الاناء بما فيه ينضحُ
حول تطاول الاسلاميين على حرية التعبير وقوى التحرر والمساواة في المجتمع
عصام شكــري
نشرت أحد صحف التيارات الاسلامية الرجعية المتلفحة برداء معاداة الامبريالية المزيف وتسمى " انصار المهدي" في عددها 54 مقالة تتهجم كاتبته على حركة الشيوعية العمالية في العراق وتنال وبشكل مبتذل وشخصي من احد الناشطات النسويات لممارستها حقها في النقد وحرية التعبير وتتهم حركة الشيوعية العمالية باتهامات ساقطة منها انها حركة تفسد المجتمع التي تتمناه الكاتبة اسلاميا ظلامياً حالك السواد.
ورغم ابتذال المقالة وشبهها باساليب البعثيين من حيث اتهاماتها للشيوعية فاننا هنا نرد عليها باسلوب النقد السياسي المتمدن للطبقة العاملة وتيارها الاشتراكي التحرري لا باسلوبها البرجوازي الواطئ. لقد تجرأ المقال وكاتبته بالتهجم على حق الانسان اولا في التعبير والنقد. وثانيا لان كاتبة (وربما كاتب) المقال تجاوزت على حركة الشيوعية العمالية واصفة هذا التيار الانساني الاشتراكي العمالي الجسور بالاوصاف الدنيئة بدلا من النقد السياسي المتعارف في العالم المتمدن. ورب سائل يسأل: ولكن عن أي تمدن تتحدثون مع هكذا تيارات رجعية ووحشية تنتمي الى القرون البربرية وهم يتغنون بقطع الرؤوس والجلد وتشطيب الظهور والهجوم على الطلبة المسالمين بالكيبلات والمسدسات والبنادق لمنعهم من الاحتفال والرقص!!. ونقول اذا كان لزاماً على الحركة العمالية والاشتراكية ان تواجه التخلف والرجعية الرأسمالية في العراق فهذا " قدرنا" وواجبنا الذي لن ننكص عن ادائه ولو للحظة ازاء الطبقة العاملة المحرومة وكل الجماهير المتمدنة في العراق. على هذه التيارات البرجوازية الرجعية ان تتعلم من العمال والنساء والاشتراكيين والعلمانيين وكل الاحرار التمدن واحترام الانسان وحرياته والا فعليها الرحيل عن الساحة السياسية.
لقد هاجمت الكاتبة في مقالتها برنامج الشيوعية العمالية وباسلوب خال من أي موضوعية بوصفه برنامج "داعر" ويدعو الى تفسخ المجتمع. والحق يقال ان هذه " التهمة" ليست جديدة على الرأسماليين وقوى التخلف البرجوازية في محاربتهم المحمومة للشيوعية. فديدن الاسلاميين والقوميين كان دوماً قمعهم للشيوعية واتهامها بالاباحية لتأليب جماهير العمال والكادحين ضدها. ولقد بين ذلك ماركس وانجلز حين قالوا بان البرجوازيين يتهمون الشيوعيين بالاباحية لان الاخيرين يناضلون ضد الدعارة المستترة الممارسة في المجتمع البرجوازي بحق النساء ومطالبتهم بتحرر المرأة من السلعية واعتبارها اداة جنسية مستلبة بيد الرجل لاعادة انتاج الطبقة العاملة المسحوقة بينما هم ( أي البرجوازيون انفسهم) يتبادلون زوجاتهم فيما بينهم (انظر البيان الشيوعي لماركس وانجلز). واليوم تلوك السنة الاسلاميين النتنة نفس اتهامات البرجوازية المستغلة ( بكسر الغاء) ويتقول الاسلاميون البرجوازيون على الشيوعية العمالية واحرار المجتمع - بالشتيمة والابتذال والتهجم الاخلاقي والشخصي.
والسؤال هنا يبرز: ماذا سيكون وضع الملايين من البشر لو تأتى لهؤلاء "الجهاديون" الوصول الى السلطة وحكموا العراق ولو لبضعة ساعات! ماذا سيكون نصيب الالاف من الشيوعيين والملايين من التحرريين والنساء والشباب المودرن؟ وكيف سيعامل الانسان تحت ضلال سيوف هؤلاء الصدئة ؟!!. بطبيعة الحال نتوقع ان يكون نموذج حكم طالبان وتجار الافيون في افغانستان ووحوش الجمهورية الاسلامية نسخة ممجوجة وباهتة تجاه ما سيفعله هؤلاء التقاة الورعون بالمجتمع العراقي.
ورغم اننا هنا غير معنيين بالرد نيابة عمن هاجمتهم هذه الكاتبة بحديثها المبتذل فهذا شأنهم، فان لنا كلمتنا في الدفاع عن الشيوعية العمالية باعتبارنا تيارا فاعلا في هذه الحركة بل ورافعي راية هذه الحركة الاشتراكية الاعتراضية وندافع عنها وعن برنامجها للمجتمع في الحرية والمساواة وسلطة المجالس العمالية والاشتراكية وبكل قوة ولن نسمح لاحد بتلويثها.
نقول لهذه الكاتبة القرو-وسطية ان التهجم على حركتنا باسلوب غير سياسي هو تهجم على كل الطبقة العاملة العراقية والحركة الاشتراكية وكل النساء والشباب والتحرريين والعلمانيين واحرار العراق ولن يجابه من طرفنا بنفس هذا الاسلوب المنحط بل سيجابه سياسياً ودائما وعلى كل المستويات لتعريته باعتباره اسلوبا اسلاميا همجيا غير متمدن تماما كما نفضح ونحارب السياسة الرجعية والوحشية للحكومة الامريكية ورئيسها اليميني جورج بوش ضد جماهير العراق والتحررين واليساريين في العالم اجمع.
ان الشيوعية العمالية - ظهير العمال والكادحين والراديكاليين والعلمانيين والنساء وكل احرار العراق ورافعة راية الجمهورية الاشتراكية، لا تكترث كحركة طبقية واجتماعية او كتيار سياسي ممثل بحزبها الشيوعي العمالي اليساري بالخرافات التي تؤمن بها هذه الكاتبة الاسلامية واخلاقياتها المعادية للحرية ولا تشتريها شروى نقير. والكاتبة وان حاولت عبئا التستر خلف اكاذيب التقوى والورع والعفة المزيفة ومعاداة الامبريالية والصهيونية ( لا ندري بعد ان تبادل سادتها المعممين في طهران العبارات الفرنسية الرقيقة مع القادة الاسرائيلين بمناسبة وفاة البابا ان كانوا سيصرون على معاداة اسرائيل ايضا؟؟) فهي غير قادرة ابدا على اخفاء حقيقة مبادئها الاجتماعية الرجعية ومخزونها الاستبدادي المتخلف التي تدعو الى العنصرية والمذهبية البغيضة والتفريق بين البشر على اساس مذاهبهم ومعتقداتهم وجنسهم وافكارهم. اننا لا نأبه لما تؤمن به الكاتبة بل وحتى نحترم حقها في ذلك ولكننا لن نسكت ابدا حين يتم فرض هذه المبادئ التمييزية العنصرية بالتخويف والتفجيرات والارعاب والارهاب ومهاجمة الطلبة والطالبات بالكيبلات والمسدسات وفرض مبادئ الاسلام على المجتمع المتمدن الذي يمقت هذه المبادئ ويتقزز منها.
ان ما تسميه الكاتبة (بدعارة) الشيوعية العمالية لمجرد ان حركتنا تدعو الى مساواة المرأة بالرجل وبتحرر المرأة من قيم واخلاق الرجولية والاستبداد الرجولي المستمدة من الاسلام والقومية والعشائرية نستطيع فضحه وببساطة بشواهد من ممارسات اسلامها السياسي نفسه. ذلك الذي يعطي المرأة ثمن (بيعها لجسدها) لمدة ساعة او اقل الى الرجل الذي يدفع نقودا لقاء هذه العملية الجنسية المرخصة من قبل رجل الدين المعمم ومباركته. يسمي هؤلاء هذه العملية بزواج المتعة ونسميه نحن بالدعارة المستترة. ان تلك الممارسة اللا انسانية بحق المرأة تمارس على نطاق واسع وتشجع من قبل الملالي في المناطق المحرومة الخاضعة لسلطة الاسلام السياسي ومنها الجمهورية الاسلامية في ايران قبلة الكاتبة ومنارة ورعها وتقواها الاخلاقيين. ماذا تسمي الكاتبة هذه العلاقة الجنسية التبادلية ( نقود مقابل جنس) ياترى؟ ورع وتقوى وصلاح؟ ام عفة وتزهد وفضيلة وسمو خلق؟؟ ام انها عملية بيع وشراء لجسد المرأة وبدفع ومباركة الرجال في المجتمع؟ اليس بيع المراة لجسدها بلا أي حب او رغبة في الشريك والذي يشتريها كالبهيمة لساعة ، سوى المال الذي تحتاجه لامرار معيشتها التعسة وحياتها البائسة تحت حكم الرأسماليين المعممين والمجتمع الرجولي المتوحش؟؟ الا تعد ذلك منتهى الاباحية والسقوط الاخلاقي والغربة الانسانية؟ ام ان لها تخريجها و" اجتهادها" الانتهازي لهذا الفعل الساقط؟
حتى في هذه الممارسة فالمرأة في عرفنا نحن الشيوعيون العماليون ضحية للدين واستهتاره بكرامة المرأة وكبريائها الانساني وحريتها. ان العهر الحقيقي الذي يمارس وبشكل خفي في المجتمع من خلال مؤسسة الزواج البرجوازية الذي تباع فيه المرأة وتشترى ، واكراه الملايين من النسوة على بيع اجسادهن للرجال بلا حب او رغبة لمجرد ان المجتمع الرجولي فرض ذلك عليهن اما بالقوة والتخويف واما من ضغط الحاجة والعوز واليأس او الهرب من سلطة الاب الرجولية هو عهر رجالي بطبيعته بالرغم من ان ضحاياه هم النساء اللواتي يشغلن قرابة ال 60 % من المجتمع !!.
ماذا تقول الكاتبة القديرة عن زواج الطفلة البريئة بعمر 9 او 10 سنوات من رجل بالغ أشيب في مبادئها الحنيفة الاخلاقية جداً؟ ورع وتقوى وصلاح للامة؟ هل تدري ما حكم هكذا علاقة في القوانين الدولية التي تستهزأ بها؟ هكذا علاقة تعد اغتصابا جنسيا يعاقب عليه القانون بحبس الرجل لمدة لا تقل عن عشر سنوات في أي مجتمع متمدن لا يتدخل الدين في شؤونه.
وماذا عن زواج الرجل (العادل؟!!) من اربع نساء يتنقل بينهم من سرير الى سرير ليرضي غرائزه الحيوانية ؟ وماذا عن اعتبار المرأة عورة وناقصة عقل ودين وسلعة جنسية للمتعة واطفاء شهوة الرجال او ماكنة للانجاب يجب اخفائها عن الرجال لئلا تلوث شرف القبيلة؟!! وماذا عن اعتبارها ناقصة لدرجة عدم القدرة على الشهادة في المحكمة وهي الطبيبة والعاملة والمربية والمهندسة والعالمة؟!!
اخلاق من الداعرة ياترى؟ وكيف يجرؤ الاسلاميون على مهاجمة من يدافع عن حرية وانسانية الانسان؟ وأية وقاحة يتهمون الشيوعيين بانهم يدعون الى اقامة علاقات جنسية مع الاخت او الام واي كذب ووضاعة في هذه الادعاءات ؟. هل نذكر فقرات مما هو مدون في بعض كتبهم الدينية والتي تقشعر منها الابدان لانحطاطها اللامتناهي؟
الشيوعيون يدعون الى مساواة المرأة بالرجل بلا قيد او شرط والى مساواة البشر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا واجتماعيا، واول المساواة يبدأ من خلال القضاء على نظام الطبقات الاستغلالي الذي يتيح استعباد الناس لبعضهم البعض ويسلبهم انسانيتهم وكبريائهم أي اظطهاد الطبقة العاملة من قبل الرأسماليين - والمعممين في اول صفوف الرأسماليين.
الشيوعيون يقولون ان للناس حق عبادة ما يشاؤون وبكل حرية وبلا استبداد وبان الدين شأن شخصي ولكن ليس لاحد الحق في فرض قيمه الخرافية والتسلطية والعنصرية والتمييزية على الناس او اقحام خرافاته في حيوات البشر.
للشيوعية تفسيرها المادي للتاريخ وحركة تطور المجتمع بعيد عن خرافات الماورائية التي تزرع الاوهام في عقول العمال المسحوقين لكي يحلموا بالجنة الخرافية وبأكل العنب والعسل وشرب الزنجبيل ومعاشرة الحوريات (كواعبهم النواهد) ولينسوا اعدائهم الطبقيين على الارض الذين يستغلونهم وينتهكوا انسانيتهم في كل لحظة في هذا العالم المتوحش الظالم المقلوب. الشيوعية تنادي بفصل هذه الخرافات والممارسات الوحشية الدموية عن المجتمع المدني الحديث وبعيش الانسان كريما حرا.
********
اذا اردتم ايها الاسلاميون قطع تذاكر سفركم الخرافي الى جنانكم المزعومة فاقطعوها على حسابكم لا على حساب البشر المحرومين والجائعين والمستلبين. واذا اردتم التكفن بالاكفان لهذه الرحلة الوهمية الاستعراضية فهنيئا لكم اكفانكم وارتدوها بعيدا عنا. وفروا على الناس مناظركم الكئيبة واساليبكم الوحشية غير المتمدنة. لن تمرروا اضطهادكم للبشر والنساء، والشيوعية العمالية حاضرة في الميدان.
ان حركة الشيوعية العمالية في العراق لن تسمح لاحد بالتجاوز على حريات الناس في التعبير والمعتقد والنقد والضمير واقامة التجمعات والاحتفالات والفرح والرقص وكل ماهو انساني ، رضي الاسلاميون بهذا ام لم يرضوا. نحن على استعداد للدفاع عن حرية الناس ضد كل من يجرؤ على تهديد او انتهاك مساواتهم مع بعضهم ولنا ان ننقد الاسلام السياسي لاننا نعتبره تجسيد متخلف وارهابي للنظام الرأسمالي المحلي المعاصر في العراق كما ان المحتل الامريكي هو تجسيد الهيمنة الرأسمالية العالمية في هذا البلد.