قرار
حول سلسلة ثورات
المنطقة ومهام الشيوعية العمالية
-
الثورات التي بدأت في
تونس و مصر و شملت كل المناطق والبلدان في
شمال افريقيا
والشرق
الأوسط والعالم، هي نقطة انعطاف
تاريخية عالمية في مجرى الصراع الطبقي.
اختتمت هذه الثورات تاريخ عقدين من هيمنة النظام العالمي الجديد
الدموي الذي بدأ بأنتهاء العالم الثنائي الأقطاب وسقوط جدار برلين،
المرحلة التي اعلن فيها
عنانهيار "ألأشتراكية" وموت "الشيوعية"
وانتصار السوق الحرة على رأسمالية الدولة وانتهاء الثورات والحركات
الثورية ونهاية
التاريخ. مر العالم في هذه المرحلة على منعطفات تاريخية منها الحرب
على العراق وهيمنة امريكا على العالم كزعيم دون رقيب على العالم
وضرب البرجين التجاريين في نيويورك والحرب على الارهاب ومحاور
الشرً والهجوم على افغانستان والعراق. في تلك الفترة اغرق العالم
في الدماء والقتل والأنفجارات والتدمير وتشريد العالم في صراع دموي
بين قطبين ارهابيين، ارهاب الدولة بقيادة امريكا وارهاب الأسلام
السياسي في الطرف الأخر. في هذين العقدين كانت الجماهير المليونية
غائبة عن ساحة الصراع وفرض عليها التراجع في اكثر مكاسبها التي
حصلت عليها بنضالات عشرات السنين وبفضل الثورة الأشتراكية في
روسيا. بنزول الجماهير الى الشوارع وخارج ارادة
القطبين
الأرهابين وفي الواقع بالضد منهما، تغير ميزان القوى.
ان نزول الجماهير للشارع بالملايين يعني
ظهور معسكرين
هما معسكر الجماهير المليونية ومعسكر
الطبقة الاستغلالية بكل اجنحتها البربرية.
-
الأزمة الأقتصادية العالمية التي بدأت في
وولستريت و انتشرت الى العالم، بينت عمق ازمة الراسمالية العالمية
التي تجسدت في قوانين السوق الحرة ، وفي نفس الوقت بينت
الازمة السياسية والايديولوجية للبرجوازية العالمية وعدم قدرتها
على حل معضلات النظام الرأسمالي وعدم قدرتها على القيام بأصلاحات
اقتصادية وسياسية في مراكز الراسمال العالمي وانتهاء اوان دولة
الرفاه و فرض الجوع والفقر والبطالة في العالم المعروف ب"العالم
الثالث" واعلان الصندوق النقد الدولي عن ثورات الجياع قبل عدة
سنوات كان خوفا حقيقيا. ان الطبقة البرجوازية غير قادرة على القيام
باي اصلاحات سياسية واقتصادية وفي حالة تخبط. في ظل هذه الاوضاع
تنشب الثورات ضد الفقر والبطالة وسحق الكرامة الانسانية وهي تتوسع
كالنار في الهشيم بسبب عجز وانهيار بدائل البرجوازية جميعها.
-
ان هذه الثورات تشكلت وتطورت
حول المسائل والقضايا التي تعاني منها الجماهير كالأستبداد والفقر
والجوع والبطالة وتهميش البشر بشكل عام وشعار الخبر والحرية
والكرامة الأنسانية اصبح شعارا لملايين البشر، ليس فقط في الشرق
الأوسط وشمال افريقيا بل اليونان واسبانيا وحركة احتلال ولستريت
والمراكز الرئيسية للرأسمال العالمي. هذه الثورات لم يكن لها علاقة
مع التطلعات الاسلامية والقومية و لم تكن جزءا من الحركة "
المعادية للامبريالة والصهيونية". دفعت هذه الثورات والأنتفاضات
التيارات القومية والدينية وخاصة الأسلام السياسي الى الأنزواء
والى حاشية المجتمع، ونشأت هذه الثورات في عقر دار الأسلام
السياسي، واكثر اماكن العالم معاناة من القمع تحت ضربات وصراعات
القوى الأرهابية العالمية ورحمة الجوع والفقر والبطالة.
-
انهت هذه الثورات سياسة
"الثورات البرتقالية والمخملية" وتلك التي اطلق عليها سياسة "تغيير
الانظمة" التي كانت توازي انتصارت النظام العالم الجديد وفرض
الهويات القومية والدينية والأثنية على المجتمع، وبعثت الروح
الثوروية والقناعة بالتغييرات السياسية والأجتماعية عن طريق
الثورات وبارادة قوى الجماهير وارجاع الثقة في نفوس البشر ان
باستطاعتهم تغيير العالم لصالحهم وبأرادتهم.
-
اسقطت الثورات رموز وبدائل
الطبقة البرجوازية في دولها، تلك الرموز التي لولا دعم البرجوازية
العالمية لما كانت لتقدر ان تقف في وجه الجماهير المعترضة كل هذه
العقود الطويلة. لقد تخلت البرجوازية العالمية عن مساندة هذه
الرموز لاجل انقاذ ما يمكن انقاذه من النظام الرأسمالي والمؤسسات
الموجودة والحفاظ عليها لارجاع نفس الرموز باشكال اخرى بعد ان
تنحسر موجة الثورات. وفي نفس الوقت فان الأدعاء بان هذه الثورات
موالية للديموقراطية هو ادعاء غير صحيح. فالثورات لا ترفع هذه
الاهداف بل شعارات الحرية والرفاه والكرامة الانسانية. ان الجماهير
تريد الحرية و ليس البرلمان او الأنتخابات او الديموقراطية
البرلمانية، الجماهير تطالب بالرفاه لا بالسوق الحرة او باخطبوطات
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. تريد الجماهير ان تلعب دورا
اساسيا في السياسة والأقتصاد لصالحها، وان وصف ثوراتها بانها برو-
ديموقراطية هو وصف ديماغوجي يرمي الى تفريغ الثورات من محتواها
الثوري الذي يدق في قلب وجوهر الرأسمالية سياسيا واقتصاديا.
-
ان وصول التيارات الاسلامية للسلطة مايزال جزءا
من صيرورة الصراع بين القوى الثورية وقوى الثورة المضادة في
المنطقة وهي تمثل جزءا من محاولة البرجوازية العالمية والمحلية
لقمع وكبح جماح الثورة ولجم طابعها التحرري والاشتراكي والعمالي
المساواتي وهو يواجه بمقاومة الجماهير الثائرة.
ان البرجوازية بكل اطيافها بعد ان اصابها الذهول من هذه
الثورات قررت التأمر عليها لكسرها من خلال استنفار قوى الجيش
والقمع وقوى الاسلام السياسي.
-
هذه الثورات نشأت ونظمت نفسها بشكل عفوي بعيدا
عن دور الأحزاب و الشخصيات و القادة المعروفين، حيث اندلعت واسقطت
اكبر دكتاتوريات العالم في غضون عدة اسابيع وسجلت اول مكسب سياسي
للثورة و اجبرت البرجوازية بكل اشكالها والوانها على التراجع و
فرضت الحرية السياسية، وفسحت المجال امام الطبقة العاملة والجماهير
الفقيرة والمحرومة لتنظيم نفسها في النقابات واللجان ومجالس
المحلات وتسلحت الجماهير في بعض الأماكن كليبيا. ان الميديا
الأجتماعية كالفضائيات
والتويتر والفيس بوك وغيرها اعطت الفرصة لنشر الأخبار بشكل سريع
واشاعة الأخبار بعيدا عن رقابة الاعلام العالمي البرجوازي الكاذب
وفضح ونشر الفضائح وعدم افساح المجال لقمع الثورات بعيدا عن انظار
العالم وخرج الاعلام عن دائرة سيطرة البرجوازية العالمية وتطور
اعلاما جماهيريا واستطاعت ان تشل قدرة البرجوازية على القمع
والأستبداد. كما طرحت نوعا من التنظيم الكوموني والمجالسي ولكن لم
يتطور الى مستوى السلطة السياسية واخذ زمام الأمور بيدها، بسبب عدم
وجود احزاب شيوعية عمالية مقتدرة تقود هذه الثورات.
لذا
فان المهام الملقاة على عاتق الشيوعية العمالية، تتمحور حول التالي :
أ-
النضال
لتقوية حركة الشيوعية العمالية داخل تلك
الثورات وتدخلها في مساراتها وبناء احزاب سياسية شيوعية عمالية في خضم الأحداث
الثورية الجارية و التي تستطيع الأجابة على المسائل العقدية للثورة و تقود الجماهير
نحو الخلاص النهائي، و طرح نقد ماركسي و عميق للنظام الرأسمالي و كل ظواهره ، تسليح
الثورات و الطبقة العاملة و بافاق ثورية و عدم افساح المجال لايقاف عجلة الثورة في
نصف الطريق، و قيادته الى النهاية اي بناء مجتمع اشتراكي.
ب-
طرح
السلطة المجالسية كبديل ثوري وجواب واضح لمتطلبات الثورة وتنظيم الجماهير في
التنظيمات الكومونية والمجالسية ومن الأسفل،
اي داخل الجماهير المليونية، بوجه البدائل البرجوازية للسلطة، اي النظام البرلماني.
ت-
اقامة الصلات
المباشرة مع قادة العمال ونشطاء الثورات وتقوية الميل العلماني والتحرري والمساواتي
والاشتراكي والدفاع عنه ودعوة النشطاء والفعالين الثوريين الى الانظمام الى الحزب.
تمت مصادقة البلنوم السادس للحزب على القرار بشكل عام وخول
المكتب السياسي اجراء بعض التعديلات عليه واقراره بشكله النهائي. وبعد اجراء
التعديلات صادق المكتب السياسي على القرار بتاريخ 2012/3/4.