افول اليمين الامريكي المتطرف
الحل بيد الطبقة العامـلة
عصام شكـــــري
ishukri@gmail.com
ان هزيمة المحافظين الجدد وافول نظامهم العالمي لا يعني ان ايا من المرشحين القادمين يمتلكان حلا للاوضاع الكارثية القائمة. فاوباما او قيادة الحزب الديمقراطي وان بدا ذا نهج مناقض لسياسة اليمين المتطرف بقيادة جورج بوش الا ان خططه العملية لن تخرج عن الاستراتيجية العمومية لامريكا التي رسمت ابان انهيار الاتحاد السوفييتي. يركز اوباما على مبدأ الحوار مع اعداء امريكا ( الاسلام السياسي المعادي ) ولكن ليس من موقع الديمقراطي - فالرئيس السابق كلنتن لم يكن ليتخذ هذه السياسة ”المتسامحة“ في النصف الثاني من التسعينات حين اصر على ضرب العراق بالقنابل وادامة الحصار- بل من موقع الخاضع للضغط الشعبي الامريكي المعادي لسياسات العنجهية والمواجهة العسكرية لليمين الامريكي المحافظ. وربما لن يكون خاطئا الافتراض ان اوباما سيغير استراتيجيته حال وصوله للسلطة واعتماد سياسة مغايرة حين لن يكون عد اصوات الناخبين شغله الشاغل كما هي العادة في الممارسة ”الديمقراطية“. اما جون مكين فهو بحكم انتماءه الى اليمين الجمهوري—يمين رونالد ريغن وماركريت ثاتشر الثمانيني—فانه يحاول ان يديم سياسة يمينية امريكية اقل شراسة من الناحية العسكرية ( وان بدا هو الاخر ملتزما بابقاء القوات) وربما اكثر اعتمادا على اسس”الليبرالية الجديدة“ او سياسات تعزيز دور المنظمات الرأسمالية الاخطبوطية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي القائمة على فرض الفقر على مليارات من البشر من خلال سياسات السوق الحرة وضرب تدخل الدولة وفرض الشروط على منح القروض والسعي لخصخصة وسائل الانتاج والغاء منجزات الطبقة العاملة في كل مكان. ان تمرير قوانين الخصخصة وقانون النفط والغاز وبيع قطاعات واسعة من وسائل الانتاج الى القطاع الخاص وسياسة الافقار والتجويع التي تنفذها حكومة المالكي الاسلامية القومية في العراق هي جزء من تلك السياسة اليمينية المعادية للجماهير.
ان قوى البرجوازية بكل اطيافها الحاكمة والمعارضة والمحتلة التي ترتكب الاجرام والمجازر اصبحت عاجزة عن حل الاوضاع ليس من ناحية توفير الامان والطمأنينة، فالكل يشهد انعدامها، ولكن ايضا من جهة زيادة تجويع وحرمان وافقار الجماهير بدرجة فظيعة. يعتقد حزبنا بشكل راسخ بان الخطوة الاولى لانقاذ الجماهير من الوضع الكارثي الذي وضعته فيها قوى البرجوازية يعتمد بدرجة اساس على انهاض وتجسيد قوة الطبقة العاملة ليس في العراق فحسب بل على صعيد العالم ويرى ان الحل هو بيد الطبقة العاملة وقواها الاشتراكية. حزبنا ماض بحزم في طرح بدائله الانسانية امام الجماهير في العراق والمنطقة ونعتقد بان الطبقة العاملة وقواها الاشتراكية قادرة على طرح بدائلها الانسانية.
يدعو حزبنا الجماهير الى الانظمام له من اجل تعزيز صفوفه وتقوية بديله الانساني.