موسى حسين المضحي للاشتراكية
عصام شكــــري
ishukri@gmail.com
ان الذي اغتال موسى حسين اراد اغتيال حلم الجماهير في الحرية والمساواة والامان والرفاه والتحرر الانساني من الاستغلال والظيم. لن تستطيع الرجعية مهما ارهبت وقتلت ان تغتال امل الجماهير بحياة افضل.
موسى حسين كان ناشطا اشتراكيا من اجل تلك المبادئ، انساناً جريئا ودائم النقد والعمل ضد التمييز واللا مساواة بين البشر وضد الاظطهاد. موسى حسين كان نصيرا ومناضلا من اجل حرية ومساواة المرأة. موسى حسين كان شيوعيا صلباً لا يهاب.
يسجل لموسى حسين دوره الاساسي في دفاع الحزب عن البطاقة التموينية ضد محاولة البرجوازية الحاكمة تجويع وافقار الجماهير. كان المبادر لها من خلال طرحه فكرة زيادة كمية الرز وبعض المواد الاساسية في الحصة التموينية. كان موسى دائم التفكير في معاناة الناس، يفكر كيف يستطيع ان يعمل كشيوعي بين صفوفهم من اجل تحسين حياتهم ورفع مستوى معيشتهم وزيادة رفاههم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ولقمة معيشتهم وحياتهم المادية والمعنوية.
موسى حسين كان انسانا اجتماعيا، احبه الناس في كركوك. له علاقات اجتماعية عريضة مع القوى السياسية والاجتماعية والشخصيات ومع العمال والكادحين. كان يذهب الى مدارس الاطفال والى صفوفهم الدراسية ويتحدث مع معلماتهم ، يتطلع الى طاولاتهم والى كتبهم ويحاول ان يجد طريقة لتحسين حياتهم. استطاع موسى ان يغير حياة الجماهير في حي التضامن وعموم مدينة كركوك نحو الافضل من خلال تصديه لموضوع استلام حصة الغاز ومن اجل انشاء المتنزهات والمناطق الخضراء داخل المحلات السكنية وتبليط الشوارع المتربة والموحلة وتحسين وضع الطبقة العاملة والمحرومين. كان لموسى علاقات رفاقية مع قادة عمال نفط الشمال.
من المسؤول عن قتل موسى حسين؟
ان المسؤول عن كل ما يحصل في العراق اليوم من مجازر ومآسي وانعدام أمان وخوف هم القوى البرجوازية اليمينية الرجعية التي جلبت الامريكان ودفعتهم الى احتلال العراق وتدميره واطلاق هذه الشراذم والعصابات الاسلامية والقومية التي تعبث بامن ورفاه وحياة الناس.
ان الرفيق موسى حسين المناضل الشيوعي هو واحد من ضحايا الجماهير التي اعلنت التقارير الدولية عن سقوطها بسبب الاحتلال الامريكي االبريطاني ( تقرير معهد جون هوبكنز الذي نشر منذ فترة ) وقدرته بحوالي 600 الف قتيل مدني. من االمؤكد ان ذلك الرقم قد وصل اليوم الى المليون قتيل. رقم مرعب. وصمة عار على جبين البرجوازية وقواها البربرية. مليون (1,000,000) انسان والعديد منهم من الاطفال قتلوا منذ ان احتل جيش جورج بوش المجرم العراق فاسحا المجال لكل الشراذم الاسلامية والقومية العشائرية والرجعيين من كل لون وشكل مطلقين اياديهم كالمجانين تعبث بحياة الناس وامنهم ولقمة معيشتهم. كل تلك القوى تتلطخ اياديها بدماء الضحايا وهي مسؤولة عن التسبب بقتل الابرياء وتحطيم مدنية المجتمع وتشريد اطفاله وتهجير الملايين من افراده الى الداخل والخارج.
ان اصابع الاتهام في جريمة قتل موسى حسين تتجه الى قوى الاسلام السياسي. ان تلك القوى وان كانت هزيلة وكالحة وضعيفة الا انها اجرامية وبربرية. انها مسؤولة عن قتل الرفيق موسى حسين الشعلة المتقدة من الحماس لان موسى كان ينتقدها ويكشف كذبها وهذياناتها للجماهير.ولكن حزبنا لن يسكت عن تلك القوى الرجعية وسيقف لها بالمرصاد ولن يهدأ لنا بال الا بازاحتها من على صدر المجتمع وارجاعها الى جحورها . اما السلطات الحاكمة اليوم فهي ليست باكثر من جزء من قوى السيناريو الاسود السائدة في العراق ، تلك القوى التي جلبتها امريكا—ليس مهما ان كانت داخل السلطة السياسية او خارجها. تلك القوى معادية للانسانية ولمصلحة الجماهير فقد دمرت المجتمع المدني وافقدت الناس امانهم واطلقت الدين والقومية وكل المشاعر المنحطة بين صفوفهم من اجل ان تستفيد هي. لقد سببت تلك القوى بمقتل وتدمير حياة مئات الالاف من البشر.
ان مدينة كركوك شاهد حي ونموذج صارخ على مشروع تلك القوى اليمينية لجماهير العراق. زيارة خاطفة الى مدينة كركوك تكفي لنرى حجم المأساة التي يعيشها الناس. في تلك المدينة ليس ثمة امان او استقرار او رفاه اقتصادي، ليس ثمة شئ الا النهب والسلب وتقاسم المغانم ونهش القوى الاسلامية و القومية والاثنية الرجعية لبعضها البعض من اجل الحصول على حصص النفط والغاز وتقسيم المناطق اثنيا وقوميا وعرقيا ودينيا وطائفيا وتزعم الميليشيات الرجعية وبث الافكار الحقيرة حول تبعية الانسان لقومية او طائفة محددة واستنكافه من القومية والطائفة الاخرى وفخره بالانتماء لها: لقد رسخوا افكار عنصرية حاقدة حول تبعية المناطق لهذا الطرف او ذاك وبتوجيه القوى المحتلة للعراق: مناطق كردية وعربية وتركمانية وشيعية وسنية وعشائرية...الخ. وتحولت كركوك على ايدي هؤلاء الى مدينة مليئة بالاحقاد وبالخنادق التي تقسم الجماهير وهمياً، مليئة بالاسلاميين والقوميين الفاشيين؛ رسخوا تقسيم المجتمع بدلا من مواطنين الى كرد، عرب، تركمان، اشوريين، الخ ، رؤساء عشائر متخلفين وقابضين للاموال لكل موقف يتخذون. لقد حلت معاداة المدنية و القيم العشائرية والدينية المتخلفة محل التمدن والمواطنة وتدهور وضع المرأة والشباب وعموم المجتمع المدني في كركوك.
لقد كان الرفيق موسى مدافعا عن مدنية مجتمع كركوك وانسانية اهالي كركوك. لقد قررت القوى الاسلامية والقومية التي لا يتفق وجود صوت تحرري وانساني مع مصالحها ان تقتل موسى وبتشف واضح. موسى كان يحز في خاصرة تلك القوى الرجعية واللا انسانية ويقض مضجعها.
الى القوى الاسلامية والرجعية: انتبهوا !
اقول لتلك القوى انتهبوا.! من دم موسى سيخرج مائة موسى في كركوك وفي العراق سيظهر الالاف من امثال موسى. شوارع العراق ومدنه ومعامله مليئة بالشيوعيين والتقدميين والانسانيين وانا على يقين بان القوى الانسانية والاشتراكية والتحررية ستنتصر على القوى الرجعية الارهابية والمعادية للبشر. علينا النضال ولم الصفوف والدفاع عن الانسانية ورفع راية الاشتراكية والمساواة.
ان ارجاع المجتمع الى الوضع الطبيعي هو نهجنا السياسي اليوم. ان ستراتيجيتنا للمرحلة الحالية تتحدث عن السبيل لارجاع المجتمع الى وضع طبيعي. ان ستراتيجية حزبنا تخط المسار لارجاع المجتمع الى الامان والطمأنينة . نريد للجماهير ان تعيش كبشر؛ الاطفال يذهبون الى المدرسة بامان وطمأنينة، الناس تذهب الى عملها في امان، الاحزاب تتنافس بحرية وفي اجواء خالية من الارهاب والقتل والاسلحة والاحتلال، المجتمع مدني ويقوم على اساس المواطنية ولا مكان فيه للتعريفات القومية والعرقية والدينية والمذهبية الحاقدة والعنصرية، مجتمع طبيعي يعني مجتمع لا تعبث بامنه قوات احتلال جرارة تخيم في معسكرات بالاف الكيلومترات، مجتمع لا تجوبه سيارات الميليشيات المسلحة تسرح وتمرح في المدينة بينما توجه مدافعها الرشاشة في وجوه الجماهير الخائفة المتوجسة. ان تلك اوضاع اجرامية وغير طبيعية: الشوارع محطمة، سيارات مفخخة تنفجر في الاسواق الشعبية مخلفة مئات القتلى. خدمات معدومة، جوع وفقر وحرمان. لا يمكن السكوت عن هكذا اوضاع. ناضل موسى حسين من اجل تغيير تلك الاوضاع وقلبها.
ان تغيير هذه الاوضاع منوط بقوى يسار المجتمع وبالشيوعيين. ان القوى الحالية المسيطرة غير قادرة الا على اعادة انتاج الارهاب والنهب والسلب والقيم الرجعية. أدعو الجماهير الى الانخراط في العمل معنا ضد تلك القوى من اجل تغيير هذه الاوضاع. ان بقاء تلك القوى الاسلامية في السلطة مع اعوانهم القوميين الذين يتقاسمون المغانم والارباح والنفط والاراضي والاسلحة يعني ان هذه الاوضاع ستستمر بل وستتدهور اكثر فاكثر. تلك القوى لا تستطيع ان تقيم دولة لان المواطنة وقيمها ليست في مصلحتها. ان مصالحها القومية والمذهبية والاسلامية تقف عقبة ولن تستطيع ان تتخلص منها. ان تقسيم المجتمع اثنيا ودينيا يصب في مصالحها لانه يفتت الجماهير.
ادعو الى بديل اخر. بديل اصيل ولا يركن الناس جانبا. بديل يطلق قوى الناس والجماهير والعمال . كيف نحقق هذا البديل؟ بتقوية الحركة الاشتراكية، تقوية الشيوعية العمالية، تقوية الحركة والاعتراضات العمالية، تقوية الاعتراضات الطلابية، استنهاض الاعتراضات النسوية، نقد الرأسمالية باستخدام الماركسية، تلك الحركات ستقوي الميل العلماني في المجتمع، الميل العلماني والمدني والشيوعي الاشتراكي سيرجع المجتمع الى حالة طبيعية ويزيح القوى الرجعية من دينية وقومية ويرجعها الى اوكارها. علينا تقوية الحركة المدنية في هذا المجتمع. في مجتمع مدينة كركوك وفي مجتمع البصرة والعمارة والسليمانية وبغداد وكل العراق. علينا ان نحافظ على انسانية ووحدة الجماهير وخاصة كركوك. ادعو الجماهير الى الاشتراك معنا والانتماء لحزبنا. فهذا هو تصورنا. انه نهجنا وبرنامجنا.
شوكة الجماهير لن تكسر
شوكة الجماهير لن تكسر، لا بقتل موسى ولا بقتل اي منا. نحن حزب اشتراكي يسعى من اجل تحقيق الاشتراكية في العراق واعتلاء الحركة الانسانية للمنصة. انني على يقين بان حركتنا ماضية للامام ولن يزيدنا قتل موسى الا اصرارا على المضي بقوة. حزبنا سيقوى والاشتراكية ستقوى واليسار سيقوى بوجود ونضال الاشتراكيين وان القوى الارهابية تضعف لانها تلجأ للارهاب ولولا ضعفها وتراجعها لما استعملت الارهاب والاغتيال السياسي. انه دليل الجبن والتراجع الاجتماعي.
الحرية السياسية غير المشروطة وغير المقيدة
ان حزبنا يقف الى جانب شعار الحرية السياسية غير المقيدة وغير المشروطة لكل الاحزاب والقوى السياسية. هذا هو مطلب برنامجنا. اليوم فان قوى الاسلام السياسي تمتلك طابع ارهابي واجرامي ضمن اطار اجتماعي وسياسي مشخص ومحدد. ان هذا الاطار هو صراع قوتين ارهابيتين مجرميتين في المجتمع العراقي: ارهاب الجيش الامريكي وارهاب الاسلام السياسي والقوى الرجعية القومية. عندما نتحدث عن الحرية السياسية غير المشروطة او المقيدة فاننا نتحدث عن مجتمع يسوده وضع طبيعي. لو جئنا للسلطة فاننا سنفسح اوسع المجال للحريات السياسية والمدنية، للجماهير بان تعيش في مجتمع مدني وامن، سنمنع اظطهاد المرأة واستعبادها ونشرع القوانين المساواتية العصرية للنساء وللعمال وبكل الاشكال. ان الاوضاع الحالية هي اوضاع نزال وصراع بين معسكري الارهاب للدولة الامريكية من جهة ولقوى الاسلام السياسي من جهة اخرى والجماهير في العراق تدفع فاتورة هذا الصراع على المصالح والنفوذ بدمها ومعاناتها. ان دفع قوى الاسلام السياسي الى الوراء يتطلب النضال ضد هذه القوى لا من طرف معسكر امريكا وقطب ارهاب دول الغرب بل من خندق الجماهير.
جرائم الجيش الامريكي والاسلام السياسي
يمتلك الجيش الامريكي سجلا حافلا من الاجرام وهذه عينة بسيطة : في نهاية الحرب العالمية الثانية ضرب طيران الجيش الامريكي مدينتي هيروشيما وناكازاكي بالقنبلة الذرية وقتل قرابة 150,000 مدني ياباني . وفي حرب فييتنام بين عامي 1965 و 1975 قتل الجيش الامريكي قرابة 3,700,000 انسان فيتنامي - ثلاثة ملايين وسبعمائة الف انسان— و58,000 جندي امريكي وحرق ملايين الهكتارات من المزارع بالقنابل الفسفورية والنابالم وفي الحصار الاقتصادي على العراق قتل 1,500,000 مليون ونصف المليون انسان برئ لادخل لهم باحتلال نظام البعث للكويت ولا باحتلال ابار النفط وفي 2003 ولحد هذه اللحظة قتل الجيش الامريكي او تسبب بقتل 1,000,000 مدني عراقي فيما جورج بوش يصرخ بكذب :اسلحة الدمار الشامل ، الديمقراطية، حقوق الانسان! وهو اليوم يرقص فرحا بجرائمه مع شيوخ السعودية !.
هذا الجيش المجرم من يقابله من في العراق؟ تقابله قوى رجعية اسلامية وطائفية (خلقها الامريكيون انفسهم خلال حربهم الباردة مع السوفييت) تحاول فرض شريعة عمرها 1400 سنة على الجماهير المتمدنة. قوى لا يهمها قتل الابرياء والاطفال من اجل نفوذها وسطوتها. لسنا معنيين باقناع القوى الاجرامية سواء اسلامية او امريكية ، محلية او عالمية بمبادئنا واهدافنا بل ان منهجنا هو النضال ضدها من خلال تعبئة قوى الجماهير،.من خلال تنظيم صفوفهم وتصعيد الحركة الاعتراضية واليسار. فان الطرفين لن يجدا لهما مكانا. ولو استطاعت تلك القوى اليوم شراء المرتزقة والازلام والدفع لهم فانه في ظرف امن وطبيعي لن يجدوا احدا لشراءه والقيام بالارهاب. علينا النضال من اجل ارجاع المجتمع الى الحالة الطبيعية من خلال التصدي لكلا قوتي الارهاب.
الحركة الاشتراكية واليسار: لا تراجع ، الى الامام !
ان تقوية الصف العلماني والتحرري والاشتراكي هو الذي سيؤدي الى اضعاف قوى الاسلام السياسي وجبهة امريكا وكل الرجعيين وبالنتيجة صعود الحركة المدنية وانتصارها في العراق. ان تلك المهمة ملقاة على اكتاف الشيوعيين العماليين وعموم اليسار والاشتراكيين وكل التحرريين. للحركة اليسارية والشيوعية اقول لا تراجع، الى الامام من اجل تقوية اليسار والشيوعية وانتصارهما.
الخلود لموسى ولكل من ضحى بحياته من اجل الاشتراكية
ناضل موسى حسين في طريق نصرة الجماهير وتحررها من الاستغلال والحرمان والجوع وانعدام الامان واللامساواة. انظم موسى الى قائمة العمال المناضلين من اجل الاشتراكية والمضحين بحياتهم من اجلها.
الخلود للرفيق العزيز ولكل الاشتراكيين الشرفاء ونعاهدكم على الاستمرار في تحقيق مبادئكم النبيلة من اجل انتصار الثورة الاشتراكية.
من اجل انتصار الانسانية على البربرية.