وداعاً يا رفيق
عصام شكــــري
ishukri@gmail.com
نعم كنت اعرف كم كنت تشعر بالقلق إزاء العمال، ومدى عمق مشاعرك بعدالة
قضيتهم، مدى ابتعادك كشخص عن اخلاقيات ونفاق اعداء الاشتراكية والمغلفين
جيداً، وكم كنت تمقت تكلفهم وتلونهم في كل منعطف. كيف احببت الحرية
والمساواة ، للآخرين قبل نفسك. ولكن قبل كل شيء كم كنت نصيراً للشيوعية
وللانسانية، ولتحرير البشر من الاستغلال والاستبداد والرأسمالية، كم مرة
قلت لي فيها ولرفاقك بانك ستموت واقفا كشيوعي (هذوله احنا الشيوعيين..).
اشهد انك لم تستلم ابداً لضغوط الفاقة والمرض، ولم تلحق بك الهزيمة. أشهد
بانك اتيت الى اجتماع اللجنة المركزية على كرسي المستشفى المتحرك، والمغذي
في شريانك، كنت منهكا جدا، ولكنك اتيت ووقفت متكئا على الطاولة لتلقي بصوتك
المجلجل قصيدة "عمي منصور...". الكل أحب اشعارك الجنوبية المتدفقة
الصادقة...
سيذكر
كثيرون كم كنت رجلا أمينا،
شيوعيا أصيلا، ابو اثير الذي لم يخش اعداء العمال، الذي لم يساوره الشك في
النجاح والتقدم، الذي ظل يقول علينا ان نحاول ونحاول ونحاول ولا نستسلم.
كنت تتحلى بشئ خاص بك، بتواضع وبساطة ويصوت عالٍ، حين تتحدث همسا
وحين تلقي الاهازيج تشد بها من ازر العمال وتقوي عزيمتهم.. وتمنحهم االامل
والقوة.
ستبقى حياً يا ابو اثير في ضمائر رفاقك... وداعاً أيها العامل...وداعاً يا
رفيق...