مجزرة أمريكا في العراق
عصام شكـــري
ishukri@gmail.com
ذكر مركز استطلاعات الرأي Opinion Research Business ان واحدة من كل خمسة عائلات عراقية قد فقدت واحدا على الاقل من افرادها بين اذار عام 2003 واب 2007. وقدر المركز عدد القتلى بين اذار 2003 وآب 2007 بمليون و33 الف قتيل مستبعدا الوفيات بسبب الشيخوخة. وحدد المركز ان عدد القتلى يتراوح بين 946 الف ومليون و33 الف. رقم مفجع وفظيع. مليون قتيل خلال 4 سنوات من حرب امريكا في العراق. رقم يفوق قدرة مخيلة أي انسان على تصور جثث مليون انسان متراكمة فوق بعضها. مليون قتيل بالنسبة للحكومات الغربية ولامريكا ولاعوانهم من الميليشيات الاسلامية والقومية الحاكمة مجرد رقم. الا ان الامر ليس كذلك. ان قتل مليون انسان ليس مجرد رقم. انه جريمة وحشية ضد كل البشرية. انه عار على جبين الطبقة البرجوازية وعلى النظام الرأسمالي الدموي الذي تحميه. فهؤلاء المليون لم يقتلوا بفعل فيضان او اعصار او بركان مدمر. ان قتل مليون انسان في العراق كان قراراً واعياً اتخذته القوى الحاكمة في امريكا وبريطانيا والغرب عن عمد وسابق تخطيط.قبل 4 سنوات اجتمع الكونغرس الامريكي وتقدم القائد العام للقوات المسلحة الرئيس الامريكي جورج بوش له بقرار شن الحرب على العراق وتم التصويت بالموافقة. كل عضو في الكونجرس الامريكي عرف ان ثمة الاف من الابرياء في العراق ستقتل بلا سبب. تم التصويت على قتل مليون انسان وباكثر الاشكال ديمقراطية.
هذه الجريمة تستدعي المحاسبة. يجب ان يسحب جورج بوش وكل قادة الجيش الامريكي ويحاكموا على هذه الجريمة. يجب ان يسحب توني بلير ومعه قادة الجيش البريطاني وكل من اتخذ قرار شن هذه الحرب وقتل هذه العدد المهول من البشر. يجب عدم السكوت على تلك الجريمة وابرازها. يجب رفع صور الضحايا وتذكرهم. انها جريمة نظام المحافظين الجدد والطبقة البرجوازية الامريكية والغربية ضد الملايين من العمال والكادحين في العراق.
ان جماهير العراق ولعقدين لم ترتكب اي جريمة تستحق عليها هذه المجزرة.
فهي لم تدخل الكويت ولم تستول على ابار نفط الكويت ولم تدمرها ولم تفتح انابيبها في مياه الخليج.الا ان جورج بوش واليمين الامريكي اصرا على ارتكاب هذه المجزرة البشعة التي ادت فوق قتل اكثر من مليون مدني الى جرح واعاقة وتشريد ملايين اخرى وتيتم الاطفال ومعاناتهم. ان مرتكبي هذه المجزرة الوحشية لم يكتفوا بتدمير حياة الناس ولكنهم دمروا المجتمع المدني ايضا. اطاحوا بحقوق المرأة والشباب. تم اغراق المجتمع بالملالي والمشايخ الذين اتوا بهم من طهران وقم والسعودية والدول المتخلفة والرجعية التي تحكمها قوى الاسلام السياسي ليقرروا مصير المجتمع المتمدن. خلق الساسة الامريكان وضعا بشعا مريراً بالتحالف مع اعوانهم من القوى الاسلامية والقومية في العراق. تلك القوى الرجعية تتحدث اليوم بكل وقاحة عن حقوق الانسان بينما تنهال ارقام القتلى والجرحى والمعاقين والمشردين والمهجرين في العراق. لا يجروأ احد من هؤلاء على البوح بهذه الارقام المفزعة او جواب اسبابها لانهم مشاركين في الجريمة. في القريب سيذهب زعيم المحافظين الجدد جورج بوش الذي سببت سياساته هذا الدمار والتي لم تكن له حرب العراق سوى صفقة اعمالBusiness درت عليه مليارات الدولار بينما الملايين من البشر سيظل يتذكر بـالم ومرارة هذه المجزرة المستمرة منذ 4 سنوات.