”يوم الانتخابات“: يوم اعتراض
مقابلة منصور حكمت مع الاسبوعية انترناسيونال 2001
انترناسيونال: لم يبق الا بضعة ايام على ”الانتخابات“ الرئاسية للجمهورية
الاسلامية. كانت سياسة الحزب الشيوعي العمالي الايراني هو اطلاق حركة عدم
المشاركة ومعارضة النظام. اليوم، هذه الحركة قد اصبحت واسعة، حتى يقال بان
70-80 % لن يشاركوا. اضافة الى ذلك كل المنظمات السياسية قد وصلت الى سياسة
مقاطعة ”الانتخابات“. هل هذه هي الوضعية التي ناضل من اجلها الحزب الشيوعي
العمالي؟
منصور حكمت: اعتقد بانه اكثر من اي شئ اخر هنالك حقيقة ان حزبنا قد حاول الشرح
لمختلف منظمات ما يسمى بالمعارضة، حقيقة ان الجماهير في ايران تريد انهاء
النظام الاسلامي. وقد
أوضحنا أن تصويتهم لخاتمي قبل أربع سنوات لم يوضح، لا انتهاج حل وسط، ولا وجود
أي توهم نحو الحركة الإصلاحية الاسلامية او الهيكلية، بل بالاحرى كان تدخلا
سياسيا من اجل شل قدرة الحكومة واعلان السخط الشعبي ضد النظام. في السنوات
الأربع الأخيرة، اصبح الحزب الشيوعي العمالي في ايران المتحدث الوحيد، وبشكل ما
المتحدث الاوحد، على الصعيد الاجتماعي لهذه الراديكالية والمطلب التقدمي لاسقاط
النظام.
وخلال السنتين الماضيتين خاصة فان الحزب قد تواصل مع الجماهير على نطاق واسع
وجماهيري ضخم بنظراته ودعايته التي تصل الى الملايين في ايران بشكل يومي؛ ان
الحزب نفسه كان مصدرا فعالا لتوجيه وتوسيع هذه الراديكالية في ايران والدفع الى
الوراء بما يسمونه مجاميع ”المعارضة“ المساندة للحكومة الاسلامية ومعسكر الثاني
من خرداد. اليوم فان الشيوعية العمالية والحزب بالمعنى الحقيقي للكلمة قد فسحوا
مكانهم في مدارك مختلف قطاعات المجتمع يمينا ام يسارا على صعيد الوضع السياسي،
تحليل التيارات المستقبلية المحتملة، البدائل الراهنة وغيرها. ان الحزب اليوم
هو في مركز التجاذبات السياسية في ايران وحامل راية المعارضة للحكومة ومؤيديهم
المخادعين في ”المعارضة“. بالتأكيد فان الحزب قد شارك في خلق والحفاظ على هذا
المناخ الراديكالي في ايران ولكن الوضعية بالتأكيد ليست نتيجة جهود الحزب. وعلى
العكس فان نجاح الحزب في السنوات الاخيرة هو نتيجة الوقائع السياسية في ايران و
المتجذرة بدورها في الازمة السياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع الايراني.
ان اجواء اليوم تثبت لاي مراقب بان الحزب الشيوعي العمالي كان ذلك التيار والذي
خلال كل الوقت قد وضع ايديه على نبض المجتمع، وهو متآلف مع مطالب الجماهير
ونفسيتها كما مع ديناميكيات الوضع السياسي. لقد عرفنا واكدنا على راديكالية
الجماهير، وحالة انعدام الامل للحكومة وطبيعة تناحرات اجزاء النظام. لقد كنا
نحن من تحدث عن عدم مطابقة الحكومة مع الجماهير، وعجز الثاني من خرداد على
ترويض حركة اسقاط النظام
والجماهير، واستحالة نموذج اخر
للجمهورية الاسلامية فيما يخص كل طاقم "مثقفي" ومختلف حملة شهادات الدكتوراه من
تربية السفارات. الان فان تلك المسائل لا تحتاج حتى الى اقناع. فالكل يتحدث
بذلك. وهم ايضا يقولون نفس الشئ. ان مناقشات الطاولات المستديرة في الخارج
تواجه نقصا جديا في محاورين ينتمون الى الثاني من خرداد او "الاصلاحيين" !. لقد
انتقد هؤلاء الاثنان انفسهما منذ اربعة سنوات بسبب مقاطعة "الانتخابات" ومن
"التخلف عن الجماهير" حينها قد صاروا الان "بشجاعة" في مقدمة صفوف المقاطعين.
حتى فدائيو الاكثرية ومختلف الجمهوريون، والذين انشأوا لجان الدفاع عن حجريان
ووزارة اعلام النظام في الخارج، يدعون الان بوضوح "الجماهير للمشاركة الواسعة
في الانتخابات وايضا التصويت لخاتمي مع العلم بان الانتخابات مزيفة وغير
ديمقراطية!". اعلن الامين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران بان
خاتمي هو مرشح النظام وان هدفه هو المحافطة على الحكومة لا الاصلاح. ان عرض
الدمى الخشبية للثاني من خرداد قد انتهى. ان الحزب الشيوعي العمالي الايراني
والجماهير الراديكالية غير المقتنعة يخلقون الاجواء الحالية في ايران. ولكن
مقاطعة "الانتخابات" لا تعبر عن موقفنا. ان مقاطعي اليوم مازالوا خلف الجماهير.
السؤال ليس حول امتناع الجماهير عن التصويت؛ ذلك هو افتراضنا. ان السؤال هو
تحويل "يوم الانتخابات" الى اعمال احتجاج هائلة على صعيد ايران ضد الحكومة.
انترناسيونال: ماهو الفرق بين موقف الحزب الشيوعي العمالي الايراني وسياسة كل
المجاميع السياسية تقريبا، والتي لم تشترك في "الانتخابات"؟
منصور حكمت:ان
موقفنا هو في التجمع والاحتجاج
والتظاهر في المراكز الاقتراعية الرئيسية. ان البقاء في المنازل وعدم التصويت
موقف متخلف عن الوضع السياسي. موقف غير كافي. نريد من الجماهير ان تتجمع في
مراكز الاقتراع وليس فقط لا تصوت، ولكن كما في حالة تجمع العمال في الاضرابات
ان يشكلوا صفا ويخوضون نقاشات ويثنوا اؤلئك الذين يريدون التصويت. عليهم ان
يقولوا للذين يريدون التصويت بان التصويت يمنح الشرعية لجوهرالحكومة.
عليهم ان يكشفوا عن طبيعة اجزاء الحكومة. "يوم الانتخابات" يجب ان يحول الى يوم
تجمعات عامة ضخمة في مناطق الاقتراع. يجب ان تخاض سجالات ساخنة ومجادلات. عليهم
ان يعطوا شعارات، قولوا "لا"، نددوا بالنظام واظهروا الارادة الواقعية
للجماهير. لقد اعلنت الحكومة يوم، ووقت ومكان تجمعاتنا. لقد دعتنا الى الحضور.
هذه احسن فرصة لمظاهرات مليونية قوية عفوية في كل انحاء البلاد ضد الحكومة.
البعض يتحدث عموميا حول القول "لا" لل "انتخابات" والتظاهر في ذلك اليوم. من
وجهة نظرنا ذلك غامض وغير عملي. يجب ان تجري تلك التجمعات والتظاهرات في مراكز
الاقتراع. هذه التجمعات قد تتحول الى مسيرات حاشدة، ولكن التجمعات الاولية
ونقاط التحشد شديدة الاهمية. كل الاهتمام سينصب على مراكز الاقتراع. مهما سيحدث
فسيتم عكسه وتسجيله على نطاق واسع من قبل وسائل الاعلام البرجوازية. ان جوابنا
على عرض "الانتخابات" (يقصد مهزلة - المترجم) يجب ان يتم في ذلك الزمان
والمكان. ان ذلك اسهل، اضخم، واكثر اهمية.
انترناسيونال:يتم الجدل حول ان
التجمع في مراكز الاقتراع خطر. وهو كمن يذهب الى خلايا النحل ولذا يجب عدم
القيام بذلك. ما رأيك؟
منصور حكمت: الذهاب ليس خطرا مادامت
الحكومة قد طلبت من الجماهير ان تذهب وتصوت. المسألة تتعلق بنمط الفعالية التي
نقوم بها. هل سنصوت ام نتحلق في المكان ونناقش حتى يكبر التحشد وعندها نتحرك
الى اقامة الحواجز والتظاهر. من الممكن ان ننتظم في مجاميع قبل وقت ونذهب هناك
حتى لا يتم الاستفراد بأي شخص. لا تنسوا ان قوات امن النظام وازلامه يجب ان
ينتشروا على مساحة البلد الى درجة يصبحوا معها هزيلين. وفي اي منطقة اقتراعية
فان عدد الجماهير سيكون اعظم من عدد قوات الامن. وفي الحقيقة، فان قوات الامن
هي التي ستأتي الى بيوت النحل. اذا رغبوا في التدخل، فانهم سيزيدون من الازمة.
علاوة على ذلك، فان اياديهم مقيدة في منع تواجد الجماهير والنقاش حول
"الانتخابات" والمرشحين. ان الحواجز والتظاهرات يجب ان تشكل بشكل طبيعي وبشكل
عفوي ظاهر ناتج من النقاشات الحادة وتجمع الحشود. ان المحرضين والفعالين
السياسيين والشباب يعرفون ذلك جيدا جدا. هنالك نقطة اخرى وهي ان المدافعين عن
النظام لا يقربوا الموضوع من موقف موحد. لديهم اختلافات حول "الانتخابات"
والمرشحين. كل تلك العوامل في صالحنا. ان تلك فرصة مناسبة جدا للحركة المقاتلة
والمستقلة للجماهير ويجب عدم تفويتها. اينما تحدث هذه النشاطات فانها ستتحول في
اليوم التالي الى عناوين اخبارية بارزة في الاعلام العالمي بمثابة حركة مستقلة
للجماهير ضد كامل الحكومة الاسلامية واجزاءها.
********
فيما سبق ترجمة لمقابلة مع
اسبوعية انترناسيونال، نشرت بالفارسية في اسبوعية انترناسيونال العدد 56 بتاريخ
1 حزيران 2001. النسخة الانكليزية هي اعادة طبع من نشريةWPI
Briefing
.
ترجم المقابلة الى العربية عصام شكــري عن النص الانكليزي.