عصام شكــري
سنة اخرى تنقضي على جماهير العراق الغفيرة وهي تعاني من الحرب والارهاب والدمار وشظف العيش والكمد والسلب والاختطاف والاغتيالات وقطع الرؤوس. سنة اخرى تمضي وملايين العمال تنتظر في طوابير البنزين والنفط لساعات بل لايام وليال زمهرير. سنة اخرى والملايين تحمل جليكانات "حاويات" النفط بايدي متشققة مرتجفة من البرد والانهاك واجساد ذاوية جائعة وعيون غائرة قلقة. سنة اخرى تمضي والطفولة تنتهك وتذبح وتحرم حتى من اللعب والمتعة والبراءة. سنة اخرى والشباب يغرق في لجة الاستبداد "الديمقراطي" الجديد وقمع الحجاب الاسلامي ونسف محلات التسجيلات الموسيقية وحملات تحريم الفرح والحرية وأسلمة المناهج الدراسية وحملات التحميق والخرافة !!. سنة اخرى وملايين المعدمين يقتلون على ايدي القوات الامريكية "المحررة" واخوتهم "الاعداء" من ارهابيي الاسلام السياسي والبعثيين المهللين "الله واكبر" لمرأى جثث العمال وابناءهم وبناتهم وهي تحرق وتفجر.
سنة اخرى والمشهد يزداد قتامة وقوى البرجوازية تزداد اجراماً ووحشية. ملايين البشر تتهئ الى دخول عتمة حقبة اخرى من اللااستقرار واللامساواة واللاانسانية. ملايين البشر في العراق لم تذق طعم السعادة وما برحت تنتظر رحمة الاستقرار والتطبيع والخبز والكهرباء والماء النظيف والبنزين.
واليوم تبرز الحاجة أكثر من اي وقت مضى الى الاشتراكية في العراق. ان تحقيق الاشتراكية في العراق اي استيلاء العمال على السلطة السياسية واعلان الاشتراكية فوراً مهمة ضرورية وملحة وممكنة في نفس الوقت. انها ضرورية لانها تمثل الحرية والخلاص للملايين من البشر المنتج والمحروم من خيرات انتاجه وممكنة لان قوى ذلك التغيير اي الطبقة العاملة وحزبها السياسي موجودة. علينا ان نشرع اليوم ببناء الاشتراكية. ذلك يتطلب توحيد صفوف العمال والكادحين حول ممثلهم الثوري الاشتراكي في العراق الحزب الشيوعي العمالي اليساري. ان توحد العمال والكادحين والنساء والشباب وكل القوى الثورية في العراق حول البديل الثوري الاشتراكي لعظيم الاهمية للشروع بتغيير هذا الواقع.
لنجعل من عام 2005 عام الامل بالخلاص من الرأسمالية المجرمة وتحقيق الاشتراكية وانتصار الانسان وهزيمة البربرية.
لنجعل من عام 2005 عام بديل العمال والكادحين والنساء والشباب وكل الاحرار واليساريين في العراق لانهاء هذا السيناريو البرجوازي البغيض.
لنمض معاً لبناء الاشتراكية وتحقيق عالم خال من الاظطهاد والاستغلال والقمع والحرمان، عالم تسوده الحرية والمساواة والرفاه والانسانية.
وكل عام وانتم بخير.