررية النسوية. ان الاضرابات والاعتراضات العمالية المؤخرة والمستمر في مختلف المدن العراقية وكذلك الاضرابات الطلابية الاخيرة في البصرة و اربيل والسليمانية هي خير دليل على هذا النهوض . ان على القوى التقدمية والمدنية في المجتمع العراقي والدولي ان تقف صفا بصف مع هذه الاعتراضات الجماهيرة للنضال في ايجاد ضروف معيشية افضل و لطرد قوات الاحتلال المسببة والمديمة لهذه الاوضاع المزرية ومعها القوى البرجوازية الموالي لها وقوى الاسلام السياسي .