مقابلة نحو الاشتراكية مع عصام شكري سكرتير اللجنة المركزية حول القصف الإيراني على
كردستان وعملياتهم العسكرية ضد حزب الحياة الحرة - بزاك
نحو الاشتراكية:
منذ أكثر من اسبوعين بدأ الجيش الإيراني قصفه الوحشي على القرى الحدودية في
كردستان العراق وشن عمليات عسكرية ضد حزب الحياة الحر. فما هي الأبعاد الحقيقية
لهذه العمليات العسكرية؟ والى ماذا تسعى الجمهورية الاسلامية من وراء تلك العمليات؟
عصام شكـري:
نحو الاشتراكية:
كيف تقيم موقف الحكومة العراقية وبقية القوى والتكتلات السياسية داخل
البرلمان وخارجها من تلك العمليات العسكرية؟ وهل تتوقع ابداء اي ردة فعل من قبلهم
بخصوص هذه الأزمة سواء باحتواء لصالح جماهير كردستان والعراق أو تصعيدها لمأربهم
الخاصة؟ وكيف هو الموقف الجماهيري من تلك منها؟
عصام شكـري:
نحو الاشتراكية:
لقد سببت تلك العمليات الحربية الدائرة في المناطق الحدودية لكردستان
العراق في تشريد الآلاف من المواطنين الابرياء والحقت خسائر فادحة بممتلكاتهم. كيف
هو الوضع الانساني في تلك المناطق؟ وهل قامت حكومة الأقليم بواجباتها الأخلاقية
تجاه السكان الآمنين في المنطقة؟ وكيف ترى موقف السلطة الكردية وموقف الحزبين
الحاكمين والقوميين الكرد وبقية احزابهم السياسية من تلك الأزمة الإنسانية وتلك
العمليات الحربية؟
عصام شكـري:
يجب ان اميز بين الجهود الانسانية لمساعدة اللاجئين وبين موقف حكومة اقليم كردستان
المتواطئ مع القصف الايراني. هذا التواطؤ لا يصرح عنه بالطبع لانهم كما يتضح لا
يريدون الظهور بمظهر الحمقى الى هذه الدرجة. ولكن جماهير كردستان تعرف انهم
متواطئون. لقد اتهمت بعض قوى المعارضة القومية في كردستان صراحة في اعلامها سلطات
الاقليم بالتواطؤ وبوجود عناصر داخل الاحزاب الحاكمة تقوم بالاتصال المخابراتي مع
الجمهورية الاسلامية لتسهيل مهمة الاخيرة في التغلغل والنفوذ ومساعدتها في حربها ضد
الاحزاب الكردية الايرانية المناوئة لها وتسهيل المهمات التجسسية لهم في العراق.
من الناحية الانسانية وحسب معلومات مكتب الصليب الاحمر الدولي في العراق، فان هناك
مئات العوائل النازحة من سفوح جبل قنديل ومحافظة اربيل عموما يتعرضون الى ظروف لا
انسانية وقد قدم الصليب الاحمر لهم المساعدة ويتم ترحيلهم الى مناطق امنة فيما تقول
وزارة الهجرة والمهجرين بانها تنتظر تقارير من مكاتبها في اربيل. وهناك ايضا اخبار
تتحدث عن تشكيل لجان لتقييم الاضرار في قضاء جومان. ان تلك ردود افعال ذات طابع
خدمي. ان مداواة الجرح ليست كافية. ان حكومة اقليم كردستان متهمة بانها تسهل عمليات
القصف وتغض الطرف وتلزم الصمت. ان هؤلاء مشاركين في جرائم الجمهورية الاسلامية.
بالامس سحبوا قوات الحرس الثوري الى الداخل العراقي بحجة مقاومة قوات النظام البعثي
واليوم يتواطئون لتقديم الخدمات الى الجمهورية الاسلامية من اجل ان ترضى عنهم وتسمح
لهم بادامة سلطتهم ونبهم للثروات وحرمان الملايين. هكذا هو موقف القوميين الكرد
وخاصة جلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني وعلاقاته المعروفة باطلاعات
الايرانية لثبيت نفوذه.
نحو الاشتراكية: لماذا تصاعدت وتيرة التدخل الايراني في كردستان العراق
خصوصا" وباقي مناطق العراق عموما"، في هذه الفترة بالذات؟ وهل أن قرار انسحاب الجيش
الامريكي لها اي دور يذكر في هذا الموقف العسكري والسياسي الايراني؟
عصام شكـري:
لقد حاولت ان ابين ان هناك مناخ سياسي متلبد في العراق والمنطقة. افاق الجمهورية
الاسلامية في المنطقة تبدو مغلقة. الوضع في سوريا ليس في صالح الجمهورية الاسلامية
الايرانية. وضع حزب الله (النسخة اللبنانية لمقتدى الصدر) في ورطة بعد صدور مذكرات
التوقيف بحق الاربعة المنتمين له في قضية اغتيال رفيق الحريري وامكانية ضلوع ايران
بشكل مباشر في تنسيق سلسلة واسعة من الاغتيالات في لبنان وغيره، وضعها في العراق سئ
والثورة الشعبية تشي بان الجماهير بدأت بالتحرك الجدي ضد اعوان الجمهورية الاسلامية
من الميليشيات الاسلامية الحاكمة كحزب الدعوة والمجلس والصدريين ايضا. هناك مسألة
الانسحاب الامريكي من العراق نهاية 2011 ورغبة ايران في خروج امريكا لتحل محلها
وتؤمن موطئ قدم جديد في صراعها مع الغرب وايضا تأمين الداخل الايراني ضد اي تفجر
ثوري وشيك. كل هذه الاسباب برأيي تجعل من الجمهورية الاسلامية تحاول الهجوم لكي
تعزز مواقعها وتبين للدمى الحاكمة بالعراق بانها جادة ويدها الاجرامية تستطيع
الوصول الى اية نقطة ومتى تشاء ودون اي رادع. ولكن هذه هي القيمة الظاهرية
لاعمالها. السبب الاصلي برأيي هو انها في مأزق كقطب ارهابي اسلامي وبداية سقوط
هيمنتها الاجتماعية والسياسية في العراق ولبنان وسوريا وحتى في غزة تحت حماس. ان
العمل العسكري لا علاقته له برأيي ببزاك او المعارضة الايرانية بل للتأكيد الوحشي
بهيمنتها الاقليمية.
نحو الاشتراكية: لقد صرح اليوم قائد الحرس الثوري الايراني بان العمليات
العسكرية الايرانية في كردستان العراق هو موقف سياسي اكثر مما هو عسكري! فكيف تقرأ
هذا التصريح لقائد الحرس الثوري الايراني؟ وما السبيل لانهاء هذه الهجمة العسكرية
الايرانية على السكان الآمنين في كردستان؟
عصام شكـري:
نحو الاشتراكية: ما هو موقفكم السياسي العملي من هذه الحرب وهذا التصاعد في
التدخل الايراني في الشأن السياسي العراقي؟ وما ذا ينبغي على قوى اليسار والتمدن في
العراق أن تفعله بهذا الصدد؟ وما هو ندائكم لجماهير كردستان والعراق بهذا الخصوص؟
عصام شكـري:
انبه الى عدم الوقوع في براثن التحليلات الفاشية القومية العروبية التي سمعها الناس
ملايين المرات من وسائل اعلام ودعاية القوميين العرب حول (الفرس المجوس) والاعتداء
على الوطن وغيرها من التعابير الفاشية التي لا تقل انعداما للانسانية عن الاسلام
السياسي في ايران والعراق وكل مكان. ان حقيقة الامر هي ان ايران تريد ان تثبت نفسها
في العراق لا لانها قوة "مجوسية" او فارسية بل لانها قطب الاسلام السياسي وتريد ان
تحول البشر الى حطب لادامة حربها ضد الغرب وامريكا وبالتالي الحصول منه على
الموافقة والرضوخ بقبول دورها ونفوذها. ولكن فات الاوان. لقد شرعت مرحلة تأريخ
جديدة ترسمها جماهير المنطقة بعيدا عن قوى الاسلام السياسي وارهابه وعن امريكا
وارهابها.