حلول اليمين الامريكي لازمته في العراق
وبديل الشيوعية العمالية
عصام شكــري
بينما تتعمق ازمة الوجود الامريكي في العراق نتيجة ازدياد وتيرة الصراع الارهابي بين الدولة الامريكية وقوى الاسلام السياسي الارهابية المعادية لها يشتد اوار الصراع السياسي داخل معسكر البرجوازية الامريكية نفسه في اقتراح الحلول. فقد تقدم 4 اعضاء من مجلس الشيوخ الامريكي ، وفي خطوة جديدة، من الحكومة ألامريكية والبنتاغون بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية بعد ازدياد خسارئرها بشكل كبير خلال الاشهر الماضية. وبطبيعة الحال فان معارضة بعض اطراف البرجوازية الامريكية في الكونغرس للوجود العسكري الامريكي في العراق وضرورة وضع حد له لا يأتي بسبب انسانية هذه القوى وسموها الاخلاقي ولا حتى خوفا على ارواح جنودهم وهي التي لم تتوان لحظة عن المصادقة على قرارات قتل مئآت الالاف من البشر من اجل تنفيذ مشروع ادارة بوش - النظام العالمي الجديد، بل بسبب رغبتهم تحديدا بحماية تلك السياسية اليمينية من نفسها ومن المأزق الجدي الذي تواجهه. ان المطالبين بخروج القوات الامريكية او جدولة انسحابها يرمون الى الحفاظ على الحكومة اليمينية وانقاذ سياساتها الخارجية من الغرق والحفاظ على موقعيتها العالمية واحكام قبضتها داخل المجتمع الامريكي. لقد بذلت الادارة اليمينية لبوش سابقا وكما هو معروف جهودا دبلوماسية من اجل ايقاف التدهور الحاصل في العراق بعد الفشل الذي وجهته البرجوازية العشائرية الطائفية المؤتلفة في الحكومة في الالتئام والانسجام وانهاء " الارهاب الاسلامي المعادي لامريكا". فقد تم ارسال السيدة كغوندالسيا رايس وزيرة الخارجية والتي حاولت.ان تحذر من مغبة عدم اشراك القوى البرجوازية المعادية للامريكيين مما يسمى " لعرب السنة" و"اقترحت" اشراك 17 نائبا سنيا في اللجنة الطائفية لكتابة الدستور وقبلها ارسل وزير الدفاع وفي زيارة مفاجئة من اجل تحذير حكومة الجعفري من محاربة البعثيين الخ. كل تلك المحاولات تدل بما لا يدع مجال للشك بان الولايات المتحدة تحاول انهاء مسلسل فقدانها للسيطرة على الاوضاع على العراق وخسائرها المستمرة فيه والدمار الشامل الذي سببته للجماهير والمجتمع وعن طريق الايغال في عملية التفتيت الطائفي والمذهبي والعشائري في العراق. اليوم المجتمع في العراق يعاني من اكبر مأساة تعيشها الجماهير بسبب التدخل الامريكي والحرب الدموية والمدمرة التي قاموا بها. وما يهمنا اليوم كقوة اشتراكية في العراق هو تعبئة القوى المحلية منها والعالمية والجماهير من اجل اخراج القوات الامريكية ونزع سلاح القوى الاسلامية والعشائرية - القومية التي سببت الدمار والقتل من خلال صراعها الرجعي الدموي مع القوات الامريكية. نبغي القول بان ما تقوم به امريكا وما يطرح من مشاريع ان من قبل وزيرة الخارجية رايس وان من قبل قادة اليمين من امثال وزير الدفاع وان من خلال اعضاء الكونغرس الامريكي وحتى من قبل بوش نفسه والاحراج المستمر الذي يواجهه يؤكد بان طرح خروج القوات الامريكية من العراق من قبل حزبنا وبشرط متزامن مع نزع سلاح القوى الاسلامية والقومية المتحكمة بحياة وأمن الجماهير وباحلال قوة اممية بديلة للاحتلال الامريكي (ليست مشتركة في الجريمة ضد الجماهير او تنتمي الى الدول الاسلامية) يعد حلاً واستراتيجية واقعية ستضع حلاً واقعيا لانهاء السيناريو الاسود. ان من يتصور ان ذلك الحل صعب التحقيق وغير واقعي، عليه الدفاع عن وحشية سقوط مئات الالاف من الضحايا الابرياء من الجماهير بالمفخخات الاسلامية الارهابية والقصف الامريكي الوحشي على المدن يوميا وان يجيب بشكل مقنع على سؤال الناس اليومي المستمر بلا انقطاع: الى متى هذا الاجرام ؟ نحن ندعو كافة الجماهير الى استغلال الفرصة وتبني موقف حزبنا الانساني والذي يبغي توفير بيئة آمنة ومناخ سلمي لا من اجل استمرار الحياة الطبيعية للملايين من الاطفال والشباب والنساء والرجال في العراق فحسب بل لاحداث تغييرات سياسية جذرية من خلال اطلاق ارادة الجماهير وتأمين حريتها الكاملة في انتخاب سلطتها السياسية بعيدا عن صراع الارهابيين القتلة في العراق: الولايات المتحدة والاسلام السياسي.