كلام الاكاديميين البارد غير الانساني
عصام شكـري
ا
لعديد من الاكاديميين والاقتصاديين واساتذة الجامعات يتحدثون عن البطالة بشكل بارد
خالي من كل انسانية. ولكن الواقع هو ان كلامهم ليس بارد وانشائي
بسبب اكاديميتهم وعلميتهم المزعومة بل لانه يهدف الى خدمة السلطة. انهم ( اغلبهم
على اية حال )يريدون نصح السلطة بالقول انتبهوا ايها السادة فان البطالة قد تؤذيكم،
وقد تهز عروشكم. هاكم نموذج بسيط لهذا النوع من "النصائح" الاكاديمية التي تبدو في
ظاهرها محايدة وعقيمة ولكنها في الواقع تسدي نصحا ثمينا (لاولي الامر):
"
البطالة أصبحت من اخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات المعاصرة عموما"....
"الاثار الاقتصادية للبطالة تتمثل في الفقر وما يترتب عليه من سوء الرعاية الصحية
وانخفاض المستوى التعليمي وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاجية، وسياسيا ما يترتب عليها
من تهديدات وتوترات على النظام السياسي القائم".
واضح.
البطالة تؤدي الى تهديدات للنظام السياسي القائم. شكرا جزيلا.هذا هو بيت القصيد.
الكلام المذكور اعلاه هو كلام لاحدى الاكاديميات من حاملي شهادة الدكتوراه. انها
تقول ان البطالة تسبب الفقر. والفقر يسبب سوء الرعاية الصحية. والاخيرة تسبب انخفاض
المستوى التعليمي. وبالنتيجة فان كل ذلك سيؤدي الى انخفاض مستوى الانتاجية (
اقتربنا من الهدف ) وطبعا فان انخفاض مستوى الانتاجية يسبب.....تقليل الربحية واذى
للرأسماليين وسياسييهم. اما من الناحية السياسية فانها تقول ان البطالة تؤدي الى
احداث تهديدات وتوترات على النظام السياسي القائم.
كلام الاقتصاديين والاكاديميين لا يكترث بانسانية العاطل عن العمل ولا برفاه
عائلته، ولا بعمل اطفاله في سن مبكرة من اجل توفير لقمة الخبز، ولا بالمعاناة
النفسية الفظيعة التي يمر بها حين يفكر ماذا سيجلب له الغد من الم وخوف وانتظار
للمجهول.كلا. ان المهم هو "التوترات على النظام السياسي القائم".
اما نحن فنقول ان مشكلة العاطلين انسانية. انها كارثة في جميع الدول، وفي العراق هي
كارثة محققة لان العاطل ليس له اي دعم او اسناد او رعاية او معاش.انه بلا ضمان
بطالة، بلا امل، بلا اي قدرة على ان يرمم حياته التي يمزقها اصحاب"النظام السياسي
القائم" المتنعمين بالرفاه، بالتبريد، بالرواتب الخيالية، بالارصدة في البنوك،
بالحرس المدجج بالسلاح، بجوازات السفر الدبلوماسية، بالبيوت ( عفوا القصور ) في
مناطق الجادرية والقادسية والمسبح والكرادة والمنصور، بالمسابح والحدائق، بالسفرات
الى دول اوربا، بالبعثات الوهمية لتحصيل"الخبرات".
استقرار النظام السياسي ؟!
ومن يريد
لهكذا نظام غير انساني واستغلالي استقرارا ولا يود رؤيته في المزبلة ؟!.
اسألوا الاكاديميين.