بمناسبة الذكرى الرابعة للاحتلال
الامريكي للعراق
تصادف يوم 18 اذار الذكرى الرابعة
لاحتلال العراق من قبل القوات الامريكية والبريطانية وحلفاءهما. في يوم 18 آذار
من عام 2003 دخلت القوات الامريكية والبريطانية العراق مدشنة حرباً دموية وحشية
تستمر بالتاجج لحد هذه اللحظة. دخل العراق اثر ذلك الاحتلال في احلك مرحلة من
تأريخه المعاصر بعد فترة حصار اقتصادي وحشي فرضته امريكا والغرب على جماهيره
استمرت منذ عام 1991 وادت الى مقتل قرابة المليون ونصف من سكانه بينهم اكثر من
نصف مليون طفل نتيجة الفقر وسوء التغذية. ادى احتلال العراق الى تحول مجتمعه
الى اكبر ساحة قتل واجرام وصراع بين قطبين ارهابيين؛ دولة امريكا وحلفاءها من
جهة والاسلام السياسي من جهة اخرى. ادى اقتلاع الدولة في العراق نتيجة الاحتلال
الى انهيار الامن وتفشي الميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية وانهيار اركان
المجتمع المدني ونشوب الحروب الطائفية والدينية وتفتت البنية الاجتماعية من
مدنية الى طائفية وقبلية وانهيار واسع لحقوق الجماهير من عمال ونساء وشباب
واطفال والى حرمان واسع وشظف عيش لعموم الجماهير.
لقد مثل احتلال العراق من قبل القوات الامريكية والبريطانية
وحلفاءهما تجسيدا وبلورة لسياسة النظام العالمي الجديد لامريكا والقائمة على
العسكريتاريا وشن الحروب واستخدام الكذب والتظليل الاعلامي الواسع من اجل تسويق
عمليات الابادة الجماعية والارهاب الشامل لدولة امريكا. لقد استعملت ادارة
المحافظين الجدد اليمينية الاكاذيب الواسعة في احتلال العراق ومنها انتاج نظام
صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل وتكديسها والاستعداد لاستعمالها. وادعت تلك
الادارة وابواقها اليمينية في كل مكان ولنفس الغرض بوجود علاقة بين النظام
البعثي القومي وتنظيم القاعدة وتمويل الاول للارهاب الاسلامي واخيرا بان تلك
الحرب كانت تهدف الى انقاذ جماهير العراق من استبداد نظام صدام حسين. لقد تكشف
كذب كل تلك التبريرات الواحدة بعد الاخرى. لقد كان هدف امريكا من حملات الكذب
والفبركة الاعلامية هو تسويق الحرب على العراق من خلال شل الحركة الاعتراضية
الجماهيرية العالمية ضدها واهمها تلك التي ظهرت داخل مجتمع امريكا والغرب نفسه
وبنطاق مليوني.
بعد اربع سنوات على
الغزو الامريكي والبريطاني للعراق فان الوقائع تظهر ان هذا الاحتلال قد سبب
الدمار الواسع لهذا البلد وادى الى خلق كارثة انسانية مهولة. لقد ادت الحرب
الامريكية والبريطانية على العراق الى قتل مئات الالاف من البشر (650 الف مدني
لغاية شهر اكتوبر من عام 2006) وتشريد مئآت الالاف وتدمير المنشأت والمساكن
والبنى التحتية والاقتصادية وتدمير المكتسبات العامة للجماهير واحلال الارهاب
الاسلامي والفوضى الشاملة في مجتمع خرج للتو من جريمة التجويع الدولي المفروض
من امريكا ولمدة 13 سنة اضافة الى الاستبداد على يد نظام قومي فاشي. ان احلال
امريكا للميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية والعشائرية لملئ فراغ الدولة
المقتلعة قد ادى الى تحويل العراق الى غابة تتصارع فيها تلك القوى من اجل
مصالحها وتعبث بمصالح وامن الجماهير وتدمر مكتسباتها المدنية للعمال والنساء
والشباب من صحة وتعليم وبنى تحتية وحقوق مدنية وقضت على اركان المجتمع المدني
وارجعت القوانين الاسلامية والعشائرية المتخلفة المعادية للمساواة والحرية بحجة
ممارسة الديمقراطية. لقد تعرت وامام انظار العالم حجج واكاذيب اليمين الجديد في
امريكا وجورج بوش وتوني بلير. لقد رأى العالم اجمع كيف حولت امريكا العراق الى
واحدة من اكبر حقول القتل والارهاب في العالم واغرقته في بحر من الدم والارهاب
بكل اشكاله. كما ان اربع سنوات من الدمار والقتل قد كشفت حجم الاجرام الذي
مارسته قوى السيناريو الاسود من الميليشيات العراقية الاسلامية والقومية سواء
تلك المساندة لارهاب دولة امريكا او المعارضة لها.
وقف نشطاء حزبنا
الشيوعيون العماليون ومنذ البداية موقفاً واضحاً وراديكالياً معارضاً للحرب
الامريكية على العراق ومندداً بها باشد اشكال التنديد. لقد بينا بان تلك الحرب
لاعلاقة لها باكاذيب الدولة الامريكية وادعاءاتها الفارغة بل الى تثبيت مكانة
امريكا في العالم وتدشين النظام العالمي الجديد. وان تلك الحرب ستؤدي الى
الدمار والقتل وانتشار الارهاب وتوسيعه لا محاربته. لقد شارك حزبنا صرخات
الملايين من الجماهير المتمدنة والمحبة للسلام في العالم احتجاجاً على الحرب من
اجل منعها وتجنيب الجماهير اثارها الكارثية.
بعد اربع سنوات على
احتلال العراق فان امريكا تبدو في مأزق في حين يستمر انهيار الاوضاع لجماهير
العراق. لقد ادت الحرب الى تصاعد نفوذ الاسلام السياسي في العراق والمنطقة
وزيادة حدة المواجهة بين امريكا و اقوى اقطاب هذا المحور – الجمهورية الاسلامية
الايرانية. ان امريكا تسعى الى انقاذ وضعها المتردي في العراق عن طريق فتح
جبهات صراعية اخرى مع النظام الاسلامي في ايران ولكن تلك السياسة ستؤدي هي
الاخرى الى زيادة النفوذ الاسلامي كما ادت حربها على العراق الى تصاعد قوة
الاسلام السياسي في عموم المنطقة والعالم وتصليب حركة الاسلام السياسي المعادية
للجماهير.
يؤكد حزبنا على ان
البرجوازية عاجزة اليوم عن تقديم أي حل للكارثة في العراق. ان عجز البرجوازية
يستدعي التدخل الفوري لقوى الجماهير والبشرية المتمدنة في كل انحاء العالم
لتقديم بديلها الانساني . انه يتطلب من قوى الاشتراكية والشيوعية والطبقة
العاملة والقوى الانسانية في كل انحاء العالم التعبئة الواسعة لفرض بديل انساني
وعلماني ولانقاذ جماهير العراق من صراع قطبي الارهاب العالميين؛ امريكا
واعوانها من جهة والاسلام السياسي وقواه من جهة اخرى. ان حزبنا يدعو القوى
الانسانية في العالم الى تبني مطالبه في اخراج القوات المحتلة من العراق ونزع
سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية عن طريق قوات اممية توفر الامن والحماية
وترجع الطبيعية الى المجتمع وتوفر الامكانيات المادية لانتخابات متكافئة الفرص
تشترك فيها جميع القوى السياسية في العراق.
بمناسبة الذكرى
الرابعة لاحتلال العراق يؤكد حزبنا تمسكه بخيار النضال من اجل الجمهورية
الاشتراكية كسبيل وحيد لاقامة الدولة العلمانية - الشكل الوحيد الممكن لتجسيد
مجتمع مدني تتحقق فيه اسس المساواة بين المواطنين وخصوصا المساواة الكاملة
للمرأة بالرجل. يناضل حزبنا من اجل مجتمع مدني حر ومتساو ومرفه وآمن يقوم على
اساس المواطنة بعيدا عن التمييز الديني والعرقي والقومي والاثني والطائفي. لا
يمكن تحقيق هذه الاهداف الانسانية دون النضال من اجل اخراج القوات الامريكية
ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية وتعبئة القوى العالمية والانسانية
لتحقيق هذا الهدف.
عاشت جماهير العراق
حرة وآمنة
عاشت الاشتراكية
الحزب الشيوعي العمالي
اليســاري العراقي
16-3-2007