ردٌ
على إسلامي
خيال ابراهيم
مسؤولة منظمة تحرير المرأة في العراق ومعدة ومقدمة برنامج تلفزيون سيــــــكولار
يسأل
الاسلامي خالد العطية في عنوان مقالته التي اطلعت عليها مؤخرا: ”مالهدف
من شعارات تحرير المرأة“. وفي هذه المقالة لن اجيب على سؤاله هذا فحسب، بل على مجمل
الافكار والتصورات الاسلامية المعادية لمساواة المرأة ولحريتها
التي
يطرحها الكاتب ويروج لها.
ابدا بالعنوان واقول ان الهدف من شعارات تحرير المرأة هو التخلص من العقول والافكار
المتعفنة التي تحاول ان تظطهد المرأة وتمنعها من ممارسة انسانيتها. الهدف من شعارات
تحرير المرأة هو تحقيق المساواة الكاملة وغير المشروطة بالحقوق والواجبات بين
المرأة والرجل. الهدف هو وضع قوانين تمنع اشخاصا امثال هذا الاسلامي من القدرة على
اتخاذ القرارات واجبار المرأة على الجلوس في البيت وحرمانها الحق في العمل واعالة
نفسها والانفاق على اطفالها وعدم تركها ضحية لامثاله من الرجوليين، وان ترفض كليا
ان يكون احد ما ”قوام عليها“.
يقول الكاتب الاسلامي "ان العلمانيين
والمنسلخين من دينهم يرددون شعارات تحرر المرأة". وهنا اوافق الكاتب ان حركة تحرر
المرأة برزت وحققت نجاحات في الغرب بعد ان همش وضرب دور وسلطة الكنائس ورجال الدين
ومنعوا من التدخل في مصير المرأة. واكبر هذه النجاحات هي جلب قوانين وشرائع علمانية
تساوي بين المرأة بالرجل في جميع مستويات الحياة.
الكاتب الاسلامي يحاول ودون جدوى ان يقنعنا في مقالته بالمقارنة بين الوضع
"الجيد" للمرأة المسلمة وبين وضع المرأة الغربية المتراجع. ومن الواضح جدا
ان الكاتب يصعب عليه استيعاب المساواة بين المرأة والرجل، الى درجة انه يدعي ان
الاسلام قد ساوى بين المرأة والرجل في الكرامة الانسانية دون ان يوضح معنى الكرامة
الانسانية اذا كانت المرأة عبدة للبيت والاطفال – حيث المرأة تكدح 24 ساعة في
المنزل دون اجر- . والرجل او الزوج ، حسب الاسلام، قوام عليها، لانه اختار ان يعمل
خارج المنزل وينفق عليها. انه قوام عليها كذلك بمعنى ان يعطي لنفسه الحق في الترويج
بان عمل المرأة بأجور هو امتهان لكرامتها وهضم لحقوقها. !
ان الكاتب لا يستوعب ان المرأة العربية ترفض ان تبقى مسجونة ومحرومة من ممارسة حقها
في العمل والمشاركة في جميع ميادين الحياة. لا يستوعب ان للمرأة طاقات وابداعات
فكرية وعضلية مساوية للرجل وهي تعمل في كل الاختصاصات؛ كعاملة وطبيبة ومحامية
ومهندسة ورياضية وباحثة وفنانة وعالمة وكل المجالات الاخرى التي من خلالها تستطيع
ان تحفظ كرامتها وتنمي احساسها بانسانيتها.
ان النظرة الدونية للاسلام عن المرأة غير جديدة.
بل انها متوارثة من عهد محمد الذي تزوج مرات متعددة وعدة نساء في وقت واحد.
كما انه تزوج من عائشة وهي في التاسعة من عمرها ( طفلة !). لذا يقتدي به الكثير من
شيوخ ورجال الدين كما رأينا وسمعنا عن قضية الطفلة السعودية ( طفلة عنيزة) التي
زوجها ابوها وهي في الثامنة من رجل عمره خمسين سنة والتي ادعى فيها انه يتشبه بمحمد
ولم يفعل شيئا خاطئا. هذه الجرائم التي تجري في الدول التي يحكمها الاسلام والشيوخ
والملالي من امثال الشيخ العطية يعاقب عليها
في الدول العلمانية ، باشد العقوبات بجريمة الاعتداء الجنسي لبالغ على طفل
Pedophilia
ثم ان الحجة الركيكة والمهترئة بالحفاظ على العائلة في المجتمع الاسلامي وتفككها في
المجتمع الغربي لدليل كبير على ان المرأة
( في المجتمع المسيطر عليه من قبل حركات الاسلام السياسي ) لا تستطيع ان
تطالب بحقها في الطلاق والانفصال من شخص يهينها ويسلب حقوقها ويتزوج امراة اخرى
ويبقيها كالخادمة ويحرمها من الدراسة والعمل ثم يأتي ليقول لها انا قوام عليك
باوامر القرآن لاني انفق عليك ، دون اعطاء اي اعتبار لحياتها التي ضيعتها في خدمته
واطفاله. وعندما يريد ان يعمل لها غسيل الدماغ يطالبها بطاعته وخدمته وتلبية
رغباته. ويفرض عليها احكامه وسلطته.
وهذه بنظره هي الطريقة الوحيدة التي يرضي بها ربه ونبيه.
ولكن المعروف ان تفكك الاسرة في الغرب ان وجد فهو يتجسد من خلال عدم قدرة الشريك
والشريكة على العيش مع بعضهما والوصول الى افضل حل وهو القرار بالانفصال وبدأ حياة
جديدة مع بقاء كرامة المرأة مصانة وبشكل متمدن وانساني يحفظ لها جميع حقوقها. وفي
معظم الدول المتمدنة فان المرأة تحصل على مساعدة في حمايتها واطفالها من النواحي
المادية والمعنوية كحق من حقوقها.
بعبارة اخرى ليس من الضروري ان بقاء المرأة المسلمة (او غيرها)
مع زوجها الرجعي الذي يفرض عليها ان تسجن في البيت وتخدمه طوال حياتها ،
يعبر عن قناعتها او سعادتها او حبها له. بل هنالك فقط سببان لذلك؛
اولهما انها تعيش في مجتمع تسيطرعليه قوى الاسلام السياسي، لا يعترف بها
كانسان ولا يعطيها اي خيار في الانفصال بحياتها عنه، وليس لانها مقتنعة بهذه الحياة
او ترغب في استمرارها. اما السبب الثاني فهو ارعاب المراة منذ طفولتها وغسل دماغها
منذ نعومة اظفارها بالخوف من النار والجحيم والعذاب الاليم وبالتالي فانها تنشأ
وتكبر جاهلة بامكانيات حياة افضل.
ان الكاتب يطالب المرأة بالبقاء في
البيت وعدم الخروج للعمل لان عمل المرأة مهين ويجعلها عرضة لدوافع ماكرة. صحيح !!
فالرجل المتزمت دينيا لا يمكن ان ينظر الى المرأة كرفيقة او زميلة او شريكة متساوية
بل ينظر لها كسلعة جنسية تثيره، حتى اذا كان متزوجا من 4 نساء مسجونات في بيته.
لذا، فالحل الوحيد له هو في رفض عمل المرأة، اي سجن نصف المجتمع في البيوت،
لان جنابه لا يستطيع السيطرة على شهواته !!. ان ذلك اكبر دليل على عدم قدرة
الاسلاميين على قبول المرأة كانسانة مساوية للرجل. كذلك الحجاب والزي الاسلامي الذي
يفرض على المرأة لكي تغطي به جسمها وشعرها لكي لا يسمح لنفسه بان يطلق شهوته
الجنسية التي لا يسيطر عليها كانسان متحضر او متمدن.
في الختام اعارض الكاتب مرة اخرى واقول ان سبب مشاكل المرأة العربية هو الدين وقوى
الاسلام السياسي الذي تفرض تطبيقه على الناس والتقيد بسنن الاسلام الذي لم يعترف
بالمرأة الا كخادمة ووسيلة للتكاثر والجنس.
لا يمكن ان تتخلص المرأة من ذلك التمييز والدونية الا بضرب هذه التقاليد والسنن
والعمل الجدي لمحاربة كل نوع من انعدام مساواة المرأة والنضال من اجل حقوقها بالعمل
والدراسة واختيار مجال العمل ومشاركتها في بناء حياة مساوية للرجل وضم صوتها الى
القوى المتحررة التي ناضلت وحققت انجازات مهمة للمرأة من حرية ومساواة.
واخيرا اقول بصدد ان المرأة لا تستطيع اعالة اطفالها في حال انفصالها ،
خصوصا اذا كانت عاملة، بان من واجب
الدولة توفير رياض اطفال ودور حضانة مجانية للاطفال خالية من السموم الدينية التي
تغسل ادمغتهم الصغيرة وتجعلهم مستعدين حتى لتفجير انفسهم بين جموع الناس في الشوارع
والساحات العامة والمكتظة. ان على المرأة ان تضع ذلك المطلب ايضا في اجندة نضالها.