الانتخابات الجاري التحضير لها ممارسة كارتونية تريد أخذ الشرعية
من المجتمع
مقابلة مع خبات مجيد عضو المكتب السياسي
نحو الاشتراكية:يدور الحديث هذه الايام عن الانتخابات المزمع اجراءها نهاية السنة.
هناك تحالفات وقوى جديدة يتم تشكيلها وبدأت بعضها
بحملات الدعاية.
برأيك ماهو فرق هذه الانتخابات عن تلك التي جرت مؤخرا في كردستان العراق من حيث
طبيعة القوى المشاركة فيها والظروف التي تجري بها واوضاع المجتمع بشكل عام ؟
خبات مجيد:محتوى الانتخابات سواء في كردستان او العراق واحد. برأيي لا فرق بين
حكومة بغداد وحكومة اقليم كردستان فيما يخص موقعية كل منهما ازاء دول الغرب وامريكا
حيث ان كلا الحكومتين منصبتين من قبل امريكا. هاتان الحكومتان، اي حكومة العراق
وحكومة اقليم كردستان ليستا منتخبة،
ولم تأتيا من جماهير العراق. كلاهما منصب من قبل امريكا. بالنسبة لكردستان فنحن
نعرف انه كان مخيما كبيرا ايام حكومة صدام حسين ومعسكرا كبيرا للقوات الامريكية لشن
الحملة ضد حكومة البعث. هذا المخيم الكبير كان بحاجة حراسة وقوى عسكرية تظمن امنه.
ولقد انبثقت شرعية القوميين الكرد
من خلال لعبهم لدور حراس المخيم للقوات الامريكية.
وبعد اسقاط حكومة البعث تغيرت الامور
واصبحت القوات الامريكية والتحالف بحاجة الى كل مجتمع
العراق وبالتالي شكلت الحكومة العراقية التي نصبتها امريكا هي الاخرى
والتي ذكرت انها لا تمثل ارادة الجماهير. ومن هنا فان موقعية كلا السلطتين
او الحكومتين متشابه. وباعتقادي فانه
حتى من ناحية الانتخابات هناك تشابه. بالطبع يوجد فرق يكمن في ان مجتمع كردستان لا
يمتلك خصائص المجتمع الاسلامي.
حيث القوى الاسلامية في كردستان ضعيفة. لقد منيت قوى الاسلام السياسي بالهزيمة في
الانتخابات التي جرت مؤخرا ولم تعط
جماهير كردستان اي صوت لهم. ان دور الاحزاب والمنظمات الاسلامية في كردستان وكذلك
تأثيرها ضعيف. اما في جنوب ووسط العراق فان تاثير القوى الاسلامية وايضا الجمهورية
الاسلامية يعمل الى محاولة فرض الطابع الاسلامي على ذلك المجتمع. انا على اعتقاد
بان مجتمع العراق ليس مجتمعا اسلاميا ولكنهم يريدون فرض
شكلا اسلاميا على السلطة. وفي ناحية اخرى فان الوضع في كردستان اكثر أمنا من
الوضع في العراق. في الوسط والجنوب تفكر الجماهير بمسألة الامان والطمأنينة، ولا
تأبه كثيرا بالعمل او وسائل المعيشة وغيرها، مما أثر ويؤثر على تصويتها في
الانتخابات.
نحو الاشتراكية: هل تعتقد ان النزاهة معيار لنقدك للانتخابات القادمة ام ان هناك
معايير اخرى هي التي تجعل موقفكم نقدي من هذه الانتخابات؟
خبات مجيد: ليس لدينا نقد حول نزاهة الانتخابات. في مجتمع طبيعي يجب ان تكون
الانتخابات نزيهة بالطبع. ولكن في مجتمع العراق فان
نقدنا موجه الى الدولة وشكل الحكم والاحزاب المشتركة في السلطة وحول التصور
الامريكي لشكل الحكم في العراق. ليس للنزاهة او انعدام النزاهة تأثير او علاقة
بنقدنا. حتى لو كانت هناك انتخابات نزيهة في العراق وحتى لو لم يحصل اي تزوير فاننا
سنرفض هذه الانتخابات ايضا. بصرف النظر عن حقيقة ان لا وجود للنزاهة
اصلا في اي انتخابات تجرى في العراق.
نحو الاشتراكية: اذا ماهي اسس نقدكم للانتخابات اذا لم تكن متعلقة بالنزاهة؟
خبات مجيد: كما وضحت نقدنا موجه لشكل السلطة والقوى المشتركة في الانتخابات. ليس
لدي نقد حول الديمقراطية وقدرة اية قوة على المشاركة في الانتخابات ولكن
القوى الحالية المشتركة منذ البداية، كانت ومازالت صنيعة القوات الامريكية.
هذه القوى لم تأت من المجتمع ومن ارادة الجماهير لكي تطالب بسهمها في السلطة. لقد
كانوا في السلطة قبل تشكيل البرلمان واجراء الانتخابات البرلمانية! هذه الانتخابات
اذن ممارسة كارتونية تبغي اخذ الشرعية من المجتمع. لو كانت للقوى المشتركة فيها
شرعية تمثيل المجتمع وارادته لكان من المحتمل ان ندخل، نحن ايضا، العملية وفي مدخل
البرلمان سنقوم بنقد عدم نزاهتها.
نحو الاشتراكية: هناك تغييرات تحالفية داخل القوى الاسلامية والقومية حاليا. شكل
قبل ايام تحالف اسلامي شيعي جديد سمي ب”الائتلاف الوطني العراقي“. الملاحظ ان حزب
الدعوة لم يدخل في هذا الحلف. في السابق رأينا مقتدى الصدر يقف ضد محور المالكي
والمجلس الاعلى والان فان الصدر يقف مع المجلس الاعلى بمواجهة المالكي. ماذا يحدث
برأيك داخل قوى الاسلام السياسي الشيعي ؟
خبات مجيد: اريد اولا ان اعلق على ”وطنيتهم“ واقصد كلمة الوطنية في عنوان ائتلافهم
”الائتلاف الوطني العراقي“. بطبيعة الحال انا لدي نقد حول كلمة الوطنية ولست مخدوعا
او معتقدا بهذا التعريف التمييزي
للانسان او لماهية القوى السياسية. ان هؤلاء انفسهم قد اشتركوا مع القوات الامريكية
في الهجوم على ”الوطن“ العراقي!. أليس كذلك؟ فمن اين جاءت وطنيتهم اذن ؟. لو كنت
انا قومي النزعة، لكان لدي نقد جدي لهؤلاء حول تعريف انفسهم بالوطنيين.! انهم
مشاركين في ضرب وتدمير المجتمع العراقي. انهم احد المساهمين الاساسيين في الكارثة
والمأساة الانسانية الحالية التي يعيشها المجتمع في العراق. ان وطنيتهم جاءت بدفع
من الجمهورية الاسلامية ومن الانفجارات وقتل النساء والاطفال وتدمير البيوت وتهجير
الناس واحداث اوسع الدمار في المجتمع. هذه هي وطنيتهم!.
اما حول التحالف نفسه فاني اعتقد ان القوى الاسلامية داخل السلطة وفي المعارضة هم
في ازمة. ان الصراع داخل العائلة الاسلامية هو صراع بين القوى الحليفة لامريكا
والقوى المعادية لامريكا داخل السلطة. ان نقد هؤلاء للمالكي هو نقد من اجل السلطة
فهم يريدون كسب السلطة السياسية. اعتقد ان ضرورة هذا الائتلاف قد اتت بعد انسحاب
القوات الامريكية من المدن. لدى ذلك الانسحاب تأثير على الذهنية والتصورات السياسية
لكل القوى السياسية في المنطقة. السؤال الذي في رأس الجميع هو : من سيمتلك السلطة
بعد امريكا؟. الان المالكي في السلطة. واتصور ان دعم الجمهورية الاسلامية للمالكي
سيبدأ بالضعف والتراجع. من وجهة نظر الجمهورية الاسلامية فان المالكي متفق مع
السياسة الامريكية وفي خندق امريكا. ذلك يضع المالكي في خندق مقابل لاهداف
الجمهورية الاسلامية. ان القوى المؤتلفة في هذا الائتلاف الاسلامي الشيعي الجديد
يريدون ان يأخذوا ”الطاقة“ والقدرة من الجمهورية الاسلامية.
ذلك احد اسباب انشاء هذا الائتلاف. السبب الاخر هو كما اوضحت ان كل قوى
الاسلام السياسي في المنطقة بعد سحب القوات الامريكية ستكون في ازمة.
نحو الاشتراكية:ماهو دور الجمهورية الاسلامية في الوقت الراهن في العراق؟ هل ان
مواقعها تعززت ام تراجعت برأيك ونقصد بعد الاحداث الثورية العميقة التي اندلعت في
ايران ؟
خبات مجيد:ان الوضع في المنطقة ساخن خصوصا لجهة ايران. في حال نجاح الثورة
الايرانية فان كل المعادلات في الشرق الاوسط ستتغير. فان تأثير الجمهورية الاسلامية
في المنطقة فان امريكا تاخذها في الاعتبار. ان تقوية الجمهورية الاسلامية يعني
اضعاف القوى الثورية في ايران. وكما قلت فان صعود ونجاح القوى الثورية في المنطقة
سيؤدي الى احداث تغييرات جذرية . هكذا تغييرات لن تكون في صالح امريكا. ومن هذا
المنطلق اعتقد انهم سيقومون بتقوية الجمهورية الاسلامية !. لدينا تجربة العراق. ففي
العام 1991 حين انسحبت القوات العراقية من الجنوب والشمال وتركزت في الوسط اثر شن
الحرب عليه من الغرب بعد احتلال الكويت وصارت محاصرة تقدمت القوات الامريكية الى
وسط العراق كانت تدرك جيدا ان نظام صدام حسين على وشك السقوط
وقاموا باطلاق يديه وفتح المجال الجوي له لمهاجمة الناس وقصف الجماهير. لقد
انقذت امريكا صدام في حينه. اعتقد ان موقع الجمهورية الاسلامية الان شبيه بذلك
الموقف. ان امريكا وحلفاءها الان لا يريدون سقوط الجمهورية الاسلامية الان نتيجة
الثورة المندلعة في ايران. لهذا السبب فان الجمهورية الاسلامية مازالت تمتلك تأثيرا
قويا على الوضع في العراق وخاصة الانتخابات. ان القوى الموالية للجمهورية الاسلامية
سيكون لها نصيب وحظ اوفر وقوي وخاصة من الاسلام السياسي الشيعي لاخذ القدرة
والاسناد والعون من الجمهورية الاسلامية.
ان سحب قوات امريكا من المدن لا يمتلك اي تأثير على الشعب العراقي. وان المالكي صار
له 4 سنوات في السلطة ولم يحدث اي تقدم. ان تحالف ايران يعرفون ان للمالكي حظ قليل
في الانتخابات القادمة. المسألة الثانية ان الصراع بين
القوى الاسلامية والقوميين سيتراجع الى مكانة ثانوية وسيحل محله صعود
القوميين العرب حيث ان اتفاق امريكا مع الاسلام السياسي في المنطقة سيعطي شرعية
للقوميين العرب في المنطقة للبروز.
نحو الاشتراكية: هل تلاحظ موقف القوميين الكرد من وفاة عبد العزيز الحكيم هو موقف
المساند القوي للمجلس الاعلى وقد اعلن الحداد في كردستان ؟
خبات مجيد: اعتقد ان القوميين الكرد مؤيدين للائتلاف الجديد ولكن ذلك غير معلن عنه
لحد الان. في السابق لم يكن لديهم مواقف او علاقة ايجابية مع المالكي والحكومة
المركزية او لحل المشاكل مع سلطة المالكي. المالكي هو الذي هاجم المناطق المتنازع
عليها في خانقين وغيرها ولدى القوميون الكرد تصور عن حكومة بغداد بانها حكومة
ديكتاتورية وان المالكي شبيه صدام حسين. ولو كان للقوميين الكرد اي فرصة للتحالف مع
خصوم المالكي فانهم لن يتوانوا عن ذلك. لذا اعتقد انهم موافقين على الائتلاف
الاسلامي الشيعي الجديد.
نحو الاشتراكية:هل تستطيع ان تبين رسالة الحزب للناس في هذه الظروف. هل فوز اي من
هذه القوى هو في مصلحة الجماهير. ام ان فوز اي منهما سيكون ضد مصالح الجماهير؟
خبات مجيد:ان استراتيجيتنا هو سحب القوات الامريكية ونزع سلاح الميليشيات.
مطلبنا مازال هو هو لم يتغير. برأيي انه نفس مطلب الشعب العراقي. كل
الجماهير تريد سحب القوات الامريكية وكل الجماهير تريد انتهاء الميليشيات. ان ذلك
مطلب جماهيري.
اما موقفنا الخاص بالانتخابات فاننا سنصدر بياننا ونعلن فيه المطالب الفورية
لجماهير العراق فيما يخص الانتخابات. لقد اعلنا مطالب جماهير كردستان الفورية وفيما
يسمى الانتخابات القادمة سنعلن عن مطالب جماهير العراق الفورية في الايام القادمة.
نحو الاشتراكية: شكرا جزيلا.