نجاح الثورة الايرانية سيصــعد الحركة الثورية في العراق
عصام شكــــري
الثورة
الايرانية مندلعة منذ اكثر من 5 شهور. لقد ثارت جماهير ايران ضد اكبر نظام دموي
عرفه التاريخ المعاصر ولن يهدأ بال الجماهير قبل ان تسحق النظام الاسلامي الاجرامي
وترميه في مزبلة التاريخ تماما كما رميت الانظمة النازية والفاشية والعنصرية.
ان انتصار
ثورة جماهير ايران ودكها للجمهورية الاسلامية وتخليص المنطقة منها سيكون له اثار
مباشرة ومؤثرة على الاوضاع في العراق.
اول تلك الاثار سيكون ضعضعة نفوذ قوى الاسلام السياسي التي تدور في فلك الجمهورية الاسلامية وتقتات على موائدها وتعتاش من رواتبها واموالها واسلحتها ومتفجراتها كالتيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة والسيستاني وبقية الملالي وقادة الميليشيات. وفي نفس الوقت فان حركة الاسلام السياسي بكل اجنحتها والوانها ستنهار ويصيبها الخراب تباعا بعد ان يكون اهم ركيزة للاسلام السياسي في العالم قد انهارت بسقوط الجمهورية الاسلامية. فتحطيم الجماهير الايرانية المتمدنة لرأس هذا القطب الاجرامي سيعني ازاحة كابوس رهيب من على صدر الجماهير التحررية في العراق ايضا واول فصائله الطبقة العاملة والملايين من النساء والمساواتيين والشباب والاطفال وستطلق حينها شرارة بدء تغير الاوضاع وهذه المرة بيد الجماهير نفسها مما يؤدي حتما الى تصعيد الحركة الثورية الانسانية في العراق.
وفي الواقع، فان انهيار هذا القطب الاسلامي العالمي لن يعني ازاحة الجمهورية الاسلامية من التحكم بمصير الجماهير في ايران والعراق فحسب بل سيعني ازاحة القوى الاسلامية بكل فصائلها وتقوية ساعد وعضد الجماهير والحركة العلمانية والتحررية والمساواتية والاشتراكية والعمالية في كل ارجاء المنطقة. ومن جهة اخرى فان وضع المرأة سيشهد تغيرا جديا وستنخرط النساء في العراق بنضال جسور ضد قوى الاسلام السياسي والقوميين العشائريين وبقية القوى التي تعتاش على انتهاك انسانية المرأة وترسخ دونيتها وتحرز عليها النصر تلو النصر حتى ازاحتها بالكامل. ان مما يعزز هذا الرأي هو ان ثورة ايران الحالية هي ثورة نسوية بجدارة والمرأة فيها في طليعة قوى الجماهير الثائرة.
اليوم تمر جماهير العراق بكارثة خلقتها امريكا وحليفاتها بشن الحرب وتدمير المجتمع المدني، ولكن واقعها يزداد تدهورا ومأساة ايضا مع تصاعد صراع النفوذ والمصالح المحتدم بين الاقطاب الاسلامية والقومية الرجعية في المنطقة وتحويلهم المجتمع الى ميادين للقتل الجماعي والتفجيرات. الجمهورية الاسلامية تتحكم بشكل مباشر وغير مباشر في الاوضاع في العراق وان قوة ونفوذ الحركة الاسلامية تأتي من دعم نظام الجمهورية الاسلامية وبتواطئ حقير من جانب قوات الاحتلال الامريكي واعتبارها القوى الاسلامية المتخلفة المنصبة بالاتفاق مع ايران هم ممثلين لجماهير العراق.
يعتبر حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي الثورة الايرانية الحالية ثورة انسانية لان افاقها واهدافها وبرنامجها يساري انساني. وان تلك الافاق لن ترسم الامل والخلاص لجماهير ايران فحسب بل ستجلب البشرى والامل المشرق والانساني لجماهير منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا ، لا بل ستذهب اثارها الى دول العالم الاكثر بعدا. الا ان جماهير العراق من شماله الى جنوبه ستكون اول من يجني ثمار نجاح الثورة الايرانية وانهيار النظام الاسلامي الحاكم واقامة حكومة انسانية لا دينية ولا قومية، اولا بسبب القرب الجغرافي للبلدين وثانيا بسبب نفوذ الجمهورية الاسلامية المباشر ودعمها لحركة الاسلام السياسي بمختلف اجنحتها وتقوية الصراع الرجعي على حساب الجماهير. انهيار هذه الحكومة الوحشية في ايران سيجعل من ازلامها في العراق فئرانا مذعورة تفتش عن مخبأ يحميها. ان انتصار ثورة ايران بقيادة الحزب الشيوعي العمالي الايراني تعني انتصار المساواة الكاملة للمرأة بالرجل وتعني انتصار العامل من اجل الحرية والرفاه وتعني انتصار الشباب وتحقيقهم لسعادتهم المسلوبة وتعني طفولة هانئة وسعيدة بعيدا عن الدين والخرافات والارعاب والممارسات السادية الوحشية وتعني العلمانية وفصل الدين عن الدولة وعن التربية والتعليم وانهاء تحميق اجيال بكاملها في سبيل مصالح اقلية قليلة من ملالي (المرسيدس) اصحاب المليارات الطفيلية التي تعتاش على سفك الدماء وانتهاك انسانية الجماهير.
ندعو جماهير العراق (والعالم العربي) الى مساندة الثورة الايرانية، نشر اخبارها والترويج لانتصاراتها وفضح حملات الاجرام والقتل والتعذيب والاغتصاب التي تقوم بها اجهزة امن الجمهورية الاسلامية في سجون ايران ضد الثائرين، الاطلاع على بيانات حزبنا والحزب الشيوعي العمالي الايراني وترويجها داخل اوساط الجماهير. حزبنا الذي طالما دعى الى النهوض بوجه حركة الاسلام السياسي ليعتبر ان الوقت سانح لتقوية النضال ضد قوى الاسلام السياسي في العراق وتصعيد نضال المرأة المساواتي واخيرا الالتفاف حول حزبنا الذي يمثل امل التغيير نحو مستقبل انساني مشرق ترسمه ارادة الجماهير لا حفنة من القوى السوادء.