حول اعتقال امريكا والسلطة الاسلامية القومية للمالكي
للالاف من الاحــداث والاطفال
جليل شهبــــــــاز
gelilshahbaz@yahoo.com
ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية في تقرير إلى الأمم المتحدة، أن الجيش الأمريكي يتحفظ على أكثر من 500 حدث، في معتقلاته بالعراق وأفغانستان، بصفتهم "مقاتلين أعداء غير مشروعين". ان هؤلاء الاحداث متهمين بالقتال مع الاسلام السياسي ضد القوات الامريكية. والسؤال الذي يتبادر الى ذهن اي انسان ذو حس مرهف هو : اليس اعتقال الاطفال ومعاملتهم بهذه القسوة والوحشية منافي لحقوق الانسان؟ خاصة ان بعضهم باعمار تقل عن 10 سنوات؟ ومن الذي اوصل الامور الى هذه الدرجة الفظيعة من انعدام الضمير ؟
بداية نقول ان تفسير المسألة يجب ان يتم من خلال زاويتين؛ الاولى هو المنظمات والمجاميع والزمر التابعة لحركة الاسلام السياسي والتي تدعي مقاومة امريكا و“الاستكبار“ و“الصليبية“ والامبريالية الامريكية وما الى ذلك، لا تتردد في استخدام ابشع الوسائل لتمرير سياساتها الرجعية واللا انسانية ومنها استخدام الاحداث والاطفال والشباب من مختلف الاعمار في تنفيذ سياساتها. ان الاسلام السياسي ومنظماته ومجاميعه وميليشياته قد جعلوا من الاطفال والاحداث وقودا لحربهم ضد امريكا. ومن الطرف الاخر، فان الحكومة الامريكية وتابعتها السلطة الاسلامية والقومية الرجعية للمالكي فانها عندما تقوم بالقاء القبض على الاحداث والاطفال والشباب بحجة الانتماء الى المنظمات الارهابية للاسلام السياسي وخاصة المعادية لامريكا، فانه من الطبيعي ان تقوم الحكومة الطائفية والمذهبية باعتقال الاحداث والاطفال واعتبارهم مجرمين ومعاملتهم بكل وحشية وقسوة. ان حكومة المالكي ووفق طبيعتها وتشكيلتها الاسلامية والقومية والمذهبية والطائفية فانها في سلوكها وممارساتها السياسية لا تختلف كثيرا عن سلوك وتصرفات مختلف المنظمات الارهابية والاسلامية الرجعية لقوى الاسلام السياسي المعادية والمقاتلة لامريكا.
ان اعتقال الاطفال والاحداث وسجنهم ومعاملتهم بقسوة ووحشية ( استخدام التعذيب ضدهم ) هو انتهاك فاضح لحقوق الاطفال واسلوب وحشي ضد الاحداث والاطفال تستخدمه السلطات الامريكية وحلفاءها الاسلاميين والقوميين. ان اعتقال وتعذيب وسجن الاحداث والاطفال هو جريمة كبرى ضد الانسانية قبل ان تكون ضد هؤلاء الاطفال والاحداث؛ فالحدث والطفل انسان غير ناضج وعاجز. وبالتالي فانه غير مسؤول عن تصرفاته وسلوكه وعن ممارساته وافعاله. لذا فان التعامل معه كانسان بالغ وسجنه وتعذيبه بقسوة هو خرق لحقوق الانسان وحقوق الطفل.
وقد يتبادر الى الذهن السؤال : ولكن مالعمل فيما لو قام هذا الحدث او الطفل او المراهق بعمل تخريبي او جريمة او عمل ارهابي.؟ من الصحيح ان من حق المجتمع الدفاع عن نفسه وعن افراده ولكن في نفس الوقت فان هنالك ايضا اساليب انسانية من الممكن التعامل معهم من خلالها. فالاحداث والاطفال يمكن اصلاحهم ومن خلال التربية والتوعية الانسانيين وبامكانهم ان يستردوا ويستعيدوا انسانيتهم ومحتوى الذات الانسانية التي سلبتهم اياها القوى الرجعية وعديمة الضمير في المجتمع.
لقد قامت منظمات امريكية مدافعة عن الحريات المدنية بانتقاد شديد لتلك الاعتقالات، حيث بينت تينا فوستر، الرئيسة التنفيذية لشبكة العدالة الدولية: "من المريع أن لا تجد الحكومة الأمريكية وسيلة لاحتجاز الأطفال بعيداً عن البالغين.. هذا أمر فاضح ولا يجعلنا نشعر بأننا أكثر آماناً." واوضحت إن الجيش الأمريكي لم يكشف أسماء الأحداث المعتقلين في باغرام وهو معسكر في كوانتانامو. ان دفاع المنظمات المدنية والانسانية الامريكية ووقوفها ضد ممارسات الجيش الامريكي في العراق وافغانستان ومناطق اخرى عديدة لهو محل تقدير. ان موقف هذه القوى الانسانية ليست غريبة تماما في مجتمع متمدن كالمجتمع الامريكي العلماني والذي تتمكن فيه القوى المدنية العلمانية والعمالية والنسوية من الدفاع عن حقوق البشر في كل مكان. انا ادعو كل محبي الحرية والمساواة والتمدن ومناصري الانسانية الى ضم اصواتهم الى صوت تلك المنظمات من اجل التحول الى قوة رادعة ضد السياسات الامريكية اللا انسانية وردع الممارسات الوحشية واللا انسانية للحكومة الاسلامية والقومية الحاكمة في العراق.
ان فصل الدين عن الدولة وابعاد الفكر الاسلامي والدين عن مناهج التربية والتعليم هو حجر الاساس لبناء المجتمع المدني وترسيخ العلمانية والدفاع عن الطفولة في المجتمع.
يناضل حزبنا على هذا الاساس من اجل فصل الدين عن الدولة وقيام مجتمع علماني يظمن فيه حقوق الانسان ويحترم فيه انسانية الانسان وكرامته وحرمته.
ان دعوتنا من اجل العلمانية وفصل الدين عن الدولة وعن التربية والتعليم تهدف بالاضافة الى تسهيل مهمة نضال القوى الانسانية والشيوعية والاشتراكية من اجل قيام مجتمع اشتراكي خال من الاظطهاد الطبقي والتعسف وانعدام المساواة وانتهاك الحقوق الى حماية الاطفال والاحداث من طغيان الدين والفرق الدينية والشعائر الدينية العنيفة واللا انسانية.
يطالب برنامج حزبنا بفصل الدين عن الدولة وعن انظمة التربية والتعليم وبمنع الشعائر الدينية العنيفة وحفظ الاطفال والافراد الذين لم تتجاوز اعمارهم 16 سنة من كل انواع التجاوزات المادية والمعنوية للاديان والمؤسسات الدينية ومنع كل انواع الاكراه البدني والروحي لقبول الاديان.
ان نضالنا من اجل هذه الاهداف يبغي حماية الطفولة من انتهاك الدين وبالتالي ابعادهم عن تأثير القوى والمجاميع الدينية التي تريد تسخيرهم لخدمة مشاريعها الرجعية والمعادية للانسانية.
ندعو كل القوى الانسانية في العراق وخارجه استنكار ممارسات الحكومة الامريكية وميليشيات حكومة المالكي الاسلامية والقومية والطائفية ضد الاطفال والاحداث.