حول الوضع الخطير في ديالى
الدولة العلمانية
هي الجــــــواب
عصام شكـــري
الوضع في ديالى وتحديدا بعقوبة خطير جدا. تزداد
الصراعات الطائفية بين الميليشيات المهيمنة على مدن بعقوبة وخانقين وبلدروز وغيرها
وتنذر باوخم العواقب في حالة عدم تداركها وايقافها فورا.
ان التأجيج الطائفي ليس سببه الجماهير بل الميليشيات الحاكمة
بشقيها الاسلام السياسي الشيعي والاسلام السياسي السني من جهة والبيشمركة التابعة
للقوميين الكرد في كردستان من جهة اخرى. اضافة الى كل هؤلاء فان وحوش دولة العراق
الاسلامية وقطاع الطرق من تنظيمات القاعدة يحاولان ان يدمرا الوضع الامني الهش
ويقومون بعمليات ارهابية ونشر الفكر الطائفي والضرب على وتر ”الشيعة الروافض“ وفي
حين يقوم الطرف الاخر مدعوما من الجمهورية الاسلامية بالضرب على وتر”التكفيريين
السنة“ وهكذا دواليك. صراع بين قوى دينية وطائفية في منتهى الحقارة والرجعية
والدموية.
ان كل الاطراف في الحكومة الحالية وبظمنها القائمة العراقية
(التي تدعي العلمانية كذبا ولكن لها ضلع في تأجيج الصراع الطائفي ايضا بجانبه
السني) برئاسة اياد علاوي وجماعته من القوميين – البعثيين - الاسلاميين السنة،
والمتورطين انفسهم بالارهاب والذين يزداد نفوذهم برئاسة طارق الهاشمي وصالح المطلك،
بالاضافة الى القوميين الكرد من بيشمركة الاتحاد الوطني والبارتي، والذين يدقون
باستمرار على وتر المشاعر القومية لتأجيج الاحقاد والصراعات في المناطق ”المتنازع
عليها“ وطبعا فصيل الاسلام السياسي الشيعي الاكبر المشكل لحكومة المالكي؛ الدعوة
والمجلس والتيار الصدري التي يحرك خيوطها المرشد الاعلى علي خامنئي والسفارة
الامريكية، كل هذه الاطراف مسؤولة عن المجزرة الطائفية التي يجري التحضير لها في
ديالى وكل العراق. انهم كلهم مسؤولين. ان محاولة الكتلة العراقية النأي بنفسها
بادعاء الانسحاب هو في الواقع محاولة للتنصل من المجازر التي هي احد الاطراف
المحفزة لها.
هذه القوى بمجملها لا تستطيع ان تتنفس دون طائفية و اسلام و
قومية وتفتيت مظطرد للمجتمع. ببساطة لا تستطيع. قلناها وسنقولها مئات المرات. هذه
القوى لا تستطيع. عاجزة. لا المالكي ولا علاوي ولا البرزاني ولا النجيفي ولا المطلك
ولا الهاشمي ولا الصدر ولا الحكيم يستطيعون الكلام دون ان يقولوا اخواننا الشيعة،
واخواننا السنة، والمكون الفلاني والمكون العلاني والموزاييك والفسفيساء وغيرها من
الترهات والسخافات. لان ماهيتهم السياسية قائمة ومستندة على الدين والطائفية
والقومية. ان قادتهم وشخوصهم هم مجرد منفذين لسياسات كتلهم الدينية والطائفية وليس
لديهم اي قدرة خارج تلك المؤسسات.
بهذا المنظور السياسي الرجعي لا ينظر هؤلاء
للناس كمواطنين، او افراد لديهم حقوق فردية ومدنية اجتماعية، بل كاتباع ديانات او
طوائف او قوميات، كتل دينية وقومية متحركة حسب مشيئتهم كبيادق الشطرنج ليثيروا في
قلوب الناس احط المشاعر الحاقدة. لم لا ؟ انهم يقتلون الاطفال لان اهلهم شيعة او
سنة او كرد او عرب او تركمان او يزيديين او مسيحيين او صابئة. نعم يقتلون اطفال
بسبب الدين والطائفة والقومية، اي نذالة واي انحطاط.
الحل الوحيد يكمن في التخلص منهم. كنسهم. لا حل اخر. هذا
الكابوس الديني الطائفي الدموي المسلط على رؤوس الملايين من البشر في العراق يجب ان
ينتهي باسقاط هؤلاء وتأسيس دولة علمانية اي دولة تفصل الدين عن كل مؤسساتها وترجع
الدين الى مكانه كشأن شخصي تعبدي فردي.