القصف الإيراني على كردستان، حملة ضد الإرهاب، أم ضغط لتسوية
الحسابات السياسية!؟
جليل شهباز
منذ أنتهاء الانتخابات العراقية ولحد الآن يتعرض سكان كردستان
العراق في المناطق الحدودية للقصف الإيراني الوحشي على مناطق
سكناهم وأماكن عملهم. وكما يعلم الجميع فمن جراء دخول القوات
الايرانية إلى بعض المناطق الحدودية وقصفهم المدفعي المستمر قد
تشرد لحد الآن الآلاف من سكنة المناطق الحدودية وأمسوا دون مأوى
إضافة" إلى قتل وجرح العديدين من السكان الآمنين في تلك المناطق
ناهيك عنالأضرار المادية الفادحة التي تعرض لها المواطنين. فيا ترى
إلى ماذا ترمي الجمهورية الإسلامية من وراء تلك الأعتدات الوحشة؟
وهل مايتعرض له سكان المناطق الحدودية هو ثمن الحرب على الإرهاب،
أم يختفي ورائها أهداف وغايات آخرى؟. كما هو معروف إن الجمهورية
الإسلامية منذ تأسيسها ولحد هذه اللحظة كانت لها باع طويل في
الأوضاع السياسية للعراق فأثناء حربها الدموي مع النظام البعثي
المقبور احتضنت ما يسمى بالمعارضة العراقية التي كانت تتكون من أشد
القوى والاحزاب القومية والإسلامية رجعية في العراق. وخلال فترة
الحرب التي دامت 8 سنوات قامت تلك القوى البربرية بتنفيذ كل مخططات
وبرامج ذلك النظام الوحشي بكل أمانة، ولكنه بعد سقوط النظام البعثي
زاد نفوذ الجمهورية الإسلامية في العراق بشكل مثير للجدل بفضل تلك
القوى والأحزاب الرجعية إضافة" إلى دخول قوى جديدة في حلبة الصراع
على السلطة تحمل نفس الخصائص السياسية والاجتماعية مثل التيار
الصدري وحزب الفضيلة وأنصار الإسلام...إلخ، وعلى أعقاب ذلك كانت
بصمات الجمهورية الإسلامية واضحة على الشأن السياسي العراقي وضوح
الشمس في السماء. وعليه فإن كل ما أصاب العراقيين من مصائب وكوارث
وويلات كانت بالضرورة الجمهورية الإسلامية طرفا" أساسيا" فيها.
وكما هو معلوم فإن أمريكا والغرب قد صنفتا النظام الرجعي الإسلامي
في إيران ضمن دول محور الشر. وعلى هذا الاساس تعامل النظام الدولي
الجديد مع ذلك النظام البربري، ولذلك كان أمرا" طبيعيا" أن يحاول
ذلك النظام بكل ما في وسعه من قوة لعرقلة البرامج والخطط السياسية
لامريكا والغرب أينما أمكن ذلك، وهذا ما فعلته ذلك النظام لحد هذه
اللحظة في العراق، ذلك لأن استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في
العراق يعني دخول الصراع الامريكي الإيراني إلى مرحلة جديدة أكثر
خطورة على مستقبل ذلك النظام، أي إلى حيث المواجهة تالمباشرة بين
بين الطرفين وهذا من شأنه أن يجعل مسألة بقاء ذلك النظام الوحشي
على المحك.
ولذلك فإن الحملة العسكرية للنظام الإيراني على المناطق الحدودية
لكردستان العراق هو أستمرار لنفس السياسة، سيما ان العراق
قد دخل حاليا" في أزمة سياسية حادة، متمثلة بالعجز عن تشكيل
الحكومة وتنصيب الرئاسات الثلاث. وبهذا فإن الاعتداءات الإيرانية
الأخير على سكان القرى الكردية الآمنة في المناطق الحدودية تصب
ايضا" في نفس المجرى. وإن كل تلك الأعمال العسكرية الوحشية ماهي
إلا محاولة لتعميق أزمة تشكيل الحكومة وتنصيب الرئاسات الثلاث، ذلك
لأنه من مصلحة الجمهورية الإسلامية أن تستمر الأزمة وتتوسع أو
حلحلة الأزمة من خلال تشكيل حكومة موالية لهم وذلك لضمان بقاء
نفوذها في العراق وبالتالي لتتمكن من الاستمرار بنفس السياسة
الوحشية في العراق والمنطقة بغية تفادي المواجه المباشرة مع امريكا
والغرب، هذا كله من جهة، وكما هو معلوم فإن الجمهورية الإسلامية هي
الاخرى تمر الآن بازمة سياسية خانقة فمنذ الانتخابات الايرانية
الأخيرة قبل سنة من الآن وصعود أحمدي نجاد إلى سدة السلطة قد شن
جماير إيران انتفاضة عارمة ضد ذلك النظام الدموي وعلى أثرها قد هزت
كل الأركان السياسية والاجتماعية لذلك النظام وبات سقوط ذلك النظام
قاب قوسين أو أدنى. أما بهذا الخصوص وكما علمتنا التجارب التاريخية
لمثل تلك الحالات فانه عندما يصاب نظام سياسي رجعي بالأزمات
السياسة الخانقة والحادة فإن مثل تلك الأنظمة تحاول دوما" افتعال
الأزمات الخارجية وذلك للتأثير على الذهن الاجتماعي والإيحاء له
وكأن هناك خطر مميت على المجتمع قادم من وراء الحدود. وعلى هذا
الأساس أنهم يسعفون دوما" جراحهم السياسية بمثل تلك الحجج الواهية.
ولكن ما يهمنا هنا هو أن الناس الآمنين والأبرياء في المناطق
الحدودية لكردستان العراق هم الذين يدفعون ضريبة هذه السياسة
الوحشية واللآإنسانية للنظام الإسلامي في إيران.
وبغية الخروج من هذا الوضع المأساوي فأمام جماهير كردستان أمرين لا
ثالث لهما: فإما المقاومة الشعبية بكل الوسائل الممكنة لطرد القوات
العسكرية الإيرانية من المناطق الحدودية لكردستان العراق، وهذا ما
سيؤدي إلى فشل تلك السياسة الوحشية للنظام الإيراني وبالتالي سيعمق
الأزمة السياسية للنظام الرجعي في إيران وبالتالي سيقرب هذا النظام
أكثر فأكثر من السقوط وسينتهي معه وإلى الأبد الدور الرجعي
واللآإنساني لذلك النظام ليس في العراق وحده، بل في كل المنطقة
والعالم أيضا". ذلك لأن هذا النظام يعتبر إحدى أهم منابع الإرهاب
في المنطقة والعالم أجمع ذلك لان غالبية القوى الإرهابية في
المنطقة والعالم يستمدون قوتهم ونفوذهم من ذلك النظام. وعليه بسقوط
ذلك النظام سيجف المنبع الأساسي للإرهاب الاسلامي الدولي.
وإما على جماهير كردستان أن تمارس الضغط بكل الوسائل الممكنة على
حكومة الأقليم والمركز وقوة الاحتلال بغية أتخاذ مواقف جدية وفاعلة
ضد تلك السياسية الوحشية للنظام الإسلامي في إيران وهذا أيضا" من
شأنه أن يحقق نفس الهدف الذي أشرنا إليه فيما سبق ومن دون مثل ذلك
الضغط الجماهيري فإن السلطات الحاكمة في العراق وكردستان سوف لن
يحركوا ساكنا، وإن تجربة الجماير فيما يخص أزمة الكهرباء في العراق
قد أكدت فاعلية هذا الطرح السياسي حيث أنه لولا الضغط االجماهيري
على الحكومة المركزية لما حاولة تلك الحكومة الرجعية إيجاد الحلول
العملية لأزمة الكهرباء في العراق.
وبناء" على كل ذلك فإننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
نؤكد لجماهير كردستان والعراق بأننا سنقف في مقدمة الصفوف المناضلة
ضد كل اشكال الظلم الاجتماعي الذي يمارسه الأنظمة الرجعية ضد
جماهير العراق وفي نفس الوقت ننادي كل القوى والاحزاب السياسية
الداعية للحرية والمساواة والعلمانية لتوحيد الصفوف والوقوف في
خندق واحد ضد هذه السياسة الوحشية للنظام الاسلامي البربري في
إيران.
*****