انتهاكات امريكية وانتخابات ديمقراطية!
نشرت هيئة الاذاعة البريطانيةBBC خبراً عن نشر ادلة حول انتهاكات جديدة لحقوق السجناء العراقيين من قبل القوات الامريكية وصلت الى درجة استخدام الصدمات الكهربائية وحرق المساجين.
ليست هذه هي المرة الاولى التي تتكشف فيها مثل هذه الاعمال الوحشية للجيش الامريكي، فصدى فضائح وبشاعة الاعمال الوحشية في سجن ابو غريب مازالت عالقة في الاذهان.
ليس بغريب على أحد الاعمال التي يرتكبها هؤلاء الجنود بحق العزل، فالتأريخ الاسود الذي سجله الجيش الامريكي على مدى العقود الماضية مليء بمثل هذه الاعمال الوحشية المنافية لابسط الحقوق المدنية. هذا الجيش قد تدرب وتربى على القيام بمثل هذه الاعمال الوحشية وهو الاداة العملية القمعية لتمرير مخططات وسياسات المؤسسة الامريكية على ارض الواقع والهادفة الى حماية الرأسمالية العالمية وتثبيت الهيمنة الامريكية على العالم، فمن السذاجة ان نطمئن لمحاكمات صورية تجرى لعدد من الجنود لضلوعهم في هذه الانتهاكات من ان تحد من هذه الانتهاكات وتمنع تكرارها. فالسياسة الامريكية تنتج ادواتها ومنفذيها على ارض الواقع، وما هؤلاء الجنود الا تلك الادوات المطيعة والمنفذة لتلك السياسات على جميع الاصعدة.
تجري هذه الانتهاكات في وقت تطبل امريكا وحلفائها واقزامها في الداخل لانتخابات من اجل انتخاب ما يسمونه "حكومة دمقراطية" و"منتخبة من الشعب" ، على مسامع ومرأى الاحزاب والشخصيات التي يسيل لعابها للوصول الى السطلة التي طالما حلمت بها في عهود حكم الدكتاتور صدام حسين. فادوات القمع الديمقراطية الامريكية عملت و تعمل على قدم وساق لنسف كل ما يتعلق بالانسان وحقوقه لتمهد الطريق لحكم هؤلاء وتيسر لهم الطريق لكبت كل الاصوات المنادية بالحرية والحقوق الانسانية من بعدها.
التواجد الامريكي واداته القمعية هو العامل الرئيسي في سحق معايير الحرية والحقوق الانسانية، والانتخابات المرتقبة ليست الا تكملة وامتداد لتلك السياسات واضفاء الرسمية عليها، لذا فان اي حزب او حركة همها بتر هذه الانتهاكات واحترام الحقوق الانسانية ليست له من بديل سوى المطالبة والعمل على اخراج هذه القوات وامتدادتها من قوى رجعية قومية واسلامية من الساحة السياسية في العراق وفضح حقيقة هذه الانتخابات.