قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي، تتباكى على خرق الضوابط والموازين  الحزبية، وتهلهل للهجمة اليمينية على الحزب!

 

     gelil@arcor.d

 جليل شهباز

 

مقدمة

 

لا أظن أن أي إنسان يعتبر نفسه مناضلا" شيوعيا" وماركسيا" لا يدرك أهمية الأصول والقواعد والضوابط التنظيمية بالنسبة لحزب ماركسي ثوري يسعى إلى تنظيم وقيادة الثورة الاجتماعية للعامل من أجل تحطيم النظام الاجتماعي البرجوازي وإقامة المجتمع الاشتراكي على أنقاضه، سيما أن الحزب يمثل أرقى وأقوى الأدوات النضالية التي تستخدمها الطبقة العاملة في معاركها الطبقية الفاصلة ضد البرجوازية المدججة بالأسلحة الفتاكة من قمة الرأس حتى أخمص القدمين. وبالإضافة إلى ذلك، ففي ظل الأوضاع والظروف العالمية الحالية التي تتميز بالسيطرة التامة لليمين البرجوازي على مجرى حركة المجتمع والتاريخ العالميين فمهما كان تمسكنا بالمبادئ والسياسة التنظيمية اللينينية قويا" لا يعتبر كافيا"، بل يتطلب أن يرص طلائع الشيوعية العمالية صفوفهم في أقصى درجات الانضباط الحزبي داخل حزبهم الشيوعي العمالي والخضوع الطوعي لأقصى درجات نظام الطاعة وحينئذ فقط يمكننا أن نقول بأن العمال وطليعتهم الشيوعية العمالية متراصين في منظمة ثورية وتعرضية على الطراز البلشفي اللينيني، وفقط بوسع منظمة ثورية كهذه أن تقارع قلاع البرجوازية المنيعة وتحطمها بيد من فولاذ. ولكن قبل هذه وتلك يجب أن يعلم المناضلين الشيوعيين في أي خندق نضالي يشهرون أسلحتهم بوجه البرجوازية وعلى أية أرضية سياسية واجتماعية يبدأون معاركهم الطبقية، ومن أجل ماذا ينبغي أن يقاتلون؟.

 

ادعاء خرق الضوابط الحزبية سياسة تضليلية لترويع القواعد والملاكات الحزبية:

 

بعد الانشقاق المشؤوم لجناح كورش مدرسي من الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، وتأسيسهم لما يسمى بالحزب الحكمتي والتأييد المفاجئ والمثير للدهشة والموقف اللامسؤول الذي أعلنه المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي دون أي توضيح لمبررات ذلك التأييد، فكان من الطبيعي أن ينمو الاعتراض والسخط داخل صفوف الحزب الشيوعي العمالي العراقي على ذلك القرار ومن ثم تصطدم بها قيادة الحزب على نحو غير متوقع لأنهم كانوا يتوقعون بأن أعضاء وكوادر ومؤيدي الحزب الشيوعي العمالي العراقي هم مجرد قطيع من الخرفان وبامكانهم أن يقودونهم إلى حيث يشاءون، ولكن مع وتيرة النمو المتسارع للسخط والاعتراض على قرارهم اللامسؤول داخل الحزب من جهة والمبادرة الشجاعة لجمع من أعضاء وكوادر الحزب إلى تأسيس كتلة ( فراكسيون ) اليسار للدفاع عن الشيوعية العمالية والخط الثوري لمنصور حكمت داخل الحزب قد أفقدت صوابهم وتوازنهم، ووضعتهم أمام سبيلين أحلاهما مر ويقزز النفس. السبيل الأول يتمثل بضرورة إطلاع أعضاء وكوادر الحزب على حقيقة الصراع السياسي التي أدت إلى ذلك الانشقاق المشؤوم والوقوف عند كل تداعياته وأسبابه الفعلية وكل تفاصيل التناحرات السياسية التي جرت بين الجناحين المتصارعين داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني. ولكن سلوك ذلك السبيل كان قد فات عليه الأوان بعد أن أعلن المكتب السياسي تأييده للحزب الحكمتي، ولو فعلوا ذلك الآن فأنهم بالتأكيد سيقعون في مصيبة لا مخرج منها. أما السبيل الثاني فكان لا بد من احتواء السخط والاحتجاج الناشئين نتيجة ذلك القرار مهما كان الثمن فما كان أمامهم غير تأليف مسرحية مرعبة لتخويف أعضاء وكوادر الحزب بغية الحفاظ على وحدة الحزب تحت أمرتهم وقيادتهم، ولتبرير وقفتهم مع الحزب الحكمتي فكان أدعاء قيام المخالفين للخط الرسمي داخل الحزب بخرق الضوابط والموازين والأصول الحزبية وضرب وحدة الحزب وتحريض أعضاء وكوادر الحزب للتمرد على القيادة وتشبيه الفراكسيون بفرع الحزب الشيوعي العمالي الإيراني داخل الحزب، أهم فصول تلك المسرحية وقد لعبت قيادة الحزب أدوار تمثيلها بشكل محكم لا وبل أبدعت في تمثيلها، وقد تعمدت قيادة الحزب في اختيار هذا السبيل لترويع أعضاء وكوادر الحزب لأنهم يعلمون جيدا" مدى قدسية هذا الحزب الذي أسسه منصور حكمت بالنسبة لأعضاء وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ويعلمون جيدا" بأن أعضاء وكوادر الحزب بتكاتفهم وتضحياتهم الجماعية قد وضعوا لبنة على لبنة حتى بلغ بناء الحزب حد هذا الصرح العظيم، ويعلمون جيدا" أن أعضاء وكوادر الحزب سوف لن يتخلوا عن هذا الحزب بسهولة لا بل وسيدافعون عنها بأسنانهم وأظافرهم إذا دعت الضرورة لذلك. وللأسف كان هذا هو الوتر الحساس الذي عزفت عليه قيادة الحزب لحنها المزعج والمرعب لأعضاء الحزب. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا وهو: لماذا لم يكشفوا حيثيات ذلك الصراع لحد الآن، ولماذا لم يعلنوا عنها في حينها على الأقل لأعضاء وكوادر الحزب، ولا نقول للمجتمع؟ بالنسبة للشق الأول من السؤال فإن قيادة الحزب كانت تعلم علم اليقين بأن كل الطروحات والأبحاث السياسية التي تم طرحها وإثارتها من قبل الجناح المنشق داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني لا صلة لها باشتراكية ماركس ولا بالخط الثوري لرفيقنا الخالد منصور حكمت وليس هذا فقط بل أن تلك الأبحاث والطروحات كانت محل الانتقاد حتى فيما بينهم ولذلك فإن إثارة مثل هذه الأبحاث والطروحات السياسية داخل الحزب الشيوعي العمالي العراقي كان من شأنها أن تسحب البساط من تحت أقدام قيادة الحزب ولهذا السبب ونتيجة عدم إتقان الغالبية العظمى من كوادر وأعضاء الحزب للغة الفارسية فأنهم تركوا تلك الأبحاث والطروحات السياسية دون ترجمتها إلى اللغتين العربية والكردية حتى تكون بعيدة عن متناول يد أعضاء وكوادر الحزب! ولذلك فحتى الأبحاث السياسية لكورش مدرسي واللوائح السياسية التي قدمها أثناء الصراعات التي جرت داخل الحزب الإيراني قد بقيت لنفس السبب دون ترجمة. أما الشق الثاني من السؤال فلم يبقى أمام قيادة الحزب كما اشرنا فيما سبق سوى اختلاق الحجج والذرائع لتبرير وقفتهم مع الحزب الحكمتي ولذلك فإن مسرحية الخروقات الحزبية ونسف وحدة الحزب كانت من أفضل الذرائع والحجج بالنسبة لها للتهرب من تحديد موقفها الصريح من الصراعات السياسية داخل الحزب الإيراني وبالتالي حجب الحقائق عن أعضاء وكوادر ومؤيدي الحزب.

 

حجة الخروقات التظيمية ليست مبررا" منطقيا" لتغيير المسار السياسي والاجتماعي للحزب:

 

بوسع كل من تتبع نشوء الأزمة السياسية الأخيرة داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني ومسار الصراعات السياسية التي ظهرت على خلفية تلك الأزمة أن يرى بوضوح بأن مسالة الخروقات التنظيمية كانت بمثابة محور أساسي لكل التبليغات السياسية والإعلامية التي استخدمها قيادة الحزب العراقي في البداية ضد الحزب الشيوعي العمالي الإيراني وخط منصور حكمت داخل ذلك الحزب. وكان ذلك واضحا" في كل الرسائل والبيانات التي تم توجيهها من قبل ليدر الحزب والمكتب السياسي إلى الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، حيث إننا لم نرى في كل رسائلهم وبياناتهم ولا حتى جملة واحدة تؤكد على موقفهم السياسي الواضح والصريح من الخلافات السياسية الجدية بين الطرفين، ثم استخدموا فيما بعد نفس الأسلوب مع المخالفين داخل الحزب للخط الرسمي حول قضية تأييدهم لما يسمى بالحزب الحكمتي. إن تلك الحملة الإعلامية المضادة للحزب الشيوعي العمالي الإيراني والمخالفين للخط الرسمي في الحزب العراقي قد هيأت  الأرضية المناسبة لانقيادهم الأعمى وراء الجناح المنشق الذي أسس فيما بعد الحزب الحكمتي، ولا ريب في إن مثل هذا الانقياد الأعمى يدل أيضا" على مدى العجز السياسي والفكري الذي تعانيه قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي في التعاطي مع تلك الأزمة وتداعياتها المؤسفة. ولكن لندع كل ذلك جانبا"، ونرى ما حصل على ارض الواقع. لقد كانت الخلافات داخل الحزب الإيراني وباعتراف الجميع وكذلك باعتراف كلا طرفي الصراع ومن ضمنهم الحزب الشيوعي العمالي العراقي بطبيعة الحال هو خلاف سياسي والجميع يؤكدون بأن ما حصل يعتبر أخطر حادث سياسي في التاريخ السياسي المعاصر للشيوعية العمالية، ودون شك إن آثارها ستكون شاخصة على حاضر ومستقبل حركتنا وعلى نضال هذه الحركة من أجل الظفر بالسلطة السياسية وإقامة المجتمع الاشتراكي حتى أمد بعيد. وعليه فعند وجود أزمة سياسية خانقة وحصول انشقاق خطير داخل حركتنا وداخل حزب شقيق لنا، هل يجوز لنا باعتبارنا حزب شيوعي عمالي أن نعلن تأييدنا بشكل مفاجئ لإحدى طرفي ذلك الصراع حتى ولو فرضنا جدلا" بأن تلك الادعاءات المتعلقة بالخروقات التنظيمية صحيحة فعلا"!؟ دون أن يتم الوقوف عند كل تداعيات تلك الأزمة وكل أبعادها السياسية والاجتماعية والطبقية ودون أن يتم التعامل مع تلك الظاهرة السياسية الخطيرة في تاريخ حركتنا وفق جدلية ماركس التي تؤكد على ضرورة تحليل كيفية نشوء وتطور وزوال مختلف الظواهر التي تصبح بمثابة عقدة تلتقي فيها مجمل تناقضات حركتنا؟! وبذلك فإذا جعلنا طريقة ماركس في التفكير أساسا" لتحليلاتنا السياسية وإذا اردنا فهم مختلف الظواهر السياسية والاجتماعية ذات الصلة بحركتنا ونضالنا السياسي الاجتماعي والحزبي من أجل الاشتراكية فلا بد أن نفهم تلك الظواهر في علاقاتها الداخلية وكل صلاتها الخارجية واتجاهات حركة مختلف عناصرها الفاعلة، حينئذ فقط يمكننا أن نفهم تلك الظواهر من حيث مضامينها الاجتماعية والطبقية وأبعادها السياسية والفكرية، وكذلك سيكون نقدنا لها نقدا" ثوريا" ماركسيا" وكل المواقف السياسية التي يتبناها الحزب الماركسي من تلك الظواهر مواقف سياسية قائمة على الأصول والمبادئ الماركسية. فهل تعامل الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع تلك الأزمة السياسية الخطيرة داخل حركتنا وفق ذلك المنهج الماركسي؟! بكل تأكيد إن قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي لم تفعل ذلك! فعلى الرغم من تلقي حركتنا الاجتماعية والحزبية لضربة قاصمة إلا أننا لم نر لحد هذه اللحظة حتى ولو إشارة واحدة من قبل قيادة الحزب لتسليط الضوء على طبيعة الخلاف السياسي التي أدى إلى تلك الكارثة. ولذلك فليس لائقا" على الإطلاق بالنسبة لحزب سياسي ماركسي أن يعبر عن مواقفه السياسية حول المنعطفات السياسية الخطيرة داخل حركتنا بمثل هذه السذاجة السياسية. ثم إذا أخذنا المنطلقات والمبادئ الفكرية والسياسية لكلا طرفي الصراع فستصبح الصورة واضحة" لنا وسيظهر بأن كل طرف في ذلك الصراع يقف في جبهة سياسية وطبقية مختلفة تماما" عن الآخر وهذا ما يؤكد عليه الجميع أيضا". وعندما يحدد الحزب الشيوعي العمالي العراقي موقفه من هذا الصراع على أساس انتهاك طرف معين للضوابط الحزبية وضرب وحدة الحزب فقط فإن مثل هذه الحجة ليس بوسعها أن تقنع حتى صبيان المراحل الابتدائية! فما بالك بالماركسيين ودعاة الحرية والمساواة! ولذلك فعندما أعلن الحزب الشيوعي العمالي العراقي موقفه الواضح والصريح بإعلان تأييده الأعمى للحزب الحكمتي ومناشدة جماهير إيران بالالتفاف حول هذا الحزب دو أي مبرر منطقي! فأنها بهذا التأييد قد غيرت عمليا" المسار الفكري والسياسي والاجتماعي للحزب. تختفي وراء هذا التغيير دلالات سياسية وفكرية خطيرة وفي نفس الوقت غريبة عن حركتنا وطريقة تفكيرنا وتقاليدنا السياسية والنضالية حيث أن استقبالهم للحزب الحكمتي، الذي أدخل مقولات ومبادئ وأفكار سياسية على شاكلة أن الجماهير لا تريد الاشتراكية واستبعاد عملية الثورة الاجتماعية من أجندة الشيوعية العمالية وضرورة الاشتراك في الحكومة المؤقتة وطرح فكرة الحوار مع القاصي والداني في الساحة السياسية الإيرانية وتقسيم الثورة إلى مراحل متعاقبة بشكل ميكانيكي والاستيلاء على السلطة من خلال التوافقات الحزبية .. إلخ، بالهلاهل والأهازيج، فإن ذلك يعني تعرض الحزب لهجمة يمينة تهدف إلى نسف النضال الطبقي الهادف إلى الاستيلاء على السلطة السياسية بغية سحق النظام الاجتماعي البرجوازي وإقامة الاشتراكية على أنقاضه داخل حزبنا وحركتنا! كما وأنها تعني جعل النضال الطبقي للعامل والنضال الجماهيري الهادف إلى الحرية والمساواة ذيلا" للحركات البرجوازية وعنصرا" للضغط من أجل المصالح الاقتصادية والسياسية الضيقة لمختلف شرائح وفئات البرجوازية! وأنها تعني أيضا" اختزال الروح الثورية والتقاليد النضالية الجريئة ليس فقط من الطبقة العاملة وطليعتها الشيوعية العمالية وحزبها الشيوعي العمالي بل حتى من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية الراديكالية داخل المجتمع وتبديلها بالروحية الانهزامية والتوفيقية والتصالحية!!.

 

في أي اتجاه يسير الحزب الشيوعي العمالي العراقي؟!

 

إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي بتأييده للحزب الحكمتي الذي تبنى نظاما" فكريا" وسياسيا" غير ماركسيا،" بل ويمينيا" بقضه وقضيضه وتحديدا" وفق المبادئ والمنطلقات الفكرية والسياسية المؤشرة إليها أعلاه، فإن ذلك يعني أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد عرج هو الآخر نحو اليمين.. وإنني أعتقد بأنه إذا استمر هذا الحزب بتأييده لهذا الاتجاه اليمني وسار على هدى لوائحه السياسية ومنظومة أفكاره وطروحاته الآيديولوجية فلا محالة بأنه سيتحول إلى حزب يميني وعنصر فعال في إدامة السيناريو الأسود المفروض على العراق، وإنني لا أقول ذلك جزافا" حيث إننا إذا رجعنا إلى منهج ماركس في التفكير وطريقته في التحليل السياسي، فأنه يؤكد للطبقة العاملة بأنه لا يمكن لكائن من كان أن يكون اشتراكيا" بالقول ويبقى بالفعل شيء آخر والعكس صحيح أيضا".. وإن ماركس يوضح دون لبس أو إبهام بأن كل منظومة من الأفكار لا بد أن يطابقها براكتيك اجتماعي معين أو بالأحرى يولد فعل اجتماعي مطابق لها وبالمقابل فإن أية عملية اجتماعية لا بد وأن تكون منظومة من الأفكار المطابقة لها مسلطا" عليها.. وعلى هذا الأساس وبما أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد أعلن تأييده المطلق لما يسمى بالحزب الحكمتي ذات التوجهات السياسية اليمينية فهذا يعني بالضرورة بأن كل الطروحات السياسية لذلك الحزب هي طروحات للحزب الشيوعي العمالي العراقي. ومن الناحية  المنطقية أيضا" لا يمكن لحزب ماركسي أن يكون حليفا" استراتيجيا" لحزب يميني وفي نفس الوقت يبقى مدافعا" أمينا" عن قضية الاشتراكية ومناضلا" جديا" من أجل إلغاء نظام العمل المأجور، وبالضرورة فإن هذا يعني إما أن مثل ذلك الحزب هو حزب غير ماركسي وفي هذه الحالة فإن تأييده لحزب يميني سيكون أمرا" طبيعيا"، أو أن ذلك الحزب هو حزب ماركسي فلا يجوز أن يكون حليفا" استراتيجيا" لحزب يميني في أي حال من الأحوال، واعتقد بأن الحالة الأولى هي التي تناسب ما تتجه إليه حاليا" الحزب الشيوعي العمالي العراقي!

ورب سائل يسال من الذي يقول بأن طروحات الحزب الحكمتي هي طروحات يمينية، وإنني أقول حسنا" وعلى الرغم من أننا لم نسمع من قبل بمثل هذه الطروحات الغريبة داخل حركتنا الشيوعية العمالية وكذلك لم نجدها في كامل الأدب السياسي للماركسية بمختلف مراحله التاريخية سوى عند الأحزاب والمنظمات السياسية الانتهازية داخل الحركة الشيوعية العالمية وخارجها! فلماذا لا تحاول الحزب الشيوعي العمالي العراقي إثبات عدم يمينية تلك الطروحات؟! ولماذا تصر على إبقائها في طي الكتمان؟! ولماذا تخاف من إثارتها داخل تنظيماتها الحزبية؟! وعليه فإنني على يقين مطلق بأن ذلك الموقف اللامسؤول، أي تأييد الحزب الحكمتي، وصمتها على الخلافات السياسية الخطيرة داخل حركة الشيوعية العمالية! هي بحد ذاته الالتقاء مع السياسية اليمينية وسيتبعها بالضرورة، ومع كل الأسف، دخول الحزب الشيوعي العمالي العراقي كعنصر فعال في السيناريو الأسود جنبا" إلى جنب مختلف القوى والأحزاب السياسية البرجوازية في العراق.

 

‏16‏ تشرين الاول‏ 2004