لقاء جنيفر فاسولو من راديو WBAI في نيويورك مع خيال ابراهيم رئيسة رابطة تحرير المرأة في العراق وعضوة الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
جنيفر فاسولو: اذا نظرنا الى العام الماضي كيف نلخص ما حدث للمراة في العراق؟
خيال ابراهيم: اوضاع المراة بشكل عام تدهورت مع الوضع العام في المجتمع العراقي للعام السابق. ولكن في الحقيقة ان زيادة الاوضاع سوءا قد بدأ قبل ذلك. انهيار المجتمع و قلة الخدمات والامان بسبب الاحتلال الامريكي وانهيار المجتمع المدني قد سبب اسوأ الاوضاع للمراة والاطفال. في هذه السنة اعلنت منظمة غربية مختصة بالصحة بان سوء تغذية الاطفال في العراق قد اصبح يعادل ضعفي نسبة سوء التغذية لاسوء عام من الحصار الاقتصادي ايام التسعينات مر على اطفال العراق.
بالنسبة لاوضاع المراة، فانها تزداد سوءأ بسبب تواجد الاسلام السياسي والميلشيات التي بدات تحل القانون الاسلامي محل القانون المدني في العراق. النساء اصبحن مسجونات في بيوتهن، مسلوبات الحقوق ويمارس ضدهن انواع من الاظطهاد؛ النظام البعثي الرجولي حل محله نظام الجماعات الاسلامية. الاظطهاد المنزلي وعدم الاختلاط بمجتمع متمدن وعصري وتحت الضغط المباشر لتلك القوى حرمت الكثير من النساء امكانية حياة طبيعية.
جنيفر فاسولو: قال جورج بوش " هذه حرب لتحرير العراقيين" و " الديمقراطية لا تحدث بين ليلة و ضحاها" كيف تعلقين انت على ذلك؟
خيال ابراهيم: جورج بوش قال ذلك ولكن ما يقوله الناس في العراق هو ان قوات امريكا تقتل الابرياء كل يوم. وجودهم في العراق يسبب ازمة امنية ودمار في المجتمع وفسح اوسع المجال للارهاب الاسلامي ووضع المجتمع كله في خطورة احتمالات الحرب الطائفية. كل العالم يعرف ما قامت به القوات الامريكية في العراق هو اكبر جريمة ضد حقوق الانسان و ليس له علاقة بالتحرر، الموت والخوف في كل مكان في العراق، السيارات المفخخة، القتال في المناطق السكنية، الاختطافات، انتهاك حقوق الانسان، قتل الشرف، اكراه المرأة على لبس الحجاب والملابس الاسلامية رغما عن ارادتها. كل هذه حقائق ليس لها علاقة مع التحرر. في الواقع ان الاحتلال سبب الآم كثيرة للناس.
جنيفر فاسولو: ماذا تعني الانتخابات للمراة في العراق؟
خيال ابراهيم: ما يسمى بالانتخابات هذه تشير الى عبودية المراة لان هذه العملية سوف تجلب قوى الاسلام السياسي والعشائرية الى السلطة. وفي احسن الاوضاع فان الانتخابات لن تحقق التغيرات الاساسية في حياة المراة فتلك التغيرات الاساسية تحدث نتيجة نضال المرأة وانتصاراتها وليس من خلال الانتخابات. في العراق و كما ذكرت سابقا فان غياب الاجواء المناسبة لاجراء اية انتخابات بمعايير ديمقراطية حرة وعدم وجود الظروف الطبيعية للمجتمع خاصة الظرف الامني بالاضافة الى كل ذلك هناك سيطرة القوات الامريكية والمليشيات الاسلامية والقومية. اعتقد ان ما يسمى بالانتخابات هذه سوف لن تجلب اية تقدم للنساء في العراق .
جنيفر فاسولو: تقارير الانتخابات تدعي بان المراة شاركت في الانتخابات باعداد كبيرة. هل تعتقدين بان هذا صحيح ؟ وماذا تجدين في ذلك؟
خيال ابراهيم: في الحقيقة حتى وان كان هذا هو ما حدث فانه لا يعني انه صحيح او في مصلحة النساء. لنتذكر بان النساء يعشن في خوف تحت ظلم الاسلام السياسي ورؤساء العشائر والقوميين. النظام الرجولي قد عاد الى العراق، اظطهاد المراة عاد هو الاخر، والنساء تحت ضغوط كبيرة لتلبية اوامر الميليشيات الاسلامية المحلية.
اعتقد بانه الانتخابات للمراة كحق من حقوق الانسان في مجتمع مدني عصري هو شئ مهم جدا ولكن تحت مثل الظروف السائدة في العراق حيث التمثيل الخاطئ للناس فان خروج النساء بهذه الاعداد سوف يتم تجييره لصالح الميليشيات الاسلامية. على سبيل المثال سوف تجلب الانتخابات هذه الدستور الاسلامي، وانا اعتقد بان النساء يقفن ضد اي قانون اسلامي، ولن يسمحن بهذا الا اذا كن مضطرات.
جنيفر فاسولو : كيف سيؤثر الدستور الجديد على حقوق النساء في العراق؟.
خيال ابراهيم: كما ذكرت ان الدستور الجديد سيعامل النساء كسلع يمتلكها الرجال لان الدستور مبني على الاسلام والاسلام ضد حرية ومساواة المرأة. الاسلام يعتبر المراة نصف انسان و يعاملها معاملة سيئة منذ الطفولة. في الاسلام من الصعب على المرأة ان تقوم باي شئ دون اخذ الاذن من الرجل. يكفي ان نرى ما فعله الاسلام السياسي للنساء في ايران وافغانستان ومصر وباكستان. هذا الدستور القادم سيكون مبني على اساس الشريعة الاسلامية. الشريعة التي تعطي الحق للرجل لاظطهاد المراة وتسمح للرجل بالزواج من اكثر من امراة وتفرض على النساء لبس الاسلامي حتى يصل الامر الى قتل الشرف والرجم بالحجارة حتى الموت.
جنيفر فاسولو: ماذا يحتاج ان يحدث الان للمراة العراقية لكي تنال مستقبل مشرق؟
خيال ابراهيم: كامراة اشتراكية تنتمي الى حركة سياسية نحن طرحنا بلاتفورم سياسي لانهاء هذه الحالة في العراق، ليس فقط للنساء وانما للمجتمع ككل. هذا البلاتفورم هو حل عملي لانهاء هذه الازمة في المجتمع وجعله طبيعي. هذا الطرح يتمثل في اخراج القوات الامريكية والبريطانية من العراق ونزع اسلحة الاسلام السياسي والميليشيات القومية . نعتقد بانه بسبب ان العراقيين في حالة ضعف وهشاشة لا يمكن لهم معها ان يقوموا بتطبيق هذا الهدف بقواهم الذاتية.
لذلك يجب ان تاتي قوة اخرى الى الساحة وتقوم بتطبيق هذا الهدف الان ونعتقد بان الامم المتحدة هي بديل واقعي لانجاز هذه المهمة. عندئذ فان الانتخابات سوف تضم الاشتراكيين والعلمانيين وعندئذ نستطيع ان نخلص المجتمع من هذا الوضع الماساوي. ان مطلبنا يعتمد على تبني اوسع الجماهير في العالم وخصوصا في خارج العراق لمقترحنا هذا وجعله قوة مادية.
يمكن للمستمعين الاتصال معنا من خلال موقعنا على الانترنيت
.
جنيفر فاسولو : شكرا جزيلا خيال على وقتك واجاباتك، اتمنى ان نتواصل معك في المستقبل.
أجرى اللقاء يوم 26 كانون الاول 2005.