ذكرى
ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى
أملٌ جديد بعالمٍ افضل اشتراكي وانساني
تحل الذكرى الواحد
والتسعين لثورة اكتوبر الاشتراكية الكبرى هذا العام، والبشرية نشهد الازمة العاصفة
التي تنتاب النظام الرأسمالي على صعيد عالمي.
بعد مرور قرابة العقدين
على صراخ وهستيريا الطبقة البرجوازية وممثليها من سياسيين وصحفيين واكاديميين
وتسابقهم على تصوير انهيار انظمة رأسمالية الدولة، على انه انتصار ساحق لقوى
"الديمقراطية" على الاستبداد. وبعد ان ذاق العالم علقم تلك الديمقراطية المخضبة
بدماء الملايين، يحل اليوم، محل ذلك الصراخ والزعيق، وجومٌ وصمتٌ مطبقين، بل نداءات
استغاثة وهلع. فها هو نظام رأسمالية السوق الحرة الذي تم تصويره في "بلاتوهات"
هوليوود على انه انتصار آلهي لقوى الخير على الشر، وانه نظام ابدي متسامٍ عن
التاريخ، يبدو اليوم، كمذهول يتأمل حافات افلاسه الشامل بأم عينيه.
ان ما يسمى بالازمة
الاقتصادية العالمية، او الازمة المالية، هي تعبير برجوازي مخادع عن واقع ازمة كامل
النظام الرأسمالي، ازمة وصلت حدتها، الى درجة غير مسبوقة من التناقض العصي على
الحل، على الصعيد الاقتصادي، والى انسداد آفاق شامل، على الصعد الايديولوجية
والسياسية والاجتماعية. اقتصاديا، وصل
التناقض بين تطور قوى الانتاج وسعته من جهة وبين التراجع الكارثي في اوضاع مليارات
من البشر، الى درجة لم يسبق لها مثيل من الحدة. ومن جهة اخرى، فان الافاق
الايديولوجية والسياسية للبرجوازية ونظامها الرأسمالي تظهر في حالة تلبد وانسداد
كاملين. لقد اغرقت الطبقة البرجوازية، وعلى مدى العقدين السابقين، المجتمعات، باكثر
القوى السياسية انحطاطا وبربرية. وبعد ان دكت تلك القوى اسس وركائز المدنية في تلك
المجتمعات، وقسمت الجماهير على اسس الدين والطائفية والاثنية والقبلية، وسحقت حقوق
المرأة، وسلبت حقوق العمال ومنجزاتهم، وبعد ان ضربت حق المواطنة واستبدلته بالتمييز
الديني والطائفي والعشائري، وروجت لافكار وايديولوجيات غاية في الرجعية كـ "نهاية
التاريخ"، و"صراع الحضارات"، و "الصدام الحضاري"، ومارست سياسة عسكرتارية وحشية تحت
مسميات "الضربات الوقائية" و "محاور الشر"، و"الحرب على الارهاب"، كما فرضت حصارات
تجويعية قتلت الملايين من البشر، فانها بلغت اليوم نهاية المطاف ولم يعد لها شئ
اخر. اصبح العراق خلال العشرين سنة الماضية، ولا يزال، ميدانا ومركزا لتنفيذ سياسات
الطبقة البرجوازية على صعيد عالمي وتحوله الى ميدان للحصار الاقتصادي والتجويع
والقتل وسفك دماء وتشريد الملايين وقلب حياتهم رأسا على عقب. لا يكشف مجتمع العراق
مدى بربرية الطبقة البرجوازية وعدم اكتراثها لمقتل مئات الالاف في حروبها ولا
انسانيتها، بل يظهر ايضا افلاس تلك الطبقة وعجزها عن اللحاق بمطامح واماني وتطلعات
الجماهير المتمدنة.
في عتمة هذه الاوضاع
الكارثية، وتحت وطأة ازمة الفقر وانتشار الجوع على صعيد عالمي وطرد ملايين من
العمال من اعمالهم، واستشراء الامراض، والهجوم على اوسع المكتسبات والحقوق، ورغم
تلبد كل الافاق، تبرز شمس ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة، مرة اخرى على البشرية.
ومنذ اندلاعها، حاولت الطبقة الرأسمالية دفن ذكرى تلك الثورة ومحو اثارها العظيمة
من حياة وعقول وضمائر البلايين من العمال والكادحين والمحرومين، دون جدوى. فثورة
اكتوبر الاشتراكية تقف اليوم مرة اخرى، كمارد عملاق، يهدد بقامته الانسانية كامل
النظام الرأسمالي، واضعا عليه الف علامة استفهام وراسما للبشرية مستقبلا مليئا
بالامل وبحياة اكثر انسانية؛ لا تقوم على الاستغلال والتمييز، مرفهة لا يلفها
الحرمان. يعتبر حزبنا نفسه احد فصائل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة، ويمثل الامل،
ويجسد امكانية وضرورة تحقق عالم افضل وانساني.
في هذه المناسبة العزيزة
يهنى حزبنا الطبقة العاملة في العراق والعالم بهذه الذكرى ويدعوهم الى توحيد صفوفهم
وتصعيد نضالاتهم ضد النظام الرأسمالي والمدافعة عنه، الطبقة البرجوازية، من اجل
الحرية والمساواة والتمدن والرفاه والامان. يدعوا حزبنا الجماهير الغفيرة الى
الانظمام الى صفوفه وتبني مطالبه من اجل تحقيق تلك الاهداف الانسانية.
عاشت
الاهداف الانسانية العظيمة لثورة اكتوبر !
عاشت
الاشتراكية !
الحزب
الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي
27
تشرين الاول 2008