ليست أسئلة الناس

 

عصام شكري

antisanctions@yahoo.com

 

بروباكاندا التيار اليميني تحاول ان تغطي شيوعية منصور حكمت والماركسية بالشادور الديمقراطي البرجوازي لتخفي معالمها عن الناس. ففي مقابلة معه في جريدة الشيوعية العمالية العدد 161 يسال "ليدر" الجناح اليميني كورش مدرسي بجدية وتوسل: ماذا اذا سألنا الناس من قائدكم (في الحزب)؟ كيف سنجيب؟!!.

بطبيعة الحال الجواب سهل جدا: كوروش مدرسي.

 

انا أسال: ثم ماذا؟ ماذا سيقدم ذلك؟ كيف سيحقق ذلك النصر لتلك الجماهير بعدها؟!. ماذا يفعل اسم ليدر يقول للجماهير المحتجة ارجعوا الى بيوتكم هذه ليست ثورتكم انها من تأليب اليمينيين والافضل لكم الا تشاركوا؟ وما فائدة معرفة اسم الليدر الشيوعي الفذ الذي يقول ان شعارات الجماهير الثورية والاشتراكية المنغمة بشكل حماسي من قبل العمال  في شوارع طهران قبل ايام قليلة حول الحرية والمساواة والاشتراكية والمكتوبة على لافتات حمراء هي شعارات قلة من الناس، تافهة، وليست مهمة ؟! وما اهمية ليدر يقترح وبشكل خجول الاشتراك في انتخابات حكومة غير شرعية منصبة من امريكا قائمة على قمع حرية وسعادة جماهير العراق وانتهاك مساواة وحقوق النساء بسلاسل الدبابات الامريكية والهامرات وسكاكين الاسلاميين؟ ويتسآءل بعدها: هل ستوفروا النزاهة والحرية في تلك الانتخابات ؟!! ماذا ستفعل الجماهير بمعرفة اسماء هؤلاء؟!! ماذا ستقول للعامل والمرأة والشاب اذا سألوك، ولكن اسمك غير مهم ابدا لنا، حدثنا عن سياساتك؟! منهاجك؟ خطك لنا، انها مهمة لنا. قل لنا ماذا نعمل؟ حدثنا عن كيف نقلب هذه الاوضاع؟ كيف نتخلص من الرأسمالية المجرمة؟ كيف نثور المجتمع؟ كيف نحقق عالم افضل بالاشتراكية، عالم يحقق طموحاتنا وآمالنا وحريتنا. ماذا ستجيبهم؟!!. ليدر الحزب اسمه فلان؟! ولكن طبعا تلك ليست اسئلتك. ستجيبوا اغلب الظن كما تعودتم: الان ليس وقت هذه الاسئلة. الظروف غير مناسبة "ليس هنالك ثورة". ارجعوا الى بيوتكم ودعونا "نلعب سياسة". لنصل الى السلطة اولاً. اطمأنوا!!.

 

هذا الجناج مشغول باسئلته لا بأسئلة الناس. انه يتلاعب بالجماهير ويشل قواها عن التدخل بدل ان يوحدها. انه يستعملها اليوم كعتلة لتمرير سياساته المساومة. الجماهير ومعاناتها وغضبها وثوريتها والشيوعية العمالية وراديكاليتها اصبحت كلها تؤلف منصة مناسبة ومتكأ يقف عليها هذا التيار لخدمة مساوماته ويمينيته. ان "الليدر" و"الانتخابات" و"المناورات السياسية" و"التكتيك" وغير تلك، مجتزأة بصفاقة من المنظومة الثورية الاشتراكية لمنصور حكمت ومقنونة باحكام بمفاهيم ومصالح اليمين الاجتماعي.

 

كلا أيها الليدر. ليست تلك مطامح وآمال الناس. ليست تلك اسئلتهم.