سنستمر في حمل
راية منصور حكمت
خطاب ريبوار احمد الى جلال الطالباني ليس
حدثاً عابراً. ليس رسالة صديق الى صديقه. وليست قطعا رسالة حزب معارض الى آخر
يعاتبه فيها على اخطاءه و"عدوانيته" ويطالب ب“طي صفحة الماضي“.
ان خطاب ريبوار احمد خطاب سياسي يعلن فيه
قائد حزب شيوعي التنازل عن النضال ضد الحركة القومية. انه خطاب التنازل عن
الاشتراكية، عن الماركسية وعن منصور حكمت وما يمثله من راديكالية. انها رسالة
مساومة ودبلوماسية، رسالة عقد الصفقات والاتفاقات الفوقية ليس مع حزب ”اخر“ من
الاحزاب بل مع احد اهم اقطاب السيناريو الاسود وركن من اركان المخطط الامريكي
في العراق—الاتحاد الوطني الكردستاني. انه خطاب قوة سياسية كانت بالامس القريب
تعتبر معادية لكل الوان البرجوازية واولها الحركة القومية واليوم تقف امام تلك
الحركة خائرة ومتعهدة بوقف النضال السياسي ضدها وتدعوها برفق الى "السلام" ومن
” طرف واحد“ .*
ان خطاب ريبوار احمد الى الحركة القومية هو
خطاب اعلان هزيمة نضال 15 سنة من عمر الشيوعية العمالية في العراق. واستسلام
منظمة شيوعية أسسها الرفيق منصور حكمت والهب في صدور نشطائها واعضاءها جذوة
التفاني من اجل الاشتراكية والثورة العمالية ومن اجل الانسانية وضرورة عالم
افضل.
لقد اعلنت قيادة التيار اليميني انها طعنت
بكل ذلك التاريخ. وبدلاً من تعميق حدة النضال ضد السيناريو الاسود وقواه واهمها
الحركة القومية والاتحاد الوطني الكردستاني تحديداً فانها اصدرت وثيقة التراجع
عن النضال ضده وعن نقده والمواجهة معه وسارت بدلا من ذلك في خطى سياسات كورش
مدرسي "الواقعية" واساليب نضاله "المتمدنة" وطرقه الدبلوماسية الناعمة ووسائل
عصياناته المدنية "المودرن". فضلت المساومة مع البرجوازية على مواجهتها وفضحها.
بين حزبنا ومنذ اليوم الاول لصدور بيان قيادة
الحزب الشيوعي العمالي المؤرخ 25-8-2004 حول تأييد ما يسمى بالحزب الحكمتي
(التيار اليميني المنشق عن حزب منصور حكمت) في الوقت الذي كان فيه الرفاق
الشيوعيين العماليين اليساريين كتلة داخل ذلك الحزب، بان تغيير مسار قيادة
الحزب الشيوعي العمالي نحو اليمين قد انجزت مهامها من الناحية النظرية. انها
بانتظار التطبيق ليس الا. كان الامر في حينها نظرياً وكانت الادلة حول ذلك
الميل اليميني غير واضحة بعد. كان الامر يتعلق باجتهادات زعيم الجناح اليميني
كورش مدرسي و"بحوثه" حول الثورة والاشتراكية وكسب السلطة السياسية عن طريق
المساومات والدبلوماسية بديلاً عن تعبئة الجماهير. وحينما شكلنا كتلة
(فراكسيون) معارض لخط القيادة اليميني قالت تلك القيادة انها محاولات تخريبية
وان ما يردده هؤلاء اوهام وخرافات ايديولوجية.
بينا ان وضع الاسس الفكرية للمنشفية داخل
حركة الشيوعية العمالية هو الخطوة الاولى في مشروع تحطيم الشيوعية العمالية وشل
حركتها في العراق. وحينما شكلنا حزبنا الشيوعي العمالي اليساري اوضحنا في
البيان التأسيسي بانه في حال استمرار الجناح اليميني في ميله هذا فانه سيتحول
بلا شك الى عقبة كأداء بوجه تحقيق الاشتراكية في العراق.
ولكن اليوم الذي لم نشأ قدومه قد حل وصحت
للاسف توقعاتنا وتوقعات رفاقنا في الحزب الشيوعي العمالي الايراني حول ذلك
الميل اليميني داخل الحركة وتحوله الى معيق بوجه الحركة الاشتراكية من خلال
تحالفه ومساوماته مع البرجوازية. بعد الاعداد النظري للميل اليميني جاءت مرحلة
التطبيق. بدأوا اولا بالمظلة البرجوازية المسماة " منظمة حرية العراق". تلك
المنظمة تجسيد عملي لسياسة المساومة وجمع رؤوس البرجوازية حول مشروع ذلك الحزب.
قالوا حول منظمة حرية العراق :" لم لا؟ من
الممكن ان تحقق القوى المؤتلفة معنا تحت هذه المظلة (اي قوى البرجوازية القومية
العربية والكردية تحديدا) الحكومة العلمانية وتطرد القوات الامريكية من
العراق". الامر رغم كونه من الناحية الشكلية يبدو ساذجاً وطفولياً الا ان
محتواه ليس كذلك. انه يحوي يمينية وانتهازية كبيرتين مناسبتين لميل ذلك التيار.
اصبحت منظمة حرية العراق في الحقيقة الغطاء الاول لما يدافعون عنها ك" برجوازية
علمانية" في العراق كمبرر للتحالف مع القوى القومية وللوصول بواسطتهم الى
السلطة وبشكل مختلف تماماً عن مفهوم الوصول الى السلطة بالثورة او العمل
الثوري بين الجماهير وبقوتها.
هكذا تم تزوير ابحاث منصور حكمت حول ”الحزب
والسلطة السياسية"؛ لكيما تطلق اياديهم لعقد الصفقات وتبادل الرسائل
الدبلوماسية والتلميحات مع البرجوازية. ولكن البرجوازية غالبا ما تزدري هكذا
قوى بلا رصيد او قوة. وغالبا ما ينتهي الامر برميها واقصاءها خارج اطار
تحالفاتها.
في الوقت الذي يتخلى فيه ذلك الحزب عن خط
منصور حكمت وعن الاشتراكية ويسير قدماً في طريق المساومات وعقد الصفقات مع
البرجوازية واقطاب السيناريو الاسود يزداد حزبنا تمسكاً بمبادئ الشيوعية
العمالية الثورية والنضال الشامل ضد البرجوازية وتحقيق الاشتراكية.
وفي نفس الوقت الذي نشهد فيه توغل حزب
ريبوار احمد في عمق اليمين فاننا نؤكد على ان حزبنا الجديد قد عقد العزم على
حمل راية منصور حكمت الثورية الاشتراكية والدفاع عنها ازاء هذا التراجع
والهزيمة. ندعو جماهير العمال والكادحين وكل الشيوعيين والاشتراكيين واليساريين
وجميع الاحرار والمعترضين على الرأسمالية الى الانظمام الى حزبنا وتشديد نضالنا
الاشتراكي من اجل الحرية والمساواة، من اجل الاشتراكية وعالم افضل.
----------------------------------------------------
* صرح بعض قياديي حزب ريبوار بان العدو
الاساسي اليوم هو الاسلام السياسي. ذلك من اجل تبرير مواقفهم التساومية
والمتراجعة من الحركة القومية الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني تحديداً
تمهيدا لتطبيق سياسة التوافقات والمساومة.