قرار
حول السيناريو الاسود واستراتيجية الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي من اجل خلاص شعب العراق
1. تحول المجتمع العراقي منذ مرحلة دخول القوات الامريكية الى ميدان اقتتال وتقابل بين القوى الاكثر رجعية ومناهضةً للبشرية، القوات المحتلة من جهة والاسلام السياسي وبقية القوى القومية-الدينية من جهة اخرى. الفوضى وتخلخل ركائز كل المجتمع وانعدام ابسط الشروط المعيشية المعروفة، مثل الامن والعمل والرعاية الصحية والتعليم والمستشفيات، هي من النتائج المباشرة للحملة العسكرية لامريكا وحلفائها.
2. الوضع المأساوي الحالي في العراق، والذي نطلق عليه السيناريو الاسود، هو في عمومه نتائج لعالم مابعد الحرب الباردة والنظام العالمي الجديد لامريكا. هذه الاوضاع، والتي عايشنا مثيلاتها في البوسنة وبعض دول افريقيا والجمهوريات السابقة للاتحاد السوفييتي، هي في الدرجة الاساس دلالة على افلاس وانعدام البدائل لدى البرجوازية الغربية بعد عالم ما بعد الحرب الباردة واظطرارها للاتكاء على اكثر القوى دينية وقومية وعنصرية ونفي ونقض كل ماهو مدني وانساني من اجل تأمين سياساتها ومصالحها.
3. السياسة العسكرية للغرب وبالاخص امريكا في العراق في الظرف الراهن قد مهدت الارضية لنشاط الاسلام السياسي والبعثيين وباقي القوى الرجعية من قومية ودينية. هذه القوى منها المتصارعة ومنها المتحالفة مع امريكا، ممن يشكلون مكونات الدولة المطلوبة من قبل امريكا في العراق، والمدفوع بها الى الميدان، توائم وهي اجزاء لاتتجزأ من سياسة الغرب في العراق والمنطقة.
4. لاتريد امريكا والبرجوازية الغربية على العموم ولاتستطيع ان تؤمن استقرار دولة ونظام علماني وغير قومي وغير عرقي في العراق، حتى لو توقفت الحرب الحالية، فأن الدولة المشكلة على اسس السياسة الامريكية، ستكون بالضرورة ذو طابع ديني وقومي وستكون سبباً في اندلاع واستمرار النزاعات والحروب الداخلية في المجتمع. ان وضع نهاية للسيناريو الاسود في ظل السياسات الامبريالية والبرجوازية ممكنة، ولكن في ظل هذه السياسات ذاتها ليس بالامكان تأسيس دولة غير قومية وغير دينية ومجتمع مدني في العراق. في الظروف الحالية للعراق فأن هذه المسألة هي وظيفة تقع على عاتق الشيوعيين.
5. ظروف السيناريو الاسود في العراق جعلت من مسألة البقاء وادامة العيش مشكلة يومية للعمال والجماهير في العراق. الناس يعانون من انعدام الامن والجوع وانعدام ابسط حقوق الرعاية الصحية والرفاه والمدينة. من هنا ومن منطلق وجود مؤسسة لادارة شؤون المجتمع، اصبحت الدولة والحكم مسألة مبرمة وعاجلة في العراق.
6. هنالك تفاوت كبير بين الظروف الثورية والسيناريو الاسود. اولاً ليس للمتطلبات والتطلعات المساواتية والتحررية لعامة الجماهير دور في خلق مثل هذه الظروف. ثانياً: عدم الاستقرار والفوضى وتخلخل ركائز المجتمع يجعل من مسألة العيش اليومي والبقاء مسألة عاجلة ويومية تعاني منها الجماهير وتحول الانظار عن مسألة المطالبة بالحرية والمساواة واخيراً؛ ثالثا: ان الغاء الدولة، او في احسن الاحوال ضعف وعدم وجود التأثير المباشر لمؤسسة بعنوان الدولة في هذه الظروف يشوه الاوضاع، ويحذف بدوره الهدف والمرجع لاعتراضات ونضالات الجماهير. فليس من المعلوم الى اية جهة تحول الجماهير اعتراضاتها ومطالباتها واي جهة او مؤسسة مسؤولة عن الاجابة عن متطلباتهم. هذه الاوضاع بكليتها تخلق داخل الجماهير نوعاً من الضياع وانعدام الافق والامال وتخلق ميداناً مناسباً واكثر ملائمة للقوى الدينية والقومية السوداء لانتاج قوتها مرة اخرى.
7. بوجود الاختلافات المذكورة اعلاه، فأن للسيناريو الاسود من هذا المنطلق وفي هذه الظروف وجهاً مشتركاً مع الظروف الثورية حيث تشكل الدولة ايضا المسألة المحورية والاساسية للمجتمع وللاحزاب والقوى السياسية والجماهيرالشعبية. من جهة اخرى عدم تواجد او ضعف الحكومة المركزية بمعنى ضعف الشرطة والسجون وبشكل عام ضعف المؤسسات القمعية وهذا من الناحية العملية يهيئ ظروفاً مساعدة للشيوعيين بالاعتماد على قوتهم التنظيمية والجماهير المعترضة على هذه القوى السوداء للتدخل الفعال في تغير هذه الظروف وانهاء الوضع الحالي. علينا وبسرعة تعبئة قوانا وقوى جماهير العمال والكادحين لمواجهة كل قوى السيناريو الاسود سواء امريكا وحلفائها او الحركات الدينية المخالفة لها.
استناداً الى ما ورد سابقاً، فأن القوة الوحيدة التي تستطيع انهاء السيناريو الاسود في العراق وتؤسس حكومة علمانية غير قومية وغير دينية هي قوة اليسار وبالاخص الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. القوى البرجوازية العالمية والمحلية في العراق برهنت وبشكل واضح عن عجزها على تنظيم المجتمع بشكل يضمن الحد الادنى من المدنية والمستلزمات الاساسية لحياة مشرقة للانسان في العراق. نعلن انه في الظروف السياسية الحالية فأن الدولة والحكومة الاشتراكية هي الوحيدة القادرة بالمعنى الواقعي للكلمة ان تكون علمانية وغير دينية وغير قومية ومدنية. يناضل الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من اجل استقرار مثل هذه الحكومة ومثل هذا المجتمع، اي كسب السلطة السياسية وتثبيت الجمهورية الاشتراكية في العراق.
لاجل الوصول الى هذا الهدف الاستراتيجي في الظروف الحالية نقر الوظائف التالية في دستور عملنا:
1. النضال من اجل طرد القوات المحتلة وتجريد القوى الاسلامية وبقايا البعث وبقية القوى القومية والدينية من اسلحتها من خلال تنظيم واخراج الجماهير الى الميدان على الصعيدين العراقي والعالمي. وقيادة حملة فعالة اممية لاجل تحقيق هذه الاهداف.
2. المثول بمثابة بديل للسلطة على الصعيد الاجتماعي. والتموضع ضد كل من قطبي القوى الغربية والاسلام السياسي، وفضح الديمقراطية الغربية والاسلام السياسي والبعث والحركة القومية العربية والكردية. تبيان الخط والوجه المشترك لهذه القوى وتعلقهما بمعسكر رجعي متخندق ضد الجماهير الشعبية في العراق. بيان وتجميع القوى حول حقيقة ان امريكا والبرجوازية العالمية والمحلية في العراق عاجزة على اقامة حكومة مدنية وعلمانية في العراق، والبديل الوحيد القادر على اقامة دولة وحكومة علمانية وغير قومية وغير دينية في العراق هو الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. المجتمع المدني في العراق لايمكن ان يكون الا اشتراكياً.
3. الوقوف بوجه اية دولة قومية - دينية وفضح اي نوع من السياسات والانتخابات والخطط التي تؤدي الى ايجاد مثل هذه الدولة.
4. تنظيم وتعبئة قوى الجماهير في المحلات لاجل طرد القوى العسكرية الغربية والاسلامية والبعثية في المناطق السكنية والمدن وسيطرتها على ادارة امورها بنفسها. الاستقرار العملي لسلطة الحزب والعمل بسياسات الحزب في تلك المناطق وتأمين الامن والحرية وتفعيل الحياة اليومية على اسس سياسات الحزب وبرنامج الحزب بعيدا عن تطاولات القوى المسلحة الغربية والمحلية. تسليح الحزب والجماهير من اجل تأمين هذا الهدف.
5. تعبئة قوى الجماهير وبخاصة النساء بوجه الاسلام السياسي والقوانين والبدائل السوادء التي تريد القوى الاسلامية فرضها على المجتمع. تعبئة القوى الشعبية ضد اى تدخل للدين وقواتها في الدولة وقوانينها ومؤسساتها وشؤونها الاجتماعية. تعبئة الجماهير الشعبية على صعيد العراق والصعيد العالمي بوجه الارهاب الاسلامي وارهاب حكومات الغرب من منطلق الجرائم المرتكبة يومياً وخاصة حول البدائل والمواقف الرجعية والمعادية للبشرية لهؤلاء حول مسألة السلطة في العراق وادارة شؤون المجتمع.
فقط من خلال التنفيذ الفعال والمتعدد الجوانب لهذه الوظائف يمكن انهاء السيناريو الاسود، وفي نهاية المطاف اقرار نظام حر ومتساو واشتراكي في العراق. يناضل الحزب الشيوعي العمالي اليساري في العراق ويبذل كل طاقاته من اجل تنفيذ تلك الوظائف المذكورة.
الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي
10 كانون الثاني 2005